مثاغرون رغم الاصبع في الاعصاب العارية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
( مثاغرون رغم الاصبع في الاعصاب العارية)
في وداع الشهيد( هنية)
( ويحك قتلتك الفئة الباغية) ..
د. #بسام_الهلول
هي شارة بل ترميزة عندما يولد ( الرجل الطّلعة) او الرجل( النابتة) الذي خرق القاعدة بأسلوب متمرد في كوائن غفل لم يمتثل للحظة المهاجر او الشخص المفهومي الذي يموت واقفا وبعبارة اخرى ( المجرى المسكون لصيرورة باحتمال ( الحدوث) او منطلق الوجود حالة اقتدار وفعل تحفيز القدرة على الكينونة
ان العنوان وما أثاره في ذاكرتنا من تداع بين يدي اليم مناسبة جعلني بل صيّرني لصا ظريفا ان اهجم على مواقع ضعفي حيال المستوى الموضوعاتي والتي ابدع فيها المغاربي الدكتور ( محمد مفتاح)في وصلي كنشيج وجدت صداه رغم حزني المتشح من قتامة المشهد تتقدم قصيدة ( القدس) الشاعر المغربي( احمد المجاطي) لتاخذ طريقها الى( اللوانج الجنائزي) فيتلقفها ( مفتاح) في تمفصلاتها؛
الجو الجنائزي ؛
؛ رأيتك تدفنين الريح.
ويظمأ كل ما عتقت من سحب ومن أكواب
ظمئنا والردى فيك
فأين نموت ياعمّة….
ثم يعرج إلى اجواء الهزيمة…( تلتحفين صمتك خلف اعمدة الشبابيك..والقدس الحزينة الأسيرة الثكلى ذات الشيب
..تحز خناجر الثعبان ضوء عينيك الأشيب…
وتشمخ في شقوق التيه تشمخ لسعة العقرب
…فوات الشرف وفقد التاريخ..
تصبين القبور وتشربين فتظمأ الاخقاب
…بعدها يعرج ببيان موقف الحكام…والسلط العربية وموقفها من ضياع بيت المقدس…
جئت اليك مدفونا
أنوء بضحكة السلطان
وبؤس الفجر في وهران
وصمت الرّبان ابحر في خرائب مكة وطور سيناء…
ويعرج بعدها الى ماضي بني اسرائيل..
التيه ، الصحراء، طور سيناء، الثعبان، العقرب، الخناجر
وتلتفتين لايبقى مع الدم غير فجر في نواصيك..وغير نعامة ربداء
وليل من صريف الموت قص جوانح الخيمة
تصبين القبور وتشربين فتظمأ الصحراء…
ظمئنا والردى فيك
فأين نموت ياعمّة…
ايا بابا الى الله ارتمي
من اين اتيك
وانت الموت انت الموت
انت المبتغى الأصعب.. في هذا الافق لايفهم الفيلسوف الأشياء بأجدادها فحسب ب، بل يفسح المجال فيها لما وراء الأشياء وفيما وراء الهوان العربي واستخداء الساسة يتقدم البحر الأبيض المتوسط كمحايث لساكنيه من اهل غزة ( الثورة والمقاومة) ومشاكله من مفردات الاعراب الذل والهوان والاستسلام والمؤامرة ومواطأة الاسرائيلي والصمت المطبق على الهوان من ابناء الأعاريب ينفتح خطاب المقاومة على مايسمونه( فوات الاوان) على المستقبل حين يغدو حاضرا لاندركه لنتجاوز به( خيبات الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي) المتسم بانعدام الكرامة ورداءة السياسي تنهض غزة واعيانها شيبها وشبانها على إيقاع ما نطلق عليه( النايضة) هذا الإيقاع الثوري لينتج تحررا مستقلا عن كل أنواع الاتجاهات المتعقلة.
