اكتشاف مجرتين تتبعان درب التبانة مثلما يتبع القمر الأرض
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
تمكن فريق دولي من علماء الفلك من اكتشاف مجرتين جديدتين تابعتين لمجرة درب التبانة، الأمر الذي يساهم في حل مشكلة استمرت لعدة عقود في علم الكونيات سميت "مشكلة المجرات التابعة المفقودة".
وبحسب الدراسة، التي نشرها هذا الفريق في دورية "ببلكيشنز أوف أسترونوميكال سوسايتي أوف غابان"، فقد استخدم الباحثون بيانات من برنامج "هايبر سوبريم كام" والذي يتمثل في كاميرا رقمية عملاقة بطول إنسان بالغ ووزن عدة أطنان تقريبا، تم تركيبها على تلسكوب سوبارو الذي يبلغ قطره 8.
وقد أطلق على المجرتين الجديدتين اسم "العذراء 3″ و"السدس2" نسبة إلى أماكن وجودهما في سماء الليل.
المجرات التابعة هي مجرات صغيرة تدور حول مجرات أكبر بسبب الجاذبية، مثلما يحدث في حالة القمر والأرض.
وتعد السحابة الماجلانية الكبرى أشهر المجرات التابعة لمجرتنا درب التبانة، وتقع على بعد حوالي 163 ألف سنة ضوئية، وهي مجرة قزمة غير منتظمة. تليها السحابة الماجلانية الصغرى، وهي كذلك مجرة قزمة غير منتظمة، وتقع على بعد حوالي 200 ألف سنة ضوئية.
ويمكن لقوى الجاذبية من المجرة المضيفة الكبرى (درب التبانة في هذه الحالة) أن تنزع النجوم والغاز من المجرة التابعة، مما يؤدي إلى نشأة تيارات كثيفة من النجوم الجديدة، وبمرور الوقت يمكن للمجرات التابعة أن تندمج مع المجرات المضيفة لها، مما يساهم في إضافة النجوم والغاز إلى المجرة المضيفة.
ضيف جديد
وبحسب الدراسة، فإن المجرتين الجديدتين تنضمان إلى حوالي 60 مجرة قزمة معروفة تتجمع حول مجرتنا الحلزونية الأكبر حجمًا على مسافات تبلغ 1.4 مليون سنة ضوئية في أقصاها.
ولسنوات، كان علماء الفلك قلقين بشأن كيفية تفسير سبب وجود عدد أقل من المجرات التابعة لمجرة درب التبانة مقارنة بما يتوقعه "نموذج المادة المظلمة القياسي"، وهذا ما يسمى "مشكلة المجرات التابعة الصناعية المفقودة".
ووفقًا لعمليات المحاكاة التي قام بها العلماء في هذا النطاق، يجب أن يكون هناك على الأقل عدة مئات من هذه المجرات القزمة، ولكن تم رصد بضع عشرات فقط.
ويفترض فريق من الباحثين عدة حلول لهذه المشكلة، منها أن المجرات القزمة تُمتص داخل المجرات المضيفة أو تمزقها المجرات الأكبر بسبب تأثير الجاذبية، بسرعة أكبر مما يتوقعه العلماء في نماذجهم.
ويرجح فريق جامعة توهوكو اليابانية، الذي قاد الدراسة، أنه قد يكون هناك في الواقع ما يقرب من 500 مجرة تابعة بناء على تحليلهم لسماء الليل.
ويقول الباحثون في بيان صحفي رسمي إن الخطوة التالية ستكون استخدام مرصد فيرا سي روبين في تشيلي لرصد مساحة أوسع من سماء الليل واكتشاف عدد أكبر من المجرات التابعة الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات درب التبانة
إقرأ أيضاً:
فيديو.. الشبح الأزرق يهبط على سطح القمر
نجحت شركة فايرفلاي إيروسبيس الأميركية، الأحد، في تنفيذ أول هبوط لها على سطح القمر بمركبة بلو جوست غير المأهولة، التي بدأت مهمة بحثية تستمر أسبوعين، لتنضم بذلك إلى قائمة محدودة من الشركات الخاصة التي تتنافس في السباق العالمي نحو القمر.
وهبطت المركبة التي يطلق عليها "الشبح الأزرق"، التي تعادل في حجمها سيارة صغيرة، في تمام الساعة 3:35 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (08:35 بتوقيت غرينتش) بالقرب من فتحة بركانية قديمة في الزاوية الشمالية الشرقية من الجانب المواجه للأرض من القمر.
وخلال اللحظات الأخيرة من الهبوط، ساد الصمت داخل غرفة التحكم في مقر فايرفلاي بمدينة أوستن بولاية تكساس، بينما كانت المركبة تقترب بروية من سطح القمر بسرعة ميلين في الساعة.
وفور دخولها مجال جاذبية القمر، أعلن ويل كوجان، كبير مهندسي بلو جوست، عبر البث المباشر: "نحن على القمر!"، ليقابل ذلك بصيحات التهليل والفرحة في مركز التحكم.
وبذلك، أصبحت فايرفلاي ثاني شركة خاصة تنجح في تنفيذ هبوط على سطح القمر، لكنها أكدت أنها الأولى التي تحقق هبوطا سلسا ناجحا بالكامل.
وكانت شركة إنتويتيف ماشينز، ومقرها هيوستن، قد نجحت العام الماضي في إرسال مركبتها أوديسيوس إلى سطح القمر، إلا أنها هبطت بشكل مائل، ما أدى إلى تلف بعض المعدات على متنها رغم عدم تعرض المركبة لأضرار جسيمة.
ومن قبل، تمكنت 5 دول فقط من تحقيق هبوط سلس على سطح القمر، وهي: الاتحاد السوفيتي السابق، الولايات المتحدة، الصين، الهند، واليابان، التي انضمت إلى القائمة العام الماضي.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تتسابق فيه الولايات المتحدة والصين لإرسال رواد فضاء إلى القمر خلال العقد الجاري، حيث تسعى كل دولة إلى تعزيز تحالفاتها وإشراك القطاع الخاص في تطوير المركبات الفضائية.
وكانت بلو جوست قد وصلت إلى القمر بعد رحلة استغرقت شهرا ونصف منذ إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا، على متن صاروخ سبيس إكس.
ومن المقرر أن تعتمد على 3 ألواح شمسية لتشغيل معداتها وأدواتها البحثية طوال مدة مهمتها البالغة 14 يوما، قبل أن يدخل القمر في ليل شديد البرودة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر.