خالد شيخ محمد.. أمريكا تصل لصفقة مع العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
(CNN)-- توصلت الولايات المتحدة إلى صفقة قضائية مع العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر، خالد شيخ محمد، واثنين من المتهمين الآخرين بتدبير الهجمات الإرهابية عام 2001، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية.
وجاء الاتفاق القضائي بعد 27 شهراً من المفاوضات، حيث يزيل عقوبة الإعدام من القضية بالنسبة لمحمد، ووليد بن عطاش، ومصطفى الحوساوي، وفقاً لما ذكره المدعون في رسالة والتي حصلت عليها CNN.
وأُرسلت الرسالة إلى عائلات ضحايا 11 سبتمبر والناجين منهم، قبل فترة قصيرة من إعلان وزارة الدفاع الخبر في بيان صحفي، الأربعاء.
ووافق الرجال الثلاثة على الاعتراف بجميع التهم، بعد بدء المفاوضات في مارس 2022، بما في ذلك قتل 2976 شخصاً، المذكورين في لائحة الاتهام، وفقًاً لما كتب المدعون في الرسالة الموجهة للعائلات.
ومن المتوقع أن يقدم محمد والمتهمون الآخرون، اعترافات بالذنب في جلسة استماع للاعتراف، قد تكون في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفقاً لما جاء في الرسالة.
كتب المدعون في الرسالة: "ندرك أن وضع القضية بشكل عام، وهذا الخبر بشكل خاص، سيثير مشاعر قوية بشكل مفهوم ومبرر، وندرك أيضًا أن القرار بالدخول في اتفاق ما قبل المحاكمة سيُقابل بردود فعل متباينة بين الآلاف من أفراد العائلات الذين فقدوا أحبائهم".
وأضاف المدعون: "لم يتم اتخاذ القرار بالدخول في اتفاق ما قبل المحاكمة بعد 12 عاماً من التقاضي التمهيدي بسهولة ومع ذلك، فإن حكمنا الجماعي، المدروس وبحسن نية، هو أن هذا الحل هو أفضل طريق لتحقيق العدالة والنهائية في هذه القضية".
وكان خبير في شؤون الإرهاب والمحلل الأمني لدى CNN، بيتر بيرغن، قد كتب بشكل موسع عن أسامة بن لادن قائلا إن "هذه هي الصفقة الأقل سوءاً في العالم الواقعي التي يمكن أن تحدث".
واجهت الحكومة الأمريكية تحدياً صعباً في متابعة قضية، توقفت على مدار العقدين منذ القبض على محمد في باكستان في 2003 لتورطه المزعوم في الهجمات الإرهابية.
وأفاد بيرغن لـCNN "ما زالوا في جلسات الاستماع التمهيدية"، مضيفاً أن "الحصول على أي نوع من الصفقة أفضل".
واتُهم محمد بقائمة من الجرائم تشمل التآمر، والقتل بانتهاك قانون الحرب، ومهاجمة المدنيين، ومهاجمة الأهداف المدنية، والتسبب عمدًا في إصابة خطيرة، وتدمير الممتلكات بانتهاك قانون الحرب، والإرهاب والدعم المادي للإرهابين، عام 2008.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستسعى لتنفيذ عقوبة الإعدام على محمد، ولكن تأخرت المحاكمة العسكرية ضد محمد والمتآمرين المزعومين لسنوات، حيث حاولت الولايات المتحدة تحديد كيفية التعامل مع مسألة التعذيب المستخدم ضد محمد وآخرين في السجون السرية لوكالة المخابرات المركزية في العقد الأول من القرن ال 21.
وتسببت هذه المسألة في مشكلة قانونية للمدعين، حول ما إذا كان الأدلة التي تم الحصول عليها من خلال التعذيب مقبولة في المحكمة، حيث كان من المقرر أن تبدأ المحاكمة في 11 يناير 2021، لكن التأخيرات الناتجة عن استقالة قاضيين وجائحة كورونا دفعت التاريخ مرة أخرى.
سيبقى المتآمرون المزعومون الثلاثة يواجهون جلسة الاستماع للحكم، حيث سيقدم الأطراف الأدلة للمناقشة حول عقوبة مناسبة تقل عن عقوبة الإعدام، ولن تُعقد جلسة الحكم هذه قبل الصيف المقبل، وفقاً للرسالة الموجهة للعائلات.
