الناجي من محاولة اغتيال إسرائيلية.. خالد مشعل مرشح لزعامة حماس بعد هنية
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
نال خالد مشعل، المرشح لأن يكون الزعيم الجديد لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، شهرة عالمية في عام 1997 بعد أن حقنه ضباط إسرائيليون بالسم في محاولة فاشلة لاغتياله في شارع خارج مكتبه في العاصمة الأردنية عمان.
وأثارت محاولة اغتيال شخصية كبيرة في الحركة الفلسطينية، والتي أمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها أيضا بنيامين نتنياهو، غضب الملك حسين عاهل الأردن آنذاك لدرجة أنه هدد بإعدام القتلة المحتملين شنقا وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل ما لم تتسلم عمَان ترياق السم.
وفعلت إسرائيل المطلوب ووافقت أيضا على إطلاق سراح زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين لتغتاله بعد ذلك بسبع سنوات في غزة.
ويعتبر الإسرائيليون ودول غربية حماس المتحالفة مع إيران جماعة "إرهابية" هدفها تدمير إسرائيل. ووجهت الحركة الفلسطينية بتنفيذ تفجيرات انتحارية في إسرائيل وخاضت حروبا عديدة ضدها.
أما بالنسبة للفلسطينيين، يعتبر مشعل وبقية قادة حماس مقاتلين من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي يحافظون على قضيتهم حية في وقت تخذلهم فيه الدبلوماسية الدولية.
وأصبح مشعل (68 عاما) رئيس حركة حماس في الخارج قبل عام من محاولة إسرائيل اغتياله، وهو المنصب الذي مكنه من تمثيل الحركة في اجتماعات مع حكومات أجنبية حول العالم بدون التعرض للقيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على السفر والتي أثرت على مسؤولين آخرين في حماس.
وقالت مصادر من حماس إن من المتوقع اختيار مشعل زعيما للحركة خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في إيران في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وتوعدت طهران وحماس بالرد انتقاما من إسرائيل.
وهناك احتمال أيضا بأن يتولى القيادة خليل الحية القيادي في حماس الذي ترأس وفد حماس في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل للتهدئة في غزة لأنه مفضل لإيران وحلفائها في المنطقة، وهو مقيم في قطر.
وتوترت علاقات مشعل مع إيران بسبب دعمه في السابق للثورة على الرئيس السوري بشار الأسد في 2011 بقيادة السنة.
واغتالت إسرائيل أو حاولت اغتيال عدة قادة وعناصر من حماس منذ تأسيس الحركة في عام 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة.
ومشعل شخصية محورية على رأس القيادة في حماس منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين رغم عمله في أغلب الأوقات من الخارج حيث يتمتع بأمان نسبي بينما كانت إسرائيل تدبر لاغتيال شخصيات كبيرة أخرى في حماس داخل غزة.
وبعد مقتل الشيخ أحمد ياسين في ضربة جوية في مارس 2004، اغتالت إسرائيل خليفته عبد العزيز الرنتيسي في غزة بعد شهر وتولى مشعل قيادة حماس بالكامل.
ومثل غيره من قادة حماس، واجه مشعل قضية حساسة تتمثل فيما إذا كان من الأفضل أن يتبنى نهجا أكثر عملية مع إسرائيل سعيا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة أو مواصلة القتال لأن ميثاق الحركة لعام 1988 يدعو إلى تدمير إسرائيل.
تخفيف موقفه من إسرائيليرفض مشعل فكرة التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل، لكنه قال إن حماس، التي أرسلت في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة انتحاريين إلى إسرائيل، قد تقبل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كحل مؤقت مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وكشف هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر عن أولويات الحركة. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وردت إسرائيل على الهجوم بغارات جوية على غزة واجتياحها مما تسبب في مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني وتحويل جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان إلى أنقاض.
وقال مشعل إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى محور اهتمام العالم.
ودعا مشعل العرب والمسلمين إلى الانضمام للمعركة ضد إسرائيل وقال إن الفلسطينيين وحدهم هم الذين سيقررون من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب الدائرة حاليا، في تحد لإسرائيل والولايات المتحدة اللتين تريدان استبعاد حماس من حكم القطاع بعد الحرب.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن 15عاش مشعل معظم حياته خارج الأراضي الفلسطينية. وولد في بلدة سلواد القريبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، وانتقل وهو صبي مع عائلته إلى الكويت.
وانضم وهو في الخامسة عشرة من عمره إلى جماعة الإخوان المسلمين، أقدم جماعة إسلامية في الشرق الأوسط. ولعبت الجماعة دورا فعالا في تشكيل حركة حماس في أواخر ثمانينيات القرن الماضي خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعمل مشعل مدرسا قبل أن يتجه إلى حشد التأييد لحماس من الخارج على مدى سنوات عديدة في الوقت الذي كان قادة آخرون من الحركة قابعين في السجون الإسرائيلية منذ فترات طويلة.
وكان مسؤولا عن جمع التبرعات الدولية في الأردن عندما نجا بأعجوبة من الاغتيال.
