سودانايل:
2024-11-17@00:27:07 GMT

الجيل Z ، جيل الغضب الكيني

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

الجيل Z ، جيل الغضب الكيني
ترجمة د. أحمد جمعة صديق
نظّم عدد كبير من النشطاء الشباب تظاهرات في كينيا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، فلقد سئم الشباب النخبة السياسية التي تستعرض علناً عناصر الرفاهية؛ مثل الساعات الذهبية والسيارات الرياضية الكبيرة، ولم يعودوا الآن يخشون التعبير عن إحباطاتهم بوضوح.
بدأت في كينيا ثورة غير عادية في نهاية الشهر الماضي، فقد اقتحم الشباب في 25 يونيو، البرلمان وأجبروا أعضاءه الحاضرين في الجلسة في اللجوء إلى نفق الطوارئ؛ للهرب ومغادرة المبنى بسرعة.

وصرح أحد أعضاء البرلمان رداً على غضب الجمهور: "نحن الآن منبوذون".
أسفرت الاضطرابات بعد شهر، عن مقتل خمسين شخصاً وإصابة المئات، ولا تزال التجمعات تخرج من الكنيسة كلما حاول عضو برلمان التحدث إليهم. وقد استُهدِفت مكاتبُ النواب وأعمالُهم ومساكنُهم انتقاماً منهم. فما هي جريمتهم؟ جريمتهم هي دعم زيادة الضرائب على السلع الأساسية لمعالجة العجز في الميزانية، كما طالب بذلك صندوق النقد الدولي. وبالرغم من أن حزمة الضرائب قد أُلغيت، كما عبر بعض النواب عن ندمهم في وسائل التواصل الاجتماعي بارتداء قمصان مكتوب عليها "اغفروا لنا تصويتنا" – اي تصويتهم بفرض الضريبة على السلع - إلا أن الغضب لم يخف بعد.
كان روبرت أويرو ذو ال(40 عاماً) هناك في 25 يونيو وهو يقول"كانت هناك الشجاعة والحشود. كان ذلك حدثٌ مميزاً جداً في ذلك اليوم. ففي الماضي، كان المتظاهرون يهربون إذا أطلقت عليهم الشرطة النار، أما الآن فانهم يختبئون قليلاً، ثم يزحفون إلى جثة رفيقهم بينما الرصاص يتطاير حول آذانهم، ويغلفونها بعلم كينيا ثم يحملونها بعيداً. ولو كانت مسيرتنا إلى قصر الرئاسة في ذلك اليوم، لكان بإمكاننا احتلاله. كان انفجار غاضب لا يمكن إيقافه." وتستمر المظاهرات، وإن كانت على نطاق أصغر، في العديد من المدن.
• المظاهرات الجماهيرية
وبالرغم من أن الشرطة قد قتلت الآن أكثر من خمسين متظاهراً، إلا أن الخوف قد اختفى. فقدتجمع الآلاف من الشباب في يوم الأحد، بعد التظاهرة الجماهيرية في 25 يونيو في حديقة أوهورو المركزية في نيروبي لتكريم زملائهم الذين سقطوا في المظاهرات. لقد غنوا " Unbwogable " ('لن يعتريني الخوف بعد الآن')، وهي أغنية تغنى بها أباؤهم في نهاية القرن في احتجاجات ضد الرئيس الأوتوقراطي دانيال آرب موي (1978-2002). ويقود هؤلاء المتظاهرين شباب كينيون من الجيل Z المولود تقريباً (بين عامي 1995 و2010) والذين لا تثقل كاهلهم الولاءات السياسية أو القبلية. لقد وضعوا ضغوطاً كبيرة على الرئيس الكيني الحالي وليام روتو لدرجة أن هذا السياسي الذي كان يتسم عادةً بالغرور بدأ يتخذ نبرة مختلفة في خطاباته. لقد سحب الزيادات الضريبية، وأقال كامل حكومته ورئيس الشرطة، ووجه كلامه إلى النشطاء الشباب على منصة"X" كما وعد بمنتدى نقاش وطني مع الشباب والسياسيين وقادة الكنائس، ولكن كل تنازل يبديه كانت تتبعه مطالب جديدة من المتظاهرين.
يقول ريموند رونو (26 عاماً): "إنه لأمر مذهل ما حققناه حتى الآن". "نحن الآن من يوجه الخطاب، جاء دورنا، فنحن نقوم بصناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المتظاهرين. ويقول:" نجتمع على الإنترنت، ولا نعرف حتى وجوه بعضنا البعض. ومع ذلك، ننجح في خطتنا، وهذا يمنحنا شعوراً بالقوة." وتسمي وسائل الإعلام الكينية هذه الهبة بثورة الجيل Z.
