بعد استهداف الضاحية واغتيال هنية.. هل اختار نتنياهو الحرب الشاملة؟
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
الثورة /
عاد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن بجرعة تطرف أكبر وضوء أخضر لتجاوز كل الخطوط الحمراء، والمضي قدما في اقتراف جرائم أخرى، بتنفيذ عملية اغتيال مزدوجة وعدوانين على كل من
لبنان وإيران من شأنهما أن يغيّرا كل المعادلات التي تحكم حركة الميدان حتى الآن، وتذهب بالمنطقة نحو حرب شاملة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي «قضى» على من وصفه برئيس الأركان في حزب الله فؤاد شكر بعملية «قاتلة ودقيقة» في ضاحية بيروت الجنوبية، مضيفا -في منشور على منصة إكس- أنه
باغتيال شكر «أكدنا اليوم أن بمقدرتنا الوصول إلى كل مكان لنجعل من يمسّ بإسرائيل يدفع الثمن»، وفق تعبيره.
كان من الممكن أن تندرج ضربة بيروت ضمن قواعد الاشتباك المألوفة، على أساس أن حزب الله غير معنيّ بنشوب حرب واسعة، ومن الممكن أن يرد بضربة موضعية ومحدودة دون إلحاق دمار كبير بالعمق الاستراتيجي
الإسرائيلي، طبقا لقاعدة «ضربة بضربة»، لكن نتنياهو ذهب بعيدا باستهدافه رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران…
وربما يكون خيار نتنياهو بمغامرة التصعيد الشامل قد استند إلى دعم أميركي مباشر.
ويبدو أن الاستقبال الذي حظي به نتنياهو في واشنطن والتصفيق الحاد الذي قطع خطابه وهو «يروّج» لجرائمه في غزة ورفضه أي خطة للتهدئة وتعطيل صفقة التبادل؛ عوامل مثلت له إشارة للمضي قدما في التصعيد إلى الحد
الأقصى.
وكان ضرب صاروخ على بلدة «مجدل شمس» ذريعة للتصعيد بعد اتهام حزب الله الذي نفى نفيا قاطعا مسؤوليته عن الحادثة، وجعل نتنياهو من الحادثة «الملتبسة» فرصة لتوسيع الحرب ومحاولة استعادة الردع المفقود في حرب
ليس من مصلحته أن تنتهي، فأقدم على مغامرة توسيعها.
وباستهداف بيروت وطهران بحادثتي الاغتيال، جمعت إسرائيل كل أسباب اندلاع حرب واسعة في ليلة واحدة، بما يشكل تجاوزا كبيرا وحادا للقواعد التي تحكم سير الجبهات وتضبطها، ومن المرجح أن حزب الله سيرد على اغتيال
قائده ويبقى الأمر معلقا على استيعاب إسرائيل لحجم الضربة وعلى مدى ضبط الولايات المتحدة لرد فعل تل أبيب والجهود الدولية لمنع حرب واسعة النطاق والمخاطر.
ويشير محللون أيضا إلى أن نتنياهو أراد بشكل ما أن يوجه «الضربة الأخيرة»، باغتيال قائدين بارزين في «محور المقاومة»، وهي مقامرة تعطيه «نصرا ما»، إذا ما تجنب سيناريو الحرب الشاملة أو الرد القاسي من حزب الله
وإيران.
ويشير محللون إلى أن حزب الله سيرد على الهجوم الإسرائيلي بناء على سوابق الصراع مع إسرائيل وتحذير قيادته من أي استهداف للضاحية الجنوبية وتوسيع دائرة المواجهات.
ويرجح أن يكون الرد بحجم عملية الاغتيال التي استهدفت قائدا بارزا في صفوفه وفي معقله، يضاف إليها استهداف الراحل إسماعيل هنية في إيران الذي عدّه الحزب «أحد قادة المقاومة الكبار في عصرنا الذين وقفوا بشجاعة أمام
مشروع الهيمنة الأميركي والاحتلال الصهيوني».
