جدة – ياسر خليل

أكد مختصون لـ”البلاد” أن ما يعكسه البعض على منصّات التواصل الاجتماعي لحياة الرفاهية التي ينعمون بها ،هو تجريح لمشاعر البسطاء ، فالهياط والتفاخر في وسائل التواصل الاجتماعي له انعكاسات سلبية وخصوصًا على الفئات التي تعاني من الظروف المادية الصعبة، فعندما يشاهد الشخص البسيط حياة الرفاهية والتباهي التي يبثها بعض الأفراد يتأثر نفسيًا واجتماعيًا.

بداية يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز: يجب أن يدرك الجميع أن منصات التواصل الاجتماعي يتابعها الجميع صغارًا وكبارًا ومنهم مقتدرًا وآخرين أصحاب ظروف خاصة وقد تكون أحوالهم متواضعة، فالأولى على المتباهين مراعاة حياة الآخرين وظروفهم، وأن يشكروا الله على النعمة التي يعيشونها بعيدًا عن التفاخر بطرق مستفزة في المقاطع التي يبثونها ليلًا ونهارًا.
وتابع: الجديد في هذه الإشكالية الاجتماعية، أنها أصبحت أكثر انتشاراً وتأثيراً في عصر التواصل والإعلام الجديد، الذي يقوده الأفراد أنفسهم، وبالتالي زادت مساحات حرية بث المقاطع ، فرغم وجود رقابة صارمة على المقاطع ولكن هناك مقاطع مؤذية للمشاعر وفيها تجريح للآخرين.


وختم د. إعجاز حديثه بقوله: من أعظم النعم على المسلم أن هداه للإسلام لأن الإسلام ضمان من الشقاء في الدنيا والآخرة، وتعاليم الإسلام عظيمة متوافقة مع الفطرة التي فطر الله عز وجل الخلق عليها، ومن أهم الأخلاق الإسلامية وأنفعها للفرد والمجتمع الاعتدال في كل شيء، وتجنب ما يؤذي الآخرين.


من جانبه، يقول استاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود كسناوي: أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ارتفاع نسبة المظاهر السلبية في جميع مجتمعات العالم مع الأسف، فالحرية التي اتيحت في المنصات أسهمت في تكريس الكثير من الصور السلبية ، وهي تصرفات لا تمت للدين ولا للشيم ولا للأخلاق ، إذ ظهرت الكثير من التصرفات الهوجاء البعيدة عن الاتزان والعقلانية.


وأضاف: تعددت صور “الهياط”، لكن يظل التباهي بالغنى والثراء الفاحش هي المستفز الأكبر لمشاعر الناس البسطاء ، فالهياط ليس ظاهرة لدينا بل سلوك أفراد دفعهم حب الشهرة لذلك، وساهمت التقنية في نقل ونشر مقاطع تصويرهم والتباهي بما لديهم ، وبذلك فإن الظاهرة تجسد ضريبة التقنية وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، وفقدان الخصوصية الثقافية والقيمية في ظل زحف العولمة الجارف.
ويؤكد البروفيسور كسناوي، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أسهل الطرق التي تمكن الفرد من إيصال ما يقوم به من تصرفات للمجتمع الخارجي بهدف الشهرة ونيل الإعجاب واللايكات ولفت الأنظار، ولا شك أن التظاهر أمام الناس لا ينتج إلا عن الأشخاص الذين يعانون نقصا في تركيبة شخصيتهم ويقومون بذلك ظنا منهم أن تلك التصرفات قد تصنع لهم مكانة في المجتمع المحيط بهم.
وفي سياق متصل، تقول الاخصائية النفسية الدكتورة سندس العلي: “الهياط” ظاهرة اجتماعية سلبية يلجأ إليها من لديهم عقد نقص في محاولة بائسة منهم لتحسين صورتهم المهترئة أو إثبات مكانة لاينتمون لها ، فمواقع التواصل تنقل لنا يوميا مشاهد هياط متعدد أسوأها ما يتعلق بالتفاخر والتباهي والإسراف غير المبرر لأجل الهياط، فكثير من المشاهد ليس لها مبرر سوى الهياط ، فانتشار ظاهرة “الهياط” التي يلجأ إليها البعض في محاولة بائسة للرفع من مكانته الاجتماعية بطريقة استفزازية وبتصرفات سلبية تجعله عرضة للانتقاد من جانب العقلاء والتي تتمثل بالتفاخر والمباهاة وتبذير الأموال والإسراف في الولائم، مما يعكس صورة سيئة عن المجتمع لدى المجتمعات الأخرى.
وأردفت: من وجهة نظري لا يمكن علاج الهياط إلا بالقوانين الصارمة التي تجرم بعض الأفعال، فكثير من المقاطع مؤلمة ومؤثرة على البسطاء الذين يواجهون في حياتهم ظروف صعبة، وعندما يشاهدون مقاطع الهياط والتفاخر بالمال يتألمون بحرقة وقد يؤثر ذلك عيلهم كثيرًا وخصوصًا إذا كان الفرد ضعيف الإيمان.
وخلصت د. سندس كلامها بقولها: يجب أن يكون الوعي الاجتماعي لدى الفرد الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كبيرًا مدركًا للصح والخطأ، كما أن دور وسائل الإعلام دور كبير في مواجهة السلوكيات المرفوضة، فالعلاج لابد أن يكون عبر منظومة متكاملة توعوية دينية ونفسية واجتماعية وارشادية وحزمة عقوبات صارمة تمنع استمرار مثل هذه المهازل.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

شات فلسطين.. نافذة للتواصل الاجتماعي والثقافي والسياسي وتأثيرها على الشباب

في عالم متسارع التطور حيث تسيطر التكنولوجيا على مختلف نواحي الحياة، أصبح التواصل عبر الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي للعديد من الأفراد، ومن بين منصات التواصل المختلفة، يبرز شات فلسطين كواحد من تلك الوسائل التي تتيح للشباب الفلسطيني والعربي التواصل مع بعضهم البعض، معززًا الروابط الاجتماعية والثقافية بينهم.

