موقع النيلين:
2024-09-09@01:41:41 GMT

هذا ليس البرهان ولا فريقه هذة مؤسسات دولة 56

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

حتى لو كان الصراع بين الفلول وال دقلو فهو صراع كيزاني كيزاني. ومن حق الكيزان ان يغدروا بمن غدر بهم. ثم انه من كان يمتلك الجرأة لتفكيك إمبراطورية حميدتي غيرهم. هم من صنعوا هذا الصنم وهم الوحيدون المسؤولين عن إزالة الفوضى التي خلقوها.

اما دولة 56 فهي صنيعة الانجليز في السودان. أقف تقديرا لرسوخها وقوتها وصمودها رغم المحن.

جذورها ضاربة في الأرض. صنيعة كيتشنر وكما انك تجد منازل في بريطانيا قائمة منذ القرن ١٦ يكون رسوخ دولة 56. فبعد 15 شهرا من الحرب
مازالت دو ة 56 تقدم الخدمات في كل المدن بنسبة تفوق ٥٠%

ومازالت مستشفيات الخرطوم تعمل بطاقة تصل ل٢٠%وتعالج ضحايا الاقتتال من الطرفين.
مازالت الصادرات تعبر الحدود بنسبة ٤٠%.
وظلت العملة صامدة لمدة تزيد عن العام .
الدولة مازالت قادرة على توفير المرتبات ل٤٠%من موظفيها.

اقل عدد في الضحايا المدنيين والاعيان مقارنة بأحدث الحروب في السنوات ال٥٠ الأخيرة.
دولة 56 أيضا فاجأتنا على غير ما كنا نعتقد بتماسك النسيج الاجتماعي على تعددها العرقي والديني والاثني ففي الوقت الذي تنادت به القنوات العربية بغرق البلاد في اتون الحرب الاهليه (باستافضة غير ذوي المعرفة العلمية )حيث يقتل الناس بعضهم بعضا بالاسم في البطاقة كما حدث في العراق. نجد ان النسيج الاجتماعي لدولة 56 المفترى عليها شكل في الواقع سدا منيعا امام الحرب الأهلية ذلك أن الانجليز كانوا على حق حين ان ادركوا أهمية الادارات الأهلية للإستقرار الاجتماعي للسودان. كيف لا وهم من احضروا معهم اهم علماء الإجتماع والانثروبولجيا ليفككوا لهم سفرة الإنسان السوداني ولذلك عرفوا كيف يصانعونه ومن ثم يحكمونه ويحدثونه.

ونلقى نظرة على اداء للمؤسسة العسكرية ومن خرج من رحمها فالجيش وبكل ضعف إمكانياته ظل محافظا على تماسكه المؤسسي ويعمل بمهنية عالية بغض النظر عن النتائج على الأرض فكلنا يعلم انها حرب الكاسب فيها خاسر فهي حرب الاب والابن.
اما الدعم السريع فقد أثبت انه احد اكبر إنجازات القوات المسلحة ودليل على عراقة وكفاءة هذة المؤسسة فقد أثبت كفاءة ومهنية في الأداء لا تشبه عمل المليشيا الفوضوية ومن الواضح انهم تدربوا على أيدي ضباط من مؤسسة عسكرية عريقة رغم كل ما خلقوا من فوضى ولكن بالمقارنة بمثيلاته من المؤسسات فهو بالتأكيد احد أعظم إنجازات المؤسسة التي تمرد عليها.

وفي الوقت الذي يتحدثون فيه عن مجاعة محتملة نعلم جميعا أن المجاعة لا تهدد الا اللذين هربوا للمنافي وانتهى بهم الحال في معسكرات اللجوء .

ومازالت دواوين الدولة تعمل بكفاءة معقولة رغم خروج العاصمة عن الخدمة.
هذة الحرب كشفت عن مدى قوة ومنعة دولة 56 وحتما ينتظرها مستقبل واعد بعد انتهائها وستخرج منه اقوى وارسخ ولكنها ستدخل مرحلة النضج فعمرها فقط ٦٠ عاما وهي مرحلة الطفولة في عرف الدول الحديثة.
هذا ليس البرهان ولا فريقه هذة مؤسسات دولة 56.

استطيع القول ان دولة 56 تقود الآن “اشيك” حرب في القرنين ٢٠ وال ٢١.
واقول لكل من يتشدق جهلا بأنه ضد دولة 56 لن تأتوا بما هو أفضل مما صنع الخواجة ولو كان بعضكم لبعض ظهريا.

سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دولة 56

إقرأ أيضاً:

حرب السودان …المرض المناعي في امبراطورية الشر !

شهدت في التاسع من يوليو عام ٢٠١١ بام عيني في مدينة جوبا لحظة انزال علم السودان رسميا وتدشين جمهورية جنوب السودان المستقلة!
كانت لحظة رهيبة مهيبة محتشدة بالدروس والعبر ودموع القلب!
لا ادري كيف مرت تلك اللحظة مرور الكرام على غالبية السودانيين!
نعم شاركت الجنوبيين احتفالهم بخلاصهم، وتمنيت ان يكون بالفعل خلاصا حقيقيا يطوي صفحة معاناتهم ممثلة في الحروب الطاحنة والقتل المجاني والتمييز على اساس الهوية العرقية او القبلية ووطأة الاستبداد والفساد والفقر والافقار ووووو
بكل اسف لم يتحقق للجنوبيين ما تمنيته لهم!
اشتعلت الحرب بين الرفاق في الحركة الشعبية صراعا على السلطة اخذ طابعا قبليا فكانت المجازر والاهوال ثم حبس الشعب بين خيارين احلاهما المر: الدكتاتورية الغليظة او الحرب الاهلية !
ولم يتحقق للشماليين الانفصاليين الكيزان ما تمنوه وهو سهولة الانفراد بحكم الشمال بقبضة مركزية من حديد!
اندلعت الحروب بشراسة في الجنوب الجديد : جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق فضلا عن دارفور التي اشتعلت منذ ٢٠٠٣
اما الحرب المشتعلة حاليا فهي حرب التدمير الذاتي للسلطة المركزية "الامنوعسكركيزانية"!
قوات الدعم السريع التي كان هدف نظام الكيزان من انشائها هو حماية السلطة المركزية في الخرطوم من تمردات الجنوب الجديد تمردت على هذا الدور وشبت عن الطوق تماما! ووجهت للسلطة المركزية اقوى ضربة في تاريخها! ضربة في القلب مباشرة! في القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش ومنظومة الصناعات الدفاعية!
قبل ان يهجم اصحاب العاهات الفكرية على حديثي هذا باعتباره تماهيا مع سردية الدعم السريع حول دولة ١٩٥٦ ، لا بد ان اكرر ما كتبته منذ بداية الحرب وهو ان اي نتيجة ايجابية لو تحققت في ظل هذه الحرب ، ستكون من تداعياتها وليس من مقاصد اي طرف من طرفيها ، لان الطرفين هدفهما السلطة العسكرية القابضة ( اسوأ منتج لدولة ١٩٥٦) ، فانا منذ بداية الحرب لم اشتري سردية حرب الكرامة لمعسكر الكيزان وجيشهم ولا سردية حرب دولة ١٩٥٦ والحكم المدني الديمقراطي لقوات الدعم السريع
هذه الحرب من وجهة نظري يمكن فهمها كمرض مناعي اصاب دولة ١٩٨٩ م وليس دولة ١٩٥٦! ، كما يتعرض جسم الانسان لاختلالات في جهاز المناعة تجعله يهاجم الاجهزة الحيوية في الجسم ويتلفها جزئيا او كليا الى ان يموت المريض لو لم يجد العلاج الناجع في الوقت المناسب، هذا بالضبط ما حدث لنظام الحكم المركزي القابض في نسخته الكيزانية التي قوامها ولحمتها وسداها المؤسسة الامنية العسكرية! فقد اصابه مرض مناعي! اذ ان الدعم السريع بدلا من حماية الامبراطورية الكيزانية ممثلة في دولة ١٩٨٩ انقض عليها بشراسة وهاجم مراكزها العصبية! وجزء من الاجهزة الامنية والعسكرية الكيزانية انضم للدعم السريع وعاونه في مهاجمة الاجزاء الاخرى من امبراطورية الشر هذه!
انها اكبر عملية تحلل ذاتي لنظام عسكري في تاريخ السودان!
