صحيفة الاتحاد:
2024-09-09@01:42:29 GMT

الرياح في التراث الإماراتي.. كل هوى وله شراع

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

محمد عبدالسميع
الرياح مفردةٌ طبيعيّةٌ لافتة، نظر إليها الإنسان الإماراتيّ ووجدها على علاقةٍ وتفاعلٍ مستمرٍ معه، فهي إمّا أن تكون نذير خطرٍ مُحدق، أو وسيلةً رومانسيةً للذكرى واستجلاب الأخبار، حين تهبُّ مع هبوبها على الشعراء والنواخذة والعاملين في البحر رياحُ الحنين وآمال اللقاء، وحين «تسفو» هذه الرياح غبار الصحراء فتحرّكها وتهزّ جذوع الأشجار، فيكون بقدومها المطر وما تحمله من سحابٍ يفرح به الشاعر تماماً مثل فرحة من ينتظر الماء لتعشب الأرض وتنمو الحياة ويخضرّ وجه الأرض.


لكنَّ هذه الرياح، بما هي عنصرٌ من عناصر الطبيعة، وبِغضِّ النظر عن تسمياتها وفق مكان هبوبها أو درجة حرارتها أو نَسِيمِها، أو صفاتها المؤثّرة في الإنسان والزرع والبحر والصحراء والجبل وغيرها من البيئات، .. تدخل بقوّة في المكوِّن الاجتماعي والنفسي الإماراتي، فتحرِّض على الشوق والوصف والتحوّط لها، بل والخوف منها، ولهذا فقد دخلت بسهولة وانسابت في الذهنية الإماراتية والوجدان الشعريّ والمَثل الشعبيّ، بل وفي ثنايا الأغنية التي ما نزال نرددها، فنشعر بجمال البوح ومخاطبة هذه الرياح بأسمائها وطلب الأخبار أو البشرى منها، أو العمل على «أنْسَنتها»، بحوارها ورجائها أن تتلطف أو تحمل الخير، ومن يفعل ذلك فإنّه في النهاية يصف وصفاً له وجاهة أن نحتفي معه بهذا العنصر الطبيعيّ، فنقرأ حضوره ونترك أثره للأجيال لمعرفة المعاناة مع الرياح والتصالح معها، أو تجنّبها، أو قصّ الحكايات والأساطير في ثناياها ومع كل هبّةٍ منها، فهي طقسٌ مثله مثل طقوس المطر والشمس والقمر والنجوم والأشجار، ارتبط معها الإنسان بعلاقةٍ حميمةٍ فشاركته الحياة والمسكن وظلّت ترافقه ويشعر حيالها بحضورها وسطوتها وما تثيره من أشواق ومتاعب وقلق وخوف.

