ليندا صرصور.. أميركية فلسطينية على خطى مالكوم إكس
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
ناشطة سياسية وحقوقية أميركية من أصل فلسطيني، والمديرة التنفيذية السابقة للجمعية العربية الأميركية في نيويورك، ومؤسسة أول منصة إسلامية للتنظيم عبر الإنترنت اسمها "إم باور تشينغ".
اكتسبت شعبية كبيرة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بعد مشاركتها في نقاشات إعلامية وحملات ضد السياسات التي تستهدف المسلمين، كما نشطت في الدفاع عن حقوق النساء والسود والأقليات، وناهضت عنف الشرطة وشاركت في بناء تحالفات بين مختلف المجتمعات العرقية في الولايات المتحدة الأميركية.
كانت واحدة من قادة المسيرة النسائية في واشنطن عام 2017، وهي أكبر احتجاج نسائي في تاريخ الولايات المتحدة للدفاع عن حقوق النساء والأقليات.
نظرا لنشاطها المدني والحقوقي المكثف شبهتها وسائل إعلام أميركية بنشطاء الحقوق المدنية البارزين في أميركا أمثال مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
تتميز بجرأتها في طرح أفكارها واستقلاليتها، وتعتز بحجابها وانتمائها الديني والعرقي، ما جعلها تحطم الصورة النمطية للمرأة المسلمة.
حازت على جائزة بطلة التغيير من إدارة أوباما، وصنّفتها مجلة "فورتشن" واحدة من أعظم 50 قائدا، واختارتها مجلة تايم ضمن 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2017.
المولد والنشأةولدت ليندا صرصور عام 1980 في بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، وهي الابنة الكبرى بين 7 أبناء لمهاجرين فلسطينيين ينحدران من مدينة البيرة في الضفة الغربية.
كان والدها يمتلك سوقا صغيرا في حي كراون هايتس وكان يسميه سوق ليندا.
الدراسة والتكوين العلميدرست في مدرسة جون جاي الثانوية في بروكلين، ثم تزوجت في السابعة عشرة من عمرها وأنجبت 3 أطفال، وهي في منتصف العشرينيات.
التحقت صرصور بالجامعة في كلية كينغسبورو المجتمعية وكلية بروكلين بهدف أن تصبح معلمة للغة الإنجليزية.
التجربة الحقوقيةبدأت ليندا صرصور نشاطها الحقوقي بانضمامها متطوعة إلى الجمعية العربية الأميركية عام 2001، وهي من كبرى المنظمات العربية الاجتماعية والحقوقية في نيويورك.
بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 شاركت في نقاشات واسعة حول حقوق الأقليات المسلمة والعربية في الولايات المتحدة الأميركية، وانتقدت في برامج تلفزيونية ومقابلات صحفية عمليات التجسس الواسعة التي قامت بها شرطة نيويورك ضد العرب والمسلمين بعد هذه الاعتداءات.
بعد وفاة المديرة التنفيذية للجمعية بسمة عطوة في حادث سير، عينت خلفا لها وكانت في الـ25 من عمرها، وقضت في هذه المهمة 16 عاما كانت خلالها في طليعة المشاركين في حملات الحقوق المدنية الكبرى.
كان لها دور بارز في الدفاع عن الأميركيين السود، إذ انضمت لحركة "حياة السود مهمة" وشاركت في تأسيس منظمة "مسلمون من أجل فيرغسون" لبناء التضامن بين المسلمين الأميركيين، والعمل ضد تجاوزات الشرطة وذلك في أعقاب إطلاق هذه الأخيرة النار على الشاب مايكل براون البالغ 18 عاما عام 2014.
وكانت صرصور من منظمي مظاهرة خرجت من نيويورك إلى واشنطن في أبريل/نيسان 2014 لتخليد ذكرى السود الذين قتلتهم الشرطة الأميركية.
كما نظمت عام 2015 حملة لجمع تبرعات لإعادة بناء كنائس للأميركيين السود، جرى إحراقها بعد حادث إطلاق نار من أميركي أبيض على مصلين في كنيسة للسود في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية بدافع الكراهية، وتمكّنت الحملة من جمع 100 مليون دولار أميركي.
كانت من أبرز المدافعين عن ضرورة احترام مدارس الحقوق الدينية للطلبة المسلمين، وتمكنت بعد عمل ونضال استمر لـ10 سنوات من انتزاع قرار من مجلس مدينة نيويورك باعتماد عيدي الأضحى والفطر عطلتين رسميتين في المدارس العامة، وهو المكتسب الذي تحقق في أغسطس/آب 2015.
شاركت في تأسيس أول منصة تنظيم للمسلمين على الإنترنت اسمها "إم باور تشينغ"، ومنظمة "حتى الحرية" وهي منظمة تدعو "للعدالة العرقية متعددة الجوانب"، وتركز على العمل المباشر وسط الأميركيين من أصل أفريقي.
ومنذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، نظمت ليندا وشاركت في حملات واحتجاجات ضد كثير من قرارات إدارته، مثل إنهاء برنامج القرار المؤجل للواصلين أطفالا، والذي يحمي المهاجرين الشباب من الترحيل، وسياسة فصل العائلات المهاجرة في الولايات المتحدة، وكذا قرار ترشيح القاضي بريت كافانو لعضوية المحكمة العليا الأميركية، على الرغم من أنه متهم باعتداءات جنسية.
