الجديد برس:

كشف مركز “غلوبال ريسيرش” الكندي للأبحاث في تقرير مطول أن قوات صنعاء أصبحت مؤثرة بشكل كبير على الجغرافيا السياسية البحرية للولايات المتحدة من خلال عملياتها المساندة لغزة. وأوضح التقرير أن هذه العمليات تميزت بتفوق أخلاقي وتكتيكات جديدة، مما زعزع الصورة التي رسمتها الولايات المتحدة لعقود بشأن هيمنتها المطلقة على البحار والمحيطات.

وأشار التقرير إلى أنه منذ عام 1945، اعتمدت السياسة الجيوسياسية الأمريكية بشكل كبير على القوة البحرية وهيمنة الدولار، مما مكنها من الفوز في الحرب الباردة عام 1989 وإعلان عالم أحادي القطب. ومن خلال تحصين نقاط الاختناق البحرية الرئيسية والسيطرة على طرق التجارة البحرية العالمية، سيطرت الولايات المتحدة على التجارة والتمويل العالميين.

إلا أن التقرير لفت إلى أن الأمور اليوم لا تسير كما توقعت أمريكا، إذ تعطل التجارة البحرية بشكل كبير منذ ديسمبر 2023، ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على السيطرة على حركة المرور البحري العالمية في مضيق باب المندب، بالإضافة إلى فقدانها القيم الأخلاقية والمعنوية بعد دعمها لـ”إسرائيل” في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد قطاع غزة.

وسلط التقرير الضوء على هجمات قوات صنعاء على السفن التجارية الإسرائيلية التي بدأتها في البحر الأحمر، واصفاً إياها بالهجمات المباشرة التي تهدف إلى ردع “إسرائيل” عن المذبحة المستمرة في غزة، مؤكداً أن الحوثيين واصلوا هجماتهم وزادوا من قوتهم مؤخراً، حتى أنهم استهدفوا “تل أبيب” بطائرة بدون طيار في يوليو 2024، مما يشير إلى أن مياه شرق البحر الأبيض المتوسط قد تصبح خطيرة أيضاً.

وأوضح التقرير أنه “مع دخول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، شهره التاسع، وفي سياق تحول فيه الصراع إلى استخدام أحادي الجانب للقوة غير المتناسبة ضد النساء والأطفال في الغالب تحت قوة نيران إسرائيل، ينفذ الحوثيون اليمنيون استراتيجية الهجمات المباشرة على السفن التجارية والسفن الحربية التي تحميها لإحداث تأثير غير متكافئ وردع إسرائيل عن المذبحة التي يرونها إرهاب دولة”.

وأضاف التقرير: “وقع أول هجوم حوثي على إسرائيل في 9 نوفمبر 2023. ومنذ ذلك الحين، نفذ الحوثيون التابعون لحركة أنصار الله حوالي 150 هجوماً أو محاولة هجوم في البحار المحيطة، وخاصة في باب المندب وخليج عدن. في البداية، شنوا هجمات بطائرات بدون طيار من مسافة 2000 كيلومتر على مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية في البحر الأحمر. ثم بدأوا في مهاجمة السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيل باستخدام ميزة الجغرافيا العسكرية الضيقة للمنطقة بالصواريخ والطائرات بدون طيار المسلحة والمركبات السطحية”.

وتابع: “وفي 19 نوفمبر 2023، اختطف الحوثيون سفينة (جالاكسي ليدر) الإسرائيلية في البحر الأحمر واقتادوها وطاقمها إلى اليمن. وفي 25 نوفمبر 2023، نفذوا هجوماً بطائرات بدون طيار على سفينة (كالاندرا) التابعة لشركة زيم الإسرائيلية قبالة سواحل سريلانكا في المحيط الهندي. وفي 27 نوفمبر 2023، هاجموا المدمرة الأمريكية (يو إس إس ميسون) والسفينة القريبة التي تحمل العلم الليبيري (سنترال بارك). وفي 9 ديسمبر 2023، أعلن الحوثيون أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية ستكون مستهدفة”.