وتذكرنا طريقة إدارة المظاهرات الجماهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنيجيريا والسنغال، حيث اهتزت دولهم بفضل الشباب الرقمي الناشئ في عام 2020 وما بعده، أو السودان، حيث قاد الجيل الشاب، مسلحين بهواتفهم الذكية، التظاهرات ضد الديكتاتورية الإسلامية في عام 2019. وفي كينيا، وهي واحدة من أكثر الدول ديمقراطية في أفريقيا، كان تتم دائمًا الاعيب السياسية على أساس الأصول القبلية؛ والأحزاب السياسية وهي تحالفات لقادة ورجال أعمال غالباً ما تشوبهم تهمة الفساد، ويبدو أن هذه الثقافة السياسية قد بدأت تتغير الآن. تقول بولايت أوكوت (25 عامًا): "لا نريد أن نفكر كالفقراء بعد الآن". وكانت هي أيضاً تظاهر وتردد "روتو يجب أن يذهب". تسلقت بولايت سيارات الشرطة التي تطلق الغاز المسيل للدموع وقامت باسعاف المتظاهرين المصابين إلى غرفة الطوارئ وهي من خلفية قبلية متعددة: فوالدها من قبائل الكالينجين، ووالدتها من اصول صومالية. تقول بولايت "نحن التغيير. نحن نمثل الثورة التكنولوجية." وتبدو أيضاً صديقتها إميلي موتوكو (24 عاماً) واثقة بنفس القدر؛ في تنورتها القصيرة وشفاهها الوردية، وهذ طبعاً يسيء إلى العديد من التقاليد الأفريقية القديمة. تقول: "كان والداي بسيطي التعليم وأقل وعياً سياسياً. لكننا نتأثر بما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي. لم نختبر الرعب تحت حكم موي، و وبالتالي فنحن غير مصابين بأي صدمات."
تلعب التركيبة السكانية دوراً حاسماً في هذا الحراك، حيث كان سكان كينيا أقل من تسعة ملايين عندما نالت الاستقلال في عام 1963، ارتفع الآن إلى أكثر من 55 مليوناً بعد عام 2000. لقد تطور الجيل الأصغر، واكتسبت النساء مزيداً من الحرية بفضل التعليم الجيد، والتحضر، وخاصة، الإنترنت. فبينما جيل الألفية كان ينتقد إساءة استخدام السلطة وسوء الحكم بالحزن، فإن جيل Z يستخدم الآن المنصات عبر الإنترنت للتعبير عن آرائهم والنضال بنشاط ضد غرور السلطة. ومن بين 1.5 مليار أفريقي، هناك حوالي 400 مليون ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي. وتتصدر نيجيريا وكينيا العالم في عدد الساعات التي تُقضى يومياً على هذه المنصات. تقول إميلي موتوكو: "نحن نتناقش على منصات (X وتيك توك) ونستعرض كل ما يتعلق بنا، ونفضل أن نرويه بروح الفكاهة والإبداع."
قنبلة سكانية موقوتة
يمثل الكينيون من الجيل Zحوالي 18.4 مليوناً، أي حوالي ثلث إجمالي السكان. وعلى الرغم من كونهم الأكثر تعليماً، الا إنهم يواجهون معدلات عالية من البطالة. فمع دخول 800,000 خريج إلى سوق العمل كل عام، فإن آفاق التوظيف قاتمة. لقد كانت هذه المجموعة السكانية قنبلة موقوتة لفترة طويلة، لكن الزيادات الضريبية الأخيرة التي فرضها روتو قد فاقمت الوضع.
يمكن تشبيه المجتمع الكيني بواحة من الازدهار وسط بحر هائل من الفقر والبطالة. كان هذا التفاوت الصارخ يمكن تحمله إلى حد ما في السابق. فغالباً ما كان الكينيون يسعون للحصول على أفضال من السياسيين الفاسدين، الذين بدورهم يساعدون في دفع الرسوم المدرسية، والفواتير الطبية، وحتى بناء طريق وقت الانتخابات. كان الشباب يبقون صامتين في وجود كبارهم، ويختبئون في خوف عندما يزورهم مدير المدرسة في منازلهم. كان الأمر السائد في ذلك الوقت هي اتباع القادة الأثرياء والإعجاب بهم بلا تساؤل.
أما مع "محاربي" اليوم الجالسين خلف لوحة المفاتيح، فالأمور مختلفة. تقول المتظاهرة ليونورا أوكيو (24 عامًا): " تسرق الحكومة من الفقراء ليزداد الأثرياء ثراءاً. لقد اشمأزينا من هذه الطبقة السياسية، بساعاتها الذهبية، وأحزمتها التي تساوي مئات الدولارات، وسياراتها التي تستهلك الديزل. وهم لا يشعرون بالخجل من سلوكهم التفاخري هذا، بل على العكس، يظهرون في الشعائر الكنسية ويشترون أتباعهم بتبرعات من كتل من الأوراق النقدية. تمول الحكومة مكاتب باهظة لزوجات الرئيس، ونائب الرئيس، ورئيس الوزراء. وماذا تفعل زوجة الرئيس؟ تنظم اجتماعاً جماهيرياً مع مبشر أمريكي يأتي لتحويلنا عن ديننا. هذا هو ما يفعلونه بأموال حكومتنا. إنه سلوك استعماري." نحن الجيل الذي سيوقف عن هذه المحسوبية، يقول جيل Z بثقة. لن نسمح لمستقبلنا بأن يسلب منا.
لكن هذه الحركة بدون قيادات مما يسهل افسادها، فلقد بدأت بظهور تسلل البلطجية الذين يتم تجنيدهم لرمي الحجارة. وهذا يثير التساؤل حول كيفية تلبية روتو في النهاية لهذه لغضبة: هل بمزيد من التنازلات أم بالمزيد من العنف؟ والخيار الثاني هو ما يجب ان نخشاه.
ووفقاً للكاتب تي نغوجي، وصلت كينيا إلى مفترق طرق. "إصلاحات هذا النظام المعطوب ليست كافية، بل المطلوب هو قطيعة كاملة مع الماضي". كما ورد في "The EAST AFRICAN ". "لكن من أجل ذلك، سيتعين على روتو اتخاذ تدابير تتعارض مع طبيعته ورؤيته للعالم."

