أعلنت مدرسة “42 أبوظبي”، مدرسة البرمجة المبتكرة في أبوظبي، والتي تعتمد منهجية التعلم الذاتي المشترك عبر المشاريع العملية والألعاب، فتح أبواب التسجيل في برنامج التقييم لقبول الطلبة “البيسين”، والذي سينطلق في 19 أغسطس المقبل بهدف اختيار المرشحين للانضمام إلى برنامج المدرسة الذي يركز على تعزيز مهارات البرمجة وتمكين الطلاب من لعب دور محوري في قيادة التحول الرقمي في إمارة أبوظبي.


ويعتبر برنامج “البيسين”، والذي يعني باللغة الفرنسية “بركة السباحة”، مخيم تدريب مكثف مدته 25 يوماً، ويهدف إلى اختبار مهارات البرمجة والتزام المرشحين، حيث سيتم اختيار مجموعة من الموهوبين للانضمام إلى برنامج المدرسة وبدء رحلة تعلم استثنائية.
كما أنه بإمكان الأفراد تقديم طلب التحاق ببرنامج “البيسين” من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للمدرسة، حيث تتضمن عملية التسجيل عدة مراحل تبدأ بمرحلة استكمال لعبة عبر الإنترنت، التي تهدف إلى تقييم المهارات النقدية والقدرات التحليلية والذاكرة، من ثم ينتقل المرشحون إلى مرحلة تسجيل الدخول، وهي جلسة تعريفية تتضمن التعرف على منهجية التعليم في المدرسة والمراحل التي يجب اجتيازها. ثم يبدأ المرشحون في مرحلة “البيسين”، وهي المرحلة الأخيرة للتقييم التي تتيح للأفراد الانضمام إلى البرنامج.
وتضم شبكة الشراكات الاستراتيجية للمدرسة مجموعة من المؤسسات والشركات البارزة من مختلف القطاعات، من بينها شركة مبادلة للاستثمار، ودائرة الطاقة في أبوظبي، ودائرة التمكين الحكومي، ومايكروسوفت، وشركة “بيكن رد”، وغيرها الكثير من الشركات.
وبهذا الصدد، قال الدكتور أحمد سلطان الشعيبي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم العالي بالإنابة في دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي والرئيس التنفيذي بالإنابة لمدرسة 42 أبوظبي: “يسرنا الإعلان عن تنظيم النسخة الرابعة من برنامج “البيسين” لهذا العام، وهو تجسيد لالتزامنا الراسخ بإعداد الجيل المقبل من المبرمجين القادرين على تعزيز نمو قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم، وذلك من خلال استقطاب المواهب وتزويد الأفراد بالمعرفة والخبرات الضرورية التي تمكنهم من قيادة التحول الرقمي في الإمارة، بما يتماشى مع رؤى وتطلعات قيادتنا الرشيدة الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار.”
وتحرص 42 أبوظبي على تنظيم الفعاليات بالتعاون مع شبكة شركائها الاستراتيجيين بهدف دعم الطلبة وتعزيز تواصلهم مع أبرز الخبراء بالمجال لتزويدهم بالمعارف والخبرات اللازمة التي ستمكنهم من تحقيق التميز والنجاح بمسيرتهم المهنية. كما توفر المدرسة لطلابها الذين يستكملون المرحلة التأسيسية وأربع وحدات دراسية إضافية، بالإضافة إلى ستة أشهر من التدريب، شهادة معترف بها من المركز الوطني للمؤهلات في تطوير البرمجيات، والتي تعادل درجة الدبلوم.
جدير بالذكر أنه جرى تنظيم حفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة “42 أبوظبي” مؤخراً، حيث تمكن الطلبة من الحصول على وظائف لدى الجهات التي تشكل جزءاً من شبكة شركاء المدرسة، من بينهم دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، وشرطة أبوظبي، ومبادلة للاستثمار، وأبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، ومجموعة تاليس، وإنكسينسيك تكنولوجي، وبيكن رد، وإلكترا أبوظبي، والمكتب الوطني للاستشارات الهندسية، وكييف للاستشارات والتكنولوجيا، ومنظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي، وبنك أبوظبي التجاري، وميزا.
وتجسِّد مدرسة البرمجة “42 أبوظبي”، التي أُسِّسَت عام 2020، نوعاً جديداً من مدارس البرمجة الحديثة والمبتكرة، وتعدُّ إحدى مبادرات دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وتهدف إلى دعم جهود التنمية المتواصلة في أبوظبي عبر توظيف استثمارات متعددة الجوانب لتطوير الأعمال والابتكار والأفراد.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

بقلم : ذ. محمد مفضل

هل يمكن اصلاح منظومة تعليمية تعرضت للتدهور لفترة طويلة؟ و هل هناك محاولات جادة مبنية على نظرة استراتيجية بعيدة المدى؟ قد يكون الجواب المتسرع بنعم أو لا مجانبا للصواب لأن عملية الإصلاح معقدة و تتطلبمقاربة ميدانية تبحث في مكامن النجاح و الخلل و في المتدخلين في العملية و مدى مقاومتهم أو استعدادهم لتنزيل الإصلاح على أرض الواقع.

