بصوت واضح ومباشر وصورة غامضة أعلن قائد كتائب القسام التابعة لحماس محمد الضيف، بدء عملية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما جعلها تحت النار لعدة ساعات.

ولم تشهد دولة الاحتلال، وضعا مماثلا منذ حرب اكتوبر عام 1973، حيث سقطت الصواريخ على تل أبيب والقدس بعد سيطرة مقاتلي القسام على عدد من المستوطنات والمواقع الإسرائيلية.

وانطلق عناصر حماس، وسيطروا على مواقع إسرائيلية، وقتلوا إسرائيليين وأسروا آخرين، بناء على أوامر الضيف، الذي أثبت مرة أخرى أنه صاحب الكلمة العليا في إطلاق أو إنهاء الحرب على الفلسطينيين.

من هو محم الضيف؟

لا أحد يعرف محمد الضيف، سوى عائلته ومجموعة صغيرة من أعضاء حماس. ومعظمهم لا يعرفون مكان الرجل الذي تلاحقه إسرائيل منذ عقود باعتباره الشخص المطلوب الأول، حاليا، وهناك ثلاث صور لضيف: واحدة قديمة جدًا، وأخرى له ملثمًا، وصورة لظله.

حتى إسرائيل، التي تفتخر بأنها تمتلك أقوى جهاز استخبارات في العالم، لا تملك صورة حديثة للقائد.

في يناير 2011 توفيت والدة ضيف، وحضر جنازته جميع قادة حماس باستثناء ضيف. ومن غير المعروف ما إذا كان قد حضر، حيث يقول البعض إنه كان هناك، بينما يزعم آخرون أنه لم يحضر لأسباب أمنية. كما يزعم البعض أنه حضر الدفن متنكراً في زي رجل كبير السن.

ويوصف بأنه ذكي وسريع البديهة ولا يحب الظهور في العلن، ولا يستخدم التكنولوجيا ونادراً ما يبث رسائل صوتية، ليعلن بعدها عن بدء معركة جديدة مع إسرائيل.

وربما يفسر الشعور العالي بالأمن لدى ضيف عجز إسرائيل عن العثور عليه.

لا أعرف عن من تتكلم

وكان القائد مطلوباً من قبل إسرائيل منذ منتصف التسعينيات عندما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتقاله قبل أن يعرب عرفات عن استغرابه من الاسم وكأنه لا يعرفه.

واعترف بيريز بعد ذلك بأنه اكتشف أن عرفات كان يحميه ويخفيه ويكذب بشأنه.

وحاولت إسرائيل قتله أكثر من مرة، وأصابته مرتين.

أسرة أبو ضيف

محمد دياب إبراهيم المصري، الملقب بالضيف، ولد عام 1965 لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية القبيبة، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.

نشأ ضيف في أسرة ذات دخل منخفض للغاية واضطر إلى ترك المدرسة مؤقتًا لدعم أسرته. عمل مع والده في الغزل والتنجيد، ثم أسس مزرعة دواجن صغيرة وعمل سائقًا.

ويقول أصدقاء القائد في الحي الذي سكنه إنه كان لطيفاً، ويتمتع بحس فكاهة جيد، وقلب طيب.

انضم الضيف إلى حركة حماس في نهاية عام 1987، وعاد إلى الدراسة وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية بغزة، وتخرج منها عام 1988 بعد حصوله على درجة البكالوريوس في العلوم.

في هذه الأثناء أسس ضيف فرقة المسرح الإسلامي "العيدون" حيث اشتهر بحبه للتمثيل، حيث قام بأداء العديد من الأدوار المسرحية، بما في ذلك الشخصيات التاريخية.

وكان ضيف مسؤولاً عن اللجنة الفنية خلال نشاطه في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية.

الانضمام إلى حركة حماس

اعتقلته إسرائيل عام 1989، وأمضى 16 شهراً في السجن دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري للحركة.

وبعد إطلاق سراحه، بدأ الضيف وشخصيات أخرى بتأسيس كتائب القسام.

خلال تسعينيات القرن العشرين، أشرف وشارك في عدد لا يحصى من العمليات ضد إسرائيل.

اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو 2000 بناء على طلب إسرائيل، وكان على علاقة طيبة بالسلطة، وكان اعتقاله جزءاً من التفاهم.

وفي عام 2002 تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة.