أهمية شات فلسطين

يعد شات فلسطين أكثر من مجرد غرفة دردشة عادية، فهو مساحة رقمية تمكن المستخدمين من مناقشة المواضيع الاجتماعية، الثقافية، والسياسية التي تهمهم، وبفضل واجهة الاستخدام البسيطة ومرونته في التفاعل، يشكل شات فلسطين وسيلة سهلة للتعبير عن الرأي وتبادل الأفكار.

ومن خلال هذه المنصة، يمكن للأفراد من مختلف المدن والقرى الفلسطينية التواصل مع نظرائهم في الداخل والخارج، مما يعزز روح الانتماء والتضامن الوطني، كما يوفر الشات فرصة للتواصل مع الشباب العربي والدولي، ما يسهم في توسيع دائرة الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

مميزات شات فلسطين

يعد شات فلسطين أداة قوية للتواصل الاجتماعي والثقافي في فلسطين والعالم العربي، وبفضل قدرته على جمع الأفراد في مكان واحد وتوفير مساحة حرة للنقاش، يسهم الشات في تعزيز التفاهم والتواصل بين الأفراد من مختلف الخلفيات، ومن أبرز مميزات هذه المنصة ما يلي:

- التفاعل الحي والسريع: يتيح شات فلسطين للمستخدمين التواصل الفوري، مما يعزز الإحساس بالتواصل الحي والمباشر، ويمكن للمشاركين الانضمام إلى غرف الدردشة العامة أو الخاصة بناءً على اهتماماتهم.

- تعزيز الثقافة الفلسطينية: يساهم شات فلسطين في تعزيز الهوية الفلسطينية من خلال نقاشات تتناول التراث، العادات، والتقاليد المحلية. كما يمكن للمستخدمين مناقشة القضايا الوطنية، مما يجعل المنصة مكانًا لتبادل المعلومات حول الأحداث الجارية وتطوير وعي جماعي مشترك.

- سهولة الاستخدام: يتميز شات فلسطين بتصميمه البسيط وسهولة الوصول إليه، سواء عبر الهاتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر، كما أنه مفتوح أمام جميع الفئات العمرية، مما يجعله مكانًا شاملاً لكل أفراد المجتمع.

تأثير شات فلسطين على الشباب

يلعب شات فلسطين دورًا مهمًا في تمكين الشباب، حيث يمنحهم فرصة للتعبير عن آرائهم بحرية في بيئة آمنة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الشات في توسيع دائرة معارفهم وتعزيز مهارات التواصل، فالشباب الذين يشاركون في النقاشات المفتوحة على الشات يكتسبون وجهات نظر مختلفة، مما يعزز لديهم القدرة على التعامل مع تحديات الحياة بطرق متنوعة. كما أن الشات يعتبر منصة لدعم المواهب الشابة، حيث يمكن للفنانين والمبدعين الفلسطينيين الترويج لأعمالهم والتواصل مع جمهور أوسع، فالمساحة الرقمية تتيح للشباب فرصة للظهور والمشاركة في الفعاليات والنقاشات التي تعزز من وجودهم الثقافي.

الجانب الاجتماعي والسياسي لشات فلسطين

لا يقتصر دور شات فلسطين على الجانب الاجتماعي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب السياسي. مع الأحداث والتغيرات المستمرة في فلسطين، يعتبر الشات منبرًا للنقاش حول القضايا السياسية والوطنية. ويمكن للمستخدمين مناقشة التطورات الجارية ومشاركة آرائهم حول مستقبل البلاد، وهذا التفاعل السياسي يساهم في بناء وعي سياسي لدى الجيل الجديد ويعزز من دورهم في الحياة العامة. وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي يقدمها شات فلسطين، فإنه يواجه بعض التحديات، ومن أبرز هذه التحديات هي حماية الخصوصية، إذ يحتاج المستخدمون إلى ضمان أن تظل محادثاتهم آمنة وسرية. كما أن التفاعل السلبي أحيانًا قد يكون عائقًا أمام تحقيق نقاشات بناءة، مما يتطلب جهودًا متواصلة لضبط السلوك العام داخل المنصة.

مقالات مشابهة

  • شات فلسطين.. نافذة للتواصل الاجتماعي والثقافي والسياسي وتأثيرها على الشباب
  • راحة وأمان.. مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
  • "يوتيوب" يدرس الحدّ من وصول المراهقين الأوروبيين إلى مقاطع الفيديو الخاصة باللياقة البدنية
  • استشاري صحة نفسية: مقاطع الريلز تسبب الإصابة باضطراب التوحد
  • استشاري صحة نفسية: مقاطع «ريلز» تتسبب في الإصابة باضطراب التوحد
  • استشاري نفسي يحذر من مقاطع الريلز: تؤدي لانحراف العقل الإنساني
  • استشاري صحة نفسية: إدمان مشاهدة الـ«ريلز» يتسبب في قلة التركيز وتشتيت العقل
  • مختصون يحذرون من خطورة التدفق الثقافي على أفكار الناشئة
  • إمام الحرم يحذر من سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • رجل أمن سعودي يتظلم عبر التواصل الاجتماعي.. والداخلية تحقق (شاهد)