القدس في يوليو.. بن غفير يقتحم الأقصى وعمليات هدم واسعة
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
القدس المحتلة- لم يسدل الستار عن شهر يوليو/تموز المنصرم قبل سلب حق شابين مقدسيين في الحياة وسلب حرية نحو 140 آخرين بعد اعتقالهم، وليس قبل تنفيذ انتهاكات جمّة في ساحات المسجد الأقصى وعشرات عمليات الهدم التي سُجّل أكبرها في بلدة عناتا الواقعة خلف الجدار العازل.
ففي 16 يوليو/تموز أعلن استشهاد الشاب محمد شهاب (27 عاما) بعد يومين من تنفيذه عمليتي دهس قرب مدينة الرملة أسفرتا عن إصابة 4 جنود أُعلن عن مصرع أحدهم لاحقا، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه في الثلاجات.
وفي 14 من الشهر المنصرم ارتقى الشاب أحمد أصلان (19 عاما) أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمخيم قلنديا شمالي القدس، بينما كان يقف على سطح منزل أقاربه قبيل إعدامه بدم بارد.
آلاف المقتحمين للأقصى
وشهدت ساحات المسجد الأقصى المبارك انتهاكات عدة على صعيد الاقتحامات الميدانية من جهة، والتصريحات التي أطلقها قادة جماعات الهيكل المتطرفة من جهة أخرى.
واقتحم المسجد على مدار الشهر 3980 متطرفا ومتطرفة، وسُجل أعلى رقم للاقتحامات يوم صيام 17 يوليو/تموز وفق التقويم العبري بواقع 342 مستوطنا وتحت شعار "توقف عن البكاء وابدأ في البناء".
ومن أبرز الانتهاكات التي سجلت في أولى القبلتين إقدام أحد الحاخامات على تمرير درس ديني للمقتحمين أمام البائكة الغربية، ووقف آخر أمام مصلى باب الرحمة شرقي الأقصى وقال "لنُقم هنا كنيسا فاخرا".
واقتحم المسجد أرنون سيغال أحد قادة جماعات الهيكل، ونشر صورة لمصلى باب الرحمة وكتب عليها "أتمنى لكم أسبوعا رائعا".
كما اقتحم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسجد وهو الاقتحام الخامس له لأولى القبلتين منذ تولّيه منصبه في مطلع شهر يناير/كانون الثاني من عام 2023.
وتحدّى بن غفير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال تجواله في الساحات، وقال إنه نفذ اقتحامه من أجل عودة المختطفين دون صفقة غير شرعية وبضغط عسكري فقط.
وقال الوزير المتطرف لاحقا، خلال مؤتمر في الكنيست، إن المستوى السياسي يسمح بالصلاة اليهودية في "جبل الهيكل" أي المسجد الأقصى، مضيفا أنه كان هناك مؤخرا وصلّى فيه، وصرّح أيضا "أثناء ولايتي لن يكون هناك تمييز عنصري ضد اليهود في أقدس الأماكن للشعب اليهودي".
وبالتزامن مع سماح شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب للمستوطنين بتنفيذ طقوسهم وانتهاكاتهم داخل المسجد، مُنع المصلون والأطفال المشاركون في المخيمات الصيفية بالأقصى من دخوله، وأخرجت الشرطة مئات المصلين يوم 6 يوليو/تموز من البلدة القديمة فاضطر هؤلاء إلى تأدية صلواتهم خارج سور القدس التاريخي.
وعلى صعيد الاعتقالات، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 141 مقدسيا بينهم 20 قاصرا و6 نساء، وكان من بين المعتقلين 54 عاملا من الضفة الغربية اعتُقلوا دفعة واحدة داخل القدس بادعاء دخولهم المدينة بطريقة غير قانونية لعدم حملهم تصاريح الدخول الخاصة بأهالي الضفة الغربية.
كما أصدرت محاكم الاحتلال 12 أمر اعتقال إداري لأسرى من محافظة القدس، و5 أوامر إبعاد؛ أحدها عن المسجد الأقصى وإبعادان آخران عن مدينة القدس ورابع عن الضفة الغربية بينما أصدر أمر الإبعاد الخامس عن منطقة باب السلسلة في البلدة القديمة.
واستمرارا لسياسة الحبس المنزلي التي بدأت تُفرض على المقدسيين بشكل ملحوظ منذ هبّة أبو خضير عام 2014، وقع 3 أطفال ضحية لهذه العقوبة في شهر يوليو/تموز المنصرم.
64 عملية هدم
وفي إحصائية هي الأعلى منذ بداية العام الجاري، نُفذت 64 عملية هدم في محافظة القدس بينها 10 عمليات هدم ذاتي قسري، وتركزت أكبر عمليات الهدم في بلدة عناتا خارج الجدار العازل.
وأُدرج منزل الشهيد محمد مناصرة في خانة "الهدم العقابي" بعد تفجيره يوم 24 يوليو/تموز بمخيم قلنديا، وهو المنزل الخامس الذي يُهدم "انتقاميا" منذ بداية العام، والسابع منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وفي اليوم الأخير من شهر يوليو/تموز عمّ الإضراب الشامل أحياء مدينة القدس كافة بعد الإعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.
ولم ينته الشهر قبل مواصلة نائب رئيس بلدية الاحتلال أرييه كينغ حملة التحريض على مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس، داعيا لطرد المؤسسة والاستيلاء على مقرها.