محرك ومحفز
ولو قمنا بإحصاء الرياح والأهوية بمسمّياتها، وما قيل فيها من أشعار، فإنّ هذه العجالة ربما لا تكفي للحديث عن علاقة الإنسان الإماراتيّ بها وحضورها الأثير لديه، ومداليل هذه التسمية والأوصاف، لدرجة أنّنا نكتشف كم هو الإنسان على تفاعلٍ وتماس معها، فمن الطبيعيّ إذن أن تشغل فكره وعقله ووجدانه وتتخلل أشعاره، فيناديها بأسمائها، ويطلب منها، ويعاتبها ويتساءل أمام قسوتها ويفرح بقدومها، .. وهكذا.
ويحسن بنا في هذا المجال أن نتخيَّر أكثر من غرضٍ يؤكد ما نحن بصدده من محاولة فهم دلالة هذه الرياح ومصاحباتها النفسيّة لدى الإنسان الرفيق معها، والشاعر بوجودها، والخائف منها في الوقت ذاته، فلقد دخلت الرياح في الأغنية والفنّ وفي القصّة والكتابة والدراما والمسرح، وفي الحكاية الشعبيّة والأهازيج، وفي كلّ ما يستثير الذائقة البشريّة ويخاطب أحاسيسها ونوازعها، باعتبارها محرّكاً ومحفّزاً يتنافذ على الكثير.
وفي الشعرّ الشعبيّ، بوصفه أدباً دؤوباً في الاحتفاء بالرياح ومغازلتها، تطالعنا عيون القصائد الشعبيّة والنبطيّة بحضور الرياح والذهاب إليها عن قصدٍ من الشاعر وحركةٍ جميلةٍ منه نحوها، فكم قرأنا لشعراء النبط وهم ينثرون دموعهم مع الرياح لسببٍ أو لآخر، في قصائد ما تزال ماثلةً بيننا حتى اليوم بكلّ ما فيها من خوفٍ أو تحوّطٍ أو رجاء.
فهذه الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي- فتاة العرب- تقول في وصف رياح «المزر»:
يت بالصبا سرّايه
قزرٍ تلاها غيم
في حين يتألّق الشاعر «بن هتاي» في التمنّيات تجاه هذه الرياح ومصاحباتها، حيث يقول:
يعل المزون البيض لي رظوفها زرق
تمزِر ويزغاها هبوب الشروقي
وهذا شاعرٌ مجهولٌ يقول على لسان النوخذة في البحر
دامنه يا دامنه والبحر لا تامنه 
حيث ذكر «الدامنة» كمتعلق من حبال السفينة، مخوِّفاً ومحذِّزاً من البحر، بل إنّ من الشعراء من كان يحاور الرياح بكلّ إحساس، طالباً منها التوقّف، كمحاورة أحد الشعراء لرياح «الكوس» بشكل قاسٍ ربما، حيث يقول:
يالكوس بسّك بسّك
ماخذ هواك مديب
واليوم شِ اللي دسّك
يوم الغربي صليب
ومثلما كانت الرياح سبباً في البشرى، فقد كانت محلاًّ للعتاب والتخوّف، حيث يصف الشاعر راشد بن حميد المزروعي رياح الكوس بقوله:
يا الكوس جيت بغير برهان
عقب العقل باداك لجنون
عقب العشا سويت ريعان
مويك تبنّا مثل الحصون
خلّيت لي في الدار حيران
حيران يرقب باسك يهون
ومن جماليات الرياح، كخطابٍ للشعراء في الإمارات، أنهم اتخذوها لتبلّغ المحبوب وتحمل إليه المكتوب، كما في قول الشاعر خليفة بن مترف مخاطباً «نسيم البر»:
يا نسيم البر يا النودي
يا مخفّف طلة النادي
من حسانك يعلك تعودي
بلّغ المكتوب يا غادي
للذي عنْوي ومقصودي
ومْعناي وغاية مرادي
إن لفيت الدار قل هودي
وينكم يا نسل المجادي
ويقول المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، مخاطباً رياح الكوس:
يا الكوسه لِاعشويّه 
ما يبتي لي سداد
بي مقرون الاِحيه
بو شارعٍ منقاد
زاد الحمى عليّه
وتزيد بي الايهاد
وتقول الشاعرة عوشة السويدي أيضاً في قصيدتها المشهورة:
هبّ شرتًا لافح ترسا
من فيوي دبيّ نسناسه
ياب لي في مسمعي همسا
حركت في قلبي جراسه
كما تقول أيضاً:
هلا بك عدّ نسناس الصبا والمطلعي والياه
ويهلا عد مويات البحر عبر الغبيب السود
وتقول:
مرحبا ما هبّ ذعذاع الجنوب
بارد النسناس لي صوبي حمل
ومن أغراض قول الشعر في الرياح تبيان العدد بحجم هذه الرياح، وهو ما يدلّ على المحبة واختتام القصيدة، كما في قول الشاعر سالم الجمري:
والختم صلّوا عدد ما لاح برّاق
واعداد ما هبّت شمالٍ عقب دوق
ويقول الشاعر سالم الدهماني:
تمّت عدد ما خط كتّيب
واعداد ما صلّب هوى الكوس

الأمثال الشعبية
دخلت الرياح في الأمثال الشعبية والعبارات الموجزة الدالّة على تجربة الحياة عند الكبار وأصحاب التجربة والمعرفة، كما في قولهم: (السبعين اذا يت ليلة الجمعة اتسبّع)، أي أن رياح السبعين الباردة حين تأتي ستستمرّ أسبوعاً، وقولهم: (برد الطّلوع يثّر في الضلوع)، وقولهم: (العقرب يسقي بر وبحر)، وقولهم كذلك: (كل هوى وله شراع)، .. وهكذا من الأقوال والأمثال والعبارات.
وتدخل الرياح بطبيعة الحال في الأعمال التشكيلية الإماراتيّة، كما هو الحال عند الفنان التشكيلي الإماراتي الدكتور محمد يوسف، الذي يرى أنّ العمل الفني يكون أفضل وأجمل عند وجود صوت، ليصل للمشاهد إحساسٌ معين، مثل عمله الفني «النعاشات»، الذي يعبّر عن علاقة الريح بالشّعر، حيث يشعر بالعمل أكثر إذا كان فيه حركة، مثل صوت المدّ والجزر وحركة الموج وضجيج الأطفال، وهو الفنان المهتمّ بتحويل الموسيقى إلى أعمال فنيّة، في أعماله التركيبية، المبنيّة على خامة الخشب المأخوذ من شجرة النخيل، حيث تجسّد الريح ارتباطه بالبيئة الطبيعية بريح الشمال والكوس والغربي، من خلال الإيقاع القادم من الطبيعة، والذي يوحي بدلالات الزمن.
ومن الطبيعي أن تحمل الرياح أفكاراً تثير المخاوف وتنقل الإنسان الحسّاس إلى عوالم غيبية وأرواح ربما تكون شريرة، حيث يوحي صفير الرياح بحضور الجنّ والعالم الآخر، وهو ما يدخل في أعمال الدراما والمسرح والسينما، كمؤثر صوتي قوي يستدعي الكثير من محفّزات الذات الإنسانيه على التخيّل والمتابعة.
وبالطبع، فإنّ الرياح، ولكثرة هبوبها، ربما تزيح عن كاهل الأرض أتربةً ورمالاً، فتترك المختصين والباحثين أمام آثار غافية تحت هذه الأتربة والرمال، ولهذا فهي عنصرٌ مهمٌّ في الاكتشافات والبحوث الأثرية.

أخبار ذات صلة «البيت الأولمبي».. ضيافة إماراتية في باريس محمد الشرقي يلتقي فريق نادي الفجيرة لـ«فورمولا المستقبل»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمثال الشعبية التراث الإماراتي التراث الإمارات الموروث الإماراتي الرياح الشعر النبطي هذه الریاح

إقرأ أيضاً:

صون التراث النقدي حول نجيب محفوظ!

(1)

في 12 أكتوبر من عام 1994 تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال آثمة على أيدي متطرفين "إرهابيين" متأسلمين. اهتز الرأي العام المصري والعربي كله لهذه الجريمة الوحشية، وقدَّم كامل تعاطفه ودعمه للكاتب الكبير صاحب نوبل.

كان من بين تلك المبادرات العديدة التي قدمت آنذاك لإعلان الدعم والمساندة للكاتب الكبير مبادرة الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة المرحوم سمير سرحان. وذلك بإعلانه إعادة نشر مجموعة منتقاة من أبرز الكتب والدراسات التي تناولت أعمال نجيب محفوظ بالتحليل والدراسة والنقد.

كان من بين أبرز هذه الكتب والأعمال النقدية المجلد الرائع، باذخ الثراء وفائض المعرفة ومحكم التخطيط والتبويب «الرجل والقمة ـ دراسات وبحوث» الذي صدرت طبعته الأولى عن الهيئة العامة للكتاب سنة 1989، من جمع وإعداد وتصنيف الباحث المصري والناقد الراحل فاضل الأسود؛ ذلك المثقف المصري النبيل والفريد تكوينا وسلوكا وإنتاجا ومعرفة.

جمع هذا المجلد الضخم الذي تجاوز الخمسمائة صفحة من القطع الكبير طائفة ممتازة من المقالات والدراسات النقدية التي دارت وتمحورت حول أدب نجيب محفوظ الروائي. لكن مهلا.. وماذا في ذلك؟ كثير من الكتب جمعت مقالات ورتبتها كيفما اتفق ونشرت ضمن العشرات من الكتب التي جمعت مادة نقدية حول أديب نوبل الكبير.. فماذا ميز هذا الكتاب عن غيره؟

في تقديري -وأنا دائما ما أحترز من أفعل التفضيل ومن الإطلاق والتعميم- فإن هذا الكتاب يمثل أول ذخيرة نقدية من العيار الثقيل والرصين والممتاز حول خطاب نجيب محفوظ الروائي، غطى إنتاج محفوظ الروائي منذ بواكير رواياته الفرعونية الأولى وحتى نهايات مرحلته الواقعية وما بعدها.

(2)

ونظرة على تبويب الكتاب وفهرس فصوله، وترتيب مقالاته تؤكد أن وراء هذا التبويب وهذه الفهرسة جهد مسحي ونقدي وتصنيفي وتحليلي مذهل. هنا يبرز اسم معد الكتاب وصاحب فكرته وكاتب مقدمته الناقد الراحل الكبير فاضل الأسود، الذي قدم للثقافة العربية وللنقد الروائي ولعشاق أدب نجيب محفوظ خدمة جليلة لا تقدر بمال، ذلك أنه بتجرد مذهل وزهد وموضوعية لا نظير لها قد تصدى لعمل ضخم ينوء به أولو العزم من الرجال..

فمن بين مئات (ولن أقول الآلاف) من المقالات المنشورة في الصحف والدوريات منذ بدأ نجيب محفوظ نشر إبداعه الروائي في مطالع أربعينيات القرن الماضي، وحتى تكليل مشواره الطويل والباذخ بجائزة نوبل في الآداب 1988، انتقى فاضل الأسود هذه الطائفة الممتازة من المقالات والدراسات ورتبها وبوبها وصنفها كي ترسم في النهاية بانوراما نقدية لا مثيل لها لما كتب عن نجيب محفوظ منذ بدء مشواره مع الإبداع والنشر وحتى آخر رواياته صدورا قشتمر في السنة التي حاز فيها نوبل، 1988.

قرأ فاضل الأسود هذا الركام بأكمله، ومن قبله قرأ إبداع محفوظ كله، والقارئ الحصيف للمجلد يدرك تماما أن الرجل لم يكن يختار المقالات كيفما اتفق بل بوعي نقدي شديد الرهافة والتمثيل والقدرة على ملء جزء من الصورة البانورامية النقدية التي أراد رسمها لإبداع نجيب محفوظ الروائي.

غطى إبداعه زمنيا، كما غطاه فنيا وموضوعيا، وسجل تطوره الفني والجمالي كما رصد تطور لغته السردية والروائية، واقتنص محطات تحولاته الأسلوبية، ومع كل مقال أو دراسة اختارها وسكنها في موضعها من البناء المحكم لمجلد الرجل والقمة، لم يكن هناك أفضل من هذا المقال أو هذه الدراسة لتقدم معرفتها الوافية بهذا الموضوع أو ذاك.. في ضوء هذه الفكرة يمكننا أن ندرك ما قصد إليه المرحوم فاضل الأسود من اختيار وتصنيف وترتيب هذه الطائفة الهائلة من البحوث والدراسات؛ يقول رحمه الله:

"هو تجميع، وليس بتأليف، وهو أصوات متعددة، وليس بصوت منفرد". وكأنه كان يطبق حرفيا ما قصد إليه باختين من نظريته حول تعدد الأصوات واللغات في الرواية، لكنه هنا طبقها على المواد والخطابات النقدية أيضا!

(3)

«الرجل والقمة»، في نظري، يعتلي قمة الكتب النقدية عن نجيب محفوظ، لأنه كما قال عنه صاحبه، يحتوي على بحوث ودراسات، البعض منها توشي أفكاره الصِبَغ العلمية والمنحى الأكاديمي، وتحمل عباراته النيرة الهادئة الرصينة، إلى جانب مقالاتٍ فيها غَلَبة الطابع الصحفي وسرعة إيقاع الدوريات والمجلات وضغط المساحة. وقد وضع فاضل الأسود حدودًا ومعايير صارمة لترتيب الأولويات، أهمها:

1- إبراز دور الطليعة النقدية من جيل الرواد، التي حملت عبء إضاءة الطريق أمام إبداع محفوظ.

2- العطاء النقدي للنقاد الذين رحلوا وانقطع عطاؤهم.

3- النقاد الذين جعلوا نجيب محفوظ أحد محاور اهتماماتهم الرئيسية.

4- الدراسات والرسائل الجامعية الخاصة التي تعرضت بالدراسة لفن محفوظ الروائي.

5- الكتابات الصحفية في الدوريات والمجلات.

وهنا يعلق الناقد والكاتب الراحل لمعي المطيعي على هذا الجهد، وهذه المنهجية الصارمة، بقوله:

"إلا أننا بمطالعة هذه الأعمال كافة نقف على مدى اهتمام النقاد والكتاب والمثقفين بأدب نجيب محفوظ من زوايا مختلفة، ومنذ وقتٍ مبكر، وفي فترات زمنية متصلة؛ مما يدفع إلى الخلف العتاب الذي طرحه البعض، عندما أقبل الكثيرون يحتفون بنجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل قائلين: "أين هذه الموجة، وقد كان نجيب محفوظ بيننا منذ نصف قرن؟

وكتاب فاضل الأسود يرد على هذا العتاب بالفيض الغزير الذي جمعه، والذي بدأ منذ عام 1944".