عدد مرات الاغتيال

في عام 2001، حاولت إسرائيل اغتيال ضيف للمرة الأولى. وبعد عام، قامت بمحاولة ثانية عندما أطلقت مروحية أباتشي صاروخين على سيارته، مما أدى إلى إصابته. وقد عالجه زعيم حماس والطبيب عبد العزيز الرنتيسي في مكان غير معلوم.

في عام 2003، حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال ضيف وبعض قادة حماس في منزل بغزة. لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ.

وبعد ثلاث سنوات أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلا كان يجتمع فيه مع قادة القسام. ونجا الضيف مرة أخرى، لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح خطيرة.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن ضيف لا يستطيع المشي وأنه فقد إحدى عينيه. لكن حماس لم تؤكد أو تنفي هذه المزاعم.

في السنوات الأخيرة، أرسل ضيف تسجيلين، استخدم فيهما صورة ظلية داكنة. وبعد سنوات، ظهر مقنعًا وهو يقف على قدميه.

اقرأ أيضاًمن هو محمد الضيف القيادي في حماس الذي استهدفه القصف الإسرائيلي بالمواصي؟

بعد محاولة الاحتلال استهدافه عدة مرات.. من هو محمد الضيف؟

نجا من 7 محاولات اغتيال.. محمد الضيف يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية من جديد

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خان يونس الاحتلال الإسرائيلى اغتيال محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس هجوم خان يونس محمد الضیف

إقرأ أيضاً:

الرسالة الكاملة لأسيرين إسرائيليين.. القسام تنشر فيديو جديدا بعنوان «الوقت ينفد»

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسجيلاً جديداً بعنوان "الوقت ينفد" يظهر فيه أسيران إسرائيليان لدى القسام.

 في التسجيل، تحدث الأسيران عن معاناتهما وظروفهما القاسية في الأسر، مشيرين إلى عدة محطات مؤلمة واجهاها أثناء احتجازهما.

وقال الأسيران في التسجيل: "بينما أخرجنا مقاتلو القسام من النفق لنتنفس الهواء؛ قصف الجيش الإسرائيلي المكان الذي كنا فيه، مما أصابنا، لكننا نجونا بفضل الله، وبفضل مقاتلي القسام الذين أعادونا بسرعة إلى النفق".

وأضافا: "المكان الذي نوجد فيه غير آمن، ولا يوجد فيه طعام ولا شراب ولا أغطية لحمايتنا من الظروف الصعبة، وكان مقاتلو حماس يخاطرون بحياتهم كي نتمكن من التنفس خارج النفق، في حين أن جيشنا يقصفنا ويهدد حياتنا".

كما وجه الأسيران رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي قائلا: "نطلب من شعب إسرائيل الضغط على نتنياهو من أجل إعادة حياتنا، نحن هنا أموات، لا نعيش سوى في ظل هذه الظروف القاسية". 

وناشدوا الإسرائيليين "أن يمنحوا الأسرى الذين عادوا إلى بيوتهم فرصة للحديث عن ما نعانيه"، مشيرين إلى أن "ما تقوله الحكومة عن الضغط على حماس ليس سوى أكاذيب، والنتيجة كانت إصابتنا في القصف".

ختامًا، قال الأسيران: "أعيدونا إلى الحياة، فنحن هنا لا نعيش، بل ننتظر الموت في كل لحظة".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • كتائب القسام تعلن قصف أسدود برشقة صاروخية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: الضيف والسنوار تلقيا تمويل إيراني قبل هجوم 7 أكتوبر
  • حماس تنشر تسجيلا جديدا لأسيرين إسرائيليين (فيديو)
  • القسام تنشر تسجيلا جديدا لأسيرين إسرائيليين: “الوقت ينفد”
  • شاهد: كتائب القسام تبث تسجيلا جديدا لأسيرين إسرائيليين
  • القسام تنشر رسالة لأسيرين إسرائيليين في غزة.. أحدهما مصاب (شاهد)
  • الرسالة الكاملة لأسيرين إسرائيليين.. القسام تنشر فيديو جديدا بعنوان «الوقت ينفد»
  • بالفيديو.. أسيران إسرائيليان يرويان تفاصيل مرعبة من داخل أنفاق غزة
  • إسرائيل تؤكد مقتل المسؤول عن خطف عائلة بيباس