فرص الحرب صارت أقرب وحسابات الربح والخسارة ازدادت تعقيداً
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
كتب مراسل" النهار" في فرنسا سمير تويني: تشير التقارير إلى أن إسرائيل تبدو الآن أقرب من أي وقت إلى حرب على "حزب الله"، من شأنها أن تتجاوز كثيرا عواقب الصراع الحالي في غزة، وستحدث اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط تزعزع الاستقرار.
هذه الحرب وخيمة على إسرائيل رغم نجاح القبة الحديدية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ المنطلقة من لبنان واليمن وإيران.
ولو كان الأمر بيد القيادة العسكرية الإسرائيلية لربما كانت شنت حربا بالتزامن مع الغزو الإسرائيلي لغزة، لكن بايدن حذر إيران من أي تدخل في لبنان.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التحذير موجّه أيضا إليه، فلم يوافق على عملية عسكرية كبرى ضد لبنان كان يطالب بها وزير الدفاع والقيادة العسكرية الإسرائيلية، وكان يشكك أيضا في قدرة الجيش الإسرائيلي على خوض حرب على جبهات متعددة.
أما بالنسبة إلى تطبيق مندرجات القرار الدولي ١٧٠١ فكان يفترض أن يبقى الحزب خارج المنطقة جنوب الليطاني، على أن يتسلمها الجيش والقوة الدولية، لكن الحزب فرض سيطرته عسكريا على الحدود مع إسرائيل. فالمطلب الإسرائيلي الأكثر إلحاحا هو أن تبقى وحدات الحزب و"قوات الرضوان" النخبوية شمال نهر الليطاني، فيما الحزب يطالب مقابل وقف النار بالعودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول، أي السماح لقواته بالبقاء في مراكزها جنوب الليطاني.
من الصعب تصور اتفاق مستدام وطويل الأجل قادر على الاستجابة لمخاوف إسرائيل من انتشار الحزب في المنطقة الحدودية وتهديده المستعمرات بالصواريخ.
وحتى لو وافق الحزب على الانسحاب من الحدود، يرجّح ألا يبقى بعيدا منها دائما، والواقع أن الحزب كان يريد تجنب حرب شاملة، لكن التصعيد صار أكثر ترجيحا بعد استهداف القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
وإذا انجرّت إسرائيل إلى حرب شاملة فسيفضل جيشها الصراع من دون مواجهة، معتمدا في ذلك على تفوقه الجوي وقدراته على توجيه الضربات الجراحية الدقيقة.
وفي سياق مواصلة الحرب في غزة، فإن أي قرار بالهجوم على لبنان سيأخذ في الاعتبار القوة البشرية المحدودة المتاحة لإسرائيل بعد أكثر من تسعة أشهر من القتال. وسيكون التحدي في لبنان مختلفا عنه في غزة، لأن الحزب أكثر تطورا عسكريا من "حماس"، وإسرائيل تأخذ في الاعتبار المخاطر التي قد تتعرض لها جبهتها الداخلية.
وإسرائيل ليس في استطاعتها أن تملي على الحزب متى تتوقف الحرب. وتحاول استعادة الردع من خلال تصعيد الهجمات، لكن الطرفين يدركان مدى الدمار الذي قد تخلفه حرب شاملة لن تكون قصيرة الأمد. ومن المرجح أن تنتهي هذه الحرب بنهاية مرضية للأطراف، لأن الحل العسكري لن يوفر الضمانات المطلوبة أو الأهداف المعلنة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هيئة البث الإسرائيلية: تم التأكيد رسميا في إسرائيل على وقف إطلاق النار
قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم التأكيد رسميا في إسرائيل على صفقة وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى في القطاع.
في السياق ذاته، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق، معلنا قرب إطلاق سراح المحتجزين.
وأفادت مصادر للجزيرة أنه من المتوقع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة خلال يومين أو ثلاثة، مضيفة أن هناك بروتوكول إغاثي إنساني يرتبط بتطبيق المرحلة الأولى ويتضمن إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا.
وأضافت المصادر ذاتها أنه حسب الاتفاق، سيعود النازحون من جنوب قطاع غزة إلى شماله بدون أي عوائق.
في السياق ذاته، قال مسؤول مطلع لرويترز إن الاتفاق يحدد مرحلة أولية لوقف إطلاق النار تستمر ستة أسابيع ويتضمن انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية وإطلاق سراح المحتجزين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وتمهد هذه الصفقة الطريق أمام نهاية محتملة للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا وخلف آلاف الشهداء والجرحى في القطاع.