أغسطس 1, 2024آخر تحديث: أغسطس 1, 2024

نزار السامرائي

الأيام القليلة الماضية كانت النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي ومجاميع الواتساب تتركز على موضوع مشاركة العراق في أولمبياد باريس 2024 ولاسيما ما يتعلق بالمنتخب الأولمبي لكرة القدم، والأداء المخيب للآمل الذي ظهر به.

ورغم الاستياء وخيبة الأمل الا أن الواقعية تدفع بنا لقبول ما حدث، ليس لأننا راضخين للخسارة، وأنها مقبولة بكل الأحوال، ولكن الواقع يشير الى أن الرياضة العراقية بحاجة الى إعادة بناء شامل، ورؤية ثورية جديدة تتماشى مع التغيير الحاصل في جميع مفاصل الحياة، والابتعاد عن الشخصنة وتسيس الرياضة التي نجد اثارها ليس فقط بالمستوى الذي عليه فرقنا وانما بطبيعة الآراء والهجمات “المنظمة” و “الممنهجة” على جهة او اشخاص بعينهم.

في البدء علينا القول إنه لا يوجد شخص يستلم مسؤولية فريق او منظومة رياضية لا يرغب او يعمل على تحقيق الانتصارات والفوز في المحافل التي يشارك فيها حتى لو كانت رمزية او فخرية، لأن ذلك جزء من الطبيعة البشرية، اللهم الا إذا خالف المشارك ذلك وتعمد الخسارة لأسباب لا تتعلق بالرياضة او الانتماء.

ولكن أي مسؤول او شخص اداري يتكفل بمهمة الاشراف او التدريب يتعامل أولا بالأدوات المتاحة له، والاجتهاد في تمييز من يعتقد انه يتوافق مع رؤيته التدريبية او إدارة المؤسسة او الفريق، وبذلك فأن الاجتهاد يحتمل الصح والخطأ. ولكنه ينبني على أساس رؤية ما لتحقيق ما مطلوب.

وفي هذا الاجتهاد نجد ان الأدوات المتاحة لدينا غالبا ما تكون محدودة وهي نتاج منظومة أخرى لا ترتبط بشكل مباشر بالمؤسسة (وهي هنا الأولمبية، او الاتحادات الرياضية)، كون الاعداد الرياضي يحتاج بناء من الصغر وهو ما تعتمده اغلب الدول التي تتفوق رياضيا .. والاعداد من الصغر يتطلب تفكير ومنظومة صحيحة سواء من العائلة والمجتمع او مؤسسات الدولة ذات العلاقة، إضافة الى الاستعداد الشخصي للأفراد في تنمية مواهبهم وقدراتهم وهذا في مجتمعنا يتعلق بشيئين في الغالب هما تحقيق موارد مالية، او الشهرة. وهنا يمكن أن نضيف امتياز تمكين الموهبة الرياضية من الدراسة الجامعية عبر منح مجانية، في الكليات الاهلية لغرض تمثيلها في المسابقات والمشاركة بأسمها في المحافل الرياضية. كما هو معمول به في عدد من الجامعات الامريكية.

ان ذلك يتطلب أن يكون بناء الرياضي من المدرسة الابتدائية بالعمل على تفعيا درس الرياضة وتمكين المعلمين والمدرسين من تشخيص المواهب التي يمن ان تصقل بشكل صحيح ورعايتها وتقديمها الى الجهات المختصة، وهنا يأتي دور وزارة الرياضة والشباب باستقطاب هذه المواهب عبر بناء مراكز تدريبية متخصصة تتوفر فيها الأدوات اللازمة لبناء قدرات اللاعبين الصغار لغرض اعدادهم بشكل صحيح، قبل أن تبدأ الأندية والاتحادات المتخصصة بتبنيهم كعناصر تشكل نواة فرق وطنية متهيئة للمشاركات الخارجية، بدءا من تحقيق المشاركة فقط لغرض الاعداد والاحتكاك وصولا الى المشاركة من اجل تحقيق الإنجاز.

وفي كل هذه المراحل نشير الى أن موارد الدولة قد تون محدودة في الدعم اذا ما تكفلت بكل شيء بما في ذلك دعم الأندية الرياضية، وهنا يكون الحل باتجاه تفعيل مشاركة رؤوس أموال القطاع الخاص، والعمل على فتح المجال امام الاستثمار في مجال الرياضة، وتحرير الأندية من الارتباط بالمؤسسات الحكومية، بفتحها امام الاستثمار الخاص، او المشاركة بين القطاع الخاص والحكومي، مع هدف تحقيق الأرباح، وهذا الهدف يتحقق كلما زاد الأداء واستقطبت كفاءات متمكنة وتحقيق النجاحات والفوز. ويمكننا النظر الى الأندية الخليجية في هذا الاتجاه، ولا نقول الأندية الاوربية والأمريكية التي تعتمد المنافسة بين رؤوس الأموال وهي تحقق أرباح مجزية.

هذا الامر يتطلب تدخل الجهات ذات العلاقة مثل الحكومة ممثلة بوزارة الرياضة والشباب، ومجلس النواب بكونه مؤسسة تشريعية، واللجنة الأولمبية (الاتحادات المتخصصة) صاحبة الحق بالإشراف والمستفيدة من النهوض بالرياضة العراقية.

