الجديد برس:

جددت إيران التشديد على حقها في تنفيذ رد عاجل وحاسم على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في طهران، مؤكدةً دور الولايات المتحدة الأمريكية في عملية الاغتيال.

وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني، أن إيران لن تتردد في استخدام حقها في تنفيذ ردٍ عاجلٍ وحاسمٍ على جريمة كيان الاحتلال، في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

ورأى إيرواني أنه لا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة في هذه الجريمة كحليف استراتيجي وداعم لكيان الاحتلال، مؤكداً أن هذه الجريمة لم تكن لتحصل من دون ضوء أخضر أمريكي، ومن دون دعم واشنطن الاستخباري لتنفيذ العملية.

ودعا إيرواني إلى عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان الإسرائيلي.

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، أكد بدوره أن إيران لن تتنازل عن ثأر الشهيد إسماعيل هنية، وأن كيان الاحتلال سيتلقى رداً مناسباً، مشيراً إلى أن الاحتلال “فشل في ساحة المعركة وأصبح الاغتيال خياره الوحيد المتبقي”.

وفي سياق متصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن الأحداث الأخيرة في بيروت وطهران تعد تصعيداً خطيراً وتهديداً للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي.

وفي بيانٍ تلاه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، رأى غوتيريش أن الهجمات على بيروت وطهران تمثل تصعيداً خطيراً في وقت ينبغي لكل الجهود أن تؤدي إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، وعودة الهدوء في لبنان وعبر الخط الأزرق.

واعتبر غوتيريش أن ما نشهده هو تقويض لهذه الأهداف، مجدداً الدعوة للجميع إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، و”العمل بقوة من أجل وقف التصعيد الإقليمي لصالح السلام والاستقرار على المدى الطويل للجميع”.

وفي وقتٍ سابق، الأربعاء، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية ضلوع الإدارة الأمريكية؛ باعتبارها الراعية والداعمة للكيان الصهيوني لمواصلة جرائم الاحتلال والإبادة بحق الفلسطينيين، في تنفيذ عملية الاغتيال البشعة التي طالت رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشهيد إسماعيل هنية في طهران.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية نتيجة اغتيال صهيوني استهدفه في العاصمة طهران، فجر الأربعاء.

ولاحقاً، نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس “إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى في استهداف صهيوني غادر طال مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد”.

وفي أول تعليق له على عملية الاغتيال، أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي المجرم الإرهابي “أعد لنفسه عقاباً قاسياً” عبر اعتدائه على العاصمة طهران واغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية.

وشدد خامنئي على أن الثأر لدماء هنية “من واجب إيران، لأنه استشهد على أرضنا”، مضيفاً أن اغتيال هنية الذي كان ضيفاً في طهران “هو فاتحة لعقوبة شديدة جلبها الأعداء على أنفسهم”.

بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني، في بيان، إن الرد على الكيان الصهيوني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية سيكون قاسياً وموجعاً.

وأضاف الحرس الثوري الإيراني إن “جريمة النظام الصهيوني باغتيال هنية ستواجه رداً قاسياً من جبهة المقاومة القوية وخاصة إيران”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: رئیس المکتب السیاسی لحرکة إسماعیل هنیة فی طهران

إقرأ أيضاً:

إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة

 

