صحيفة مقربة من حزب الله تتحدث عن سيناريوهات ما بعد اغتيال هنية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، عن طبيعة الرد المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
وقالت "الأخبار" في تحليل للخبير السياسي علي حيدر، إن مناقشة طبيعة الرد يجب أن يسبقها تناول رهانات الاحتلال وأهدافه من العدوان الذي أقدم عليه، والدور الأمريكي خلال هذه الفترة.
وتابعت "تشي الاعتداءات الإسرائيلية، من الحديدة في اليمن إلى الضاحية الجنوبية وصولاً إلى العاصمة الإيرانية طهران، بأن نقطة تحوّل في المعركة الدائرة تتشكّل، وبأن المنطقة باتت أمام مرحلة جديدة: لناحية سقوفها العالية ومخاطرها المحسوبة".
وأضافت "على أن قراراً بهذا المستوى، لا يمكن أن يتبلور إلا نتيجة تقدير إستراتيجي يَحسب مخاطر الاتجاهات القائمة وتداعياتها على الأمن القومي الإسرائيلي، ويأخذ في الاعتبار الخيارات التي تهدف إلى حرفها نحو اتجاهات أخرى".
وأكدت "الأخبار" أن اغتيال هنية "تم بالتأكيد بعد التشاور والتنسيق حول ذلك مع واشنطن، كونه ينطوي على مخاطر أكبر من أن تتحمّلها تل أبيب منفردةً، إذا ما انزلقت الأمور نحو السيناريو الأشدّ خطورة".
السياقات
أدركت قيادة الاحتلال أنه لا أمل في فكّ جبهات الإسناد عن غزة، وأنه لا يمكن إسرائيل التكيّف مع هذا الواقع، في ظلّ صمود المقاومة في قطاع غزة.
كذلك، فإن المسار التصاعدي لتلك الجبهات سيقوّض مرتكزات الكيان، وربما أيضاً يؤدي إلى تداعيات داخلية دراماتيكية فيه، ويُعمِّق مأزقه. ويَظهر أن هذا المفهوم تبلور بعدما فشلت خيارات المرحلة السابقة - وانتهت إلى تصاعد الجبهات - في إخضاع حركة "حماس" في الميدان كما في المفاوضات.
وبحسب "الأخبار" بات على قيادة الاحتلال، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، أن تتّخذ خياراً حاسماً، يراوح بين التكيّف مع المجريات العملياتية والمعادلة الحاكمة لها - وهو أمر صعب جداً على إسرائيل -، أو الذهاب نحو اتفاق بما يتلاءم مع مواقف الأطراف ومعطيات الواقع الميداني - الأمر الذي يرفضه نتنياهو وحكومته -، أو رفع الضغوط إلى مستويات جديدة، وهو ما تمّت ترجمته في سلسلة الاعتداءات الأخيرة، ومن ضمنها اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
رسائل الاغتيال
يشكّل اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، ترجمةً لقرار إسرائيلي معلن بتصفية قادة الحركة، وتحديداً كل مَن له صلة بالتخطيط لـ"طوفان الأقصى" وتنفيذه. ولذلك، يُتوقّع أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من مسار يستهدف قادة الحركة في الخارج، فضلاً عن الداخل.
لكن العملية تجاوزت هذا البعد المهمّ، إلى اختيار طهران ساحة لتنفيذ الاغتيال، في رسالة تحدٍّ للقيادة الإيرانية، لإفهامها بأن إسرائيل لن تبقى ملتزمة بالمعادلة التي حكمت الحرب حتى الآن، وإنّما قرّرت أن تردّ بنقل المعركة من الداخل الإسرائيلي إلى مختلف ساحات جبهة المقاومة، بما فيها طهران، بحسب "الأخبار".
وأضافت الصحيفة "يعني ما تقدّم، أن إسرائيل لم تَعُد تتعامل مع غزة كساحة مركزية، وإنما انتقلت إلى مرحلة قرّرت فيها نقل ساحة الجهد الرئيسي في القتال إلى ساحات أخرى أيضاً، بما فيها طهران".
ويمكن الافتراض أن قيادة الاحتلال استندت أيضاً إلى رهان مفاده بأن يساهم الوضع الداخلي الإيراني والأولويات التي تتّصل بمعالجة الملفّ الاقتصادي، في تقييد القيادة الإيرانية. كما تستند إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة، إلى تقدير عنوانه أن جبهة المقاومة وإيران لا يريدان حرباً كبرى في هذه المرحلة. وبذلك، تكون قيادة العدو قد أظهرت تصميماً جدّياً على أنها، وإنْ كانت لا تريد حرباً شاملة هي الأخرى، إلا أنها ستخوضها إذا ما أصرّت جبهة المقاومة على مواصلة عملياتها .
