بوابة الفجر:
2025-02-02@02:48:17 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الوطن فى قاموسى الخاص

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT



كلمة الوطن نفسها أصبحت محل جدل في المجتمع.. الأجيال الجديدة في ضوء ماتعاينه من تخبط وارتباكات ثقافية ودينية ومعنوية لديها بعض النفور من الكلمة.. بحيث يمكن القول إن هناك من لم يعد يدرك معنى كلمة الوطن.. وهناك أغنية شهيرة بهذا العنوان يحاول أن يجيب فيها المطرب محمد فؤاد عن السؤال.
الوطن، في قاموسى الخاص، وما يفترض أنه قاموس البلد كله بمختلف فئاته، كلمة تعنى الكثير.

.تعنى المجتمع الذى نعيشه، والأرض التي نرتبط بها، والثقافة التي تربينا عليها، والهم الذى يشغلنا، والحلم الذى يجمعنا، والسيادة التي يجب أن ندافع عنها، ونحميها، والتراب الذى يجب أن نصونه، والبشر الذين ننتمى إليهم، والمصير الذى يجمعنا.. وغير ذلك كثير.
والوطنية هي الشعور بالانتماء إلى كل هذا، والإخلاص له، والعمل من أجله.. لترسيخ الارتباط..
ولتحقيق الحلم.. ولفك الهم.. وللتوحد مع البشر الذين نحن منهم.. ولتلبية متطلبات التاريخ الذى صنعه الأباء والأجداد.. ولكى تستمر الحضارة التي صنعت لنا المجد والفخار.

وللأسف فإن الكلمة لم تعد تستخدم كثيرًا في الحديث العام.. يفر منها المثقفون.. ويغير معناها النخبويون.. ويلتف حولها الأدباء.. ويدور الجامعيون من بعيد لكى لايقتربوا منها.. إذ سرى انطباع أنها كلمة قليلة.. وإنها تناقض مفاهيم العصر.. وإنها تعارض ثقافة العولمة.. وإنها ضد المنطق الإنسانى الأشمل.. وربما في بعض الأحيان كما يرى عدد من المتطرفين هي ضد الدين.

ولعل الوطن أضفى على محبيه وسكانه لفظ ( مواطنيه )، ولعل درجة الإنتماء لهؤلاء المواطنين تتفاوت لظروف إقتصادية أو سياسية أو حتى إجتماعية، ولعل إختلاف وجهات النظر مختلفة من مواطنى الوطن نحو مشاكل محددة تواجهه تجعل الزوايا متعددة (من حادة إلى منفرجة) إلا أن الوطن فى الأساس هو الهدف وهو المرجع، حينما يظلل تلك التصرفات المختلفة المبنية على وجهات نظر متعددة نحو الأخلاق وكرمها وأصالتها، وفى هذه الأحوال نقبل جميعًا أسس الإختلاف، ولعل النظم السياسية فى الحياة البشرية قد تعددت فيها وسائل ووسائط التحاور بشأن الوطن وما يواجهه من مشاكل، وكذلك كيفية إدارتها، ولعل ما نواجهه فى مصر  وطننا اليوم من مشاكل فى الإدارة المعنية بأصول وثروات هذا البلد، تجعلنا متعددين الأراء والأفكار، إلا أن فى أحاديثنا سواء فى أحزاب سياسية أو فى وسائط إعلامية وطرح الأفكار ووضع البدائل شئ مقبول بل نسعى لدعمه وتوسيع رقعة الحوار عنه ،كذلك ما نواجهه من أزمات فى مجال التعليم والبحث العلمى وما تسعى إليه من تطوير أليات مستقبل هذا الوطن سواء عن طريق تشريعات جديدة، أو تحسين حال إدارة هذا القطاع وتطبيق سياسات تم الإتفاق عليها مجتمعيًا أيضًا هذا مطلوب، وندعمه كمثقفين وسياسيين مصريين، وما يستجد على الساحة الوطنية اليوم من مفاجأت غير سارة بتدخلات من عناصر أجنبية أو عربية لكى تثير قلاقل وجدل فى الشارع المصرى وهذا ليس بجديد على بلادنا، فهذا قدرنا ونحن قادرون على التعامل معه مع العلم بأن مصر حسب ما جاءنى فى التاريخ ستعود من غضبها وتتعامل مع الصغائر بحكم دورها وموقعها فى التاريخ وأيضًا فى الجغرافية السياسية فى العالم وخاصة الإقليم الذى نعيش فيه ! 
"الوطن" هو هو، نفس الوطن منذ الآف السنين، هو الشاطئين، والضفتين والجبلين، والصحراويين، والشمال، والجنوب، وسيناء، النهر يشق قلب الوطن من جنوبه إلى شماله، والقلب يتصدره ( دلتا النيل ) هذا هو الوطن الذى نعيشه ويعيش فينا ( الأنبا شنودة ) ومع ذلك هذا الوطن فى كل ما قدمه لمن سعى إليه، وحتى لمن لم يسعى إليه  يتقبل الإساءة قبل الشكر، أحيانًا، وفى الغالب ينتكر لجمائله الإبن قبل الغريب، أخلاق الوطن أخلاق كريمة، وأخلاقنا لا تتجزأ ولا يتجزأ الوطن ولن يكون !! 
الوطن غير قابل للتجزئة وكذلك الأخلاق !!
الوطن غير قابل للمقايضة عليه بأي شئ فى الدنيا !
وكذلك الأخلاق الكريمة لا تقبل المقايضة أو التغاضى عن الفعل الطيب والمحترم ! 
الوطن هو البيت والأهل والأصدقاء والتاريخ، وهو كيان غير قابل للتجزئة – وغير قابل للمساومة عليه أو على مصالحه – مهما كانت المغريات

