???? “لقد مات المؤلف، ونحن الذين قتلناه!” عبد الرحيم دقلو
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
في بداية الحرب كان هناك نوع من مقارنة بين البرهان وحميدتي. وكان الأخير ينافس (أو للدقة يحاكي) البرهان في الظهور الإعلامي. وكان آخر ظهور له حين كشف عن عودة ضباط الجيش المنتدبين للدعم السريع إلى الجيش. بعدها صمت واختفى إلى الآن.
حاليا لا توجد مقارنة. لا أحد يقول البرهان موجود وسط جنوده ومع شعبه وحميدتي هارب.
لقد تجاوزنا حميدتي.
حتى أن البرهان، بعد تجاوز حميدتي، أصبح يواجه معارضة ومطالبة بذهابه لتحل محله قيادة جديدة. بمعنى، البرهان نفسه أصبح عاديا حتى طالب البعض بتنحيه وحميدتي غير مرئي هنا وغير مذكور.
حميدتي مجرد شبح في الخلفية البعيدة مع شكوك كبيرة في وجوده حيا أصلا ناهيك عن تأثيره كقائد.
والمليشيا حرفيا تعيش في حالة “موت المؤلف”. أصبحنا نرى مليشيا في حالة من الفوضى والعبثية، بدأت الحرب باسم الديمقراطية لتنتهي كمجموعة من القتلة واللصوص. هل هناك موت مؤلف أكثر من ذلك؟
بعض أنصاف المثقفين الذين تابعوا المؤلف المرحوم، وجدوا أنفسهم فجأة مع أسماء غريبة مثل قجة وكيكل وجلحة وبرشم وما شابه ووراءهم أوباش من شتى الأصناف، مرتزقة أجانب، لصوص، معتادي إجرام، هاربين من السجون إلى آخره. لم يعد هناك مؤلف ولا مشروع؛ توجد مجموعات من المرتزقة والمجرمين الذين يقتلون وينهبون ويغتصبون. تخيل حجم المأساة! أن تذهب مع ما تظنه مشروعا للتغيير بقيادة حميدتي ثم تجد نفسك بعد مدة مع حثالة من القتلة والمجرمين وليس هناك حميدتي ولا مشروغ ولا يحزنون.
وأخيرا، هل هناك أدل على موت المؤلف من استقالة أو إقالة عزت الماهري المستشار الشخصي للمؤلف أقصد لحميدتي؟
وفي الوقت الذي يترسخ فيه مفهوم الدولة في وعي الشعب وفي وعي القادة أيضا بما في ذلك البرهان، حيث أصبح لمفهوم الدولة معنى ووقع، تنحل المليشيا إلى مجموعات إجرامية متفلتة أبعد ما تكون عن فكرة ومفهوم الدولة، وذلك في غياب كامل للمشروع وللقيادة نفسها التي يتساوى وجودها مع عدمه.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا تفاوض أو مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة .. فيما يواصل الجيش تقدمه للسيطرة على وسط الخرطوم وجسر سوبا جنوبي العاصمة السودانية
الأناضول/ أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الخميس، أنه "لا تفاوض أو مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة والشعب"، جاء ذلك خلال كلمة البرهان، الذي يتولى أيضا قيادة الجيش، خلال تفقده منطقة أم درمان العسكرية غربي العاصمة الخرطوم، وفق بيان من الجيش.
وقال البرهان، إن "القوات المسلحة لن تتخلى عن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانبها في حرب الكرامة (ضد قوات الدعم السريع)، وسيكونون شركاء في أي مشروع سياسي بالبلاد، ولن نستثني أحداً".
وأضاف: "لا تفاوض ولا مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة والشعب، وإننا ماضون على طريق النصر حتى تطهير آخر شبر في البلاد من (قوات) الدعم السريع".
وحتى الساعة 17:15 (ت.غ) لم تعلق قوات الدعم السريع على تصريحات البرهان.
وفي الخرطوم، تتواصل المعارك، فيما يواصل الجيش تقدمه لبسط سيطرته على وسط العاصمة، الذي يضم القصر الرئاسي.
وأفاد شهود عيان، للأناضول، بأن وسط الخرطوم يشهد انفجارات قوية وارتفاع أعمدة الدخان جراء الاشتباكات القوية بين الجيش والدعم السريع.
كما واصلت قوات الجيش تقدمها في منطقة سوبا، جنوبي الخرطوم بهدف السيطرة على جسر سوبا، الرابط بين منطقة شرق النيل والخرطوم.
وأفادت قوات درع السودان، بقيادة أبو عاقلة كيكل، التي تقاتل إلى جانب الجيش، في بيان الخميس، بأنها تخوض معارك شرسة للسيطرة على جسر سوبا، بوابة الدخول إلى الخرطوم، والرابط بين شرق النيل الأزرق وغربه.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.