تداعيات قصف الضاحية واغتيال هنية في طهران
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
شهد اليومان الماضيان أحداثًا متسارعة هزّت العالم العربي والإسلامي، من قصف الضاحية الجنوبية في بيروت إلى اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية. هذه الأحداث ليست مجرد أحداث عابرة، بل تنذر بتداعيات خطيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي. سنحاول في هذه المقالة تحليل تلك التداعيات وتأثيرها على المشهد السياسي في المنطقة.
بدأت الأزمات تتصاعد في لبنان الذي يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي منذ سنوات، فقد تفاقمت الأوضاع بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020. بينما يمكن توصيف القصف الأخير للضاحية باعتباره جزءًا من الصراع الطويل بين إسرائيل وحزب الله، حيث تسعى إسرائيل إلى تقليص نفوذ الحزب في لبنان وسوريا، ورد فعل لدعمه المستمر لحركة حماس.
فمن الناحية السياسية، أثار هذا القصف مخاوف من اندلاع حرب واسعة في المنطقة، خاصة مع تهديدات حزب الله بالرد. إذ يمكن للحرب أن تمتد لتشمل سوريا وربما العراق، وربما محور المقاومة، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها. من الناحية الأمنية، يمكن أن يؤدي الفعل الإسرائيلي إلى رد فعل لبناني وبالتالي إلى تصعيد العمليات العسكرية والعمليات الانتقامية بين الجانبين.
وفي خضم الأحداث الساخنة، جاءت المغامرة الإسرائيلية الثالثة المتمثلة بجريمة اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران كالصاعقة. هذا الاغتيال يحمل دلالات خطيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وتعود أسباب اغتيال هنية إلى دوره البارز في قيادة حماس، ودعمه للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ووجوده في إيران يعكس عمق العلاقات بين حماس وطهران، التي تعتبر داعمًا رئيسيًا للمقاومة في غزة.
اغتيال هنية قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، بين إيران البلد المضيف والذي يتمتع بحق السيادة والحماية قانونيا وإسرائيل الخارق للقانون الدولي، وأيضًا بين حماس المدافعة عن الأرض والعرض والمقدسات وإسرائيل الفاشية. على الصعيد الإقليمي، قد تزيد هذه العملية من تعقيد العلاقات بين إيران والدول العربية، خاصة تلك التي تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ختاما، لا شك أن قصف الضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال إسماعيل هنية في طهران هما جزء من سلسلة أحداث متشابكة تزيد من تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط. التداعيات المحتملة قد تكون خطيرة، مما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل بقوة لوقف العدوان السافر ورفع الحصار وإدانة انتهاك الصهاينة للسيادة الدولية ومعاقبتها على جرائمها المتكررة؛ باغتيال القادة السياسيين، والعمل على إيجاد حلول حاسمة لتلك الأزمات المتفاقمة التي يخلقها الكيان الغاصب وداعموه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.
ويبقى السؤال المحوري: هل يمكن للمنطقة أن تتجنب المزيد من التصعيد أم أننا على أعتاب مرحلة تصعيد جديدة من الصراع؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار الذي ستسلكه الأحداث.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مستشارة سابقة للبنتاغون: لا يمكن هزيمة حماس عسكرياً
يمانيون../
شددت المستشارة السابقة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون”، ياسمين الجمل، على أنّ حركة حماس كمنظمة “لا يمكن تدميرها عسكريا لأنها منظمة أيديولجية”.
جاء ذلك ردّا على تصريح لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، بخصوص أهداف الحرب في قطاع غزة.
وقالت الجمل في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية: إنه “يبدو أن نتنياهو يحاول التحوّط لأنه لم يناقش استعداد “إسرائيل” للدخول في مفاوضات بحسن نية بشأن المرحلة الثانية”.
وأشارت إلى أنه بات على كيان الاحتلال تقديم تنازلات وصفتها بـ”الكبيرة وتتعارض تماما مع ما يريده شركاء نتنياهو اليمينيين المتشددين في الائتلاف”.. موضحّة أنها تكمن في “انسحاب القوات الصهيونية من غزة والالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم”.
وكان نتنياهو قد قال: إنّ “لدى السعودية ما يكفي من الأراضي لتوفير دولة للفلسطينيين”، وذلك ردا على تأكيد المملكة أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال من دون إقامة دولة فلسطينية؛ وهو ما دفع الخارجية السعودية إلى إصدار بيان أكدت فيه رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين، دون الإشارة إلى تصريحات نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية.
وفي الساعات القليلة الماضية، قال نتنياهو: إنّ “الرئيس ترامب وافقني تماما بأننا سوف نفعل كل شيء لاستعادة جميع الأسرى، ولكن لن يكون هناك وجود لحماس”.. مُضيفاً: “سوف نفعل ما بوسعنا لإعادة كل الأسرى، ونضمن أمنهم وهي توجيهات للوفد ليبلغ الرسالة للوسطاء”.
وكان نتنياهو، قد أعلن مساء السبت، عن إرسال وفد إلى الدوحة بهدف إجراء مفاوضات تتناول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ فيما طالب زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد بـ”منح الوفد تفويضا كاملا لإتمام الصفقة”.