الجميل الفاضل
قلت من قبل: أني لا أعرف جنرالا حشر نفسه، في جحر أضيق من خرم إبرة، كما فعل هذا الجنرال المغامر "عبدالفتاح البرهان".
وقلت: أنه جحر مليء في الحقيقة علي ضيقه، بشتي أنواع الهوام، والأفاعي، والعقارب.
إذ كلما إستدار الرجل يمنة فح بوجهه ثعبان عربيد، او تطلع يسارا رأي شوكة عقرب نافرة، أو نظر الي أعلاه وجد مخلب نسر جارح يكاد يتخطفه، أو الي أدناه حيث "الحية الرقطاء" التي يعرفها وتعرفه، كجوع بطنها التي صارت بزوال ملكها خاوية.
إن حقيقة هذه الحية الماكرة، التي لعبت برأس الجيش، وأثقلت لسانه بلحن قولها الفج، ثم أطبقت علي رقبته بسحرها، قبل ان تستدير حوله وعليه، تحاصره لثلاثين ويزيد، قد باتت ھي اليوم ومع كل يوم في الحرب يمر، حقيقة شبه عارية، تكاد لا تخفي منھا خافية.
أما ھذا الجنرال الذي لم يخيب الي اليوم ظني فيه، فقد صورت مأزقه، لإحدي الفضائيات المحلية، في أول إسبوع لإنقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021، بقولي: أن هذا الرجل قد تورط بسوء تقدير وتدبير، في حقل ألغام لا أول له ولا آخر.
بل قلت حينها: أن قدم الرجل تدوس الآن بفعل هذا الإنقلاب، لغما لن يسمح لها بالذهاب الي أمام، أو بالرجوع الي الوراء، أو حتي برفع هذه القدم العمياء عن ھذا اللغم الذي وطأته بليل، دون ثمن كبر أو صغر، ستدفعه ھي في النهاية طال بها الزمن أو قصر.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: