مركز “غلوبال ريسيرش”: قوات صنعاء تهز هيمنة أمريكا البحرية وتؤثر على جغرافيتها السياسية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الجديد برس:
كشف مركز “غلوبال ريسيرش” الكندي للأبحاث في تقرير مطول أن قوات صنعاء أصبحت مؤثرة بشكل كبير على الجغرافيا السياسية البحرية للولايات المتحدة من خلال عملياتها المساندة لغزة. وأوضح التقرير أن هذه العمليات تميزت بتفوق أخلاقي وتكتيكات جديدة، مما زعزع الصورة التي رسمتها الولايات المتحدة لعقود بشأن هيمنتها المطلقة على البحار والمحيطات.
وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 1945، اعتمدت السياسة الجيوسياسية الأمريكية بشكل كبير على القوة البحرية وهيمنة الدولار، مما مكنها من الفوز في الحرب الباردة عام 1989 وإعلان عالم أحادي القطب. ومن خلال تحصين نقاط الاختناق البحرية الرئيسية والسيطرة على طرق التجارة البحرية العالمية، سيطرت الولايات المتحدة على التجارة والتمويل العالميين.
إلا أن التقرير لفت إلى أن الأمور اليوم لا تسير كما توقعت أمريكا، إذ تعطل التجارة البحرية بشكل كبير منذ ديسمبر 2023، ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على السيطرة على حركة المرور البحري العالمية في مضيق باب المندب، بالإضافة إلى فقدانها القيم الأخلاقية والمعنوية بعد دعمها لـ”إسرائيل” في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد قطاع غزة.
وسلط التقرير الضوء على هجمات قوات صنعاء على السفن التجارية الإسرائيلية التي بدأتها في البحر الأحمر، واصفاً إياها بالهجمات المباشرة التي تهدف إلى ردع “إسرائيل” عن المذبحة المستمرة في غزة، مؤكداً أن الحوثيين واصلوا هجماتهم وزادوا من قوتهم مؤخراً، حتى أنهم استهدفوا “تل أبيب” بطائرة بدون طيار في يوليو 2024، مما يشير إلى أن مياه شرق البحر الأبيض المتوسط قد تصبح خطيرة أيضاً.
وأوضح التقرير أنه “مع دخول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، شهره التاسع، وفي سياق تحول فيه الصراع إلى استخدام أحادي الجانب للقوة غير المتناسبة ضد النساء والأطفال في الغالب تحت قوة نيران إسرائيل، ينفذ الحوثيون اليمنيون استراتيجية الهجمات المباشرة على السفن التجارية والسفن الحربية التي تحميها لإحداث تأثير غير متكافئ وردع إسرائيل عن المذبحة التي يرونها إرهاب دولة”.
وأضاف التقرير: “وقع أول هجوم حوثي على إسرائيل في 9 نوفمبر 2023. ومنذ ذلك الحين، نفذ الحوثيون التابعون لحركة أنصار الله حوالي 150 هجوماً أو محاولة هجوم في البحار المحيطة، وخاصة في باب المندب وخليج عدن. في البداية، شنوا هجمات بطائرات بدون طيار من مسافة 2000 كيلومتر على مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية في البحر الأحمر. ثم بدأوا في مهاجمة السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيل باستخدام ميزة الجغرافيا العسكرية الضيقة للمنطقة بالصواريخ والطائرات بدون طيار المسلحة والمركبات السطحية”.
وتابع: “وفي 19 نوفمبر 2023، اختطف الحوثيون سفينة (جالاكسي ليدر) الإسرائيلية في البحر الأحمر واقتادوها وطاقمها إلى اليمن. وفي 25 نوفمبر 2023، نفذوا هجوماً بطائرات بدون طيار على سفينة (كالاندرا) التابعة لشركة زيم الإسرائيلية قبالة سواحل سريلانكا في المحيط الهندي. وفي 27 نوفمبر 2023، هاجموا المدمرة الأمريكية (يو إس إس ميسون) والسفينة القريبة التي تحمل العلم الليبيري (سنترال بارك). وفي 9 ديسمبر 2023، أعلن الحوثيون أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية ستكون مستهدفة”.
وأشار التقرير إلى أنه “على الرغم من جهود المرافقة البحرية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ نهاية 2023، بما في ذلك استهداف رادارات الحوثيين وورش العمل والقوى البشرية والموانئ والقواعد، فإن هجمات الحوثيين لا تزال مستمرة. وبين مارس ويوليو 2024، تم تسجيل حوالي 100 هجوم. ورغم الغارات الجوية المكثفة على اليمن ودعم سلاح الجو الإسرائيلي، غرقت السفينة اليونانية (توتور) في 12 يونيو 2024. كما زادت هجمات الحوثيين بعد كل تصعيد إسرائيلي في غزة، حيث أظهر الحوثيون في 19 يوليو 2024 قدرة غير عادية بضرب تل أبيب بطائرة بدون طيار، مما يشير إلى احتمالية تصاعد التهديدات بشكل خطير في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط. ويعكس رد إسرائيل بضرب ميناء الحديدة تصعيد الصراع إلى حالة حرب رسمية مع اليمن”.
وتابع التقرير: “رغم الاعتراضات العديدة من قبل المدمرات والفرقاطات البحرية الغربية التي تستخدم أنظمة دفاعية ثلاثية الطبقات (بعيدة المدى، ومتوسطة المدى، ونقطية)، فإن هذه النظم لم تحقق النجاح الكامل في التصدي للهجمات، وذلك بسبب تكلفة الذخائر وتعقيد عملية التكامل اللوجستي”.
وأكد التقرير أن هجمات الحوثيين أصبحت تحدياً كبيراً للبحرية الأمريكية، حيث أن الذخائر التي يستخدمها الحوثيون تكلف آلاف الدولارات فقط، بينما تكلف الصواريخ الوقائية التي تستخدمها البحريات الغربية ملايين الدولارات. وأشار إلى أن العديد من البحارة الأمريكيين شعروا بعدم الأمان في البحر لأول مرة، مما يستدعي تكيف البحرية الأمريكية بسرعة مع هذه التحديات الجديدة.
وأفاد التقرير بأن هجمات الحوثيين على الأهداف البحرية ليست جديدة، حيث نفذوا سابقاً هجمات ناجحة على فرقاطات وناقلات سعودية وإماراتية في الفترة ما بين 2017 و2018. وأكد أن قوات صنعاء قد نجحت في التأثير على الجغرافيا السياسية البحرية، مما قد يؤدي إلى تغييرات في إستراتيجية أمريكا وحلفائها.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين نجحوا في تحويل البحر الأحمر إلى منطقة خطرة على التجارة البحرية، مما يعكس تأثيرهم الأخلاقي والتكتيكي على الجغرافيا السياسية البحرية الأمريكية. وختم التقرير بأن استمرار الولايات المتحدة في التصفيق لـ”إسرائيل” في الكونجرس سيزيد من الاضطرابات الجيوسياسية التي تواجهها، وأنه من الصعب على أمريكا منع تقويض سمعتها كقوة بحرية مهيمنة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هجمات الحوثیین البحر الأحمر قوات صنعاء نوفمبر 2023 بدون طیار فی البحر إلى أن
إقرأ أيضاً:
حصري- الحوثيون يخططون لشن “حرب استباقية” على مأرب.. أوهام المعركة الأخيرة مجدداً
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تخطط جماعة الحوثي لشن “حرب استباقية” على محافظة مأرب الغنية بالنفط، لمواجهة الضغوط الاقتصادية التي سيفرضها تصنيف الولايات المتحدة للحركة اليمنية كمنظمة إرهابية-حسب ما أفادت مصادر مطلعة على تفكير الحوثيين في صنعاء.
وشن الحوثيون الليلة الماضية هجوماً جنوبي مأرب أوقع اثنين من جنود الجيش اليمني قتلى، وجرت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة استمرت حتى شروق يوم الخميس-حسب ما أفاد مصدر عسكري “يمن مونيتور”.
وقالت المصادر لـ”يمن مونيتور” إن القادة العسكريين الحوثيين يتلقون تحديثات حول معظم الخطوط الأمامية لجبهات القتال، ويحشدون الموارد للمعركة الكبيرة في محافظة مأرب.
وقال أحد المصادر: في اجتماع مع مشرفين للجماعة على المناطق القبلية قال قادة في الجماعة إنها المعركة الأخيرة التي ستحقق الانتصار الناجز بعد أكثر من عقد على الحرب.
قُتل آلاف الحوثيين في آخر معاركهم للسيطرة على محافظة مأرب (2021-2022)، كما فقدت مئات الآليات العسكرية، والموارد المالية. سبب ذلك بمشكلات كبيرة للجماعة التي وافقت في ابريل/نيسان 2022 على الهدنة لتهدئة الاحتجاجات الداخلية.
وحشد الحوثيون الآلاف من مقاتليهم إلى جبهات القتال الداخلية، معظمهم إلى الخطوط الأمامية في محافظة مأرب.
تحشيد الآلاف وأبعاد إقليميةوقال مشرف في الجماعة لـ”يمن مونيتور” إن التوجيهات منذ أسابيع لمنطقته -في محافظة ذمار- بالتواصل مع المقاتلين “وحضور دورات ثقافية قبل الانطلاق”. والدورات الثقافية التي تستمر أياماً في محافظة مغايرة -عادة ما تكون صنعاء أو صعدة (معقل الحوثيين) هي الوسيلة التي تستخدمها الجماعة للتعبئة العامة داخل أعضائها ومقاتليها.
