مالي تعلن غارات على متمردين قتلوا جنودها وحلفاءها الروس
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
نفذت مالي ضربات جوية على أهداف للمتمردين في بلدة تين زاواتين وما حولها في صحرائها الشمالية الشاسعة بعد أن قتل متمردون من الطوارق ومقاتلون جهاديون عددا كبيرا من الجنود الماليين وحلفائهم الروس في مالي خلال الأيام الأخيرة.
وقال جيش مالي في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الثلاثاء إنه هاجم ما وصفه بـ"تحالف الإرهابيين" في منطقة تين زاواتين بالاشتراك مع قوات من جارتها بوركينا فاسو التي يديرها المجلس العسكري الموالي لروسيا.
وأضاف الجيش في بيان "تم ضرب أهداف محددة ذات قيمة عالية، بما في ذلك المخابئ والمواقع اللوجستية والمركبات"، وحث الجيش المالي المدنيين على الابتعاد عن مواقع المتمردين.
وكانت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة قد قالت إنها قتلت 50 من المرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية و10 جنود ماليين في كمين بمنطقة كيدال شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر يوم السبت الماضي.
ونقلت مجموعة "سايت" للاستخبارات يوم الأحد الماضي عن بيان لفرع تنظيم القاعدة معروف باسم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" قوله إن مسلحيه تمكنوا من "استدراج قافلة من الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في كمين معقد" جنوبي تين زاواتين.
ووقع جنود الجيش المالي وقوات فاغنر في الكمين بعد انسحابهم من تين زاواتين التي حاولوا الاستيلاء عليها من انفصاليين بقيادة الطوارق.
وقال مصدران أمنيان إن القافلة تعرضت لهجوم من جانب الانفصاليين وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة نائية، لكن مدى التنسيق بين المجموعتين غير واضح.
واتهمت السلطات المالية جماعة الطوارق ومن وصفتهم بـ"الجهاديين" بالتعاون.
وأقر الجيش المالي -في بيان يوم الاثنين الماضي- بمقتل "عدد كبير" من عناصره في المعارك في 19 يوليو/تموز الماضي بعد أن بدأ "عملية استقرار" في المنطقة التي ينشط فيها المتمردون، وشن هجوما في الـ25 من الشهر نفسه.
ووقع الكمين في اليوم نفسه الذي قالت فيه حركة "الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية" الانفصالية إنها قتلت وجرحت عشرات من الجنود الماليين ومرتزقة فاغنر في أيام من القتال ببلدة تين زاواتين الحدودية.
ولم تعلن مالي ولا فاغنر عدد القوات التي فقدتها في الاشتباكات الأخيرة على الرغم من أن فاغنر قالت إن قائد وحدتها في المنطقة سيرغي شيفتشينكو كان من بين القتلى.
ويوجد الروس في مالي منذ أن طرد الجيش -الذي استولى على السلطة في انقلابين في عامي 2020 و2021- القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة التي شاركت في قتال المتمردين الجهاديين لمدة عقد من الزمن، واستعاض عنها بقوات فاغنر التي أُسست عام 2014 وبدأت بنحو ألف مقاتل تزايد عددهم مع الوقت ووصل إلى 20 ألفا، وكان لها دور في الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك في سوريا، واتهمت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وكذلك جرائم قتل واغتصاب ضد المدنيين.
كما تنتشر أعداد من قوات فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2017 لحراسة مناجم الألماس والذهب، ويتوزع وجودها بين مدغشقر وموزمبيق، وقد دعيت إلى مالي من قبل الحكومة لتوفير الأمن في الدولة ضد الجماعات المسلحة.
الطوارق يدينون الغاراتوأدانت جماعة الطوارق المتمردة -التي شاركت في القتال السابق والمعروفة باسم الإطار الإستراتيجي الدائم- الضربات الجوية، وقالت إن طائرة مسيرة تديرها بوركينا فاسو قتلت عشرات المدنيين.
وأضافت أن معظم القتلى هم من العمال المهاجرين الأفارقة من النيجر وتشاد والسودان الذين كانوا يعملون في مناجم الذهب المحلية.
وقالت الجماعة في بيان "هذا الهجوم ضد المدنيين يظهر الفوضى المستمرة وفشل هذه الحكومات العسكرية".
ولم ترد الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو على الفور على طلب للتعليق.