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غیر قابل

إقرأ أيضاً:

كلمته قبل ماتموت بدقائق.. رسالة مؤثرة لضحية حادث الطائرة الأمريكية

أثار الحادث المأساوي الذي وقع للطائرة الامريكية حالة كبيرة من الحزن ولكن كان هناك بعض المواقف التي تركت أثرا أعمق بين القراء ومتابعي السوشيال ميديا وكان أبرزها قصة آسرا حسين.

ووفقا لما جاء في موقع" ديلي ميل" أرسلت آسرا حسين، شابة تبلغ من العمر 25 عامًا، رسالة نصية إلى زوجها حماد رضا قبل دقائق فقط من وقوع الطائرة الأمريكية.

قالت اسرا "سنهبط خلال 20 دقيقة"، دون أن تعلم أن هذه ستكون كلماتها الأخيرة وأن الطائرة الأمريكية ستسقط.
لقي 67 شخصًا مصرعهم بعد اصطدام طائرة ركاب تابعة لشركة "أميركان إيرلاينز" بمروحية عسكرية أثناء طلعة تدريبية في واشنطن.

رسالة وداع أخيرة


كشفت التحقيقات عن تفاصيل مؤثرة، حيث أرسلت الضحية آسرا حسين، رسالة نصية إلى زوجها حماد رضا قبل دقائق من وقوع الطائرة الأمريكية كتبت فيها: "سنهبط في غضون 20 دقيقة"، وذلك أثناء اقتراب الرحلة رقم 5342 من الهبوط في مطار ريغان الوطني.

وقال حماد زوج الضحية أنه شعر بالقلق بعدما لم تصله أي ردود أخرى من زوجته "لقد أرسلت لي رسالة تفيد بأنهم سيهبطون، لكن بعدها لم أتلق أي رد، عندها أدركت أن هناك خطبًا ما ..كل ما أتمناه الآن هو أن يتم العثور عليها".

أكد رئيس إدارة الإطفاء والخدمات الطبية الطارئة في واشنطن، جون دونيلي، أن السلطات تواصل جهودها لانتشال جثامين الضحايا، حيث تم العثور على 28 جثة حتى الآن، مشيرًا إلى أن عمليات البحث والإنقاذ تتطلب وقتًا ومعدات خاصة.

كما أوضح دونيلي أن المرحلة المقبلة من التحقيقات ستقودها هيئة سلامة النقل الوطنية، مشددًا على أن فرق الإنقاذ تعمل بأقصى جهدها لاستكمال المهمة.

مقالات مشابهة

  • حماد: حكومة الاستقرار تدعم الحركة العامة للكشافة والمرشدات وتعزز دورها الوطني
  • د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الأمة فى حوزة (أقدامها) !!
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا: كلمة مصر.. «الأرض لأصحابها»
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • الشعب الجمهوري: الموقف المصري من القضية الفلسطينية مبدأ غير قابل للتفاوض
  • مبدأ غير قابل للتفاوض.. الشعب الجمهوري يثمن التوافد الشعبي برفح
  • كلمته قبل ماتموت بدقائق.. رسالة مؤثرة لضحية حادث الطائرة الأمريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • وزير الخارجية: دور «الأونروا» غير قابل للاستبدال في إعادة إعمار غزة