لماذا لم يرد الجيش السوداني على الدعوة الأميركية لمفاوضات بجنيف؟
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الخرطوم- تصاعد الجدل في السودان بعد تحفظ الجيش على دعوة الولايات المتحدة لجولة مفاوضات جديدة مع قوات الدعم السريع لإنهاء الحرب، بعدما رحب قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالدعوة الأميركية وأعلن مشاركة الدعم في المفاوضات.
ويعتقد مراقبون أن تحفظات الجيش وراءها خشيته من "فخاخ" يمكن تجاوزها عبر لقاء بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريلو.
وأعلنت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، دعوة طرفي الحرب بالسودان إلى مفاوضات في جنيف السويسرية في 14 أغسطس/آب المقبل بمشاركة السعودية كدولة مضيفة مع سويسرا، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بصفة مراقب.
مواقف متباينةقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان الثلاثاء، إن الحكومة ردت على الدعوة الأميركية، وشمل ذلك "ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية حول شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها". وطالبت بعقد اجتماع بين الحكومة السودانية والأميركية للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام.
وأضافت "أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسيع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يتعرض للتشريد والتقتيل والاغتصاب والتطهير العرقي ونهب ممتلكاته".
وفي المقابل ردت قوات الدعم السريع، على الخارجية وقالت في بيان إن "الدعم السريع" لن تتفاوض إلا مع القوات المسلحة، ولن تسمح بإقحام أي مؤسسة في مفاوضات أو محادثات لوقف الحرب وضمان الوصول الإنساني.
وأكدت "عدم وجود حكومة في البلاد جراء انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، والانهيار الدستوري بسبب الحرب".
وكشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة -للجزيرة نت- أن المجلس كان ينتظر زيارة المبعوث الأميركي للسودان توم بيريلو إلى بورتسودان المرتقبة في السادس من أغسطس/آب المقبل ترافقه مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور.
وتوضح المصادر السيادية أن المسؤولين الأميركيين طلبوا لقاء البرهان بمطار بورتسودان دون الدخول إلى المدينة، وأن يسبقهم فريق حماية أميركي، لكن الخارجية السودانية رفضت الخطوة.
وكان مجلس السيادة طالب بضمانات بأن مفاوضات سويسرا ستكون امتدادا لمنبر جدة بالتزاماته السابقة، ورفض المجلس وجود أي دولة أو جهة متورطة في دعم "مليشيا الدعم السريع" ضمن الدول والجهات المراقبة للمفاوضات حسب المصادر ذاتها.
من جانبه أعلن بيريلو، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، بالعاصمة الكينية نيروبي عن سبب إلغاء رحلته إلى بورتسودان، مبينا أن بلاده منعته من مغادرة مطار بورتسودان وفقا للتقييم الأمني الخاص بحكومته، فيما رفض قيادة الجيش عقد اللقاء بالمطار.
وقال المبعوث الأميركي إنه يحترم قرار الجيش في عدم الالتقاء به هناك، مؤكدا أنه سيواصل البحث عن فرص أخرى لزيارة بورتسودان.
بين واشنطن والقاهرةوتشهد القاهرة حراكا رئاسيا حيث أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، مباحثات مع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي في مدينة العلمين الجديدة التي وصلها أيضا رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الثلاثاء، في زيارة تستغرق عدة أيام حسب الصحافة المحلية المصرية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن المباحثات بين السيسي ودبي شهدت اتفاق الرؤى بين البلدين حول ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان، بما يُعلي من المصالح العليا للشعب السوداني.
وتكشف مصادر في الخارجية السودانية -للجزيرة نت- أن البرهان سيزور القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، نافية علمها بوجود قمة مصغرة في العلمين بشأن السودان.
من جهتها، ترى أماني الطويل، الكاتبة المصرية ومديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن القاهرة تعيد هندسة مشهد محاولة وقف إطلاق النار في السودان، وكتبت على صفحتها بفيسبوك "قمة إقليمية في العلمين للأطراف الإقليمية الفاعلة في الأزمة السودانية، أظن مشهد سويسرا سوف يتم إعادة ترتيبه ليلبي المصلحة السودانية في المقام الأول".
رفض "ناعم"بدوره، يرى الباحث السياسي، سر الختم خيري، أن هناك انقساما تجاه الدعوة الأميركية، فالذين يرفضونها يعتقدون أن واشنطن غير جادة في إيقاف الحرب ومعالجة الأزمة، لأنها لم تضغط على قوات الدعم السريع لتنفيذ ما يليها من "إعلان جدة"، وتطرح مبادرة جديدة تضعف من دور السعودية من شريك في رعاية المفاوضات إلى شريك في الاستضافة مع سويسرا.
وفي حديث -للجزيرة نت- يعتقد الباحث أن الجهود الأميركية جاءت على عجل لتحقيق مكاسب سريعة من دون إعداد جيد ولقاءات تمهيدية أو عبر قنوات تواصل خلفية مما لا يدعو للتفاؤل بتحقيق اختراق نحو وقف الحرب في السودان.
أما بخاري بشير، المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة "الانتباهة"، فيقول للجزيرة نت، إن رد وزارة الخارجية السودانية على الدعوة الأميركية أشبه بالرفض "الناعم" لمفاوضات جنيف، لأنها تؤدي إلى "تشتيت" منبر جدة.
ووفقا للمتحدث، فإن التجارب تشير إلى أن مؤسسات ومراكز الدولة في السودان، لا تتوافق على رؤية موحدة، لذلك لا يستبعد أن يتغير الموقف الرسمي المتحفظ إلى قبول بالمشاركة في محادثات سويسرا، وتوقع أن تلتقي قيادات حكومية مع المبعوث الأميركي، وحدوث تنازلات متبادلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخارجیة السودانیة المبعوث الأمیرکی الدعوة الأمیرکیة الدعم السریع فی السودان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإثيوبية تستدعي السفير السوداني
بورتسودان ـ تاق برس
استدعت وزارة الخارجية الإثيوبية السفير السوداني ، الزين إبراهيم، وأبلغته رفضها لتصريحات وزير الخارجية السوداني بشأن التهديد بالحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث بشأن مياه النيل.
وقال وزير الخارجية السوداني المكلف، علي يوسف، في برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات المصرية قبل أيام، إن السودان سيقف إلى جانب مصر إذا فشل الحوار بشأن سد النهضة الإثيوبي، وإن خيار الحرب سيظل مفتوحاً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق الدول الثلاث في مياه النيل.
وأبلغت وزارة الخارجية الإثيوبية السفير السوداني، أمس الأربعاء، بعدم رضاها عن حديث الوزير، وأكدت في الوقت نفسه حرصها على العلاقات مع السودان.
وذكرت مصادر دبلوماسية لـ”سودان تربيون” أن وزير الخارجية السوداني علي يوسف سيزور أديس أبابا قريباً، وألمحت إلى أن الزيارة ربما تأتي للاعتذار عن تلك التصريحات.
ووفقا لمصادر دبلوماسية إن السفير الزين نفسه لم يستكمل بعد مراسم اعتماده بتسليم أوراق اعتماده للرئيس.
فيما وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، نبيات غيتاشو، خلال تصريحات الخميس، العلاقات مع السودان بأنها متطورة واستراتيجية، ولن يؤثر فيها ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد نبيات حرص أديس أبابا على تطوير هذه العلاقات، وأن قنوات الاتصال بين البلدين مفتوحة ولديهما خطوط اتصال دائمة.
الإثيوبيةالخارجيةالسفير