•كاتب المقال هو Koert Lindijer - مراسل صحيفة NRC الهولندية في أفريقيا منذ عام 1983. وهو مؤلف لأربعة كتب حول الشؤون الأفريقية
• المصدرJuly 31 2024 - (The AFRICANIST)

aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الجیل Z

إقرأ أيضاً:

حزب الجيل: مواجهة الشائعات واجب وطني.. والشعب المصري يعي مسؤولياته

أكد الدكتور حسن هجرس، مساعد رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أهمية التصدي للشائعات المغرضة التي تستهدف النيل من استقرار الوطن وأمنه القومي، مشيرًا إلى أن تلك الشائعات لا تؤثر فقط على الاستقرار الداخلي، بل قد تهدد سلامة المجتمع وتضعف ثقة المواطنين، موضحًا أن الشعب المصري يمتلك وعيًا متناميًا يجعله قادرًا على تمييز الحقائق عن الأكاذيب، مما يمثل درعًا قويًا يحمي المجتمع من حملات التضليل الممنهجة.

مصر تؤدي دورًا محوريًا في توجيه المواطنين نحو الوحدة والتماسك

وأوضح هجرس في بيان له اليوم، أن القيادة السياسية في مصر تؤدي دورًا محوريًا في توجيه المواطنين نحو الوحدة والتماسك، حيث باتت تثبت باستمرار أنها الأجدر بقيادة البلاد في ظل التحديات الراهنة.

كما أشاد بالجهود الوطنية التي تبذلها الدولة لترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن هذا الاستقرار هو حجر الأساس لأي نهضة تنموية شاملة، وأن الشعب يثق في القيادة الحالية ويقف خلفها بكل إصرار.

المصريين يظهرون مستوى عاليا من الوعي الوطني

وأشار هجرس إلى أن الوحدة الوطنية هي السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة محاولات التشكيك، مشددًا على أن المصريين يظهرون مستوى عاليا من الوعي الوطني، ويدركون جيدًا أن مواجهة الشائعات وحملات التشويه هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد، مما يساهم في إرساء أجواء الثقة والتضامن المجتمعي بين أفراد الشعب.

وثمن هجرس دور القيادة في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع في شتى المجالات، معتبرًا أن الجمهورية الجديدة التي ترسيها مصر اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكدًا أن الشعب المصري لن يسمح لأي جهة بعرقلة مسيرة التقدم أو التأثير على مكتسبات الوطن، حيث بات الوعي الشعبي هو السلاح الأقوى في مواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • إيطاليا تواجه «الغضب الفرنسي» في دوري أمم أوروبا
  • الجيل: عودة شركة النصر للسيارات إنجاز جديد يعزز قطاع النقل في عهد السيسي
  • فوضى في عرض عسكري بكندا تثير الغضب: اليساريون أفسدوا قواتنا..فيديو
  • «حزب الجيل»: الشائعات جزءا من حروب الجيل الرابع والدولة تتصدى لها
  • «نصرة» تعود لمحكمة الأسرة بعد 10 سنوات.. شهادة ميلاد قديمة كلمة السر
  • بسبب سوء حالة الكورنيش.. الغضب يسيطر على أهالى طلخا بالدقهلية
  • رئيس حزب الاتحاد: الشائعات أحد أشكال حروب الجيل الرابع
  • جديد من هوندا.. سيارة "باسبورت" موديل 2026 الجيل الرابع
  • محلل سياسي: حروب الجيل الرابع تجند الفرد لمعاداة الوطن  
  • حزب الجيل: مواجهة الشائعات واجب وطني.. والشعب المصري يعي مسؤولياته