حزمت “إيران الإسلاميّة ” موقفها، عزم قائدها على تدبّر الأمر متوكّلًا على ربّه، توسّط مشهدًا جامعًا لأركان الحكم، على يمينه قادة الأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وعلى يساره رئيس الجمهوريّة ورؤساء المجالس والمؤسسات العليا الرسميّة؛ وبلسان الواثق من شعبه، ألقى فصل خطابه أمام العالم وأمام نزق “دونالد ترامب” بكلمته المدوّية “لا” للهيمنة الأمريكيّة وسياساتها الاستكباريّة وأساليبها الاستعلائيّة، بعدما أثبتت التجربة صوابيّة منطق عدم الثقة بالإدارة الأمريكيّة.
تدرك “إيران” اللحظة التاريخيّة جيّدًا، وتعي جدّيّة المخاطر وأهوالها، وتعرف بعمق ما يصيب مجتمعها من آثار عدوانيّة مستمرة منذ عقود عبر ضغوط اقتصاديّة قصوى عليها، لا سيّما بعد تمزيق “ترامب” الاتفاق النووي عام 2018، والافتعالات الدائمة لإضعافها من الداخل وتحريك موجات الفتن فيها، وتفرقة وحدتها وتشويه هويّتها وممارسة كافة أشكال الحرب النفسيّة والناعمة عليها؛ وإعاقة تقدّمها وعلاقاتها.
كما تعلم “طهران” علم اليقين ما أصاب “جبهة المقاومة” من فقد قادتها الكبار منذ كانون الثاني 2020 إلى نهاية العام 2024؛ وهي تراقب عن كثب التغيّرات الاستراتيجيّة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، وتدرس نتائج الحرب العالميّة المتمادية للقضاء على المقاومة والانقلاب على الممانعة السياسيّة للإملاءات الأمريكيّة.
كما أن “طهران” لا تستهين بمسالك المملكة العربيّة السعوديّة نحو التطبيع، وأن ما رعته الصين من تسوية إيرانيّة-سعوديّة لا يعوّل على استمراره، رغم حرصها الأكيد على استقرار المنطقة، إذا ما أُطلقت الصافرة الأمريكيّة للإخلال بها.
تصغي “طهران” دون اضطراب إلى التهديدات المتكرّرة الموجّهة إليها. كما تقرأ بحكمة وشجاعة الرسائل الديبلوماسيّة والإعلاميّة. ويمكن إيراد تهديدين (أمريكيّ وإسرائيليّ) وتحذير (تركيّ)، لاستجلاء الواقع.
التهديد الأبرز، أعلنه “ترامب” واضعًا إيران بين خيارين “الاتفاق أم الحرب”، مستأنفًا عقوبات ولايته الأولى على صادرات النفط الإيرانية.
ينسب “ترامب” إلى “إيران” الضعف حاليًا، فيتحفّز لاتخاذ إجراءات حاسمة ضدّها، وفق ما أدلى به مستشار الأمن القومي مايك والتز (19 كانون الثاني/يناير 2025). حدّد شهرًا واحدًا أمام إيران للانصياع إلى مفاوضات شكلية تنتهي بإملاءاته على برنامجها النووي ثم يستلحقه بتقييد دورها في المنطقة والبحث حول صواريخها الباليستيّة.
فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية هدف مناورتها مطلع آذار الجاري بمشاركة وحدة قاذفاتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط “تعزيز التنسيق مع الشركاء الإقليميّين وإظهار قدراتها العسكرية”.
يساوق التهديد الأمريكيّ تحريض إسرائيلي قديم جديد على ضرب إيران، وقد أعلن “بنيامين نتنياهو” عشية الإعلان عن وقف إطلاق النار المزعوم في لبنان، أن السبب الأول لإعلانه هو التزامه بالأمن القومي وتركيز الجهود على مواجهة إيران ومنع طهران من تطوير سلاح نووي، مضيفًا أنه “لن يعطي المزيد من التفاصيل حول ذلك”. بينما أعلن رئيس أركانه الجديد “إيال زامير” أنّ عام 2025 سيركّز على الصراع في غزّة ومع الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وأنه سوف تتمّ إعادة هيكلة استراتيجية “الجيش” الإسرائيليّ للتعامل مع التهديد الإيرانيّ على وجه التحديد.
أما التحذير التركيّ لوزير الخارجية “هاكان فيدان، فإنّه يختلف نوعيًّا عما سبقه، لكونه لا يهدّد إيران ومقدّراتها وبرنامجها النوويّ، إنّما يتكامل مع الوعيدين الأمريكيّ-الإسرائيليّ، حاملًا لهجة استقواء ودلالات جديدة أمام الأحداث الجارية وموقعه منها، حيث بدا “كاتم أسرار أردوغان” واضحًا بالنزول عند رغبات الغرب وعدم التصدّي للتوسّع الإسرائيليّ إلا من بضعة تحفّظات كلاميّة، جازمًا في سعي أنقرة إلى ملء الفراغ وتصدّره في الساحة السوريّة على حساب الدور الإيراني الذي غالب إسقاط الدولة السورية وتفكيك وحدتها وانعدام استقرارها وانسلاخها من تاريخها وإيقاعها في فم التنين الأمريكيّ والاحتلال الإسرائيليّ وقطع طرق الإمداد على حركات المقاومة اللبنانيّة والفلسطينيّة.
يتضح أن ما يسمى بالمفاوضات التي يتم التداول حولها ما هي إلا خديعة بائسة لتشويش الرأي العام، وتصب لصالح الهيمنة الأمريكيّة وتستجيب لمعالجة الهواجس الأمنيّة الإسرائيليّة، ولإضعافها أمام منافسيها الإقليميّين، وليست من أجل حلّ المشكلات الإيرانيّة.
يمكن الجزم، بعدم رغبة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في إثارة مواجهة واسعة النطاق، خاصة أنّ تغيّر المشهد الجيوسياسي الراهن لا يبدو في مداه القصير لصالحها، قبل أن تستعيد حركات المقاومة عافيتها وقوّتها، وقبل أن يرسو المشهد السوري على أرضية مغايرة. إلّا أنّ “إيران الإسلاميّة” بكل تأكيد لن تقبل بالرضوخ لشروط “ترامب”، مما يرفع من احتمالية الصراع دون أن تتحدّد معالمه بوضوح.
تقتحم “طهران” مخاطر احتمالية الحرب عليها، بعدما نقضت الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) عهدها بالتعويض عن إنسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وبعدما استنفد مسؤولها كافة الإجراءات والتدابير الديبلوماسيّة، واتبعت “أقصى درجات العقلانية”، وتحكّمت بردود أفعالها، وهي تشاهد حرب الإبادة في غزّة والجرائم الأمريكيّة الإسرائيليّة تصب جام حممها على لبنان واليمن والعراق وسورية، فاحتفظت لنفسها بحق الرد على العدوان الإسرائيليّ السافر داخل أراضيها في محافظات طهران وخوزستان وإيلام (26 تشرين الأوّل 2024م).
وتؤكّد “طهران” أن نهجها مستمر، كدولة ثوريّة تضبط مصالحها على مبادئها، وتسير ضمن حدّي درء الخطر وحفظ هويتها وسيادتها وكرامتها الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة؛ إلا إذا وضعت الحرب أثقالها فالسبيل الوحيد هو الدفاع والمواجهة.
باحث في الشؤون الإيرانيّة

مقالات مشابهة

  • حماس: الرد الإيجابي على الوسطاء جزء من اتفاق وقف إطلاق النار
  • صحافة العالم| حماس تتوعد الاحتلال إذا أخل بالاتفاق .. وقمع الحريات في أمريكا يتحول إلى كابوس
  • إيران الدولة الثوريّة تشدّ أحزمة المواجهة
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الكهرباء الى العراق
  • نتنياهو يقدم شكوى إلى الشرطة ضد رئيس الشاباك السابق نداف أرجمان
  • الخارجية الإيرانية: التعليق على رسالة أمريكا قيد الدراسة
  • إيران: المحادثات مع أمريكا ممكنة لكن على "أساس المساواة"
  • إيران: لن ندخل بمفاوضات مباشرة مع أمريكا إلا من موقع متكافئ
  • إيران تتسلم رسالة ترامب وخامنئي يرفض فكرة إجراء محادثات نووية مع أمريكا
  • إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية