لبنان ٢٤:
2024-09-09@03:18:03 GMT

الجيش هو الحّل الوحيد لكل المشاكل

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

الجيش هو الحّل الوحيد لكل المشاكل

أصبح عمره 79 ولا يزال في عزّ الشباب والعطاء. قد ينقصه العتاد، ولكنه يملك من الإرادة والعزم والصلابة ما يفيض. ففي مثل هذا اليوم من كل سنة نتذكره، وهو الذي لا ينسانا على مدى 365 يومًا في السنة. نقف إلى جانبه مرّة، وهو لا يتركنا لحظة. ولكثرة ما يقف إلى جانبنا نتوه في العدّ.
 إنه عيد الجيش. لا نملك ما نهديه إياه سوى قلم من رصاص.

أمّا هو فيهدينا الطمأنينة والاستقرار والأمان. بسلاحه الشرعي يحمي قلمنا كشاهد على الحقيقة، التي جعلوا منها "حقائق"، إذ أصبح لكل فريق "حقيقته". لكن الحقيقة الوحيدة التي لا يشوبها لا تشويه ولا تحريف هي حقيقة البطولة المتوجة بثلاث من شعارات مستمدة من رحم التضحية والشرف والوفاء، والتي طبعت أجيالًا كاملة بطابعها الوطني.  
فهذه المؤسسة هي مدرسة في الوطنية والنضال والانضباط. وتكاد تكون من بين مؤسسات الدولة الوحيدة الباقية في منأى من جرثومة الطائفية، التي تنهش الجسم اللبناني وتجعله مثقلًا بكمّ كبير من أسباب عدم التقدّم والتطور في مسار بناء الدولة الحديثة القائمة على الكفاءات وليس على المحسوبيات. في المفاصل الأساسية من حياة الوطن كان الجيش دائمًا تلك الخشبة، التي يتمسّك بها اللبنانيون، على رغم أن البعض لا يزال يشكك بدوره، وبما يمكن أن يكون عليه، وقد يكون لدى هذا البعض ما يبرر هواجسه، وذلك بفعل الموروثات التي حفلت بها سنوات الحرب، التي تركت بصماتها في أكثر من مكان، إذ ما بين الواقع والمرتجى خيط رفيع من الحساسيات الناتجة عن ظروف موضعية ومحطات لا يمكن محو آثارها ببعض من شعارات. ومع أن لدى البعض هذه الهواجس يجهد الجيش بما يتحلى به من مناقبية وإنضباطية لتبديد الهواجس والاثبات، بما لا يقبل الشك والريبة، أنه لكل الوطن، وأن حساباته غير حسابات من يحاولون تثمير إنجازاته لمصالحهم الخاصة. فمن نهر البارد إلى أحداث عبرا وإلى "فجر الجرود"، وفي كل شبر من أرض لبنان لا يزال الجيش هو هو. فالهدف لم يتغيّر ولا الاسلوب. ما تغيّر هو محاولات البعض لرسم صورة له تشبههم، وهو الذي لا يشبه سوى الوطن بكل أطيافه وتلاوينه. يقال إنه الملاذ الأول والأخير، وفي ذلك حقيقة لا ينكرها لا هذا الفريق ولا ذاك الطرف. فالكل يجمعون على دوره الدفاعي، وإن شاركه فيه غيره، سياسيًا وعسكريًا، لكنه يبقى فوق كل ذلك عصّيًا على رفض تقزيم دوره والبقاء على تصميمه في نزع الألغام من طريقه، وعدم جعله شبيهًا لأي كان. ما قام به الجيش وما سيقوم به ستمتد مفاعليه لأجيال وأجيال وسيكون له وقع مختلف تماما عما كانت عليه الأوضاع في السابق، لأنه سيكسب ثقة ناسه أكثر من أي يوم مضى، وسيرون فيه صورة الوطن الذي يحلمون به، بعيدا عن زواريب السياسة التي لا بداية لها ولا نهاية. في عيده، وهو عيد كل الوطن وكل اللبنانيين، وقفة وفاء منا له، هو الواضع حياته على كفه واصبعه على الزناد ليرد الأذى الآتي من بعيد ومن قريب عن كل واحد منا من دون استثناء أو تفرقة.
فهذه المؤسسة هي خشبة خلاص والعمود الفقري للاستقرار الأمني، الذي هو الأساس المتين للاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والنفسي.
في عيد الأعياد الوطنية نقف مرّة جديدة من بين الكثير من المرّات، نتذكرّ هذا الكمّ الهائل من تضحيات بذلها جنود مجهولون لم يكونوا ينتظرون تنويهًا أو وسامًا أو مكافأة ما، لأن من يبذل نفسه عن أبناء وطنه يكون في أسمى درجات الإمحاء والبطولة، التي لا يفهمها سوى الشهداء الأحياء، الذين إما فقدوا بصرًا، أو يدًا، أو رجلًا، وهم لا يزالون يحملون عياءهم بصبر وإيمان بأن ما بذلوه لم يذهب سدى.
فقبل ساعات من الأول من آب استهدف العدو الإسرائيلي حيًّا من أحياء الضاحية الجنوبية في مسلسل من الردّ والردّ المضاد. وفي الوقت الذي يبدو فيه الحلّ بالنسبة إلى البعض بعيدًا يحّل عيد الجيش ليذكرّنا بأنه هو الحّل الوحيد، لأن له وحده الحقّ في أي أن يحمل السلاح على كل شبر من أرض الوطن، وهو الوحيد القادر على الانتشار حيثما يجب أن ينتشر. وأينما يحّل يحّل معه السلام وتعود الطمأنينة ويسود الأمن والأمان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أخطر الحروب!

حاتم الطائي

الحروب النفسية أشد وطأة من معارك البارود والدبابات

نشر السلبية والتشاؤم لن يخدم سوى أعداء الوطن.. وعلينا التصدِّي لكل المخاطر

الحفاظ على اللُحمة الوطنية والاستقرار المجتمعي فرض عين على كل مُواطن

يُخطئ من يظن أنَّه بمنأى أو معزلٍ عمّا يدور من صراعات فكرية وسياسية وعسكرية واقتصادية وعلمية واجتماعية وثقافية حول العالم، فكُل ما يحدث في أي بقعة بالمعمورة، نتأثر به ويؤثِّر فينا، بطريقة أو أخرى، وما نظرية "تأثير الفراشة" سوى تفسير علمي لما قد تُحدثه أمور نعتقد أنَّها ليست ذات تأثير، في حين يتضح لاحقًا أنها أحدثت تأثيرًا كبيرًا، وغيّرت النتائج النهائية!

ومع انتشار استخدامات التقنيات المُتطوِّرة وصعوبة التمييز بين الحقيقي والمُزيَّف، بات استهداف الشعوب وضرب استقرارها وتفتيتها من الداخل، هدفًا استراتيجيًا لقوى الشر، وهذه القوى لم تعد محل شك أو استهزاء؛ بل صارت حقيقة ماثلة، نرى تأثيراتها في الكثير من الدول من حولنا؛ سواء كانت هذه القوى منظمات عابرة للحدود تعمل في السر أو العلانية تحت أي ستار، أو كانت حكومات دول وأجهزة استخباراتية وأمنية تنخُر في صلب المُجتمعات، وتسعى لإلحاق الضرر بها، عبر عدة أدوات ووسائل قد لا ينتبه إليها البعض، لكنها- بكل أسف- فاعلة في تحقيق مآربهم الخبيثة. وتندرج هذه المُخططات ضمن مفهوم "حروب الجيل الرابع"؛ أي الحروب القائمة على الاختراق المُجتمعي وتشتيت الصفوف وإنشاء جبهات داخلية مُتناحرة، وتوظيف الفضاء الإلكتروني ليكون ساحة لا محدودة لإنهاك المجتمعات.

ونحن في سلطنة عُمان، لسنا بعيدين عن أيادي المُخرِّبين والساعين لنشر الفتن والأحقاد بين فئات المجتمع، وفي ظل ما يموج به العالم ومنطقتنا من صراعات غير مسبوقة وحروب نفسية، لا يُمكن لعاقل أن يغفُل التهديدات الحقيقية لسلامة المجتمعات واستقرارها وتماسكها، ونحن من بين هذه المجتمعات. فقد انتشرت خلال الفترة الأخيرة روح تشاؤمية بين بعض المُواطنين، الذين أصابتهم نظرة سوداوية إلى محيطهم، وباتوا غير قادرين على رؤية أي نقطة إيجابية، بل لديهم قدرة عجيبة على تحويل الإيجابيات إلى سلبيات، لدرجة أنَّ قرارًا بتخصيص دعم حكومي لفئات بعينها في إطار جهود تحقيق العدالة الاجتماعية، يتحوَّل فجأة- لدى هؤلاء المُتشائمين- إلى دلالة على الظُلم الاجتماعي! في حين أنَّ الأولى بهم على الأقل إبراز إيجابيات هذا القرار الذي لم يكن معمولًا به من قبل، رغم التحديات المالية التي ما زالت تمر بها الدولة. وقس على ذلك أمورًا عدة، يتناولها البعض في مجتمعنا من زاوية ضيقة للغاية، رغم رحابة التطبيق، وسعة التنفيذ، لكن بسبب سيطرة النزعة السلبية على تفكير البعض، وكذلك انقياد آخرين لهم، باتت كل نقطة إيجابية في المُجتمع كتلة سلبية.