أحيل في البداية على خلاصات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو حول علاقة المجتمع بالتعليم، حيث تؤكد نظريته السوسيولوجية على دور مؤسسات التعليم في إعادة انتاج التفاوت الاجتماعي. لم تكن هذه الخلاصة أكثر صدقا وواقعية في وصفها لواقع التعليم الجامعي في المغرب مثل اليوم و خصوصا مع انتشار الجامعات الخاصة التي تحقق لمنتسبيها النجاح الأكاديمي و تعزز رأسمالهم الثقافي و مكانتهم الاجتماعية، في حين أن الجامعات العمومية، خصوصا ذات الولوج المفتوح، تبقى ملجأ لعموم الطلبة حيث الاكتظاظ و الهدر و ضعف الإمكانات و التكوين و يبقى فشل أغلب الطلاب في تحقيق الرأسمال الثقافي المطلوب دليلا، في الخطاب الرسمي،  ليس على فشل المنظومة بل فشلهم كأفراد منتمين إلى طبقات غير محظوظة. هكذا يصبح الفشل قدرا طبقيا و ليس نتيجة لإصلاحات و سياسات فاشلة.

نبه بازل برنشتاين، عالم الاجتماع البريطاني إلى دور التعليم في إعادة انتاج  التفاوت الاجتماعي كذلك، لكن من منظور لغوي، حيث يميل النظام التعليمي، حسب رأيه، إلى تفضيل اللغة الأكثر تعقيدا و تجريدا و التي تستخدمها الطبقات الوسطى و ما يتبع ذلك من تفوق في اللغات و التقنيات، الأمر الذي يجعل الطلبة من طبقات دنيا في وضع غير متكافئ.

تساهم الجامعة في المغرب في توزيع المعرفة و السلطةبطريقة غير متكافئة، و لعل آخر إصلاح للتعليم العالي يشهد على تأثير الفوارق الاجتماعية على التعليم وإعادة انتاجها من طرف هدا الأخير. تم تنزيل نسخة جديدة من الإصلاح الجامعي [إسريESRI] ، الميثاق الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار بداية السنة الجامعية2023-2024 ، و يتضمن ضمن محاور أخرى، مهمة دمج المهارات الرقمية و اللغوية و مهارات الحياة في المنظومة البيداغوجية الجديدة. وفرت الوزارة بعض المناصب المالية الخاصة بتوظيف أساتذة محاضرين و تمويل شراء حواسيب للكليات، لكنها لم توفر مهندسين و تقنيين كما وعدت بذلك الوزارة لمؤازرة الأساتذة في تنزيل هذا الإصلاح.

تنزيل الشق المتعلق باللغات الأجنبية و مهارات القوة أبان عن مشاكل قيمية و هيكلية لها علاقة بالسياق العام للسياسات التعليمية بالمغرب. بالنسبة للغات، تعاقدت الوزارة مع منصة أمريكية لتعليم اللغات بمبالغ كبيرة، روزيطا ستون، التي تتعامل مع الطالب كزبون توفر له منتوجا موحدا و من المفروض أنه، أي الطالب، يتوفر على وسائل التواصل مع المنصة و الاشتغال عليها.

نظرا لكثرة المشاكل التقنية المتعلقة بتفعيل الحسابات على منصة روزيطا و استعمالها للتعلم، أصبح همٌ أغلب الطلبة هو حل المشاكل التقنية التي لها علاقة بالمعرفة الرقمية للطلبة، و بعدم تطابق الهواتف مع المنصة، و عدم توفر الطلبة على رصيد بهواتفهم للاشتغال بالمنصة عن بعد، و عدم احتساب المنصة لساعات الاشتغال على المنصة [ضرورة انجاز 30 ساعة في اللغتين الفرنسية و الإنجليزية]، هذه الوضعية الأخيرة دفعت بعض الطلبة، لعدم توصلهم لأي تفسير أو تأويل لهذه الوضعية، إلى استعمال برمجيات بمقابل للرفع من عدد الساعات المسجلة في حسابهم في روزيطا، الأمر الذي أفسد العملية برمتها. كما أن مئات الطلبة، رغم توفرهم على حساب بروزيطا، لا يتم استدعاؤهم لاجتياز الامتحانالنهائي رغم توفرهم على شرط 30 ساعة، لأن أسماءهم غير متضمنة في تقارير روزيطا. أين هي عملية التعلم؟ ضاع انتباه و جهد الطلبة في حل مشاكل تقنية لم يجدوا من يساعدهم على حلها، و في آخر المطاف يُحمل الطالب و الأستاذ مسؤولية فشل جزء من إصلاح المنظومة البيداغوجية، رغم أن مصدر الفشل هو مؤسساتي حيث لم توفر المؤسسة الوسائل التقنية و الموارد البشرية اللازمة لإتمام العملية في أحسن الظروف كما يتم فعلا في مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي لا تعرف مشاكل من هذا النوع.

