محاولة اغتيال البرهان ودور الإسلاميين في المشهد السياسي السوداني
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
زهير عثمان
تعد محاولة اغتيال البرهان حدثًا فارقًا في الساحة السياسية السودانية، وتعكس التوترات العميقة والصراعات على السلطة بين الفصائل المختلفة داخل الجيش السوداني والإسلاميين. لفهم هذا الحدث بشكل أعمق، يجب النظر إلى الأمور من زوايا متعددة، بما في ذلك الدوافع وراء هذه المحاولة والهدف الحقيقي للإسلاميين في هذه اللعبة السياسية المعقدة.
السياق السياسي والمحاولة
منذ سقوط نظام البشير، تعيش السودان في حالة من الفوضى السياسية والعسكرية، حيث تتصارع القوى المختلفة للسيطرة على البلاد. البرهان، بصفته قائد الجيش، يمثل قوة رئيسية في هذا الصراع. محاولة اغتياله تشير إلى رغبة قوية من جهات معينة في إعادة ترتيب الأوراق والسيطرة على مسار الأحداث.
دور الإسلاميين
الإسلاميون، الذين خسروا الكثير من نفوذهم بعد سقوط نظام البشير، يسعون الآن لإعادة تموضعهم في المشهد السياسي. يعتقد البعض أن محاولتهم إزاحة البرهان ليست سوى جزء من خطة أكبر تهدف إلى السيطرة على عملية التفاوض مع قوات الدعم السريع وتوجيهها بما يخدم مصالحهم. هؤلاء الإسلاميون يسعون للحفاظ على ما تبقى لهم من نفوذ عسكري واقتصادي، وضمان حماية شبكات الفساد التي تدعمهم.
التحليل من منظور السلطة
الصراع حول السلطة في السودان لا يتعلق فقط بشخصية البرهان أو الإسلاميين، بل يتعلق بمن يمتلك القوة الحقيقية على الأرض. البرهان لديه طموحاته الخاصة ورغبة في الحفاظ على نفوذه، مما يجعله عائقًا أمام خطط الإسلاميين. هؤلاء يريدون استبداله بضابط موالي لهم يمكنهم من خلاله توجيه الجيش والتفاوض لصالحهم، وبالتالي ضمان استمرار نفوذهم.
البعد الإنساني والاستراتيجي
المؤسف في هذا الصراع هو تجاهل معاناة المواطنين الأبرياء. الحرب الحالية تدمر البلاد وتزيد من معاناة الشعب، بينما يتصارع القادة على السلطة. الحل الحقيقي يكمن في إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تحقق السلام المستدام، لكن هذا يتطلب إرادة سياسية ناضجة غير متوفرة حاليًا بين الأطراف المتقاتلة.
التحديات المستقبلية
الظروف الحالية تتيح لجميع الأطراف المتقاتلة فرصة لفتح صفحة جديدة، تهدف إلى إيقاف الحرب ووضع البلاد على مسار بناء السلام. ولكن الإسلاميين والبرهان جربوا كل الطرق الممكنة وغير الممكنة لتحقيق طموحاتهم الاستبدادية على حساب حلم الدولة المدنية الديمقراطية. نتيجة هذا الصراع المستمر هي المزيد من الدمار والخراب دون تحقيق أي نصر حاسم لأي طرف.
الصراع بين الإسلاميين والبرهان يعكس أزمة أعمق في السودان، وهي أزمة الحكم العسكري والفشل في تحقيق دولة مدنية ديمقراطية. استمرار هذا الصراع يعني مزيدًا من المعاناة للشعب السوداني ومزيدًا من التقسيم والتفكك للبلاد. الحل الوحيد يكمن في الوصول إلى تسوية سياسية تعيد بناء الدولة على أسس جديدة تحقق السلام والاستقرار الدائمين.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذا الصراع
إقرأ أيضاً:
بن شرادة: تشكيل اللجنة الاستشارية محاولة جديدة لإطالة الأزمة الليبية
ليبيا – بن شرادة: تشكيل اللجنة الاستشارية من قبل البعثة الأممية سيفتح قانون الانتخابات من جديد
إطالة الأزمة وإبعاد الانتخابات عن الليبيينأكد سعد بن شرادة، عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ 2012، أن الهدف من تشكيل اللجنة الاستشارية من قبل البعثة الأممية للدعم في ليبيا هو إطالة الأزمة وإبعاد صندوق الانتخابات عن الليبيين.
تعطيل مخرجات لجنة 6+6وأشار بن شرادة، في تصريحات خاصة لشبكة “لام”, إلى أن لجنة 6+6، التي تم تشكيلها بين مجلسي النواب والدولة، سبق أن تم التصويت على مخرجاتها قبل أكثر من عام، إلا أن المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي لعب دورًا كبيرًا في تعطيلها.
فتح قانون الانتخابات من جديدورأى أن تشكيل اللجنة الاستشارية اليوم سيفتح قانون الانتخابات من جديد، مما يؤدي إلى إطالة أمد الأزمة، وإبعاد الليبيين أكثر عن استحقاقهم الانتخابي.
اتهام البعثة بتنفيذ أجندات خارجيةكما أكد أن البعثة الأممية مجرد موظف يخدم مصالح الدول الخمس الكبرى، وهذه الدول مختلفة في مواقفها تجاه ليبيا، حيث تسعى بعض القوى الدولية إلى إقصاء شخصيات معينة من السباق الرئاسي.
محاولات لإعادة صياغة القانون الانتخابيوأضاف أن البعثة الأممية تحاول التدخل في قانون الانتخابات مجددًا، وربما تسعى عبر بعض عملائها إلى إقصاء بعض الأطراف السياسية، ما يعزز حالة الانقسام السياسي في البلاد.