وقال مصدر ثان في صنعاء إن “الحوثيين يرون حزب التجمع اليمني للإصلاح -الذي يدير السلطة المحلية في مأرب- خطراً بعد ما حدث في سوريا من تحرك للإسلاميين واسقاط نظام بشار الأسد”.
يخشى الحوثيون أن تُلهم التجربة الإسلاميين في اليمن إلى اتخاذ إجراءات جديدة مع قوة تنظيمهم للتحرك نحو صنعاء حتى دون موافقة السعودية والإمارات القوتين الإقليميتين اللتان تدعمان مجلس القيادة الرئاسي-حسب ما أفادت المصادر في صنعاء.
وقالت المصادر إن قادة الحوثيين يرجحون عدم تدخل المقاتلات السعودية لدعم القوات الحكومية في محافظة مأرب خلال تنفيذ العملية العسكرية، حيث يعتقدون أن المملكة تفضل الهدوء على الحدود الشمالية على الدخول في القتال.
وأشارت المصادر المطلعة على تفكير الحوثيين إلى أن “الفرصة مواتية باستثمار هدنة منفصلة مع السعودية لتحقيق آخر المعارك والسيطرة على النفط”.
تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع وخشية انتقام الحوثيين.
رد على أمريكا في مأربتأتي تحركات الحوثيين وتحشيدها في محافظة مأرب بعد الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؛ الذي من المتوقع أن يمثل ضغطاً اقتصادياً على الحركة ويجفف إيراداتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وفيما يقللون من هذه الخطوة إلا أنهم يهددون برد على الولايات المتحدة.
وقال محمد مفتاح، القيادي الحوثي والنائب الأول لرئيس وزراء حكومة الجماعة في صنعاء “نحذر الأميركيين من أن أي إجراءات تؤثر على سبل عيش شعبنا واستقراره الاقتصادي تعادل إعلان حرب، وسنواجههم بكل قوة وضراوة. يجب على الأميركيين أن يفهموا هذه الرسالة بوضوح”. ويتخذ رد الحوثيين في العادة شن هجوم في الداخل للضغط على الحكومة المعترف بها دولياً.
وتقول أبريل لونجلي آلي الخبيرة الأولى في شؤون الخليج واليمن في معهد السلام الأمريكي: في حين يهددون الولايات المتحدة، فإن نقطة التصعيد الفوري الأكثر ترجيحًا هي محلية. الاحتشاد حول مأرب الغنية توضح ما هم مقدمون عليه، إذا حصلوا على مأرب سيحصلون على موارد لمساعدتهم على مواجهة التصنيف كجماعة إرهابية.
وأضاف: كما أن هذا من شأنه أن يخلف آثاراً عميقة على جبهات القتال الأخرى، وربما يفتح الباب أمامهم للاجتياح محافظات أخرى، بما في ذلك المحافظات الغنية بالموارد في شرق البلاد، ويضع تجدد الضغط على مأرب المملكة العربية السعودية حليفة الولايات المتحدة في موقف صعب بشكل خاص.
ولفتت “آلي” إن أن مأرب “ظلت صامدة بفضل الدعم الجوي السعودي. بدون هذا الدعم تصبح المدينة ومواردها النفطية والغازية مكشوفة. إذا قدمت السعودية هذا الدعم، فسوف يوجه الحوثيون بنادقهم مرة أخرى نحو الشمال في وقت تريد فيه المملكة الهدوء.
تحدد قناة فارسية قريبة من الحرس الثوري على تليجرام سلوك الحوثيين لمواجهة الإجراءات الأمريكية ضد الجماعة المسلحة من بينها بينها: الاستعداد لمواجهة تحالف غربي محتمل سياسي وعسكري واقتصادي مع وجود ترامب. الاستعداد بخصوص انفجار “الجبهة الداخلية” مشيرة إلى أن ما قالت إنها تحركات لحزب الإصلاح وأن هزيمتهم في الخيار العسكري في معركة”الفتح الموعود والجهاد المقدس” بسبب احتمالات استغلال العدو للوضع الداخلي وتفجيره.
وتقول القناة: “وبطبيعة الحال، يمكن لصنعاء أن تفكر في إعادة فتح الجبهات الداخلية مسبقاً، وخاصة استكمال تحرير مأرب كخيار”.
يمن مونيتور21 فبراير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 للبرلمان مقالات ذات صلة
الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 للبرلمان 21 فبراير، 2025
انطلاق مشروع تحلية مياه البحر في عدن بقدرة 10 آلاف متر مكعب يومياً 20 فبراير، 2025
الصحفيين اليمنيين: الحوثيون يمارسون التعسف الممنهج ضد الصحفيين وشركات الإعلام 20 فبراير، 2025
المجتمع المدني اليمني في ظل الصراع.. تحديات وتحولات 20 فبراير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...