البعض يقول إنَّ هذه هي حرية الرأي والتعبير التي يكفلها القانون، ونقول لهم إن الرأي غير المُستند إلى دلائل لا قيمة له؛ بل هو افتراء ينبغي التصدي له، بالتثقيف والتوعية وتبصير النَّاس بحقائق الأمور.

وعندما نتأمل في أسباب تبني البعض للتشاؤم لا التفاؤل، والميل نحو السلبية لا الإيجابية، نُدرك عدة حقائق نوضحها كما يلي:

أولًا: أن الاستخدام المُفرِط لوسائل التواصل الاجتماعي تسبب في بناء قناعة زائفة لدى البعض بأنَّ ما يدور من نقاشات عبر هذه المنصات يعكس آراء المُجتمع وتوجهاته، وللأسف الشديد أن هناك مؤسسات رسمية ربما تتراجع عن قرار أو تتخذ قرارًا لمجرد أنَّ أحد مُستخدمي منصات التواصل الاجتماعي انتقدوا هذا أو طالبوا بذاك! وهذا ما يُمكن أن نُطلق عليه "إرهاب السوشال ميديا"؛ إذ تحوَّل الأمر إلى ساحة مفتوحة للعراك والنزاع وربما السب والقذف والتطاوُل، فقط إذا قرر البعض شن هجوم ضد فكرة أو ضد قرار أو ضد توجُّه. بينما لو أُجري استطلاع علمي مُجتمعي حول مسألة من المسائل لاختلفت النتائج عمّا نشاهده على منصات التواصل. وهذا يؤكد أنَّ تلك المنصات لا تعكس بالضرورة رأي الأغلبية من المجتمع، لكنها من المؤكد تعكس رأي أصحاب الصوت العالي وإن كانوا قِلة، وصاحب الصوت العالي ليس بالضرورة صاحب حق.

ثانيًا: أن هناك أطرافًا من مصلحتها بث السموم وإشعال الحرب النفسية، مُستغلين بعض التحديات أو حتى الأخطاء التي تحدث في كل دول العالم، فنجد تغريدة لأحدهم يُدلي برأيه في قضية بعينها، ورغم سطحية الرأي وعدم منطقيته في أحيان كثيرة، إلّا أن جموعًا كبيرة من المتابعين ينساقون وراء هذا الرأي ويتبنونه، ويعيدون نشره، حتى تترسخ قناعة بأنَّ هذا الرأي صواب، مع أنَّ حقيقة الأمر غير ذلك. وفي هذه الأثناء، تندسُ أطرافٌ لا نعلم حقيقتها ولا مصدرها، فتؤكد على هذا الرأي وتنشره كالنَّار في الهشيم مستغلين نظرية "الترند" أو الأكثر رواجًا، بهدف تأليب الرأي العام وزعزعة الاستقرار المجتمعي حيال قضية من القضايا. وعادة ما يُركزون على القضايا الحسّاسة، لا سيما إذا تعلقت بجريمة، أو بفئة مُجتمعية، أو قطاع حيوي مثل الصحة أو التعليم، ويكون الهدف الأساسي والرئيس تأليب الرأي العام، وبناء حالة من الجدل العقيم التي تصرف الأنظار عمّا هو مُهم وضروري لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم.

