فعاليات ثقافية في العاصمة والمحافظات بذكرى استشهاد الإمام زيد
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الثورة / إسكندر المريسي /صفاء عايض/محافظات/سبأ
أحيت قيادة السلطة القضائية أمس بصنعاء فعالية ذكرى استشهاد الإمام زيد علي عليه السلام، وفي الفعالية ألقى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد بن يحيى المتوكل كلمة بالمناسبة أكد فيها أن الاحتفال بذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي ابن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب الذي سار على نهج جده الحسين بن علي بن أبي طالب لمواجهة المستكبرين وفقا للمنهج القرآني حيث جسد حقيقة الجهاد لمواجهة الظلم والجور والاستكبار استشعاراً بالمسؤولية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو القائل البصيرة البصيرة ثم القتال.
وأوضح القاضي المتوكل بحضور القاضي إسماعيل الوزير نائب وزير العدل والقاضي أحمد الشهازي رئيس هيئة التفتيش القضائي والقاضي سعد هادي أمين عام مجلس القضاء الأعلى والقاضي خالد البغدادي رئيس المكتب الفني بوزارة العدل وعدد كبير من قضاه وموظفي السلطة القضائية إن إحياء هذه الذكرى هو لما تحمله من الدروس والعبر التي نحتاج إليها حينما نتحرك في إطار المسؤولية كواجب جهادي، فالإمام زيد هو القدوة وهو من الأسرة التي شرفها الله آل بيت رسول الله الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
ولفت إلى أن الإمام زيد نشأ في أسرة طاهرة مؤمنة وكان مرتبطا بالقرآن الكريم مدرسة الحق مدرسة أهل البيت وان التمسك بمنهج العترة الطاهرة واقتفاء أثرهم امر لابد منه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
مضيفا: الظروف التي تحرك بها الإمام زيد كانت من اصعب المواقف لا يستطيع احد أن يصدع بالحق، فالجميع كان غارقا بالصمت والخضوع للغطرسة الأموية واستبداد الملك، فكان الكل في حالة خضوع واستسلام أمام الطغيان والظلم والاستبداد والسيطرة العامة على واقع الأمة وفساد منتشر، فتحرك الإمام زيد على منوال جده الحسين بن علي وسار على المنهج القرآني في مواقفه الجهادية مستشعرا المسؤولية في مواجهة الظالمين المستكبرين فتحرك باستبسال وقوة وثبات وصمود على كلمة الله حتى نال الشهادة على خطى جده الحسين.
وقال المتوكل: ومن وحي هذه الذاكرة وهويتنا الايمانية نجسد المواقف الصادقة لمواجهة أعدائنا المستكبرين من اليهود وأعوانهم وعدم الرضوخ والخنوع والاستسلام لأولئك الأعداء.
وأحيت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء أمس ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام بفعالية خطابية.
وفي الفعالية أكد رئيس اللجنة القاضي محمد السالمي أن ثورة الإمام زيد عليه السلام، هي ثورة ضد الظلم والطغيان ورفض التسلط والاستبداد، مشيراً إلى أهمية الانطلاق بوعي في التصدي للعدوان الأمريكي، البريطاني، الإسرائيلي وأدواتهم.
واستعرض الأحداث المأساوية وجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس اللجنة القاضي محمد العزير، وأعضاء اللجنة، استعرض أمين عام اللجنة محمد الجلال جوانب من حياة وسيرة الإمام زيد عليه السلام ومناقبه وشجاعته في مقارعة الظلم ومواجهة الطغاة بوعي وبصيرة رغم ما تعرض له من ظلم نتيجة مواقفه ودفاعه عن الحق.
وأكد أهمية اقتفاء أثر الإمام زيد عليه السلام منهجاً وسلوكاً في مواجهة أعداء الأمة والتخلص من هيمنة قوى الظلم والاستكبار العالمي.
وأشار الجلال إلى أن إحياء ذكرى الإمام زيد مناسبة لحشد الطاقات لدعم استمرار جهود التعبئة العامة لمواجهة التحديات الراهنة ودعم ومساندة الأشقاء في غزة، في ظل ما يتعرضون له من إبادة جماعية من قبل كيان العدو الصهيوني.