وقالت "الأخبار": "بتعبير آخر، قفزت إسرائيل نحو خطوة عملياتية خطيرة (طهران والضاحية تحديداً)، رفعت معها احتمالات التدحرج إلى حرب شاملة، من دون أن يكون ذلك حتمياً إلى الآن.
ويراهن الثنائي، واشنطن - تل أبيب، بهذا، على وضع إيران وجبهة المقاومة أمام محطّة اختبار حول ما إن كانتا مستعدتَين للمخاطرة أيضاً بردّ مضادّ يدفع المسارات العملياتية نحو الصدام الكبير؛ إلا أن التقدير المتقدم قد يكون خاطئاً، إذ يمكن جبهة المقاومة الردّ بشكل مدروس وقاس في الوقت نفسه، ونقل كرة النار إلى الحضن الأمريكي - الإسرائيلي. وفي كل الأحوال، فإن ما سيُحدِّد مآل التطورات، هو طبيعة الردّ وحجمه، كما الردّ الإسرائيلي - الأميركي المضادّ.
رهان على أمريكا
"الأخبار" قالت في خلاصة تحليلها إن "الرهان الإسرائيلي يبقى على قرار الولايات المتحدة في المرحلة التي تلي، وما إن كانت ستكتفي بدور عملاني في مواجهة الردود التي قد تتعرّض لها إسرائيل أم لا".
وعلى هذه الخلفية، ذكرت الإذاعة الاسرائيلية أن وزير الأمن، يوآف غالانت، أكّد لنظيره الأمريكي، لويد أوستن، أن العلاقات الأمنية بين تل أبيب وواشنطن هي أساس ردع إيران وأذرعها.
وفي إشارة إلى ضرورة أن يدرك قادة محور المقاومة، أن ثمّة تصميماً أمريكياً على دعم إسرائيل مباشرةً في مواجهة أيّ ردود أو حرب قد تنشب، على أمل أن يثنيهم هذا عن خيار الرد، بحسب "الأخبار".
لكن النتيجة المؤكدة أنه أيّاً كانت السيناريوات التي ستسلكها الحرب في غزة والمنطقة، فإنها دخلت مرحلة جديدة تدفع في نهاية المطاف إمّا نحو انفجار إقليمي كبير، أو بلورة بديل واقعي يؤدي إلى وقف الحرب ويتواصل في ظلّه الصراع، ولكن ما قبل ذلك، فإن الميدان سيشهد مرحلة من التصعيد والمواجهة المضبوطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اللبنانية هنية الإيرانية غزة إيران لبنان فلسطين غزة هنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبهة المقاومة
إقرأ أيضاً:
مظاهرات حاشدة تعم الأردن رفضا للتوسع الإسرائيلي بالمنطقة
عمّان- عمت مظاهرات حاشدة مختلف المحافظات الأردنية، اليوم الجمعة، رفضا لاستئناف الاحتلال الإسرائيلي -بدعم مباشر من الولايات المتحدة– حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة و"للتعبير عن شدة الخطر الداهم الذي تواجهه الأمة العربية عبر سعي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوسع في المنطقة واستهداف دول الجوار الفلسطيني، وفي مقدمتها الأردن".
ودعت الحركة الإسلامية، والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن، إلى هذه المسيرات تحت عنوان "الأمة في خطر.. نكون أو لا نكون" وهو الشعار ذاته الذي رفعه المشاركون فيها بمحافظات الكرك والعقبة وإربد ومخيم البقعة، منددين بالمشروع الإسرائيلي القائم على تهجير الفلسطينيين من وطنهم والعمل على تصفية القضية الفلسطينية.
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم تجاه سياسات واشنطن الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، رافعين لافتات كُتب عليها "لا مساس بالأردن ولا تنازل عن فلسطين، والتهجير خط أحمر، ولا للوطن البديل".
مسيرة حاشدةوفي العاصمة عمّان، انطلقت مسيرة شعبية حاشدة، ظهر الجمعة، من وسط البلد شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، رددوا خلالها هتافات تحيّي المقاومة الفلسطينية على صمودها الأسطوري بوجه آلة العدوان الإسرائيلية، مؤكدين أن "غزة والضفة الغربية وصمود الشعب الفلسطيني فيهما هم خط الدفاع الأول عن الأردن وكل الدول العربية والإسلامية في وجه مخططات التوسع الصهيونية".