(4)

بنائيا وهيكليا، ينقسم الكتاب إلى ستة أبواب كبرى، يندرج تحت كل باب منها عدد من المقالات والدراسات المصنفة وفق معيار محدد يثبته فاضل الأسود في صدارة الباب، ويحقق كل مقال أو دراسة تندرج تحته هذا المعيار بعدل وإنصاف مجردين تماما من أي شائبة أو مجاملة، فمن ذا الذي يمكن أن يختلف حول أنور المعداوي أو محمد مندور أو عبد القادر القط أو رجاء النقاش.. إلخ، كل هؤلاء قدموا رؤاهم ونقدهم حول نجيب محفوظ وفق منظوره الخاص وزاوية النظر والتأمل لهذه الرواية أو تلك..

جاءت الأبواب الستة المكونة للكتاب على النحو التالي، ووفق هذا الترتيب:

الباب الأول: صورة قلمية (بورتريه) لنجيب محفوظ،

ثم الكتابات الأولى التي بدأت منذ عام 1944 حول أعمال محفوظ.

الباب الثاني: دراسة كلية وشاملة للأستاذ يحيى حقي بعنوان "الاستاتيكية والديناميكية في أدب نجيب محفوظ"، والثانية للدكتور لويس عوض "كيف نقرأ نجيب محفوظ؟" وهي التي قال فيها عبارته المشهورة عن نجيب محفوظ بوصفه "بات مؤسسة يرضى عنها اليمين واليسار والوسط ويجيء بالسياح لزيارتها والتعرف إليها مثل الأهرامات"

الباب الثالث: مقالات تحت "مقولات" مختلفة.

الباب الرابع: مقالات نقدية عن أعمال روائية مفردة بذاتها، أو تعرض رؤية واحدة لعددٍ من الأعمال.

الباب الخامس: وقفات لعدد من النقاد قبل أن نصل إلى الباب الأخير.

الباب السادس والأخير: أسماه "فاضل الأسود": الشكليَّة الجماليَّة والتحليليَّة الحضاريَّة. وأعقب هذا التبويب المحكم والتأطير الصارم بخريطة مفصلة للقاهرة المعزية أو القاهرة الفاطمية جنبا إلى جنب القاهرة الجديدة التي شملت العباسية شمالا لتكون شاهد عيان على فضاء المكان الذي دارت فيه أغلب روايات نجيب محفوظ، وهي خريطة كبيرة جدًا، طولها 50 سم، وعرضها 40 سم.

الوجه الأول منها للقاهرة المُعزِّيَّة، والوجه الثاني للقاهرة الجديدة. قام بتنفيذها مهندس الديكور "صلاح مرعي"، وأعدتها مصلحة المساحة، ومقياس الرسم 5000:1.

(5)

وكم كنت أتمنى وأنتظر المجلد الثاني الذي أعلن صاحبه عنه، ولم يسعفه القدر لإكماله، ولو كان أكمله لقدَّم لنا أضعاف ما قدَّم من أياد بيضاء وخدمات لا تقدر بمال لكل محبي نجيب محفوظ وعاشقي أدبه ومدركي قيمة هذا الأدب وموضعه من أعمال كبار الكتاب في التراث الإنساني.

مقالات مشابهة

  • شذرات في رحاب المصطفى
  • “الأرصاد”: أمطار خفيفة ونشاط في الرياح السطحية على منطقة حائل
  • رصد شراع ناسا الشمسي العملاق يتدحرج عبر الفضاء
  • صون التراث النقدي حول نجيب محفوظ!
  • إدراج كهريز حاجي بيخان السفلي ضمن قائمة التراث العالمي
  • الشاعر عقاب بن عبيد يتحدث عن شهامة الإنسان السعودي
  • أزهري محمد علي: الغرف الحربية والعسكرية لا تمتلك أدوات نقد قصيدة «لازم تقيف» «1-2»
  • الشاعر يوسف جمعة النجار.. عمل كلّما نادته فلسطين وحيثما أرادته
  • علماء الفلك يرصدون “شراع” ناسا الشمسي العملاق “يتدحرج” عبر الفضاء
  • مدبولي: نسعى لجذب الشركات المصنعة للألواح الشمسية وتوربينات الرياح