وفي ملف الاستيطان، استولى المستوطنون على منزل جواد أبو ناب في حي "بطن الهوى" بسلوان، ورفضت المحكمة المركزية استئنافا لأهالي الحي ذاته وقضت بإجلاء 80 فردا من منازلهم لمصلحة المستوطنين.
ووافقت لجنة التخطيط اللوائية والمحلية في بلدية الاحتلال على مشروع لبناء ناطحة سحاب تحمل اسم "برج خليفة المقدسي"، وستقام على أراضي قرية عين كارم المهجرة غربي القدس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
حزب السادات: دعوات ذبح القرابين داخل الأقصى انتهاك صارخ لقدسية المسجد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، الذي راح ضحيته الالاف من الأبرياء بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في مشهد يعكس بوضوح وحشية الاحتلال واستباحته للدم الفلسطيني دون وازع من ضمير أو رادع من قانون، وذلك في ظل التصعيد العسكري الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، واستمرار آلة القتل الإسرائيلية في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، يُعرب
وأكد السادات أن هذا العدوان الممنهج، الذي تتزامن ضرباته مع أزمات إنسانية خانقة يعيشها سكان غزة في ظل حصار مستمر منذ أكثر من 17 عاماً، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، ويُعد استمراراً لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة المحاصر، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح من قِبل بعض القوى العالمية التي توفر غطاءً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل لمواصلة جرائمها ضد الإنسانية.
وفي سياق موازٍ لا يقل خطورة، أعرب النائب عفت السادات عن بالغ قلقه واستنكاره للدعوات التي أطلقها متطرفون إسرائيليون لذبح قرابين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، مؤكداً أن مثل هذه الدعوات ليست مجرد استفزازات دينية فحسب، بل تمثل تهديداً مباشراً وصريحاً للسلم الأهلي والديني في المنطقة، ومحاولة فجة لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر إشعال حرب دينية لا تُحمد عقباها.
وأكد السادات أن المسجد الأقصى رمز قدسية، وأن أي محاولة للمساس بحرمته أو فرض طقوس دينية غريبة على قدسيته تُعد تجاوزاً خطيراً يستوجب الرد الحاسم من قبل المجتمع الدولي، ومن كافة الدول العربية والإسلامية، محذراً من مغبة التهاون أو الصمت تجاه هذه الدعوات المتطرفة التي تُهدد بإشعال المنطقة بأسرها.
وشدد رئيس حزب السادات الديمقراطي، على ضرورة تحرك عاجل وفاعل من قبل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة، لوقف هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة، وفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني، وضمان احترام حرية العبادة ووقف الممارسات العنصرية والاستفزازية من قبل المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين في القدس، وخاصة داخل المسجد الأقصى، محذراً من أن استمرار الصمت والتقاعس الدولي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وانزلاق المنطقة إلى دوامة من العنف يصعب الخروج منها.
كما دعا السادات إلى تفعيل جميع الأدوات الدبلوماسية والقانونية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة، بما في ذلك اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتبار أن ما يحدث في غزة والقدس يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما يتطلب تحركاً قانونياً ودبلوماسياً جماعياً عربياً وإسلامياً لفضح الاحتلال وكشف ممارساته أمام العالم.
وأشاد النائب عفت السادات بالموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي تلعبه القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني، وفتح قنوات الحوار واحتواء التصعيد، مؤكداً أن مصر كانت ولا تزال الحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية والمدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، كما أنها الطرف الأكثر حرصاً على التهدئة وحقن الدماء، وهو ما ظهر جلياً في الجهود المصرية المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لأبناء غزة.
وأكد السادات أن مصر لا تدخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وتحرص في كل المحافل الدولية على التأكيد أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن الحل العادل والشامل لا يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ووجه السادات رسالة إلى الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، دعا فيها إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات والتركيز على دعم القضية الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع في المنطقة، مؤكداً أن الوقت قد حان لإعادة الزخم العربي والإسلامي إلى القدس وغزة، وأن واجب الأمة تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يجب أن يكون خاضعاً لحسابات المصالح الضيقة أو التجاذبات السياسية.
وأشار إلى أن ما يحدث في الأقصى من محاولات لتغيير طابعه الديني وفرض طقوس دخيلة هو استهداف لكل مسلم ومسلمة في العالم، وليس مجرد شأن فلسطيني داخلي، مطالباً بموقف عربي موحد وقوي يرفض بشكل قاطع هذه الانتهاكات ويواجهها بكل السبل السياسية والقانونية والإعلامية.
واختتم النائب عفت السادات بيانه بالتأكيد على أن حزب السادات الديمقراطي يقف بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة الاحتلال، ويؤمن بعدالة قضيته، ويؤكد أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الظلم مهما طال لن يدوم، داعياً أبناء الشعب المصري والعربي إلى مواصلة التضامن الشعبي والضغط بكل الوسائل لدعم صمود الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم الإنساني والطبي والإغاثي لأهالي غزة، وإعلاء صوت الحقيقة في وجه آلة التضليل والدعاية الصهيونية.
وقال السادات: "إن معاناة غزة ليست قدراً، وإن القدس لن تُقسّم، وإن المسجد الأقصى سيبقى للمسلمين رغم أنف الاحتلال والمستوطنين والمتطرفين"، مضيفاً أن "من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة على أرضه، وأن يحظى بالحرية كما سائر شعوب العالم، وهذه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق كل من يؤمن بالعدالة والحق".