ولعب نتنياهو دورا عرضيا لكنه مهم في ترسيخ مكانة مشعل عندما أمر ضباط الموساد بقتله في عام 1997 ردا على تفجير سوق في القدس تسبب في مقتل 16 شخصا وأُلقي بالمسؤولية عنه على حماس.
وألقت الشرطة الأردنية القبض على المشتبه بهم في عملية الاغتيال بعد حقن مشعل بالسم في الشارع. واضطر نتنياهو إلى إرسال ترياق السم. وحولت الواقعة مشعل إلى بطل من أبطال المقاومة الفلسطينية.
وأغلق الأردن مكتب حماس في عمان في نهاية المطاف وطرد مشعل إلى قطر ثم انتقل إلى سوريا في 2001.
وكان يدير حركة حماس من دمشق من عام 2004 حتى يناير 2012 عندما غادر العاصمة السورية بسبب حملة القمع الشرسة التي شنها الرئيس الأسد على السنة المشاركين في الانتفاضة عليه. ويتنقل مشعل حاليا ما بين الدوحة والقاهرة.
وأدى رحيله المفاجئ من سوريا إلى إضعاف موقفه داخل حماس في بادئ الأمر لأن العلاقات مع دمشق وطهران، التي كانت ذات أهمية كبيرة للحركة، أكسبته قوة. ومع تضرر هذه العلاقات أو قطعها، بدأ منافسون فرض سلطتهم في غزة.
وقال مشعل نفسه لرويترز إن هذه الخطوة أثرت على العلاقات مع إيران، المصدر الرئيسي لتمويل حماس وتزويدها بالأسلحة. وتعتقد إسرائيل أن إيران تشكل أكبر تهديد لها بسبب برنامجها النووي الطموح.
وقام مشعل في ديسمبر 2012 بأول زيارة إلى قطاع غزة وألقى الخطاب الرئيسي في احتفال حماس بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها. ولم يزر مشعل الأراضي الفلسطينية منذ مغادرته الضفة الغربية في سن الحادية عشرة.
وفي أثناء وجوده في الخارج، تغلبت حماس على منافستها العلمانية حركة فتح في حرب أهلية قصيرة خلال عام 2007 انتزعت عن طريقها السلطة في غزة من الحركة التي يتزعمها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والمنفتحة على التفاوض على السلام مع إسرائيل.
وظهرت الخلافات بين مشعل وقادة حماس في غزة بسبب محاولاته تحقيق المصالحة مع عباس.
وأعلن مشعل بعد ذلك رغبته في التنحي عن منصبه بسبب هذا الخلاف. وفي 2017، حل محله نائبه في غزة إسماعيل هنية الذي انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة، وهو يعمل من الخارج أيضا.
وانتُخب مشعل في عام 2021 رئيسا لمكتب حماس السياسي في الخارج.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مع إسرائیل حماس فی فی حماس حماس من فی غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت تمتلك خطة محكمة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، محمد الضيف، قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أنه تم تأجيل تنفيذها عدة مرات.
وأوضحت الصحيفة، عبر تقرير لها، أنّ: "الخطة العملياتية المتقدمة، التي طُوّرت بتعاون بين جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي، عُرضت خلال عام 2023 على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنها لم تُنفّذ، حيث علّق حينها بالقول: حماس مردوعة".
كذلك، أفادت بأن: "هذه الخطة وُضعت بعد فشل محاولات اغتيال سابقة للسنوار، الذي أشير إليه بالرمز "إس"، والضيف الذي أطلق عليه اسم "الملك" خلال عملية: حارس الأسوار".
في المقابل، نفى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن تكون هذه الخطة قد عُرضت على نتنياهو خلال عام 2023، وتحديدًا قبل أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، مشددًا على أنّ: "أي خطة لاغتيال قادة حماس في غزة لم تُعرض على رئيس الحكومة، بل على العكس، فقد أوصت الأجهزة الأمنية بعدم تنفيذ مثل هذه العمليات".
وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، خلال اشتباكات دارت في جنوب قطاع غزة.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي٬ في كلمة مصورة، استشهاد قائد هيئة أركان القسام، محمد الضيف، إلى جانب عدد من كبار قادة المجلس العسكري للحركة.
وفي بيان رسمي، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ: "قواته نفذت عمليات ميدانية في جنوب قطاع غزة استنادًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بوجود قادة بارزين في حماس داخل المنطقة".
وأوضح الجيش أن وحدة من اللواء 828 اشتبكت مع ثلاثة مقاتلين، ما أسفر عن مقتلهم، مشيرًا إلى أنّ: "الفحوصات اللاحقة كشفت أن أحدهم كان يحيى السنوار".
وفي سياق متصل، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الاشتباك وقع في منطقة تل السلطان برفح، حيث كان السنوار يرتدي سترة عسكرية، برفقة قيادي ميداني آخر. كما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الجنود لم يكونوا على دراية مسبقة بوجود السنوار داخل المبنى الذي شهد تبادل إطلاق النار.
وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.