ووقّعت مالي وبوركينا فاسو والنيجر -وجميعها حليفة غربية سابقة تحولت نحو روسيا منذ استيلاء جيوشها على السلطة في انقلابات- على اتفاق دفاع مشترك العام الماضي استندت إليه مالي لشرح دور بوركينا فاسو في الضربات الجوية.
ويعيش الطوارق في الصحراء الكبرى التي تضم أجزاء من شمال مالي، ويشكو الكثيرون من التهميش من قبل الحكومة المالية.
وشن الانفصاليون الطوارق تمردا ضد مالي في عام 2012، مطالبين بوطن مستقل يسمى أزواد، وتشابك صراعهم فيما بعد مع تمرد إسلامي متحالف مع تنظيم القاعدة في المنطقة نفسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بورکینا فاسو الجیش المالی فاغنر فی
إقرأ أيضاً:
بوركينافاسو تمنح ترخيصا لشركة روسية لتعدين الذهب
منحت سلطات بوركينافاسو رخصة جديدة لتعدين الذهب لشركة نورد غولد الروسية تتولّى بموجبها استغلال منجم "نيو" الذي يقع في منطقة كورويوغو بوسط البلاد.
ووافقت الحكومة في اجتماع مجلس الوزراء الأخير على منح الشركة الروسية مساحة لاستغلال المنجم تصل إلى 52 كيلومترا مربعا لـ8 سنوات.
وقالت الحكومة إنه يتوقع أن تنتج الشركة في هذه الفترة 20 طنا من الذهب، بينما تستفيد الميزانية العامة للدولة من عوائد تصل إلى 51 مليار فرنك أفريقي، أي نحو 88.7 مليون دولار أميركي، مع تخصيص 12.2 مليون دولار للصندوق الوطني لتطوير التعدين.
وأعلنت الحكومة أن الاتفاق الجديد مع الشركة الروسية سيخلق 75 وظيفة مباشرة، و129 وظيفة غير مباشرة.
وتعتبر بوركينافاسو ثالث أكبر منتج للذهب في غرب أفريقيا، إذ تمتلك 17 منجما صناعيا في عموم البلاد، وتتضارب التقارير في مجموع إنتاجها السنوي، لكن بعض التقارير غير الرسمية تقول، إنه يتراوح بين 45 و60 طنا في السنة.
ويشكل الذهب 14% من الإيرادات العامة لخزينة الدولة، ويتفوق على القطن الذي ظل سنوات منتجا رئيسيا للبلاد.
شراكات جديدةوبعد الانقلاب الذي قام به رئيس المجلس العسكري الانتقالي النقيب إبراهيم تراوري عام 2022، عززت بوركينافاسو علاقتها السياسية والاقتصادية مع روسيا.
إعلانوعام 2023 أعلنت السلطات الانتقالية إنشاء مصفاة جديدة لتكرير الذهب محليا بقدرة تصل إلى 400 كيلوغرام يوميا.
وقال النقيب تراوري، إن إنشاء مصفاة النفط يعتبر تجسيدا لتوجهات المجلس العسكري نحو السيادة الاقتصادية، والاعتماد على الطاقات والموارد المحلية.
وفي أكثر من مناسبة، أكّد المجلس العسكري في بوركينافاسو أن الذهب كان يهرّب إلى الخارج عبر شركات أجنبية تستخدم طرقا عديدة للاحتيال، وذلك يساهم في تنامي العنف وتمويل الإرهاب.
وتزامن الترخيص الجديد للشركة الروسية، مع خروج شركات أجنبية أخرى من البلاد تعمل في مجالات النفط والذهب، كان آخرها إعلان مجموعة فورتونا ماينينغ الكندية مغادرة بوركينافاسو وبيع أصولها لشركة "سولاي ريسورسز إنترناشونال" من موريشيوس.
وبرّرت الشركة خروجها من البلاد بأن مناخ الأعمال والاستثمار في بوركينا فاسو أصبح أمرا بالغ التعقيد، وليس ملائما لمواصلة خطط تطوير الإنتاج.
وتوجد في بوركينا فاسو عدة شركات للتعدين، منها إنديفور ماينينغ المدرجة في بورصة لندن، وويست أفريكان ريسورسز الأسترالية، ونورد غولد الروسية، وأوريزون غولد كوربوريشن الكندية.