وأشار التقرير إلى أنه “على الرغم من جهود المرافقة البحرية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ نهاية 2023، بما في ذلك استهداف رادارات الحوثيين وورش العمل والقوى البشرية والموانئ والقواعد، فإن هجمات الحوثيين لا تزال مستمرة. وبين مارس ويوليو 2024، تم تسجيل حوالي 100 هجوم. ورغم الغارات الجوية المكثفة على اليمن ودعم سلاح الجو الإسرائيلي، غرقت السفينة اليونانية (توتور) في 12 يونيو 2024. كما زادت هجمات الحوثيين بعد كل تصعيد إسرائيلي في غزة، حيث أظهر الحوثيون في 19 يوليو 2024 قدرة غير عادية بضرب تل أبيب بطائرة بدون طيار، مما يشير إلى احتمالية تصاعد التهديدات بشكل خطير في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط. ويعكس رد إسرائيل بضرب ميناء الحديدة تصعيد الصراع إلى حالة حرب رسمية مع اليمن”.

وتابع التقرير: “رغم الاعتراضات العديدة من قبل المدمرات والفرقاطات البحرية الغربية التي تستخدم أنظمة دفاعية ثلاثية الطبقات (بعيدة المدى، ومتوسطة المدى، ونقطية)، فإن هذه النظم لم تحقق النجاح الكامل في التصدي للهجمات، وذلك بسبب تكلفة الذخائر وتعقيد عملية التكامل اللوجستي”.

وأكد التقرير أن هجمات الحوثيين أصبحت تحدياً كبيراً للبحرية الأمريكية، حيث أن الذخائر التي يستخدمها الحوثيون تكلف آلاف الدولارات فقط، بينما تكلف الصواريخ الوقائية التي تستخدمها البحريات الغربية ملايين الدولارات. وأشار إلى أن العديد من البحارة الأمريكيين شعروا بعدم الأمان في البحر لأول مرة، مما يستدعي تكيف البحرية الأمريكية بسرعة مع هذه التحديات الجديدة.

وأفاد التقرير بأن هجمات الحوثيين على الأهداف البحرية ليست جديدة، حيث نفذوا سابقاً هجمات ناجحة على فرقاطات وناقلات سعودية وإماراتية في الفترة ما بين 2017 و2018. وأكد أن قوات صنعاء قد نجحت في التأثير على الجغرافيا السياسية البحرية، مما قد يؤدي إلى تغييرات في إستراتيجية أمريكا وحلفائها.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين نجحوا في تحويل البحر الأحمر إلى منطقة خطرة على التجارة البحرية، مما يعكس تأثيرهم الأخلاقي والتكتيكي على الجغرافيا السياسية البحرية الأمريكية. وختم التقرير بأن استمرار الولايات المتحدة في التصفيق لـ”إسرائيل” في الكونجرس سيزيد من الاضطرابات الجيوسياسية التي تواجهها، وأنه من الصعب على أمريكا منع تقويض سمعتها كقوة بحرية مهيمنة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة هجمات الحوثیین البحر الأحمر قوات صنعاء نوفمبر 2023 بدون طیار فی البحر إلى أن

إقرأ أيضاً:

“فُلك البحرية ” تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS

الرياض ــ البلاد

أعلنت شركة فُلك للخدمات البحرية، إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة والمتخصصة في خدمات الخطوط الملاحية المنتظمة وسفن الروافد، عن إبرامها اتفاقية إستراتيجية مع شركة يانغشان CIMC للمعدات اللوجستية في شنغهاي، بهدف بناء 5,600 حاوية شحن بحرية حديثة.

وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم شركة فُلك البحرية بإضافة 4,500 حاوية متعددة الأغراض بطول 20 قدمًا، و1,100 حاوية عالية السقف بطول 40 قدمًا إلى أسطولها، وتتميز جميع الحاويات بأنها قابلة لإعادة التدوير بالكامل، مما يعكس التزام الشركة بالمسؤولية البيئية ودعم رؤية المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة.

وتم تجهيز الحاويات بتقنيات متقدمة تشمل أحدث تكنولوجيا إنترنت الأشياء للمراقبة، وذلك في إطار الخطط التوسعية لشركة فُلك البحرية، حيث سيتم تطبيق هذه التقنيات على مستوى أسطول الحاويات الجافة، وسيسهم دمج هذه الحلول التكنولوجية المتطورة في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز السلامة، من خلال تقديم تحديثات لحظية للموقع، إلى جانب الإسهام في تحسين المسارات عبر الممرات التجارية وتقليل التأخيرات، كما تحتوي على تقنيات السياج الجغرافي ورصد التلاعب والتي تمنع الوصول غير المصرح به، مما يضمن سلامة البضائع.

من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة فُلك البحرية، بول هيستباك، على أهمية هذه الخطوة قائلًا: “يكتسب هذا الاستثمار، أهمية خاصة باعتباره إنجازًا بارزًا لشركة فُلك البحرية، على مستوى خططها التوسعية الخاصة بأسطول الحاويات، ومن شأنه الإسهام في تعزيز مكانتنا الرائدة ودورنا الرئيسي في توفير البنية التحتية اللوجستية في المملكة العربية السعودية، حيث ستتيح الحاويات الأولى من نوعها، التي ستحمل العلامة التجارية لشركة فُلك البحرية، الفرصة لتقديم خدمات أفضل للقطاع التجاري وتوفير الدعم للمصدرين والمستوردين بشكل مباشر عبر أرجاء المنطقة، كما سنوفر من خلال هذا الأسطول لمالكي البضائع الوضوح وإمكانية الاطلاع على كافة التفاصيل في الوقت الفعلي، الأمر الذي من شأنه تعزيز الكفاءة التشغيلية، ونتطلع من خلال تشغيل حاوياتنا الخاصة لتلبية احتياجات عملائنا، إلى توفير حلول شحن شاملة وإرساء علاقات مباشرة مع مالكي البضائع في المنطقة، وتتماشى جهودنا مع طموحات المملكة العربية السعودية، بأن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا رائدًا، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030”.

بدوره أضاف الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة فُلك البحرية، محمد بدوي : “تعكس هذه الخطوة الجريئة والطموحة، رؤيتنا الإستراتيجية والتزامنا بتحقيق مسيرة النمو والتطور، ونتطلع من خلال الاستثمار في أسطول حاويات حديث ومتطور، إلى تعزيز قدراتنا التشغيلية وتقديم حلول فعالة ومستدامة ومبتكرة لعملائنا، وهذه الحاويات المجهزة بأحدث التكنولوجيات المتطورة، ستتيح الفرصة أمامنا لتحسين سلسلة التوريد وتطويرها وتحقيق الموثوقية على نطاقٍ واسع، بما يتماشى مع هدفنا وجهودنا نحو تعزيز التجارة الإقليمية، ويُشكل هذا الإنجاز نقلة نوعية، في إطار سعينا إلى تعزيز مكانتنا الإقليمية المتنامية في مجال الخدمات اللوجستية البحرية”.

مقالات مشابهة

  • القيم الإستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • خبير عسكري صيني: “القوات اليمنية” ضغطت بقوة على البحرية الامريكية 
  • “إسرائيل” تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة “هجمات الحوثيين”
  • قوات صنعاء تقصف بـ صاروخ فلسطين2 هدفاً عسكرياً للاحتلال في “تل أبيب”(فيديو)
  • موسكو تنقل “دفاعا جويا” إلى ليبيا
  • “فُلك البحرية ” تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS
  • بنك إسرائيل المركزي: حصار صنعاء أدى إلى إطالة فترات الإبحار من وإلى “إسرائيل” بأكثر من الضعف
  • “يافا” من جديد في تل ابيب 
  • “هاري ترومان” تتراجع بعد معركةٍ بحرية نفذتها قوات صنعاء
  • تحركات إسرائيلية لدعم حكومة عدن لمواجهة عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة