على حافة الهاوية: ثلاثة استنتاجات مُهمة من اغتيال هنية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
يُظهر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وقبله بساعات اغتيال فؤاد شكر أحد كبار قادة حزب الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ثلاثة استنتاجات مُهمة تقود جميعها إلى تعزيز الاعتقاد بأن حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تزال أبعد ما يكون عن نهاية قريبة لها، أو حتى استقرارها على وتيرة مُنخفضة المخاطر من حيث البُعد الإقليمي لها.
هناك سبب واضح يُفسّر تهرب نتنياهو من استحقاق الصفقة في الوقت الراهن، وهو أن شركاءه الأكثر تطرفًا في الحكومة لا يُريدون لهذه الحرب أن تنتهي من دون أن تُحقق فيها إسرائيل نصرًا واضحًا. لكن هذا السبب ليس الوحيد. يُراهن نتنياهو على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ويعتقد أن مثل هذه العودة ستُطلق اليد الأميركية لإسرائيل لإنجاز ما عجزت عن تحقيقه في الحرب مع إدارة بايدن.
أما الاستنتاج الثالث فهو أن اللعب الإسرائيلي على حافة الهاوية في المواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة يُمكن أن يدفعها إلى حرب إقليمية شاملة بمعزل عن الرغبة المُعلنة من قبل إسرائيل وإيران والولايات المتحدة بتجنّبها، وأن قواعد الردع والاشتباك، التي أدارت المسار الإقليمي لحرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وحالت حتى اليوم دون خروجه عن السيطرة، لم تعد قائمة بعد اغتيال هنية في طهران، والضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وسيكون الردّ الإيراني المنتظر على عمليتَي الاغتيال إن بشكل مباشر أو عبر الحلفاء أو كليهما معًا، حاسمًا في تحديد مسار الحرب بعد الآن.لكن الاختبار الصعب، الذي يواجه طهران وحلفاءها، يتمثل في رد قوي على عمليات الاغتيال يوازن بين إعادة ترميم قواعد الردع والاشتباك مع إسرائيل ولا يؤدي إلى الانزلاق نحو حرب إقليمية. إن اغتيال هنية في طهران يُشكل ضربة كبيرة لإيران ليس فقط على صعيد الانكشاف الأمني الداخلي الخطير، بل أيضًا على صعيد تصدع مفهوم الردع الجديد الذي سعت لتكريسه في صراعها مع إسرائيل منذ الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر عليها في أبريل/ نيسان الماضي.
قد يُساعد اغتيال هنية والقائد الكبير فؤاد شكرفي حزب الله، نتنياهو في تسويقه داخليًا لإعادة توحيد الإسرائيليين خلفه في هذه الحرب، وإظهار أن إدارته لها تُحقق نتائج قوية، وخارجيًا لإرسال رسالة ردع قوية لإيران وحلفائها في المنطقة، لكنّه لن يُخرج إسرائيل من المأزق الإستراتيجي الذي تواجهه في حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لا تزال إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها في قطاع غزة، وفي استعادة محتجزيها بالقوة، وفي القضاء على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
ومن غير المتصور أن يؤدي اغتيال هنية بأي حال إلى تزعزع القيادة في حركة حماس. كما أن الاستقطاب الداخلي الإسرائيلي العنيف إزاء إدارة نتنياهو للحرب لن ينتهي بمُجرد اغتيال قادة في حماس، واستعراض القوة مع إيران وحلفائها.
علاوة على ذلك، سيبقى حزب الله يُشكل مُعضلة إستراتيجية أخرى لإسرائيل في استعادة الأمن على جبهتها الشمالية. وحتى في الوقت الذي تُظهر فيه إيران وحزب الله حذرًا شديدًا في تجنب الانزلاق إلى مواجهة أوسع، فإن جبهات الإسناد الإقليمية للمقاومة الفلسطينية ستبقى تعمل كعنصر ضغط كبير على السياسة الإسرائيلية والأميركية في الحرب.
لقد أصبح مستقبل الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى رهينة لمغامرات نتنياهو، التي لا تستمد قوتها من نزعة الغطرسة الإسرائيلية فحسب، بل أيضًا من تغذية الولايات المتحدة والغرب لها، وللمسار المرتفع المخاطر الذي يسلكه الصراع الإسرائيلي الإيراني بعد اغتيال هنية وشكر.
والتكاليف الباهظة، التي عملت في السابق كرادع قوي لمنع نشوب حرب إقليمية، لم تعد تعني أن هذه الحرب لا يُمكن أن تحدث، كما لا تعني أنها حتمية أيضًا. مع ذلك، قد تكون عمليات الاغتيال مُجرد بداية للسيناريو الأكثر خطورة في حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لا يزال العامل الأميركي أحد العوامل الحاسمة في منع تأجيج الاضطراب الإقليمي. ودبلوماسية القنوات الخلفية، التي انتهجتها واشنطن مع طهران في الأشهر الماضية لإدارة الفعل ورد الفعل بين إسرائيل وإيران، ستختبر مرّة أخرى ما إذا كانت لا تزال فعّالة في خفض المخاطر.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اغتیال هنیة هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
الشرطة الإسرائيلية تعتقل ثلاثة أشخاص بتهمة إطلاق قنابل مضيئة على منزل نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم /الأحد/، ثلاثة مشتبه بهم لإطلاق قنابل مضيئة على المنزل الخاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية، مساء أمس /السبت/.
وأوضحت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، أنه تم إحالة المشتبه بهم الثلاثة للاستجواب من قبل جهاز (الشاباك) ووحدة الجرائم الكبرى (لاهف 433).
وكان جهاز (الشاباك) والشرطة في إسرائيل قد ذكرا، أمس، أن قنبلتين مضيئتين تم إطلاقهما باتجاه منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، وسقطا في حديقة المنزل.
وأكدا- في بيان مشترك- أنه لم يُسجل أي ضرر جراء الحادث، وأن نتنياهو وعائلته لم يكونوا في المنزل في ذلك الوقت.
وأشارت تقارير إلى أن الشرطة الإسرائيلية قامت بتكثيف الدوريات في المنطقة القريبة من منزل نتنياهو في قيسارية، بعد إطلاق القنبليتن المضيئتين تجاهه.