وقالت الوزارة في بيان، إنها توصلت إلى اتفاق مع المتهم الرئيسي في التفجيرات، الباكستاني خالد شيخ محمد، واثنين آخرين، يقضي باعترافهم بأنهم مذنبون، مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد بدلا من الإعدام. والمتهمان الآخران اللذان توصل البنتاغون إلى اتفاق معهما هما اليمني وليد محمد بن عطاش، والسعودي مصطفى الهوساوي.

بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر أمريكية قولها إن "الادعاء كانوا يريدون عقوبة الإعدام، لكن تعذيب المتهمين في أثناء احتجازهم لدى السي آي إيه عرقل الإجراءات".

ويقبع خالد شيخ محمد، وابن عطاش، ومصطفى الهوساوي، في سجن غوانتانامو منذ نحو 20 عاما، دون أن يحالوا إلى المحاكمة.

 ومن المتوقع أن يقدم الرجال الثلاثة دفوعاتهم رسميا أمام المحكمة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، ورد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفضت شروط صفقة الإقرار بالذنب مع خمسة رجال محتجزين في غوانتنامو.

وذكرت التقارير أن المعتقلين طلبوا من الرئيس ضمانات بعدم احتجازهم في الحبس الانفرادي، وبأنهم سيتمكنون من الحصول على العلاج من الصدمات.

وقال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، إن مكتب الرئيس أُبلغ يوم الأربعاء بالاتفاق، ولم يلعب أي دور في مفاوضات صفقة الإقرار بالذنب.

ويعتبر خالد شيخ محمد مهندس الهجوم الذي استولى فيه المنفذون على طائرات ركاب وصدموها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون خارج واشنطن.

وأكدت تقارير أن خالد شيخ محمد تعرض لعدد من "تقنيات الاستجواب المعززة"، بما في ذلك "التعذيب بالماء" - محاكاة الغرق - ما لا يقل عن 183 مرة، قبل أن تحظر الحكومة الأمريكية هذه الممارسة

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: خالد شیخ محمد

إقرأ أيضاً:

الهيمنة الأمريكية والمقاومة.. قراءة في خطاب الرئيس المشاط

 

هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا وفنزويلا وإيران، فإن الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة. العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع "جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية" للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة "التنمية المستقلة" التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحد الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة وفرض الحصار عليها لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأن اليمن "كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة"، وهو استدعاء يحمل بعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية. في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجل للأحداث، بل هو سجل لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم "المبتلين بمرض المسارعة"، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.

مقالات مشابهة

  • صحيفة “ذا صن” تكشف: “بريطانيا توفر الدعم اللوجستي للطائرات الأمريكية في شن غارات على اليمن”
  • محافظ مطروح يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة قرب حلول عيد الفطر
  • زيلينسكي يُعلق على آخر تطورات صفقة المعادن المرتقبة مع أمريكا
  • محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بحلول عيد الفطر المبارك
  • الخارجية الأمريكية توافق على صفقة بيع مسيّرات لقطر بقيمة 1.96 مليار دولار
  • الخارجية الأمريكية توافق على صفقة لبيع مسيّرات إلى قطر بقيمة 1.96 مليار دولار
  • تسريبات "سيجنال" بالتوقيتات والأسلحة.. "ذا أتلانتيك" تكشف "خطط أمريكا" لضرب مليشيا الحوثي
  • الهيمنة الأمريكية والمقاومة.. قراءة في خطاب الرئيس المشاط
  • سفارة واشنطن في اليمن تكشف الهدف الرئيسي للضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي
  • أمريكا تكشف عن سلاح جديد خطير في حربها ضد أنصار الله باليمن