بينما تواصل سوريا نفي جميع الأخبار حول لقاءات مرتقبة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، عادت أنقرة لتأكيد هذه الأحاديث من جديد!

وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، “أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد قد يلتقيان في دولة ثالثة لإجراء محادثات مشتركة”.

وقال فيدان، في مقابلة مع صحيفة “صباح” التركية، “إن أنقرة تريد من دمشق أن تجري حوارا مع المعارضة السورية”.

وأضاف فيدان: “إذا عقد الاجتماع، فسيعقد في دولة ثالثة”، مشيرا إلى “أن الحوار مع المسؤولين السوريين حول مكان وموعد اللقاء مستمر، لكن لا توجد مواعيد محددة حتى الآن”.

ولفت الوزير، إلى أن “الجانب السوري مستعد لعقد اجتماع دون أي شروط مسبقة”، مضيفا أن “المصالحة مع المعارضة السورية هي مهمة السلطات السورية، وأنقرة تشجع ذلك، لكن لا تستطيع إجبارهم وخيار التوصل إلى اتفاق مع دمشق وتجاهل المعارضة أمر مستحيل”.

وقال فيدان: “يتعين على السلطات إجراء حوار مع المعارضة حتى تبدأ في مناقشة حل المشكلات”.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أنه “يعمل على تنظيم لقاء بين أردوغان والأسد، لكن من السابق لأوانه الحديث عن أي شيء ملموس”، وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، “إن روسيا مهتمة كغيرها من الدول بتحسين العلاقات بين تركيا وسوريا”.

وكانت  سوريا، أعلنت مؤخرا موقفها من إعادة العلاقات مع تركيا، مؤكدة أن “هذا الطرح يجب أن يبنى على احترام المصلحة المشتركة للبلدين”.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: “ترى سوريا أن نتيجة تلك المبادرات ليست غاية إعلامية، وإنما مسار هادف يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين، أساسها احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي ومواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما، ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين”.

وأضافت: “سوريا تؤكد أن أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوة، والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وفي مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضا”.

وأوضحت الخارجية أن سوريا “حرصت دائما على التمييز الواضح ما بين الشعوب من جهة، وسياسات وممارسات الحكومات التي ألحقت الأذى بسوريا، وبدولها من جهة أخرى، وفق ما أثبتته الوقائع والأحداث”.

كما أفادت أن “مصلحة الدول تبنى على العلاقة السليمة فيما بينها وليس على التصادم أو العدائية، وانطلاقا من ذلك حرصت سورية على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي طرحت لتحسين العلاقات بينها وبين تلك الدول، وفي ذات الإطار تعاملت سوريا مع المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أردوغان والأسد سوريا وتركيا وزير الخارجية التركي

إقرأ أيضاً:

سوريا... ساحة لتلاقي تركيا وإسرائيل؟

من المفترض أن تكون تركيا وإسرائيل خصمين جيوسياسيين لدودين، كما أن هناك صراعاً تاريخياً بينهما،

يسعى أردوغان ونتانياهو إلى ترك إرث باعتبارهما زعيمي توسيع حدود بلديهما لأول مرة منذ عقود

وكتب  السياسي والصحافي اليوناني كونستانتينوس بوغدانوس في موقع "بروسلز سيغنال" الأوروبي، أنه في السنوات الأخيرة، تزايدت التوترات بين تركيا وإسرائيل، حيث انخرطا في العديد من الردود الدبلوماسية الحادة، وأحياناً تجاوزت تلك الردود حدود الدبلوماسية.

واستشهد بوغدانوس بما كتبه جدعون رخمان في"فايننشال تايمز" قبل بضعة أيام: "يتنافس نتانياهو وأردوغان كي يكونا رجلي الشرق الأوسط القويين". 

استغلال سقوط الأسد

كما أشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين، إن تركيا تحمل المفتاح إلى سوريا، إذ وضعت أنقرة ثقلها الكامل وراء جهاديي هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المعاد تقديمهم بصورة جديدة وزودتهم بالتدريب والمعدات والاستخبارات والدعم اللوجستي ــ وإلى حد كبير الآن هي تتخذ القرارات في دمشق. 

"Turkey and Israel in Syria: Common ground for the best of enemies" https://t.co/Pvt0kC41Su

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) December 23, 2024

وبالنظر إلى أن تركيا تمكنت الآن من السيطرة بشكل مباشر على منطقة شاسعة في شمال سوريا، تتبادر سابقة قبرص إلى الذهن: من المتوقع عاجلاً أم آجلاً أن تقوم بحكم الأمر الواقع ــ أو حتى بحكم القانون، بعد استفتاء ــ بضم الأراضي التي استولت عليها قواتها بالوكالة.

لكن تركيا ليست الجارة السورية الوحيدة التي استغلت سقوط الأسد، إذ غزت إسرائيل أيضاً الجولان، وأرسلت ألوية نخبوية عشرات الكيلومترات إلى داخله، بهدف إنشاء "منطقة عازلة" وذلك "لأغراض أمنية". 

أنقاض... ولا اعتراض

في الوقت نفسه، دمرت مئات الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين البنية التحتية العسكرية والمرافق والمعدات والمخزونات التابعة لحكومة الأسد.

وتحولت القدرات الدفاعية لحليف إيران السابق والذي كان محورياً بصفته حلقة وصل بين طهران وقواتها بالوكالة في لبنان، إلى أنقاض.

ومن المثير للاهتمام أن "المتمردين  المتشددين" الذين أعيد رسم صورتهم والذين تولوا السلطة في سوريا لم يتفاعلوا حقاً مع الضربات الإسرائيلية التي لا هوادة فيها، فلا دعوات لحمل السلاح  ولا تعهدات بتحرير القدس أو استعادة الأراضي السورية التي استولت عليها القوات الإسرائيلية.

صفتان سائدتان

أضاف الكاتب أن السينيكية والواقعية تسودان، وبينما تتابعان مساعيهما الخاصة، وجدت إسرائيل وتركيا نفسيهما على الجانب نفسه فعلياً.

Israel vs. Turkey: The Intensifying Middle-East Power Struggle. “Turkish officials want the new Syria to be a success so that Turkey can own it, and they feel that the Israelis might just ruin everything,” says ⁦@gonultol⁩ https://t.co/E9ODn7FHQj

— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) December 20, 2024 الهدف النهائي هو الأهم

ومن المؤكد وفقاً الكاتب أن تل أبيب وأنقرة ستتصادمان مرة أخرى مستقبلاً في ما يتصل بإنشاء دولة كردية في المنطقة ــ وهو ما طرحه ترامب علناً على الطاولة. لكن في الوقت الحالي، يمكن أن يكون البلدان أفضل الأعداء. فكلاهما أراد رحيل الأسد وكلاهما الآن يسعيان إلى المغانم.

في الوقت الذي يتم فيه إعادة رسم الخطوط على خريطة معاهدة سايكس بيكو الأنكلو-فرنسية التي أُبرمت قبل قرن من الزمن، يسعى أردوغان ونتانياهو إلى ترك إرث باعتبارهما زعيمي توسيع حدود بلديهما لأول مرة منذ عقود.

ويختم الكاتب "الهدف النهائي هو الأهم، إذ يسعى الرئيس التركي إلى استعادة الإمبراطورية العثمانية، بينما يتطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إسرائيل الكبرى. كما يتضح، في مسار تحقيق أهدافهما، يمكن للخصمين في بعض الأحيان أن يثبتا أنهما مفيدان جداً لبعضهما البعض". 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية: نحذر إيران من بث الفوضى في سوريا
  • وسقطت سوريا صهيونيًّا
  • بعد سقوط الأسد..عيون تركيا على الصفقات مع سوريا
  • سوريا: الشرع يتفق مع "قادة الفصائل الثورية" على الاندماج مع وزارة الدفاع
  • الإدارة السورية تدعو لتسليم الأسلحة وتحذير ألماني من حرب بين تركيا والأكراد
  • سوريا... ساحة لتلاقي تركيا وإسرائيل؟
  • كيف تطوّرت احتجاجات سوريا إلى حرب أهلية مدمرة؟
  • تعرف على الاشخاص الذين رافقوا بشار الأسد برحلته تحت الأرض للفرار من سوريا
  • فيدان: تركيا تعيش فخر الوقوف بالجانب الصحيح من التاريخ في سوريا
  • بعد فيدان.. وزير الخارجية الأردني يزور دمشق ويلتقي الشرع