1 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تشهد محافظة كركوك تطورات سياسية دراماتيكية، حيث يكشف مصدر مطلع عن انشقاق داخل صفوف الكتلة العربية، ما يهدد بإعادة تشكيل موازين القوى في المحافظة المتعددة الأعراق، فقد اتفق ثلاثة أعضاء من العرب مع الاتحاد الوطني الكوردستاني لتشكيل كتلة تمثل أكبر عدد من المقاعد، في خطوة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية جديدة، تعكس الصراع الدائم على المناصب بين العرب والأكراد والتركمان.

وتعد كركوك واحدة من أكثر المناطق تنوعًا وتوترًا في العراق، حيث تتنافس ثلاث مجموعات رئيسية: العرب، الأكراد، والتركمان، على السيطرة السياسية والإدارية. هذه التوترات ليست جديدة، فقد تعاقبت الحكومات والتحالفات في محاولات لفرض سيطرتها على المحافظة الغنية بالنفط، مما جعلها بؤرة للصراعات المستمرة.

تفاصيل الانشقاق والتحالفات الجديدة

وفقًا للمصدر المطلع، ثلاثة أعضاء من الكتلة العربية، وهم أحمد الحمداني، ظاهر العاصي، وإبراهيم حافظ، قرروا الانشقاق عن كتلتهم الأصلية والانضمام إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني. هذا التحالف الجديد يهدف إلى تشكيل كتلة ذات أغلبية تمكنهم من تعيين مرشح من الاتحاد الوطني الكوردستاني في منصب المحافظ، بينما يتولى أحد الأعضاء المنشقين رئاسة مجلس المحافظة.

الانقسامات الداخلية في الكتلة العربية

تفاقمت الخلافات داخل الكتلة العربية على مدار السنوات، حيث فشلت في الحفاظ على الوحدة والتماسك، رغم الجهود المبذولة من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لحل النزاعات الداخلية. انقسمت الكتلة إلى مجموعتين: الأولى تضم الرئيس السن والمحافظ بالوكالة راكان سعيد الجبوري، ورعد صالح، وسلوى المفرجي، بينما تضم المجموعة الثانية الأعضاء المنشقين الثلاثة. هذا الانقسام يعكس الفشل المستمر في التوصل إلى توافق داخلي، مما أضعف موقف العرب في المحافظة.

تأثير التحالفات الجديدة على المشهد السياسي

من المتوقع أن يؤثر التحالف الجديد بين الأعضاء المنشقين والاتحاد الوطني الكوردستاني بشكل كبير على المشهد السياسي في كركوك. إذا تمكن هذا التحالف من تحقيق أهدافه، فإنه سيعيد توزيع السلطة ويغير موازين القوى، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين العرب والأكراد والتركمان. هذه التطورات قد تؤدي أيضًا إلى ردود فعل متباينة من الحكومة المركزية في بغداد والقوى الإقليمية، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في كركوك.

وتحالف الأعضاء العرب المنشقين مع الاتحاد الوطني الكوردستاني يعكس استغلال الفرص السياسية لتحقيق مكاسب شخصية ومجموعاتية. هذا التحرك يمكن أن يُفسر بأنه محاولة من الأكراد لتعزيز نفوذهم في كركوك، مستغلين الانقسامات الداخلية في الكتلة العربية. بالمقابل، قد يحاول العرب والتركمان تكثيف جهودهم لتشكيل تحالفات مضادة، مما يؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي.

وكان مجلس محافظة كركوك قد عقد أول جلسة له في 11 تموز/ يوليو الجاري برئاسة راكان سعيد الجبوري، الذي تم إعفاؤه من منصبه كمحافظ لبلوغه السن القانونية للتقاعد، ليعود إلى عضوية المجلس ويكون رئيساً بالسن كونه أكبر أعضاء مجلس المحافظة سناً.

وبالرغم من مشاركة 16 عضواً في الجلسة، خمسة أعضاء من الاتحاد الوطني الكوردستاني وعضوان من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وستة أعضاء عن الكتلة العربية يمثلون أحزاب السيادة، والقيادة، والتحالف العربي، وعضوان عن الجبهة التركمانية، وعضو مسيحي عن مقاعد الكوتا، إلا أن الجلسة لم تفضِ إلى حسم منصبي رئيس مجلس المحافظة والمحافظ، حيث بقيا معلقين رهناً بما تتوصل إليه الكتل السياسية من اتفاقات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاتحاد الوطنی الکوردستانی الکتلة العربیة فی کرکوک

إقرأ أيضاً:

تركيا تحذر الأكراد من تغيير التركيبة الديموغرافية لمحافظة كركوك

آخر تحديث: 23 نونبر 2024 - 2:13 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي، في منشور على موقع إكس (تويتر سابقا)، ، إن “الوزارة تتابع عن كثب أنباء عن عمليات نقل جماعي للكورد من إقليم كوردستان إلى محافظة كركوك قبيل إجراء التعداد السكاني”، محذراً من “العبث بالتركيبة الديموغرافية في المحافظة”.وأكد كتشالي، أن “تركيا بمؤسساتها كافة تقف إلى جانب التركمان العراقيين الذين يشكّلون جسر صداقة بين البلدين”.وأضاف أن “التنقل السكاني المكثف أثار قلقا محقا لدى التركمان والعرب العراقيين، رغم أن البيانات المتعلقة بالانتماء العرقي لم يتم جمعها خلال التعداد السكاني”.واعتبر كتشالي أن ما جرى يمثل “مخالفة ستؤدي إلى فرض أمر واقع يتمثل في ضم جماعات ليست من كركوك إلى سكان المحافظة، وسيؤثر ذلك على الانتخابات المزمع إجراؤها في المستقبل”.وقال المسؤول التركي: “نتوقع من السلطات العراقية ألا تسمح لأبناء جلدتنا التركمان، الذين تعرضوا لمذابح واضطهاد لا حصر لها في القرن الماضي، بأن يقعوا ضحايا مرة أخرى بسبب هذه التطورات الأخيرة”.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الوطني لنقابات العمال استكمل توزيع المساعدات على العاملات والعمال
  • التكتل الوطني للأحزاب السياسية يعلن أسماء أعضاء الهيئة التنفيذية.. وإطلاق مرحلة جديدة من العمل
  • توزيع ألبسة شتوية لأطفال يتامى وفقراء في طرطوس
  • كركوك والاقليم: التعداد حصان طروادة لتحقيق أجندات سياسية
  • تركيا تحذر الأكراد من تغيير التركيبة الديموغرافية لمحافظة كركوك
  • الأمن الوطني يُعلن إحباط مخطط إرهابي خطير في كركوك واعتقال أمير قاطع كوردستان
  • لأرباك الوضع الأمني.. الأمن الوطني يحبط عملية إرهابية خطيرة تنطلق من محافظة كركوك
  • حزب الاستقلال يعقد اجتماع مجلسه الوطني في 7 دجنبر لاستكمال هياكله
  • هل يُستخدم التعداد لتغيير هوية كركوك؟ مخاوف العرب والتركمان تتصاعد
  • تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك