تضامن حكومي ووطني مع مصاب الضاحية.. ميقاتي: كفى أن يكون العالم شاهداً على اجرام اسرائيل
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الإدانة الرسمية للاعتداء الإسرائيلي على الضاحية في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غاب عنها وزراء"التيار الوطني الحر".
وقال الرئيس ميقاتي: "مسؤوليتنا الوطنية استدعت عقد اجتماع استثنائي للحكومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وادانة الاغتيال وقتل الأطفال ومواكبة التطورات الأمنية، وكنت اتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم، لأن نهج المقاطعة غير مفيد في هذا الظرف الخطير".
وأضاف: "ندين بقوة هذا الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونرفع الصوت محذرين من تفلّت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الاجرامي القاتل، متسائلين عن سبب هذا التطور ومتخوفين من تفاقم الوضع إن لم تسرع الدول المعنية وكل المجتمع الدولي للجم هذا التفلت الخطير"، ودعا "العالم الشاهد على جرائم إسرائيل، إلى اجبارها على وقف اطلاق النار والالتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ القرار 1701، وكفى أن يكون العالم شاهداً على اجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الالاف. إننا نطالب فورا بتنفيذ القرار 1701 كاملا وبحذافيره، وندعو المجتمع الدولي ووسطاء السلام إلى أن يكونوا شهوداً للحق ويدينوا الباطل ويعملوا في سبيل الأمن والاستقرار".
وشهدت السرايا سلسلة كثيفة من اللقاءات الديبلوماسية في اطار مواكبة التطورات الاخيرة لا سيما الغارة الإسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية. وفي هذا الاطار، اجتمع ميقاتي مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا على رأس وفد ضم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنوال ارولدو لازارو. كما التقى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو الذي عبّرعن قلقه من الأوضاع الحالية "التي تتجه نحو التصعيد، ويجب التعاطي مع تداعيات ما حصل، وانتظار ما سيحصل في الساعات المقبلة".
وقال: "نحن للأسف في وضع حذرنا منه دائماً، ولقد دعونا باستمرار الأطراف المعنية لعدم التصعيد، لأننا كنا ندرك بأن كل شيء قد يحصل في حال وجود توتر، وللأسف نحن الآن في الوضع الذي توقعناه، ولهذا بذلنا الكثير من الجهد في الاشهر الأخيرة لمحاولة تلافي التصعيد". وأعلن "أننا سنستمر في جهودنا، ولا أسباب لدينا لعدم الإستمرار في مساعينا للتهدئة".
كما ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي اجتمع مع لاكروا، وبلاسخارت ولازارو، ووفد رفيع المستوى من اليونيفيل، أشار إلى أن "الخيار العسكري الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية هدفه زج المنطقة في دوامة الحرب الشاملة التي لن تجلب سوى الدمار والخراب للجميع". وشدّد على "أن الحل الدائم وضمان الأمن في جنوب لبنان لن يكون إلا من خلال السبل الديبلوماسية ووقف إطلاق النار والالتزام التام والناجز بجميع القرارات الأممية ذات الصلة، لا سيما مندرجات القرار 1701 الذي يبقى السبيل الوحيد لمنع المزيد من العنف والموت والخراب".
وكتبت" الاخبار": عقدت حكومة تصريف الأعمال أمس جلسة طارئة لمواكبة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، ناقش خلالها الوزراء جهوزية الوزارات المعنية على المستويات الأمنية، الصحية - الطبية، والغذائية، في حال تطورت الأوضاع العسكرية. وتمّ الاتفاق على إبقاء الجلسات مفتوحة وتفعيل خطة الطوارئ واتخاذ خطوات دبلوماسية.ولدى مناقشة الإجراءات الاحترازية في حال توسّع الحرب، تمّ الاتفاق على الإجازة لوزير الصحة ضمن مدة شهر بعقد اتفاقات بالتراضي لشراء أدوية وتأمين المازوت وما يراه ضرورياً لضمان توفّر كل المستلزمات الطبية في حال نشوب حرب. وأجازت الحكومة لوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية اللجوء إلى الاتفاق بالتراضي في حال تعرّض مطار بيروت أو الموانئ البحرية والبنى التحتية للقصف لترميمها سريعاً من دون الدخول في الروتين الإداري. وتطرّق النقاش إلى الهبة الصينية بقيمة مليون دولار الممنوحة للدفاع المدني عقب انفجار 4 آب، والعالقة في مصرف لبنان، وتحتاج إلى موافقة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ووزير المال يوسف خليل لتسديدها ...
وعبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء عن الاستياء من تغيّب وزراء التيار الوطني الحر رغم أن ميقاتي تمنّى عليهم الحضور نظراً إلى حساسية الظرف وخطورته. واعتبر الوزراء أن جلسة مثل هذه كان لا بد أن يحضرها على الأقل وزير الدفاع موريس سليم ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وهما المعنيان أكثر من غيرهما سياسياً وأمنياً، وبالتالي فإن تغيّبهما يُعد «قلة مسؤولية» بحسب عدد من الوزراء.
وفي السياق، تفقّد الضاحية الجنوبية وفد وزاري ضم وزراء الصناعة جورج بوشكيان والبيئة ناصر ياسين والعمل مصطفى بيرم والتربية عباس الحلبي والثقافة محمد وسام المرتضى والأشغال علي حمية، يرافقهم النائبان علي عمار وأمين شري.
وكتبت" اللواء": أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي أحاط بالتطورات الأخيرة أعطى الشارة من أجل الأبقاء على الجهوزية التامة، وقالت أنه لم يكن في امكان الحكومة الخروج بتوجيهات أخرى، على أن أي قرار كبير يعود إلى الحكومة اتخاذه وبالتالي ليس بلجنة الطوارىء التي شكلت سابقا.
ورأت هذه المصادر أن الحكومة أبقت جلساتها مفتوحة وهذا يعني انعقادها في أي وقت يستدعي ذلك، على أن هذه الحكومة لم تضع خططا استباقية، وهناك أمور من اختصاص لجنة الطوارىء التي تواصل العمل على هذه الجهوزية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبیة فی حال
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025
محمد الربيعي
بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن
تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.
تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.
اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.
يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.
كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.
تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.
تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.
باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.