وقال المدعون في الرسالة إن "خلال جلسات الحكم في هذه القضية، قد تتاح الفرصة لأحد أفراد عائلتك للإدلاء بشهادته حول تأثير هجمات 11 سبتمبر عليك وعلى أحبائك، ولتقديم بيان عن تأثير الضحية الذي سيتم النظر فيه من قبل هيئة المحلفين العسكرية عند تحديد الحكم".
وتشير الرسالة إلى أن المدعين، اجتمعوا مع العائلات للحصول على ردود فعل حول الاتفاقات القضائية الممكنة، ووافق المتهمون على الإجابة على أسئلة مكتوبة من الناجين وعائلات الضحايا حول أدوارهم في الهجمات.
وأمام العائلات 45 يوماً لتقديم الأسئلة التي سيجيب عليها المتهمون بحلول نهاية العام، ويخطط المدعون للقاء العائلات شخصياً هذا الخريف لمناقشة الاتفاقات القضائية، ولكن عارضت بعض العائلات الاتفاقات القضائية.
قال بريت إيغلزون، رئيس عدالة 11 سبتمبر، وهي منظمة تمثل الناجين من 11 سبتمبر وأفراد أسر الضحايا إن العائلات " تشعر بقلق عميق من هذه الاتفاقات القضائية"، ودفع لمزيد من المعلومات حول دور السعودية في الهجمات.
وأضاف: " بينما نعترف بالقرار بتجنب عقوبة الإعدام، يظل قلقنا الرئيسي هو الوصول إلى هؤلاء الأفراد للحصول على المعلومات. يجب ألا تستمر هذه الاتفاقات القضائية في نظام الاتفاقات السرية، حيث يتم إخفاء المعلومات الحيوية دون إعطاء عائلات الضحايا الفرصة لمعرفة الحقيقة كاملة ".
ووضح إيغلزون: "نحث الإدارة على ضمان أن هذه الاتفاقات لا تغلق الباب أمام الحصول على معلومات حيوية يمكن أن تسلط الضوء على دور السعودية في هجمات 11 سبتمبر. لن يتزعزع سعينا لتحقيق العدالة حتى يتم الكشف عن الحقيقة كاملة، وتُحقق العدالة للضحايا وعائلاتهم".
ومن جهتها قالت رئيسة عائلات 11 سبتمبر المتحدة، تيري سترادا، إن كان بمثابة صدمةً لها عندما خرجت من محكمة فدرالية في مانهاتن بعد جلسة استماع طوال اليوم في قضية العائلات المستمرة ضد المملكة العربية السعودية.
وأعربت سترادا عن قلقها من أن أخبار الصفقة القضائية، ستطغى على الأدلة التي تم الكشف عنها حديثاً في معركة العائلات لمحاسبة السعودية عن دورها المزعوم في المؤامرة الإرهابية.
ونفت المملكة أي تورط في الهجمات.
وقالت سترادا إنه "لم يكن أي من أفراد العائلة يعلم أن هذا قادم"، مضيفةً: "أنا أشك في توقيته. هذا هو اليوم الأكبر في قضيتنا بأكملها. أكبر يوم في 23 عاماً من محاولة تحقيق العدالة لمقتل أحبائنا. وهم يقدمون لهؤلاء الرجال صفقة قضائية ".
من غير الواضح أين سيقضي محمد والمتآمرون الآخرون أحكامهم.
جعلت إدارة بايدن إغلاق منشأة الاعتقال في خليج غوانتانامو في كوبا، حيث إن احتجاز المتهمين، أولوية لها، وأعادت العديد من المعتقلين الذين لم يعد يشكلون تهديدات كبيرة للأمن القومي، لكن لا يزال العشرات من المعتقلين في المنشأة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: ضحايا 11 سبتمبر القضاء الأمريكي تنظيم القاعدة هجمات 11 سبتمبر عقوبة الإعدام المدعون فی فی الرسالة فی الهجمات
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل: لبنان لن يموت
رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى ان "لبنان لن يموت وسيبقى لبنان التنوع والرسالة مهما فعلت الحرب وبلغ عدد الشهداء ودمرت البيوت والمؤسسات وتضاعفت الخسائر"، وأضاف: "ستنتهي الحرب وعلينا أن نفكر بما بعدها، ليزدهر لبنان وينبعث من جديد. كنز لبنان لا ولن ينضب بطاقات ابنائه ومبدعيه، فوسط أجواء الحرب نسمع الكثير من المبادرات لدى الشباب، مبادرات عملية واستثمارية تؤكد باننا شعب حي وقادر ان ينهض من تحت الركام. في المقابل يحتاج الامر الى الحكمة والوعي والوحدة وتضافر الجهود، من هنا كانت خطوة القمة الروحية لتعزيز هذا الواقع وتلك القيمة اللبنانية".وفي حديث لبرنامج "صالون السبت" عبر "اذاعة الشرق"، قال أبي المنى: "نعيش مرحلة تاريخية مفصلية معقدة ودقيقة في ظل الحرب العدوانية التدميرية الخطيرة التي توحي وكأن لبنان الى نهاية وزوال ولكن هذا امر مستحيل، وثمة تجارب تاريخية حصلت وبقي لبنان صامدا رغم الحروب والمآسي التي مرت عبر التاريخ، كذلك التجربة اللبنانية تؤكد ذلك. فالتنوع في لبنان ضمانة بقدر ما يمكن ان يكون مصدرا للخلافات".
وأضاف: "خلال القمة الروحية، كان جميع المشاركين على نفس المبدأ والتوجه وكان نقاش ووجهات نظر متباينة احيانا ولكن التقينا على المحبة على الرحمة على المودة على الوطنية، واكدنا على اهمية لبنان الواحد وعلاقاته وانتشار شبابه في العالم، مما يعني ان البلد غير متروك ولن يتخلى المجتمع الدولي عنه، ولكن علينا نحن ان لا نتخلى عن انفسنا وعن وطننا. تلك مسؤولية داخلية تقابلها مسؤولية المجتمع والأصدقاء. لا ادعي لنفسي انني كنت وحدي بهذا المسار في القمة، فلو لم يكن هناك دعوة صادقة من غبطة البطريرك (الراعي) وهناك تقبل صادق وشعور بالمسؤولية في هذا الوقت الحرج من الجميع، لما تسهلت القمة".
وتابع: "نادينا بالقمة منذ فترة طويلة وتعثرت لأسباب ولمتغيرات لكن هذا الوقت كان مناسبا وتلاقت افكارنا ونوايانا وقلوبنا على ضرورة ان نحرّك الوضع بمسؤولية، مسؤولية روحية وأخلاقية على رؤساء الطوائف تجلت في اللقاء اولا، تحت شعار اطلقته منذ البداية، الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، لان لبنان لا يستطيع ان يكون محايدا عن كل الأمور ولا منحازا الى اي مكان، بل يتعامل مع الجميع بحكمة وعقلانية وبمحبة. واجبنا كلبنانيين ان نتفهم بعضنا بعضا ونحترم مودّات بعضنا وارتباطاتنا الروحية، وان يكون الولاء للوطن، الواجب الوطني بان نكف عن اعلان الولاء للخارج. فلتكن صداقاتنا وعلاقاتنا الطيبة شرقاً وغرباً ولكنها تصب في خدمة لبنان، فهو بحاجة الى الجميع وموضع تقديرهم، وليس على قاعدة التبعية التي قد تساعد في تغليب فئة على اخرى وهذا مكمن الخطر في ضرب الصيغة اللبنانية.
واضاف: "العدوّ الإسرائيلي يخترع الذرائع، لتنفيذ مخطّطاته وتحقيق أطماعه، فهو جارٌ لا يُصدَّق ولا يُركَن إليه، الحكمة ان لا نستدرج الى الحرب، الحكمة التي اطلقها وليد بك وأطلقناها بان لا نستدرج الى الحرب. لبنان محكوم بطوق من التناقضات تكاد تمزقه وبتحديات كبيرة، ولكن العلاقات والولاءات الخارجية تزيد الأمور تعقيدا. علينا ان نتقن علاقاتنا الدولية مع الخارج، مع الدول صاحبة القرار، اسناد الأخوة بعضهم لبعض واجب، ولكن ضمان وسلامة الوطن هي الأهم وتحييده عن المخاطر هو الأوجب". ورأى ان "الساحة اللبنانية مفتوحة على الفتن والفوضى وبقدر ما نطوقها بالوعي والحكمة والروح الوطنية، فلا شماتة ولا مكابرة ولا تحدٍّ ولا استقواء، بل تواضع ومحبة وتضامن وتعاطف، والمطلوب اليوم أن نستوعب ما يجري، وألا ننجر الى فتنة داخلية. كما ان الساحة مفتوحة للمخابرات العالمية، وهذا البلد معرض ليكون ساحة مستباحة بقدر ما نحيده عن هذه المسائل بقدر ما ننجح ونؤكد على وحدتنا الوطنية ونضمن بلدنا".