المحاربون القدامى في السويداء: الجيش العربي السوري حكاية نصر لا تنتهي
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
السويداء-سانا
اتخذ الجيش العربي السوري منذ تأسيسه في الأول من آب عام 1945 عقيدة قتالية قوامها الدفاع عن سيادة ومصالح الأمة العربية برمتها رافعاً شعار “وطن شرف إخلاص” الذي جسد فيه معاني الدفاع عن الوجود والمصير والحقوق والحفاظ على الهوية، وعندما نتحدث عن الجيش العربي السوري فإننا نتحدث عن جيش أخذ على عاتقه قضايا الأمة العربية ولم يتوان يوماً عن خوض أي معركة لنصرة قضاياها وصون عزتها ومجدها.
العميد الركن الطيار عدنان مهنا رئيس رابطة المحاربين القدماء بالسويداء وأحد المقاتلين الذين خاضوا أهم المعارك في تاريخ انتصارات هذا الجيش وخاصة حرب تشرين التحريرية ومعارك التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان تحدث لـ سانا مستذكرا ًبعض المحطات المضيئة في تاريخ الجيش العربي السوري قائلاً: “عندما نتحدث عن جيشنا الباسل فهذا يعني استذكاراً للمحطات
المشرفة والمشرقة لهذه المؤسسة العسكرية الوطنيّة برجالاتها وقيادتها والتي شكّلت عبر التاريخ سياج الوطن وحصنه المنيع، فمنذ التأسيس وحتى اليوم خاض هذا الجيش الكثير من المعارك، مسطراً أهم الانتصارات في سبيل عزة الوطن وفي سبيل الحفاظ على وحدته واستقلاله… اليوم تحلّ هذه الذكرى لتؤكد أن ولادة الجيش العربي السوري في الأول من آب قبل تسعة وسبعين عاماً كانت نصراً كبيراً حقّقه الشعب السوري بانتصار إرادته وتحقيق مطلبه بأن يكون هذا الجيش هو جيش الشعب المؤمن بقضاياه والمدافع عن أرضه وإرادة شعبه وجيش الأمة العربية، حيث كان منذ نشأته رافعاً شعار الوحدة العربية محافظاً على عقيدته القومية جاعلاً من القضية الفلسطينية قضيته المركزية الأولى كما هي كل القضايا التي تهم الأمة العربية”.
وتابع العميد مهنا: “إن الجيش العربي السوري كان رائداً في التصدي لمخططات الغرب والكيان الصهيوني لجعل فلسطين وطناً للصهاينة ولمسح هوية فلسطين العربية، ومن هنا كان جيشنا العظيم وما زال حصناً منيعاً أمام أطماع الصهاينة في اغتصاب المزيد من الأرض العربية.. وكان على مدى أكثر من سبعة عقود الجيش العربي السوري المؤمن بالقومية العربية نهجاً وسبيلاً
لصون كرامة الأمة العربية والدفاع عن أمنها ومصالحها.. وشارك في جميع المعارك التي خاضتها الأمة العربية وسطّر مقاتلوه أعظم ملاحم البطولة والتضحية وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل ذلك ابتداء من حرب إنقاذ فلسطين عام 1948 مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب الاستنزاف التي استمرت نحو ست سنوات عقب عدوان حزيران عام 1967 وصولاً إلى الانتصار الأهم في حرب تشرين التحريرية عام 1973 بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد وصولاً إلى الدفاع عن لبنان الشقيق ووحدته في الفترة 1976-1982”.
ويقول مهنا: “واليوم في ذكرى تأسيسه ما زال هذا الجيش يمضي أكثر عزيمة وأشد تصميماً على تطهير ما تبقى من ربوع الوطن بإرادته المبنية على القيم الوطنية والعقيدة العسكرية، وتحقيق النصر النهائي في المعركة التي يخوضها اليوم ضد المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إذ لا تختلف هذه المعركة في جوهرها ومضمونها عن المعارك السابقة التي خاضها جيشنا ضد كل قوى الاستعمار وإن اختلفت الأشكال وتعددت الأساليب، فبواسل هذا الجيش ما زالوا يرخصون أرواحهم ودماءهم من أجل أن يبقى هذا الوطن حراً ويبقى علم الجمهورية العربية السورية مرفوعا”.
بدوره العميد الركن حكمت أبو غازي ضابط متقاعد من تشكيلات المدفعية السورية تحدث عن دور سلاح المدفعية كأحد أهم تشكيلات الجيش التي كان لها دور حاسم في المعارك الكبرى في تحقيق النصر، معبراً عن شعوره بالفخر لانتمائه إلى سلاح المدفعية وللجيش العربي السوري، ويقول: “كان لسلاح المدفعية دور حاسم وفعال في جميع الحروب والمعارك التي خاضها جيشنا البطل، فقد كانت مدفعيته تدمر نقاط العدو وتحصيناته ومقرات القيادة وأسلحته العملياتية التكتيكية ومطارات العدو ومناطق تحشده وتحبط هجماته من مسافات بعيده وتؤمن الظروف المناسبة لقوات الاقتحام والدبابات لتنفيذ مهامها بأقصر وقت ممكن وبأقل الخسائر”.
وأضاف: “كانت المدفعية أول من تبدأ الحرب وآخر من تنهيها محافظة على العهد والقسم الذي أقسمته إلى جانب كل تشكيلاتنا العسكرية الأخرى لأن أساس نقاط القوة في جيشنا هي وطنيته وانتماؤه القومي العروبي وعشقه للحرية والكرامة وأيضاً الروح المعنوية والقتالية العالية”.
طلعت الحسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الجیش العربی السوری الأمة العربیة هذا الجیش
إقرأ أيضاً:
أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
ذكر موقع "عربي 21" أنّ قائد كتيبة في الجيش الإسرائيليّ تحدّث عن أحد أكبر التحديات والعقبات التي تواجه الجيش الإسرائيليّ في القتال ضد حزب الله، وتعيق تقدمه في القرى والبلدات جنوب لبنان. وقال لصحيفة "معاريف"، إن مقاتليه يطلب منهم الآن التعامل مع الظروف الصعبة التي يخلقها فصل الشتاء على الجبهة، فالطقس السيئ يحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على إحراز أي تقدم.
وقال المقدم علاد تسوري، قائد كتيبة الدبابات في مقابلة مع الصحيفة، إن مقاتلي كتيبته يحاولون الدخول من مستعمرة متولا صوب وادي الحولة في جنوب لبنان، لكن الأرض الوعرة والظروف التي يخلقها فصل الشتاء في الأرض يصعبان المهمة.
وذكر أن كتيبته "تعمل دائمًا على فحص المسارات التي تتحرك فيها الدبابات والآليات الهندسية، لكي لا تغرق أو تنزلق في الوحل"، مشددا على أن "دبابة الميركافا رغم أن لديها مقاومة هائلة، فإنها قد تغرق أو تنزلق في التربة أو الوحل، أو تنقلب عندما ينهار مسارها، ولذلك نقوم بفحص الطريق جيدا قبل التحرك، وهذا يمثل تحديا كبيرا".
وأضاف: "صباح السبت نزلت أمطار غزيرة في المنطقة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتيبة. في المساء كان هناك برد قارس. نحن مجهزون جيدًا ولكن الجوّ بارد جدًا".
ودعا تسوري إلى تحرك سياسي قائلا: "التحرك السياسي دائمًا يكمل التحرك العسكري. بشكل عام هكذا تنتهي الحروب، قرار وقف الحرب يتعلق بالسياسيين، ومهمتنا أن نقدم الأدوات ونتوسع في حدود الجبهة من أجل تعميق الإنجازات". (عربي21)