كتب مراسل" النهار" في فرنسا سمير تويني: تشير التقارير إلى أن إسرائيل تبدو الآن أقرب من أي وقت إلى حرب على "حزب الله"، من شأنها أن تتجاوز كثيرا عواقب الصراع الحالي في غزة، وستحدث اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط تزعزع الاستقرار.
 
هذه الحرب وخيمة على إسرائيل رغم نجاح القبة الحديدية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ المنطلقة من لبنان واليمن وإيران.

والحال أن الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل ضد الحزب لم تكن حاسمة، وسيشكل هذا الصراع تحديا يتجاوز ما شهدته من حروب في تاريخها. ولكن حتى لو تمكنت إدارة الرئيس جو بايدن من التوصل إلى اتفاق يتضمن انسحاب "حزب الله" من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، فإن السلطات الإسرائيلية تجد صعوبة في عدم الاستجابة لمطالب المستوطنين في الشمال الذين يعولون على التعامل مع الحزب في شكل جذري لتأمين سلامتهم. وفي حال استسلام هذه السلطات لهذا الطلب من دون استراتيجية للحد من الحرب، ستكون النتائج مدمرة نظرا إلى وحدة جبهات المقاومة ضد إسرائيل، وخصوصا الآن، بعد اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.
ولو كان الأمر بيد القيادة العسكرية الإسرائيلية لربما كانت شنت حربا بالتزامن مع الغزو الإسرائيلي لغزة، لكن بايدن حذر إيران من أي تدخل في لبنان.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التحذير موجّه أيضا إليه، فلم يوافق على عملية عسكرية كبرى ضد لبنان كان يطالب بها وزير الدفاع والقيادة العسكرية الإسرائيلية، وكان يشكك أيضا في قدرة الجيش الإسرائيلي على خوض حرب على جبهات متعددة.
أما بالنسبة إلى تطبيق مندرجات القرار الدولي ١٧٠١ فكان يفترض أن يبقى الحزب خارج المنطقة جنوب الليطاني، على أن يتسلمها الجيش والقوة الدولية، لكن الحزب فرض سيطرته عسكريا على الحدود مع إسرائيل. فالمطلب الإسرائيلي الأكثر إلحاحا هو أن تبقى وحدات الحزب و"قوات الرضوان" النخبوية شمال نهر الليطاني، فيما الحزب يطالب مقابل وقف النار بالعودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول، أي السماح لقواته بالبقاء في مراكزها جنوب الليطاني.
من الصعب تصور اتفاق مستدام وطويل الأجل قادر على الاستجابة لمخاوف إسرائيل من انتشار الحزب في المنطقة الحدودية وتهديده المستعمرات بالصواريخ.
وحتى لو وافق الحزب على الانسحاب من الحدود، يرجّح ألا يبقى بعيدا منها دائما، والواقع أن الحزب كان يريد تجنب حرب شاملة، لكن التصعيد صار أكثر ترجيحا بعد استهداف القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
وإذا انجرّت إسرائيل إلى حرب شاملة فسيفضل جيشها الصراع من دون مواجهة، معتمدا في ذلك على تفوقه الجوي وقدراته على توجيه الضربات الجراحية الدقيقة.
وفي سياق مواصلة الحرب في غزة، فإن أي قرار بالهجوم على لبنان سيأخذ في الاعتبار القوة البشرية المحدودة المتاحة لإسرائيل بعد أكثر من تسعة أشهر من القتال. وسيكون التحدي في لبنان مختلفا عنه في غزة، لأن الحزب أكثر تطورا عسكريا من "حماس"، وإسرائيل تأخذ في الاعتبار المخاطر التي قد تتعرض لها جبهتها الداخلية.
وإسرائيل ليس في استطاعتها أن تملي على الحزب متى تتوقف الحرب. وتحاول استعادة الردع من خلال تصعيد الهجمات، لكن الطرفين يدركان مدى الدمار الذي قد تخلفه حرب شاملة لن تكون قصيرة الأمد. ومن المرجح أن تنتهي هذه الحرب بنهاية مرضية للأطراف، لأن الحل العسكري لن يوفر الضمانات المطلوبة أو الأهداف المعلنة.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تقلّبات باسيل… رهان خاسر على ليونة حزب الله