ثالثًا: الاستهداف المُمنهج للدول والحكومات والشخصيات؛ حيث بات هذا النوع من الاستهداف مُنتشرًا عبر الفضاء الإلكتروني، مستغلين تقنيات حديثة تقوم على توظيف الذكاء الاصطناعي لإحداث ما يُعرف بـ"التزييف العميق"، فينتشر مثلًا مقطع فيديو يُسبِّب حالةً من البلبلة والارتباك المُجتمعي، ولا يُدرك الكثيرون أن هذا المقطع ليس حقيقيًا بكامله، وإنما أُجريت عليه تعديلات مُتعمَّدة بتقنيات عالية الدقة. وكذلك الحال مع الصور والأخبار المُزيَّفة، فتقرأ بيانًا صادراً عن جهة ما، لا يستطيع المواطن العادي أن يُميِّز صحته، في حين أن حقيقة الأمر أنه بيان مُزيَّف. ومن هنا تُصبح الدول والحكومات والشخصيات بمن فيهم الزعماء والقادة، في مرمى نيران المعلومات المُزيفة، فتقرأ أن مسؤولًا اختلس الملايين، أو أنَّ مؤسسة ما ينخر فيها الفساد؛ بل ووصل الأمر إلى إلحاق تهم العمالة والخيانة ببعض القادة والشخصيات في عدة دول، في إطار حملات استهداف مُمنهجة.

وكل ما سبق يؤكد أنَّ الحروب النفسية أشد خطرًا من حروب البارود والدبابات، لأنَّ الأخيرة هذه العدو فيها واضح ولا يمكن تجاهله، بينما الحروب النفسية العدو فيها خفي، أشبه بالشبح الذي لا نراه، يتلاعب بالعقول والناس، بكلمة أو صورة أو فيديو، يمارس الخداع والتضليل اعتمادًا على ضعف المنظومات أو عدم كفاءتها، يتعمّد التشويه وإطلاق التهم جزافًا لغياب الشفافية في كثير من الدول.

لقد بات العمل على صناعة الإحباط وتثبيط الهمم ونشر السلبيات والهدم من الداخل والتشكيك في مؤسسات الدولة وأداء الحكومات والمسؤولين، خطرًا داهمًا، تؤججه أيادٍ خفية تستغل بعض الإخفاقات هنا أو هناك والتي لا تخلو منها أي دولة، في إطار مُخطط مُنظَّم لتفكيك المجتمعات بعد هدم أعمدة الثقة، ومن ثم زيادة الفجوة بين الحاكم والمحكومين، ونشر التشكيك والتذمُّر والعدوانية على مراحل مُتدرِّجة، بما يُفضي في نهاية الأمر إلى الوصول إلى الدولة الفاشلة "Failed State"، مثل دُول عدة في منطقتنا منها ما يقع في جوارنا الإقليمي، ونسأل الله لهذه الدول النهوض من كبوتها.

ويبقى القول.. إنَّ الظرفية التاريخية التي تمر بها المنطقة والعالم من حولنا، ومخاطر الحروب النفسية وشق صفوف المجتمعات، وتعمُّد تعمية الرأي العام ونشر الأكاذيب والضلالات، كل ذلك يدفعُنا إلى حتمية التحلي بالحذر والحيطة والانتباه الشديد لكل ما يُراد لنا من أخطار، وليس بالضرورة أن يأتينا هذا الخطر من الخارج، فقد يأتي من أنفسنا، نتيجة انسياقنا الأعمى وراء فُقَّاعات هوائية لا تلبث أن تنفجر؛ ما يستدعي مِنَّا الحذر الشديد من الانجرار وراء صراعات وهمية وقضايا عبثية تُبعدنا عن مسارات التنمية الحقيقة، وأن يكون هدفنا الأسمى الحفاظ على لُحمتنا الوطنية، وترسيخ الاستقرار الاجتماعي، وتقوية التماسك المُجتمعي، لنظل أُمَّةً واحدةً صلبة، في مواجهة الريح العاتية التي تهُب علينا من كل اتجاه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بوادر تمرد داخل الجيش: أردوغان يتدخل بعد الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في تركيا
  • محافظ جنوب سيناء: نعمل على التواصل مع المواطنين وحل جميع المشاكل
  • الرئاسة الفلسطينية: الاعتراف بحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار
  • تحالف العزم:المشهداني المرشح الوحيد لرئاسة البرلمان
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مسلح جاء من الأردن بشاحنة وفتح النار على القوات الإسرائيلية التي تعمل في معبر اللنبي
  • حظك اليوم الأحد| توقعات الأبراج الهوائية.. استخدم طبيعتك الهادئة لحل المشاكل
  • أخطر الحروب!
  • أستاذ طب نفسي: المشاكل الأسرية تدفع الأبناء إلى السلوك العدواني
  • العربي للدراسات: التعاون المشترك بين مصر وتركيا قادر على إنهاء 90% من المشاكل الملف الليبي
  • رونالدو يثير تفاعلا بفيديو ردة فعله بعد أن أصبح الرجل الوحيد في العالم الذي سجل 900 هدف بمسيرته