وأكد مصدر قيادي في الحزب -للجزيرة- أن الحزب سيرد حتما على أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، مشددا على أن «قيادة المقاومة في حالة جهوزية كاملة وهي من تحدد شكل الرد وحجمه».
وباتت إسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء في موقف رد الفعل، وتنتظر رد كلّ من حزب الله وحركة حماس وإيران واليمن ولعل حجم الرد ومكانه وقابلية إسرائيل له ما سيقرر مصير المواجهة وقواعدها الجديدة ومصير المنطقة وفق
المحللين.
وبحسب المحللين فقد جمعت إسرائيل كل أسباب اندلاع حرب واسعة في ليلة واحدة، باستهدافها لبنان وإيران بما يشكل تجاوزا كبيرا وحادا للقواعد التي كانت تحكم حركة الجبهة وتضبطها، ومن المرجح أن حزب الله سيرد على
اغتيال قائده، ويبقى الأمر معلقا على مدى استيعاب إسرائيل لحجم الضربة وعلى مدى ضبط الولايات المتحدة لرد فعل تل أبيب.
أما إيران، فيصعب عليها أن تهضم مثل هذا الاعتداء على أراضيها باغتيال أحد ضيوفها في ليلة تنصيب رئيس جديد لها، فضلا عن أن الراحل إسماعيل هنية هو رئيس حركة حماس ويعدّ أحد أركان محور المقاومة، واغتياله في
طهران يعد استمرارا للحرب على غزة على الأراضي الإيرانية.
وتعد عملية الاغتيال في طهران تصعيدا إسرائيليا، ربما أخطر من ضربة دمشق ضد إيران إذ استهدف أراضيها وأحد حلفائها، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن اغتيال الشهيد هنية «إن إيران ستدافع عن سلامة أراضيها
وشرفها وستجعل الغزاة يندمون على أعمالهم الجبانة». من جهته، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن «الكيان الصهيوني المجرم باغتياله هنية مهّد الأرضية لمعاقبته بقسوة».
ويبقى الرد الإيراني وإمكانيته وحجمه في حكم الاحتمالات والتكهنات، وقد لا يكون مباشرا وسريعا، ولكن الجبهات ستزداد سخونة خصوصا على الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل، أو مع أنصار الله (الحوثيين) في اليمن أو
العراق. ويشير محللون إلى أن نتنياهو لعب كل أوراقه باغتيال إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، وتجاوز القوانين الدولية بمهاجمة دول ذات سيادة -رغم عدم الاعتراف الرسمي بالعدوانين- متكئا على دعم أميركي قبل
تنفيذ العمليتين وبعد التنفيذ، لكنه أيضا يغامر ويقامر برد فعل أخطر، يتجاوز حساباته وتوقعاته.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
◄ استهداف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت
◄ الرئيس اللبناني يدعو فرنسا وأمريكا إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها
◄ قطر: محادثات وقف إطلاق النار في غزة أحرزت بعض التقدم
◄ الوسطاء: الاتفاق حول إنهاء الحرب لا يزال صعبا
◄ آل ثاني يشير إلى عدم وجود "هدف مشترك" بين الطرفين
◄ إسرائيل ترفض تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل إسرائيل ممارستها الإجرامية سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في لبنان، دون الالتفات إلى القوانين الدولية أو الاتفاقيات المبرمة بضمانات أوروبية وأمريكية.
وبالأمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، مدعيا أنه يُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة التوجيه تابعة لحزب الله اللبناني، وذلك على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" بين إسرائيل والحزب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن "صواريخ حزب الله دقيقة التوجيه تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل". ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على هذه الضربة.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنتين لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، إلى إجبار إسرائيل على وقف هجماتها فورا.
وقال: "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
وفي سياق آخر يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس صعبا.
وأوضح: "شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها".
وذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع توجه إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.
ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار شهدت إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.
وقال إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع. لكنه أضاف أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
وأشار في مؤتمر صحفي بالدوحة إلى أنه "عندما لا يكون هناك هدف مشترك بين الأطراف، أعتقد أن فرص إنهاء الحرب تصبح ضئيلة للغاية".