الكلام في هذا المجال واسع ويتطلب نقاشا جدا وحوارا مثمرا وهو ما نأمل أن يتحقق في قابل الأيام.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

أهمية الرياضة في حياة الإنسان

أهمية الرياضة في حياة الإنسان،الرياضة ليست مجرد نشاط بدني يمارسه الأفراد، بل هي أسلوب حياة يساهم في تحسين الصحة الجسدية والنفسية، وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية.

 سواء كانت الرياضة تمارس كهواية، أو احترافًا، فإنها تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق التوازن في حياة الإنسان، كما أنها تعد وسيلة فعالة لبناء مجتمع صحي ومترابط.

فوائد الرياضة للفرد

1. الفوائد الصحية:

تساهم الرياضة في تقوية القلب وتحسين الدورة الدموية.

تساعد في الحفاظ على الوزن المثالي والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم.

 

2. تحسين الصحة النفسية:

ممارسة الرياضة تقلل من التوتر والقلق وتساعد على تحسين المزاج بفضل إفراز هرمونات السعادة.

تعزز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.

 

3. تنمية المهارات الشخصية:

تعلم الرياضة قيمًا مثل الانضباط، الصبر، والعمل الجماعي.

تساعد على تعزيز التركيز وتنظيم الوقت.

كيف تحافظ على صحتك النفسية في فصل الشتاء: نصائح للتغلب على الاكتئاب الشتوي
فوائد الرياضة للمجتمع

1. تعزيز الوحدة المجتمعية:

الرياضة تجمع بين الأفراد من خلفيات مختلفة، مما يعزز التفاهم والتعاون بينهم.

 

2. تحسين صورة المجتمع:

المجتمعات التي تهتم بالرياضة تبرز كأماكن صحية وجاذبة للاستثمار والسياحة.

 

3. محاربة الظواهر السلبية:

تساعد الرياضة على تقليل السلوكيات السلبية مثل العنف والإدمان من خلال توجيه الشباب نحو أنشطة مفيدة.

 

4. إلهام الأجيال:

الرياضيون الناجحون يصبحون قدوة للشباب، مما يدفعهم للسعي لتحقيق طموحاتهم.

الأنشطة الشتوية المفيدة للأطفال: كيفية الاستفادة من فصل الشتاء لتنمية مهاراتهم
أشكال الرياضة

1. الرياضة الفردية:

مثل الجري، السباحة، وركوب الدراجات، التي تعزز الثقة بالنفس وتطوير المهارات الذاتية.

 

2. الرياضة الجماعية:

مثل كرة القدم، كرة السلة، والكرة الطائرة، التي تعزز قيم التعاون والعمل الجماعي.

 

3. الرياضات العقلية:

مثل الشطرنج والألعاب الذهنية التي تنمي التفكير الاستراتيجي وتحفز العقل.

 


التحديات التي تواجه ممارسة الرياضة

1. قلة الوعي بأهميتها:

العديد من الناس لا يدركون الفوائد الكبيرة للرياضة.

 

2. الانشغال بالعمل والدراسة:

ضيق الوقت يجعل البعض يهمل ممارسة الرياضة.

 

3. نقص البنية التحتية:

قلة توفر الملاعب والصالات الرياضية في بعض المناطق يحد من ممارسة الأنشطة الرياضية.

 

4. العوامل الاقتصادية:

تكلفة المعدات الرياضية والاشتراكات في النوادي قد تكون عائقًا للبعض.

«دور الرياضة في الصحة النفسية وأثرها على طلاب المعاهد الأزهرية» ندوة تثقيفية بمعهد بنين مطروح النموذجي
كيفية تعزيز ممارسة الرياضة

1. التوعية بأهميتها:

نشر ثقافة الرياضة من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية.

 

2. توفير المرافق:

إنشاء ملاعب وصالات رياضية في كل المناطق وجعلها متاحة للجميع.

 

3. تنظيم الفعاليات:

إقامة مسابقات وماراثونات لتحفيز الأفراد على المشاركة في الأنشطة الرياضية.

 

4. دعم الرياضة المدرسية:

تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة من خلال حصص التربية البدنية والأنشطة المدرسية.
الرياضة ليست رفاهية، بل هي ضرورة لتحسين جودة الحياة وبناء مجتمع صحي ومنتج. 

من خلال ممارسة الرياضة، يمكننا أن نحسن صحتنا، نبني علاقات قوية، ونساهم في تطوير مجتمعاتنا. 

إنها أسلوب حياة يجب أن نتبناه جميعًا لتحقيق التوازن والسعادة في حياتنا.

 

مقالات مشابهة

  • تمصلوحت :جمعويون يطالبون بفتح تحقيق حول المعايير التي اعتمدها رئيس الجماعة لاقتناء العقار الخاص بالسوق
  • أهمية الرياضة في حياة الإنسان
  • الثقافة الرياضية بغداد عاصمة العرب !
  • الموانئ العراقية تستقبل 11 ناقلة نفط في يوم واحد
  • سيدة كوردية تكسر حكر الرجال لتكون أول امرأة في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية
  • الرئيس السيسي يدعو ترامب لزيارة مصر والمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد
  • انتهاء المؤتمر الانتخابي للجنة الأولمبية العراقية.. تعرف على الفائزين
  • الموانئ العراقية تحوّل ميناء أم قصر إلى منطقة صناعية
  • لهذا يجب عليك ممارسة الرياضة قبل سن الـ 50
  • الهلال يفاوض التعاون لضم عون السلولي قبل مونديال الأندية