في الاسابيع الماضية تراجع "التيار الوطني الحر" عن خطابه الدّاعم لـ "حزب الله" وعاد الى مربّعه الأول الذي تموضع فيه بُعيد انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، إذ استعاد خطاب انتقاد "الحزب" والتشكيك بخياراته الاستراتيجية المرتبطة بالسلاح والمعركة المفتوحة على الجبهة الجنوبية للبنان إسناداً لغزّة. 

عملياً ليس من الصعب على مناصري "التيار الوطني الحر" ادّعاء أنهم يجهلون الخطاب السياسي المتناقض "للتيار" ورئيسه جبران باسيل الذي يبدو تارة مع "حزب الله" وتارة ضدّه في المسألة ذاتها، فأحياناً نجد أن باسيل يذهب بعيداً في دعم "الحزب" وحراكه العسكري وفجأة يخرج بتصريحات ينتقده من خلالها بشدّة ألدّ من خصومه السياسيين. 

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإنّ باسيل خسر رهانه على ليونة "حزب الله" وفشل في استقطابه وإقناعه مجدداً بالتحالف معه، حيث أن "الحزب" ليس في وارد القبول "بالمصالحات السريعة"، بحسب ما وصفت المصادر، الغير مبنية على أسس ثابتة وواضحة لأن ذلك سيعني أنه سيصبح رهينة لتقلّبات حليفه المستمرة. لذلك فإنّ "الحزب" يعطي نفسه وحليفه السابق مجالاً الى ما بعد الحرب المشتعلة لبدء مراجعة العلاقة معه. 

أسلوب "الحزب" اليوم لا يشمل باسيل فقط، إنما ينسحب أيضاً على بعض الشخصيات والأحزاب السياسية الحليفة التي تمايزت عنه بسقف مرتفع وانتقدته بشدّة في لحظة حساسة تمرّ على لبنان حيث يقف فيها "حزب الله" في موقع المواجهة مع العدوّ الاسرائيلي. وتقول المصادر بأنّ "الحزب" قد اتّخذ القرار بدراسة تحالفاته من جديد، وهو اليوم غير مستعجل على الاطلاق لأي ترتيبات سياسية داخلية في ظلّ انشغاله بالجبهة الجنوبية. 

وتضيف المصادر أن "الحزب" لا يريد خسارة أي من حلفائه السابقين لكنّه في الوقت نفسه يولي أهميّة كبرى لحلفائه المستجدّين ولا ينوي التفريط بهم. وتعتبر المصادر أيضاً أن مرحلة ما بعد الحرب ستشهد تحوّلات كبرى على المستوى الوطني سيّما لجهة التحالفات، لكن الأهم أن واقع "حزب الله" في الداخل سيكون مختلفاً جداً بحيث سيصبح لديه ترف الاختيار بين مختلف القوى السياسية الحليفة له اليوم، كما أنه سيكون حاسماً في اختيار حلفائه السياسيين في حال حصول الانتخابات النيابية في موعدها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إيهود باراك: “إسرائيل” أقرب إلى الهزيمة من النصر.. والحرب مع حزب الله خطأ استراتيجي
  • باراك: نتنياهو مقامر ومهووس وإسرائيل أقرب للهزيمة
  • بو عاصي: بري يهوّل بطرح إعادة النظر بقانون الانتخاب
  • إيهود باراك: إسرائيل تتعثر وهي أقرب للهزيمة
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • "حزب الله" يستهدف مواقعا عسكرية وجنودا شمالي إسرائيل
  • رداً على الاعتداء على بلدة فرون... الحزب يقصف هذا الموقع الإسرائيلي
  • اليوم 337 من الحرب الإسرائيلية على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا ودعوات في إسرائيل لوقف القتال
  • هذا ما طلبه حزب الله من مقاتليه
  • تقلّبات باسيل… رهان خاسر على ليونة حزب الله