اكبر جريمة تضليل وغش واحتيال هي الزعم بان هناك معركة وطنية يدافع احد طرفيها عن الدولة وكيانها المؤسسي، لان الدولة الوطنية التي ورثناها عن الاستعمار صبيحة الاول من يناير ١٩٥٦ بخيرها وشرها لا وجود لها الان! حتى حدودها السياسية تغيرت بانفصال الجنوب! اذ تم الانقضاض عليها بواسطة دولة الكيزان ، اي دولة ٣٠ يونيو ١٩٨٩ م التي اصابها المرض المناعي العضال المذكور اعلاه! وهي ليست دولة وطنية على الاطلاق بل هي تقويض كامل شامل لمعنى الوطن والوطنية! وغير قابلة للدفاع عن نفسها لانها في حالة تحلل وتدمير ذاتي! ففي ذات الوقت الذي يطالب فيه الكيزان ومثقفوهم النافعون بالاصطفاف خلف الجيش لانه يمثل كيان الدولة بل هو الدولة شخصيا ، نجد ابواق الدعاية الحربية الكيزانية تردد ان الجيش به خونة وطوابير يبيعون المعارك وينسحبون لصالح الدعم السريع ، واثناء الاستنفار لمساندة الجيش نجد هذه الابواق تشتم قائد الجيش بالفاظ بذيئة وتتهمه بالخيانة ، والعاهات الاسفيرية الامنجية التي تسخر من قائد الجيش وتمسح به البلاط تتم استضافتها فيما يسمى بالتلفزيون القومي ويتم تكريمها من ذات الجيش!
اي جنون هذا! واي معركة كرامة هذه! واي جيش هذا الذي يكرم من يشتمون ويخونون قائده! ويأتي من يطالبنا بالاصطفاف خلف ذات الجيش غير المصطف خلف قائده!
ورغم دراماتيكية كل ما يحدث ما زال ال البوربون يقرؤون من ذات الكتاب وذات الصفحة!
يلتمسون الحل في تقسيم جديد للبلاد يفصل دارفور ومعها كردفان ان لزم الامر للانفراد بسلطة مركزية عسكرية قابضة فيما يسمى بدولة البحر والنهر!
ودا " شعرا ما عندهم ليهو رقبة" حسب معطيات الميدان العسكري!
سينتهي بهم الامر الى جمهورية الاحجار الكريمة!
وحتى هذه في حيص بيص! لان الدعم السريع هاجم حجر العسل مرارا !!
الدرس المستفاد من تجربتنا الوطنية القاسية هو ان الحل الانفصالي ليس حلا لمشكلة المركز ( والان لا يوجد مركز ، فالخرطوم سقطت، ولكن لا بأس من تخيل وجود مركز وهمي في بورتسودان )، وكذلك الانفصال ليس حلا للاقاليم التي تنفصل، لان قادة الانفصال من لوردات الحرب ببساطة يمكن ان يعيدوا انتاج سلطة المركز في اقاليمهم فلا يحققون لها عدلا ولا حرية ولا تنمية.
المنقذ الحقيقي للشعب السوداني في كل اقاليم السودان هو الحكم الراشد الذي يقود لمعالجة الازمات والعيوب الهيكلية في الدولة السودانية، فيحقق التوازن التنموي والعدالة الاجتماعية وحسن ادارة التنوع الاثني والثقافي انطلاقا من فكرة المساواة في حقوق المواطنة.
واهم ما يجب على الجميع ادراكه بعد هذه الحرب هو استحالة اعادة عقارب الساعة الى الوراء، لا الى دولة ١٩٥٦ ولا الى دولة ١٩٨٩ ، بل يجب تجاوزهما الى الامام ، بمعنى تجاوزهما نحو الدولة المدنية الديمقراطية التنموية.

   

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
  • راشد عبد الرحيم: ما بعد الصين
  • "الرؤية" تدشن النسخة الثانية عشرة من "جائزة الرؤية الاقتصادية".. واليابان دولة ضيف الشرف
  • "الرؤية" تدشن النسخة الثانية عشرة من "جائزة الرؤية الاقتصادية".. واليابان دولة ضيف الشرف 2024.. عاجل
  • الولايات المتحدة تقود تحركا دوليا للانقلاب علي البرهان والاخوان في السودان
  • البرهان: دول غير رشيدة تساعد الدعم السريع وتحيك مؤامرة ضد البلاد
  • حرب السودان …المرض المناعي في امبراطورية الشر !
  • خبر مستفز بدرجة امتياز أورده وزير الخارجية، يقرأ: البرهان يلتقي الرئيس الصيني ليناقشا اعمار ما دمرته الحرب !!..
  • البرهان في الصين: هدفت الميليشيا بتمردها الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وخدمة لأطماع قوى إقليمية غير راشدة