إعلانودعا المتظاهرون الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة، والخروج في فعاليات نصرة لغزة للضغط على العالم وعلى الحكومات من أجل وقف شلال الدم المتواصل بحق الفلسطينيين، مطالبين بضرورة وجود خطوات عملية بعيدا عن سياسة الإدانة والشجب والاستنكار، واتخاذ المزيد من المواقف الجادة والحاسمة لوقف "غطرسة حكومة نتنياهو".
وأكد المتحدثون في المسيرة أن المقاومة خيار الشعوب وسلوكها ولا أحد يستطيع سلبها هذا الحق، وأن الشعب الأردني لا يتضامن مجرد تضامن مع قضية غزة بل هي قضيته، وأن هذه الجموع أتت تعلن تأييدها للمقاومة الفلسطينية وخياراتها في مواجهة المشروع الإسرائيلي.
كما شددوا على أن الدماء البريئة والصامدين على أرض غزة "أقاموا الحجة على الأمة التي عليها واجب نصرة فلسطين في مواجهة ما تتعرض له من جرائم حرب وإبادة".
ودان المتظاهرون ما وصفوه بـ"تواطؤ وتخاذل" الأنظمة العربية عن نصرة غزة، ونددوا بموقف الولايات المتحدة التي لم تتوقف عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة، وتوفير الغطاء السياسي لعمليات الإبادة.
من جانبه، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن مراد العضايلة إن الأردن موحد شعبا ودولة وقيادة على رفض مخططات الوطن البديل والتهجير الذي يشكل خطرا وجوديا على الدولة وسيادتها وهويتها.
واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن "معركة الأمة القادمة في الضفة الغربية سيكون عنوانها تهجير الشعب الفلسطيني، مما يتطلب دعم المقاومة التي تشكل عنوان دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتصدي للمخططات الصهيونية".
وأكد العضايلة أن "الاحتلال هو عنوان الأزمة، وليست المقاومة التي تشكل ردا طبيعيا ومشروعا على الاحتلال كفلته القوانين الدولية وكممثل عن الشعب الفلسطيني، وأن دعمها هو عنوان دعم صمود الشعب الفلسطيني".
وتابع "البعض يتحدث عن اليوم التالي في غزة، ونحن نعتقد ونؤكد أنه يوم فلسطيني ولا بديل عن أهل فلسطين ومقاومتها ولن يقبلوا بديلا لإدارة غزة أو غيرها" لافتا إلى أنه إذا كان هناك تدخل عربي في قطاع غزة فهو لإعادة الإعمار بهدف تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه مع مطالبة الاحتلال بالتعويض عما ألحقه من دمار فيه" رافضا "مقايضة سلاح المقاومة بالإعمار".
بدوره، قال الأمين العام للحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق إن "استمرار الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، وتشكيل قيادة عسكرية إسرائيلية لإدارة القطاع هدفه تسهيل عملية التهجير وبدعم أميركي، ما هو إلا رد على الخطة المصرية العربية، وقرارات قمة القاهرة من إعادة الإعمار وعدم التهجير".
إعلانوأكد للجزيرة نت أن الخطة الإسرائيلية الأميركية القادمة ستطال مستقبل الضفة الغربية بضم 60% من أراضيها لدولة الاحتلال وفرض السيادة الإسرائيلية عليها كجزء من الكيان المحتل. وأشار إلى أن "الاحتلال سيجد المبررات لعملية تهجير سكان المخيمات الفلسطينية من داخل الضفة".
وحسب الشناق، تجد الإستراتيجية الإسرائيلية في الديموغرافيا الفلسطينية ذات الأغلبية السكانية على أرض فلسطين التاريخية تهديدا وجوديا للكيان، وما تقوم به من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وتحويل مناطقهم إلى أرض غير قابلة للحياة، إنما هو مخطط مدروس وفق إستراتيجية تفريغ الأرض من أصحابها.
ويعتبر الأردنيون أن مشاركتهم في الفعاليات التضامنية مع أهل غزة واجب وطني وإنساني، وأولوية تتقدم على أية التزامات أخرى، حيث يشهد الأردن باستمرار مظاهرات ومسيرات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.