في بداية الحرب كان هناك نوع من مقارنة بين البرهان وحميدتي. وكان الأخير ينافس (أو للدقة يحاكي) البرهان في الظهور الإعلامي. وكان آخر ظهور له حين كشف عن عودة ضباط الجيش المنتدبين للدعم السريع إلى الجيش. بعدها صمت واختفى إلى الآن.

حاليا لا توجد مقارنة. لا أحد يقول البرهان موجود وسط جنوده ومع شعبه وحميدتي هارب.


لقد تجاوزنا حميدتي.

حتى أن البرهان، بعد تجاوز حميدتي، أصبح يواجه معارضة ومطالبة بذهابه لتحل محله قيادة جديدة. بمعنى، البرهان نفسه أصبح عاديا حتى طالب البعض بتنحيه وحميدتي غير مرئي هنا وغير مذكور.

حميدتي مجرد شبح في الخلفية البعيدة مع شكوك كبيرة في وجوده حيا أصلا ناهيك عن تأثيره كقائد.

والمليشيا حرفيا تعيش في حالة “موت المؤلف”. أصبحنا نرى مليشيا في حالة من الفوضى والعبثية، بدأت الحرب باسم الديمقراطية لتنتهي كمجموعة من القتلة واللصوص. هل هناك موت مؤلف أكثر من ذلك؟

بعض أنصاف المثقفين الذين تابعوا المؤلف المرحوم، وجدوا أنفسهم فجأة مع أسماء غريبة مثل قجة وكيكل وجلحة وبرشم وما شابه ووراءهم أوباش من شتى الأصناف، مرتزقة أجانب، لصوص، معتادي إجرام، هاربين من السجون إلى آخره. لم يعد هناك مؤلف ولا مشروع؛ توجد مجموعات من المرتزقة والمجرمين الذين يقتلون وينهبون ويغتصبون. تخيل حجم المأساة! أن تذهب مع ما تظنه مشروعا للتغيير بقيادة حميدتي ثم تجد نفسك بعد مدة مع حثالة من القتلة والمجرمين وليس هناك حميدتي ولا مشروغ ولا يحزنون.

وأخيرا، هل هناك أدل على موت المؤلف من استقالة أو إقالة عزت الماهري المستشار الشخصي للمؤلف أقصد لحميدتي؟

وفي الوقت الذي يترسخ فيه مفهوم الدولة في وعي الشعب وفي وعي القادة أيضا بما في ذلك البرهان، حيث أصبح لمفهوم الدولة معنى ووقع، تنحل المليشيا إلى مجموعات إجرامية متفلتة أبعد ما تكون عن فكرة ومفهوم الدولة، وذلك في غياب كامل للمشروع وللقيادة نفسها التي يتساوى وجودها مع عدمه.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خِلاف القوني وحميدتي!

أعد الزميل الصحفي النابه المتميز “عبد الرؤوف طه علي” تقريراً مفصلاً زاخر بالمعلومات عن مقتل قادة بارزين بصفوف الدعم السريع نُشر في موقع “الجزيرة نِت”.

أخطر ما ورد في التقرير على لسان مصدر (ضابط بالجيش)، هي معلومة أن الدعم السريع يعاني من خلافات داخلية وصلت قمة هرم القيادة بين “حميدتي” و شقيقه “القوني” من جهة و “عبد الرحيم” من جهة أخرى، ورأى المصدر أن الخلافات ساهمت في مقتل عدد من القادة الميدانيين مؤخراً عبر توفير معلومات للجيش للتخلص من بعض الموالين لـ”حميدتي” ويرفضون توجيهات “عبد الرحيم دقلو”.

حسناً ـ ربما نجد تأكيداً لما ذهب إلى التقرير في هذه الجزئية الخطيرة ـ في الأيام القليلة الماضية شن الناشط “ميسرة بوب” الداعم للمليشيا، هجوماً عنيفاً على “حميدتي”، كان هجومه مفاجئاً للجميع، خاصة في أوساط المليشيا و داعميها الذين يعتبرون “حميدتي” شيئاً مقدساً لا يجوز تصويبه ولا يجرؤ أحد على مخاطبته بلغة فظة كالتي خاطبه بها “بوب” إذا ربطنا هجوم “بوب” الذي يعيش في أوروبا بما ذكره المصدر حول الخلافات نجد أن “ميسرة بوب” تربطه علاقة قوية بـ”القوني” الشقيق الأصغر لـ”حميدتي”، وظهر معه في هولندا على خلفية ندوة سياسية نظمتها إحدى الجامعات هناك فضحتها فتاة سودانية، واعتذرت الجامعة لاحقاً عن إستضافة “القوني”.

الهجوم المثير للاستغراب الذي اتهم فيه “حميدتي” بتعطيل سير العمليات العسكرية خوفاً من الأمم المتحدة، ربما يفتح الباب على مصراعيه بأن “بوب” وجد (ضوء أخضر) من “القوني” لتنفيذ خطة جديدة للضغط على “حميدتي” عبر ناشطين مؤثرين في ميدان (الأشاوس) مثل “بوب”، لإنعاش روح المليشيا التي بلغت الحلقوم، أو إبعاد “حميدتي” عن قيادة العمليات العسكرية و الاستعاضة عنه بقائد ميداني جديد يكون مساعداً لـ “عبد الرحيم” مثل السافنا الذي ألمح إليه “بوب” في خضم هجومه على “حميدتي”.

محمد أزهري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لا أحد يستطيع أن ينفي جهل حميدتي وعموم الجنجويد بالجيش وبالشعب السوداني
  • خِلاف القوني وحميدتي!
  • دعامي: ذهبنا إلى جبل أولياء، ووجدت الجميع خائفين يلعنون عبد الرحيم دقلو
  • الحكومة: هناك حاجة للتعاون بين الدولة والمواطن (فيديو)
  • ???? حميدتي (مات ومدفون) في قبر يـَبعُد 2 كيلومتراً شرق العيلفون !!
  • القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
  • “الوطني الاتحادي” يبحث مع سفير نيوزيلندا لدى الدولة علاقات التعاون الثنائي
  • رئيس الدولة يستقبل المكرّمين بـ “جائزة زايد للأخوة الإنسانية” وأعضاء لجنة تحكيمها
  • البرهان وكباشي والعطا في قيادة العمليات العسكرية بـ”وادي سيدنا”