مدينة تايلاندية تعلن حرباً سلمية على قرود المكاك
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
تبدأ مدينة لوبوري التايلاندية اعتباراً من بعد غد الخميس تنفيذ "حربها السلمية" على قرود المكاك، بعد انتشارها الكبير في الشوارع وإثارتها الخوف بين السكان. لُقبت لوبوري بـ "مدينة القرود" بعدما هجرها أغلب سكانها بسبب الانتشار الكثيف لهذا النوع من القردة في الشوارع، ووصف عمدة المدينة الوضع بالمنكوب، مما اضطر الشركات لنقل مراكزها وأغلقت المحال أبوابها.
على الرغم من هذه التحديات، تحولت لوبوري، التي تبعد نحو 160 كلم شمال بانكوك، إلى نقطة جذب رئيسية للسياح الفضوليين الراغبين في التقاط صور تذكارية مع القردة. وبحسب صحيفة "ديلي ستار"، تبدأ بلدية المدينة اعتباراً من أول أغسطس تنفيذ "خطة السلام" التي أصدرتها الحكومة التايلاندية في أبريل الماضي، والتي تتضمن القبض على القردة وإطلاقها في الغابات بعد تعقيمها وخصيها لمنع نقل الأمراض ولتقليل عدوانيتها.
خلال السنوات العشر الماضية، اتخذت الحكومة التايلاندية استراتيجيات حربية لمحاصرة هذه القرود، وأعدمت حوالي 2600 قرد، مما عرضها لهجوم عنيف من جمعيات الرفق بالحيوان حول العالم. ومن المقرر أن تحاصر "وحدة القرود" التابعة للشرطة ما يقرب من 1200 قرد باستخدام الفاكهة الاستوائية كطعم، ثم إطلاق سراحها في غابة شاسعة بعد نقلها إلى أقفاص كبيرة منتشرة في جميع أنحاء المدينة.
تم تخصيص أقفاص علاجية في ضواحي المدينة تتسع لـ300 قرد، إضافة إلى معبد بوذي في الهواء الطلق لإيواء 300 آخرين. تضم مواقع الأقفاص عيادات خاصة لتعقيم القرود وتوثيق تاريخ ومكان تلقيحها وخصيها. وأكدت الطبيبة البيطرية سونيتا وينجوان أن الهدف الأساسي من تعقيم القرود هو مكافحة انتشار الأمراض الناجمة عن العض، التي يمكن أن تنتقل إلى البشر، قبل النظر في الجانب السياحي أو العدواني.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
حديث المدينة.. هل يخجلون مثلنا
هل يخجلون مثلنا..
شاب سوداني التقيته صدفة.. يقيم في دولة أوروبية ويحمل جوازها.. قال لي بتأثر بالغ أن الهوية الأوروبية لم تمحو وصمة كونه سودانيا عند عبوره المطارات الأوروبية ذاتها.. في مطار أوروبي شهير أبرز جوازه الأجنبي لكن موظف الهجرة سأله عن جنسيته الأصلية فلما رد عليه أنه سوداني، أشار إليه أن يتنحى عن الصف وينتظر قليلا. وفوجيء بعد ذلك أن سودانيين آخرين عابرين بالمطار ذاته ينتظرون لعدة ساعات للسماح لهم بدخول الدولة الأوروبية.. كلهم القاسم المشترك بينهم يحملون شرف كونهم من أصول سودانية.
لم أتفاجأ بالقصة.. لأني سمعتها مرارا تختلف التفاصيل وتتفق في توصيف الحال الذي وصلنا إليه.. أن الهويات الورقية لا تخفي هوية الدم الذي يجري في العروق.. الذي لا يمكن تبديله أو الهروب منه.
عند زيارتي لعدة دولة في الفترة الأخيرة.. ورغم تعاطف شعوب تلك الدول مع حالنا السوداني وحسرتهم على ما يسمعونه في الأخبار.. إلا أنني كنت أحس بخجل كبير كلما سألوني عن الحال في بلادنا.. خاصة في سيارات الأجرة.. بمجرد ما يلمح السائق السمات السودانية – وهي لفخرنا لا تخفي على أحد- يبادر بالسؤال بعفوية عن آخر أخبار السودان.. ثم يتساءل ببراءة ما الذي يجبر السودانيين على الولوغ من هذا المستنقع الدامي.. كنت أحس بحجر ثقيل في صدري و أنا أحاول أن أشرح له ما يُخجل شرحه.
والله الذي يحدث في بلادنا –وحتى دون حساب التكلفة البشرية والمادية- هو عار ووصمة في جبين كل سودانية وسوداني.
ويزداد العار أكثر كلما حملت الأخبار هتكا واسعا للأعراض و سرقات و اجبار الملايين على النزوح .. في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر كارثة انسانية في العالم.
ثم يزداد العار أكبر عند الحديث عن المجاعة.. و يا لحسرتي عند نشر صور طوابير الواقفين أمام “التكايا”.. ما أفجع من صور الجوع إلا تعليق يتباهى بأن السودانيين أهل كرم لأنهم يفتحون “التكايا”.. وكأن الذين أحوجه الجوع للوقوف في الطابور لساعات تحت الشمس من أجل حفنة لقيمات تقمن صلبه.. ليس سودانيا!
منذ متى يرضى سوداني أن يقف في طابور أمام مغرفة تضع له في إنائه قليلا من الطعام يحمله لأسرته، إن لم يجبره قهر النظر في عيني أطفاله الجوعي.
هذا الشعور العميق بالحياء والحسرة من نظرة الشعوب الأخرى إليناـ ياترى هل يتسلل إلى قلوب سادتنا وساستنا الممسكين بدفة الأمور في بلادنا.. أم تراهم يظنون أن الشعب من فرط سعادته يخرج ليستقبلهم في المطارات والطرقات ليقول لهم شكرا رفعتم رؤوسنا..
عندما يسافرون لتمثيلنا في الخارج… هل يشعرون مثلنا بالحياء؟
عثمان ميرغني
حديث المدينة