كما نظمت المؤسسة العامة للطرق والجسور أمس فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
وفي الفعالية أوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة المهندس عبدالرحمن الحضرمي أن الإمام زيد هو حليف القرآن وسليل العترة الطاهرة والذي نشأ في أسرة طاهرة مؤمنة وكان على أرقى درجات الإيمان والأخلاق ومبادئ الحق.
ولفت إلى أن الإمام زيد تميز بالتقوى والإيمان والخشية من الله تعالى، والفهم الثاقب والارتباط الوثيق بالقرآن الكريم، والحرص الشديد على إصلاح واقع الأمة وإقامة العدل، ومواجهة الظلم والطغيان والفساد.
وأشار الحضرمي إلى أن هذا الانتماء الواعي لكتاب الله ترتب عليه الالتزام والتمسك بهدى الله والتطبيق على الواقع العملي.. لافتا إلى أنه وبالنظر إلى واقع الأمة اليوم تتضح حالة التفريط واللامبالاة وعدم الوقوف في صف الحق ما جعلها تعيش حالة من التيه والضعف.
ولفت إلى أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي نهض وصدح بالمشروع القرآني وصرخ في وجه المستكبرين طغاة العصر أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر، وأحيا أمة طال سباتها وزاد خنوعها لمن ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله.
وأقيمت أمس بمحافظة صنعاء، فعالية مركزية بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، تحت شعار «بصيرة وجهاد»، تدشيناً للمرحلة الخامسة من التصعيد، انتصارا لغزة.
وفي الفعالية، التي نظمها ديوان المحافظة ومكتب الأشغال العامة والطرق والوحدة التنفيذية للمشاريع والمكاتب التنفيذية بالمجمع الحكومي، أكد وكيل أول المحافظة حميد عاصم، أهمية إحياء هذه الذكرى، للتعريف بثورة الإمام زيد، وتجديد الولاء لله ورسوله، والارتباط بقضايا الأمة الإسلامية.
ولفت إلى دلالات إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد وما تمثله من مصدر عزة وكرامة، في يوم استشهاد قائد من قادة المقاومة الإسلامية المجاهد إسماعيل هنية بعد حياة حافلة بصور شتى من الجهاد ضد الكيان الصهيوني المحتل، مؤكدا أنها مرحلة بذل وعطاء تتمتع بها الأمة الإسلامية ابتداء من عصر النبوة وحتى اليوم.
وأوضح أن الشعب اليمني يتوج ثورته اليوم، بصموده اﻷسطوري واستمراره في رفد الجبهات، وتطوير قدراته العسكرية والاقتصادية، وتدشين المرحلة الخامسة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد قوى الاستكبار والبغي العالمي.
وأكد المضي على نهج أئمة آل البيت واستلهام الدروس والعبر من سيرتهم النيرة لتعزيز الصمود في مواجهة والعدوان ومقارعة الباطل.
ألقيت في الفعالية التي حضرها مديرو المكاتب والإدارات العامة في الديوان قصيدة للشاعر عبد الباري عبيد عبرت عن المناسبة.
كما نظم مكتب الإرشاد ووحدة العلماء بمحافظة البيضاء أمس ندوة ثقافية بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد حليف القران الإمام زيد بن علي عليهما السلام للعام الحالي ١٤٤٦ هجرية وتحت شعار ”بصيرة وجهاد”.
وتطرقت محاور الندوة أهمية إحياء هذه الذكرى للاستفادة من مناقب الإمام زيد عليه السلام ووقوفه ضد الظلم والطغيان وانحراف الأمة عن الحق والوقوف بوجه الطغاة والمستكبرين من خلال الحشد المستمر والجهوزية والتعبئة الكاملة وانتصاراً لقضايا الأمة وفي مقدمتها ودولة فلسطين.
واستعرضت محاور الندوة سيرة الإمام زيد عليه السلام والأسباب التي أدت إلى خروجه لمواجهة الطاغية هشام بن عبدالملك واستشعاره المسؤولية في تصحيح مسار الإسلام.
وفي الندوة التي حضرها وكيل المحافظة عبدالله أحمد الجمالي ومدير عام مكتب الإرشاد بالمحافظة شريف محمد الريامي ومدير عام مكتب محافظ المحافظة فيصل حسان ومدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة..
حيث استعرض مسؤول التعبئة العامة بمديرية الزاهر زكريا الشامي، نهج الإمام زيد بن علي عليهما السلام في إحياء قيم الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع تعاليم القرآن ومبادئه العظيمة.
ونظم مكتب الإرشاد ووحدة العلماء والمتعلمين بمحافظة الحديدة أمس، فعالية خطابية وثقافية بذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1446هـ، تحت شعار «بصيرة وجهاد».
وفي الفعالية بالجامع الكبير، أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، أن تطبيق قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف في كافة أمور الحياة قولا وعملا فيه الفلاح والنجاة والنصر للمسلمين على اليهود.. منوها بحاجة الأمة للاقتداء بأخلاق وشجاعة أئمة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانتهاج سيرتهم العطرة.. مؤكدا أهمية تثقيف المجتمع بسيرة الإمام زيد واستلهام الدروس من مواقفه الإيمانية وشجاعته في الانتصار لدين الله والوقوف بوجه الباطل ونصرة المستضعفين.
فيما أشار وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، إلى أهمية إحياء المناسبة لاستلهام الروح الإيمانية من شخصية الإمام زيد عليه السلام.. وأكد أهمية التولي لله ولرسوله ولآل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بما يحفظ للأمة عزتها وكرامتها ونصرة دينها.
وتطرق الوكيل البشري إلى أن الشعب اليمني يتوج جهاده ضد قوى الاستكبار بصموده والتحرك وفق منهجية آل بيت رسول الله في مساندة ومناصرة الشعب الفلسطيني.. معزيا الأمة الإسلامية في استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الحادث الإجرامي المؤسف الذي تعرض له من قبل الكيان الصهيوني.
ونظمت التعبئة العامة بمحافظة ذمار أمس الفعالية المركزية لفعالية استشهاد حليف القرآن استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام.
وفي الفعالية الذي حضرها مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة احمد حسين الضوراني أكد الأمين العام رابطة علماء اليمن طه الحاضري أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام محطة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من حياته الجهادية وسيرته العطرة وتأكيدا على الصمود في مواجهة الظلم، وإحياء لمعاني الحرية والتضحية لنصرة دين الله.
وأشار إلى المواقف الجهادية التي سطرها الإمام زيد بن علي وتحركه الواعي لتجديد منهج الإسلام والجهاد في سبيل الله وتحقيق العدال والانتصار للمظلومين.
وتطرق الأمين العام لرابطة علماء اليمن جوانب من حياة الإمام زيد عليه السلام ونشأته وما تميز به من قوة إيمان في مقارعة قوى الظلم والطاغوت وما تعرض له من ظلم خلال حياته ومحاولات طمس تاريخه وتضحياته ومآثره بعد استشهاده.
كما نظمت السلطة المحلية والتنفيذية بمديرية شبام كوكبان محافظة المحويت أمس فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام تحت شعار «بصيرة وجهاد».
واستعرضت كلمات الفعالية التي حضرها أمين عام المجلس المحلي بالمديرية الدكتور يحيى عبد القادر .. مظلومية الإمام زيد بن علي عليه السلام من قبل طغاة بني أمية وما تعرض له من خذلان.
وتطرقت الكلمات إلى أن ما تعانيه الأمة من ضعف وهوان نتيجة انحرافها عن المسار النبوي.. مؤكدة أن ما يعيشه الشعب اليمني اليوم من عزة وكرامة وصمود في وجه العدوان هو نتيجة لاتباعهم توجيهات النبي الكريم وتوليهم إعلام الهدى.
ونوهت بضرورة تحلي أبناء الوطن بالمزيد من الوعي والبصيرة كسلاح لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي الذي ينتهج أساليب مختلفة للنيل من الأمة الإسلامية.
إلى ذلك نظمت جامعة المحويت أمس ندوة ثقافية في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار « بصيرة وجهاد».
تناولت الندوة دلالات ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وكفاحه وجهاده لترسيخ القيم الثورية والمبادئ الإسلامية التي حملها لمواجهة تيار الظلم والاستبداد والفساد.
وتطرقت إلى تحرك الإمام زيد عليه السلام في الدعوة وجهاد الظالمين ونصرة المستضعفين.
وفي الندوة أكد أمين عام الجامعة الدكتور عبداللطيف الأخرم أن شخصية الإمام زيد عليه السلام جسدت نموذجا يحتذى به في التضحية والشجاعة في مواجهة قوى الظلم والطغيان.
واستعرض جانبا من سيرة الإمام زيد ودوره في إحياء قيم الدين الإسلامي الحنيف قولا وعملا.
كما أقيمت في محافظة عمران فعالية ثقافية وخطابية. إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام تحت شعار «بصيرة وجهاد» استنكر من خلالها المشاركين الجريمة النكراء التي استهدفت المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وكذا العدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي الفعالية التي حضرها محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان ووكيل أول محافظة عمران عبدالعزيز أبو خرفشة ومسؤول التعبئة العامة العميد سجاد حمزة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والعلماء والقيادات التعبوية والتربوية والثقافية والأمنية والعسكرية والمشائخ والوجاهات والشخصيات الاجتماعية أكد وكيل محافظة عمران حسن الأشقص ومدير أمن المحافظة العميد نايف أبو خرفشة على أهمية إحياء ء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام واستلهام الدروس من حياته وشجاعته وقيمه ومبادئه وتصديه ومقارعته للطغاة بني أمية، لاسيما السكير والعربيد الطاغية هشام.
وأشارا إلى ما تعرض له آل بيت رسول الله في ذلك الزمان يتكرر اليوم كما هو الحال في العدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني والفلسطيني من عدوان أمريكي صهيوني بريطاني غربي كافر في ظل صمت مخزي للعرب والمسلمين الذين يعدّون من المنافقين والخونة والمطبعين الأنذال.
وأوضحت الكلمات السير العطرة للإمام زيد عليه السلام ودورة الجهادي في مقارعة الطغاة والظالمين في ذلك العصر والشعار الذي رسخه الإمام زيد بن علي عليه السلام والذي ترسخ في نفوس أبناء الأمة وأجيالها « هيهات منا الذلة»» ومن أحب الحياة عاش ذليلآ».
مقدماً – عليه السلام – روحه الطاهرة الزكية دفاعاً عن الدين والجهاد في سبيل الله وفي سبيل رفعة وعزة ونصرة الدين الإسلامي والأمة وردع الظالمين ورفع راية الحق وتجديد نهج جده الحسين عليه السلام متمسكاً بسيرة المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى أله.
وبيّنا أن ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام هي امتداد لقضية الحق ضد الباطل ونصرة المستضعفين في بقاع الأرض مؤكدين على أهمية التمسك بالهوية الإيمانية والسير علي نهج الرسول محمد صلى الله عليه وال بيت الرسول عليهم السلام وإعلام الهدى والاقتداء بهم وتصحيح مسار الأمة الإسلامية في مقارعة الطغاة والظالمين في عصرنا الحاضر أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من دول التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم .
كما أكّد الأشقص وأبو خرفشة أن إحياء هذه الذكرى يُعد تأكيداً على الصمود في مواجهة الظلم والجبروت، وإحياء لمعاني الحرية والتضحية ونصرة الحق، كما يوضح الامتداد التاريخي لمنهج أعلام الهدى من قادة الأمة.
وأدان المشاركون في الفعالية جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، وكذا العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت والعراق .
تخلل الفعالية قصائد شعرية معبّرة عن المناسبة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!
حصاد وكيل الأزهر 2024.. جهود متواصلة وتحقيق تطلعات أزهرية جديدة وكيل الأزهر: لغتنا العربية من أمضى أسلحة بقاء الأمة وسَنُحاسب إن فرطنا فيها
وأضاف وكيل الأزهر خلاف حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!
وتابع فضيلته أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!
وأردف الدكتور الضويني أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.
وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.
وبيّن فضيلته أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها ، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.