في مقال نشرته في مجلة "تايم" عام 2018، قالت ليندا صرصور إن المسلمين واجهوا منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول التنميط العنصري والديني من جميع مستويات إنفاذ القانون، حيث تحملوا برامج المراقبة والترحيل والتسجيل غير المبررة والشاملة، ووُضعوا بشكل خاطئ على قوائم حظر الطيران، وكانوا ضحايا لجرائم الكراهية.
وأوضحت أنه لأول مرة في عام 2018 رأى المسلمون حلفاء يحشدون من أجلهم ويقاتلون ضد العنصرية والتعصب ضدهم.
مسيرات النساءبعد يوم من مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، خرجت مسيرات نسائية أطلقت عليها وسائل الإعلام "المسيرات الوردية" احتجاجا على مواقف ترامب وتصريحاته التي اعتبرنها معادية للنساء.
وقادت ليندا إلى جانب تاميكا مالوري وكارمن بيريز مسيرة احتجاجية ضخمة في واشنطن يوم 21 يناير/كانون الثاني 2017، وقدر عدد المشاركين فيها بحوالي نصف مليون شخص أغلبهم من النساء.
ودعت المسيرة إلى حقوق المرأة وإصلاح قوانين الهجرة والرعاية الصحية والإصلاح البيئي والمساواة العرقية، وشارك ملايين آخرون في نحو 300 مسيرة موازية في مدن أخرى بينها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسياتل ودنفر، وهو ما اعتبر أكبر احتجاج في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ونظمت مسيرات ضخمة مماثلة في 2018 وفي 2019 للتنديد بالتحرش الجنسي والعنف ضد المرأة وبسياسة ترامب في البلاد. واستقالت صرصور من مجلس إدارة المسيرة النسائية في يوليو/تموز 2019 بسبب خلافات داخلية واتهامات بمعاداة السامية.
نتيجة لنشاطها المدني والسياسي في الدفاع عن المسلمين والسود والأقليات ومشاركتها في الاحتجاجات ضد إدارة ترامب، تعرضت ليندا صرصور لهجمات شرسة وحملات تشهير وتهديدات بالقتل.
وقد عرضتها مواقفها المعلنة بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي ومجاهرتها بدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي إس" للشتم واتهمت بمعاداة السامية.
وروت صرصور في لقاءات صحفية أنها تعرضت للتهديد بالقتل في سبتمبر/أيلول 2014 عندما خرجت من مكتبها متجهة إلى محاضرة حول الأقليات، وقالت إن رجلا أبيض غريب الأطوار لاحقها وهددها بقطع رأسها.
جوائزاختارت مجلة "فروتشن" ليندا صرصور واحدة من أعظم 50 قائدا في العالم، وصنّفتها مجلة "تايم" ضمن قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية مؤثرة لعام 2017. وفازت بعدد من الجوائز، بما في ذلك بطلة التغيير من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقد دفع نشاطها اللافت في الدفاع عن الحقوق المدنية للسود والأقليات، وسائل إعلام أميركية إلى تشبيهها بالناشطين الحقوقيين السود البارزين أمثال مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
مؤلفاتأصدرت كتابها "لسنا هنا لنكون متفرجين: مذكرات حب ومقاومة" عام 2020، وشاركت فيه الذكريات التي أسهمت في تحويلها إلى ناشطة بارزة، وكيف قادتها هذه اللحظات المحورية في حياتها إلى أن تصبح مُنظِّمة واحدة من كبرى الفعاليات التي تتم في يوم واحد وهي مسيرة النساء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الأمیرکیة سبتمبر أیلول فی الدفاع عن وشارکت فی واحدة من عام 2017
إقرأ أيضاً:
عشرات الآلاف يشاركون في مظاهرات حاشدة في اليمن بعد الغارات الجوية الأميركية
مارس 17, 2025آخر تحديث: مارس 17, 2025
المستقلة/- تظاهر عشرات الآلاف في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن يوم الاثنين، بعد يومين من شن الولايات المتحدة موجة من الغارات الجوية القاتلة على البلاد، والتي أسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل وإصابة ما يقرب من 100 آخرين.
ولوح العديد من المتظاهرين بلافتات وبنادق هجومية، مرددين هتافات “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، في احتجاج حاشد بالعاصمة صنعاء، بينما نُظمت مسيرات أيضًا في صعدة وذمار والحديدة وعمران.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الغارات الجوية، التي تقول واشنطن إنها عقاب على مهاجمة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لسفن الشحن في البحر الأحمر، كانت تهدف أيضًا إلى الإشارة إلى نهج حازم جديد تجاه إيران.
تعهدت الولايات المتحدة والحوثيون في اليمن بالتصعيد بعد أن شنت الولايات المتحدة موجة من الغارات الجوية القاتلة يوم السبت بهدف معلن هو ردع الجماعة عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر.
وأستهدفت مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر ومحافظة الجوف، شمال العاصمة صنعاء بغارات جوية أمريكية جديدة يوم الاثنين. في الساعات الأولى من صباح الاثنين، أعلن الحوثيون أنهم نفذوا هجومين بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة، شمل الهجوم استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” في البحر الأحمر. ولم تؤكد واشنطن هذه الادعاءات رسميًا.
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ظهر الاثنين من أن إيران ستتحمل المسؤولية وستواجه عواقب “وخيمة” عن أي هجمات أخرى يشنها الحوثيون في اليمن.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين أن طهران سترد على دعوة ترامب للمحادثات بعد دراسةٍ دقيقة.