الوجه الثاني للإصلاح البيداغوجي المتعلق بمهارات القوة هو أكثر قبحا من حيث المحتوى و من حيث التدبير التقني و من حيث شروط التقييم. جل وحدات مهارات القوة لا تستجيب لشروط التعليم الجامعي، مجرد وحدات لتلقين معلومات يمكن الحصول عليها باستعمال الانترنت والذكاء الاصطناعي. هل يحتاج طالب بكلية العلوم مثلا أن يعرف فنون الطبخ و الفنون الشعبية كأغاني العيطة، أو أن يعرف تواريخ المعارك؟ من الأكيد أن هناك خلل في التصور، تصور للثقافة كفلكلور، كأرقام و تواريخ، كأسماء و مسميات، كلٌ متشظي لا يستطيع دماغ الطالب جمعه إلا لحظات ثم يهوي الكل إلى فج عميق من النسيان. رغم ضعف المضمون الذي تم تجميعه بمقابل، و رغم دهشة الطالب أمام تدني مستوى المعرفة الملقنة بالجامعة المغربية، يعيش الطالب، تحت ضغط الضرورة، في وهم التعلم على منصة أخرى اسمها مودل، و التي تقدم ما أنتجه الإصلاح، من فيديوهات و دروس توجد محتويات أحسن منها بفضل نقرة في عالم الانترنت. عندما حلت لحظة المراقبة المستمرة، اجتاز الطالب امتحانا في المنزل بمساعدة الذكاء الاصطناعي و وسطاء بمقابل أو دون مقابل، و حصل أغلب الطلاب على 20، 19 أو 18/20، تحتسب بنسبة 50 بالمائة من النقطة النهائية، في مؤسسات التخصص العلمي، حيث قد تمنح شهادة لطالب نجح أكثر في وحدات بعيدة عن تخصصه العلمي، بفضل نقط قد تكون غير مستحقة. هكذا يتم دعم التكوين العلمي. ثم يأتي الامتحان النهائي الحضوري على المنصة، فيجتاز الطلبة الامتحان في قاعات الامتحان أو بالمنزل[!]، بمساعدة وسطاء أو برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتتكرر نفس المهزلة.

ما يشهد عليه هذا التنزيل للإصلاح البيداغوجي هو عدم تحقق الأهداف التي كان مخططا لها، لم يتعلم الطالب اللغة بطريقة بيداغوجية جديدة ومتطورة، بل كان همه حل المشاكل التقنية، و مشاكل الاتصال و الانفصال، الامر الذي تركه هائما في عالم من التيه و التساؤل لا يفارق فكره، ماذا يقع حولنا؟ من المسؤول؟ أين الإصلاح؟ ثم يعيد نفس الأسئلة عندما يتذكر امتحان مهارات القوة، ويبتسم في قرارة نفسه، و يشكر الذكاء الاصطناعي و كرم الإنترنت.

من هو المسؤول و من هو الضحية؟ أرجو أن يجيب المسؤولون عن هذا الإصلاح عن هذه الأسئلة حتى يقتنع العطار أن ما أفسده الدهر يصعب إصلاحه بمساحيق سطحية. تربة الإصلاح أعمق من ذلك و تحتاج إلى عطار من نوع خاص، ينصت لنبضات الثقافة المحلية و متطلبات الانخراط الجدي في الحداثة.

مقالات مشابهة

  • «إسلامية الشارقة»: دعم التعليم العالي زكاة مشروعة
  • الوالي:مشهد المرأة التي تصفع “القايد” في الشارع لم يكن مجرد حادث عابر، بل أصبح ظاهرة يتكرر
  • تحريات لكشف ملابسات نشوب مشاجرة داخل مدرسة بالهرم
  • «42 أبوظبي» تفتح باب التسجيل في برنامج التقييم لقبول الطلبة
  • "42 أبوظبي" تفتح باب التسجيل في برنامج التقييم لقبول الطلبة
  • توزيع 16 سجنا على شبكة “الزائر” ومستشار جماعي في ملف المخدرات بمراكش
  • “التعليم أولاً… أم أخيرًا؟ دعوة لتشكيل لجنة ملكية لإنقاذ مستقبل الوطن”
  • أنطوان بو نجم يزور مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان
  • ختام مسابقة أوائل الطلبة للمرحلة الابتدائية بمحافظة كفر الشيخ
  • اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر