الواجب دعم الجيش في الإتجاه الصحيح
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الواجب دعم الجيش في الإتجاه الصحيح
خالد فضل
أولاً، لابد في تقديري من التأكيد، أنّ الأفراد المنتسبين للقوات المسلحة السودانية حتى تاريخ 15 أبريل 2023م على الأقل، هم من المواطنين السودانيين، ذلك بتوقع أنّ إجراءات التنسيب للقوات المسلحة في أي بلد تقريباً تشترط مستندات تثبت انتمائهم لهذا البلد، عطفاً على ذلك، يتوقع كذلك أنّ أفراد قوات الدعم السريع تنطبق عليهم نفس الشروط، على فرضية أن تكوين هذه القوات أساساً قد تم على يدي القوات المسلحة ذاتها، فهل يمكن أن يصدر من الجيش نفي لهذه الفرضية، أي إنكار تكوين قوات الدعم السريع على يديه ووفقاً لشروطه؟ في حالة صدور بيان من الجيش ينفي فيه تكوينه لهذه القوات وأنها لم تولد من رحمه الولود، وأنها لم تك جزءاً منه في يوم من الأيام، ولم تؤد أدواراً وطنيةً مشهودةً- كما قال السيد أحمد هرون حاكم ولاية شمال كردفان ذات يوم- وأن الرئيس المخلوع عمر البشير والقائد الأعلى للجيش كان يكذب ويتحرى الكذب عندما أشار إلى قوات الدعم السريع بأنها سنده وعضده، وأن حميدتي (حمايتي) في هذه الحالة يمكن للإنسان الذي ميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات أن يصدق أي مزاعم قيلت وتقال عن المرتزقة والأجانب و… إلخ.
ثانياً، بما أن المعادلة الصحيحة، هي أن الحرب الراهنة تدور بين أطراف سودانية، وعلى أرض السودان، والضحايا من البشر والزرع والضرع والجمادات أغلبها من المنتمين للسودان؛ مع وجود نسبة أقل من الضحايا غير المواطنين وممتلكاتهم، يبقى أنّ أي سانحة لوقف الحرب ومحاولة وأد أسبابها مستقبلاً يجب أن تحظى ابتداءً بتأييد كل السودانيين، ووفقاً لخبرة تاريخية يعرفها القاصي والداني، عاش في كنفها من مات منهم، وبالضرورة يعرفها الأحياء، خلاصة هذه الخبرة ببساطة شديدة أن ما من حرب أهلية في السودان وبين السودانيين، حتى على مستوى نزاعات القبائل إلا وتوقفت بالتفاوض. يعني ليس هناك ما يسعف دعاة انتهاء الحرب بالحرب في طول خبرتنا التاريخية، اللهم إلا في حالة الرغبة في اجتراح خبرة جديدة، تفضي لإنهاء الحرب عن طريق الحرب على قول المثل الشعبي (النار لو ما لاقتا نار ما بتقيف)، لاحظ أن النارين اللتين ستتقابلان في المبارزة النهائية ستكونان قد قضتا على أي شئ أمامهما لم يبق سوى مقابلتهما وحدهما وجهاً لوجه عنئذ تهمد النيران من الجانبين، وبتحويل المعادلة للطرفين ستكون كالآتي: الجيش يقضي على كل ما يقابله ومن يصادفه، والدعم السريع في الجهة المقابلة يفعل نفس الشئ، ليكون اللقاء النهائي بينهما على أرض خالية من البشر (48 مليون) ومن الوضر، فيتفانيان لوحدهما باعتبارهما آخر ما تبقى في السودان، ومن ظل بعد ذلك على قيد الحياة من الجياشة ومليشياتهم، أو الدعامة أم المليشيا ووليداتها الصغار يمكنه ساعتذاك الاحتفال بانتهاء الحرب وتحقيق النصر.
الواجب الآن، وهو الكلام الجد والمعقول أن نساند الجيش في الإتجاه الصحيح، إتجاه التفاوض غير المشروط، وبمثلما رحب الدعم السريع بالدعوة الأمريكية مشتركة سعودية للتوجه إلى جنيف لبدء خطوة نحو وقف إطلاق النار، وإغاثة المتضورين جوعاً، والمرضى والحيارى والمشردين والنازحين، نأمل أن الجيش سيلبي النداء الوطني الملحاح والعاجل دون تلكؤ فالوقت يمضي بالعذاب لملايين السودانيين، ولا نهاية للحرب إلا عبر طاولة التفاوض.
ومهما تذرع دعاة الحرب، فإن الوقت ليس في صالح ما يتوهمون، والفشل في وقف الحرب اليوم يعني زيادة الهوة أكثر وأكثر غداً، أما ما تطرحه وزارة الخارجية من شروط، فإن مكانه التفاوض، وبيوت المواطنين ليست ذريعة، لأن المواطن يعرف أن احتلال بيته حدث كنتيجة للحرب وليس سبباً فيها، الواجب أخذ الأمور بجدية بعيداً عن أوهام جماعة الإسلام السياسي، والذين عليهم (دعونا نفهم بوضوح ونتقبل بوعي أنّه انطوت صفحة من كتاب الإسلاميين السياسي، ومرحلة من مراحلهم السياسية. نقطة سطر جديد) هذا ما كتبته الأستاذة سناء حمد العوض في مقال لها بعنوان على أعتاب الفجر؛ تداولته وسائط الإعلام السودانية مطلع شهر يوليو2024م.
الوسومالجيش الدعامة الدعم السريع السودان جعفر نميري جون قرنق حاكم إقليم دارفور خالد فضل سلفا كير عمر البشيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعامة الدعم السريع السودان جعفر نميري جون قرنق حاكم إقليم دارفور خالد فضل سلفا كير عمر البشير الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان
أعلن ناشطون سودانيون، الأربعاء، عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص على أيدي قوات الدعم السريع بقرية ود عشيب بولاية الجزيرة وسط البلاد.
جاء ذلك في بيان لـ"مؤتمر الجزيرة" (كيان مدني يضم ناشطين)، وسط اتهامات محلية ودولية للدعم السريع بـ"ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية" بحق المدنيين بالولاية، دون تعليق من تلك القوات حتى الساعة 18:25 تغ.
وتجددت الاشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2023، سيطرت "الدعم السريع" بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها "ود مدني" مركز الولاية.
وتسيطر "الدعم السريع" حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وقال "مؤتمر الجزيرة": "ارتفع عداد الشهداء الذين سقطوا على أيدي الدعم السريع بقرية ود عشيب شرق الجزيرة إلى 69 شهيدا".
وأضاف: "قتلت الدعم السريع، مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء 42 رميا بالرصاص، بينما توفى 27 آخرون جراء الحصار وانعدام العلاج".
وأشار إلى أن أفرادا من تلك القوات "هاجموا القرية الخميس الماضي ونهبوا وروعوا السكان وفرضوا عليهم حصارا محكما".
وأمس الثلاثاء، أعلن ناشطون سودانيون، عن وفاة 25 شخصا جراء انتشار أوبئة ونقص الأدوية والغذاء في "ود عشيب" التي تحاصرها الدعم السريع.
ومنذ منتصف نيسان / أبريل 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.