بين ( الحين) و( الغد) ثمة مسافة متوترة حاول فيها( الشهيد هنية) ان يحتفظ ( القسام) خطا ملوكيا سمته( المرافعة) ضدا على واقع الهزيمة المتسم بالمعابثات من خلال بسائطها المعمارية في النص الثوري المقاوم ويعيد من أناسها رفضا( للاستجابات العرفية)
لقد كان رحمه الله مع رفاقه الثوار اسئلة( جذمورية) رفضت التساكن الوجودي متطلعة إلى ان يكونوا ( كوائن من اجل الارض) رغم مايتسم به الزمن العربي الفلسطيني من محاولة( للشطب) كانت معه ( المقاومة) ميسما من مسافة مثلى جعلوا معها وما خطه الرفاق( علامة) حتى جاءت ( شكلا مقرؤوا ) استعصت على كل ما من شأنه مايحول دون قرائتها بشكل بيّن واضح
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
المُدن الاناث كالنساء تماما, إما ان تُشكل انطباعا جاذبا وربما أسراً لك نحو قاطنيها بعيدا عن واقع الثراء او حتى الفقر المالي لدى شرائح سكانها، كيف لا…؟ وهي وحدها كمدينة القادرة على إحتلال حواسك بسلاسة ربما ان شكلت لك الحاضن الدافىء لتعبك كهارب من روتين الحياة او حتى من قسوة العمل، وهذا هو الانطباع الأول لك عنها كمدينة انثى؛ او ان تكون الطارد البليد لاحاسيسك نحو اي منهما وهما المراة والمدينة معا .
(2)
المدن التي يخترقها او يُزنرها نهر دافق بالتاريخ وحكايا الحضارات والمعتقدات كالقاهرة هي فضاءات رحبة وولودة بمعاني التحرر من ضغوط العمل اثناء اجازة ما لك بحكم تنوع وتمايز مناطقها”قِبلي وبحري” وكذا قاطنيها؛ وهي ايضا المدى اللامحدود للتجوال الحرّ ّفي سمات وتفاصيل ايقاعها الصاخب نهارا والجوانيّ المختلف ليلا وكانها حقيقة بليغة التفرد مُتفق عليها وهي وعي وخطاب يومياتها عند اهلها وزائريها مثلي؛ انها لغة الحياة اليومية هوية، نِكات وكركرة اراجيل دائمة الشدو والاشتعال بآهات كل انواع العشاق، مستقرة ومميزة لها عن إناث غيرها من النساء والمدن معا، لذا فهي الآسرة لقاطنيها ولزوارها طوعا وهم من المتنوعين في هذا الجزء من العالم .
(3)
المدينة الانثى وحدها من تقرر كيف ستغوي الزايرين لها كي يمكثوا فرحين في جنباتها اعتمادا على مدى حنكتها في تقديمها لنفسها ليلا ونهار بنجاح جاذب.
(4)
الانطباع الأول عن المدن النساء ، هو الذي يجعلنا متواطئين مع إغوائها لنا دون غيرها من النساء، او حتى العواصم على حد سواء في هذا العالم الدموي المتعولم الذي اصبح جافا ومدمنا للارقام الصماء وادوات التكنولوجيا الفاترة والمُعلبة المشاعر ؛فأصبح عالما بلا قلب انساني ينبض بالتسامح او التكافل كما علموّنا خطاءً في اسرنا وكتب مدارسنا ودوسيات جامعاتنا وفي خطابات الساسة الرسمين للأسف.
(5)
#القاهرة ربما وحدها من تعلمنا بهدوء المدن الواثقة بانوثتها وتدفق نِيلها وداعبات ساكنيها الجميلة مقيمين وزوار لها، كيف ولماذا ؛ يجب ان تستمر الدهشة بالحياة وكيفية مغالبتها بالنِكات كي يتصاعد فضولي لاكتشاف مزاياها عبر العصور.
(6)
في القاهرة اجتهد بأن الجميع اصدقاء ؛الاثرياء، الفقراء عابري الشوارع والمقاهي, راكبي القوارب ومرتكبي الخطايا ربما؛ ايّ كان نوعهم او حتى جنسياتهم ولغاتهم فكلهم سائرين بالتوازي نحو أمام ما..؟.وهنا تتجلى سمات المدن الكبرى مثل القاهرة كما اعتقد..حمى الله #مصر وعمم دعابة روحها على شقيقاتها من العواصم الاخرى.