رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، الأربعاء، أن حجم رد الفعل من إيران ووكلائها الإقليميين، على هجمات إسرائيل على كل من الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأحد كبار قادة حزب الله في بيروت فؤاد شكر، يمكن أن يحدد ما إذا كانت المعركة الإقليمية المنخفضة المستوى حاليا ستتحول إلى صراع واسع النطاق.

وقالت الصحيفة - في تقرير اليوم - إنه خلال ما يقرب من 10 أشهر منذ اندلاع الحرب العنيفة مع حماس في غزة، خاضت إسرائيل صراعا موازيا أبطأ مع حلفاء حماس في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث خاطرت جميع الأطراف بتصعيد كبير، لكنها تجنبت - في النهاية - جر المنطقة إلى حرب أكبر متعددة الجبهات، لكن الهجومين اللذين استهدفا هنية وشكر، يمثلان أحد أكبر التحديات لهذا التوازن منذ بدء القتال في أكتوبر الماضي.

فؤاد شكر القائد العسكري الأول لحزب الله

وقالت الصحيفة إن استهداف إسرائيل - بشكل متزامن - لشخصيتين كبيرتين وفي موقعين "حساسين"، اعتُبر تصعيدا استفزازيا، ما يجعل المنطقة تتحسب لرد أكبر من إيران ووكلائها الإقليميين، بما في ذلك حزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق.

ويمكن أن يحدد حجم رد الفعل هذا ما إذا كانت المعركة الإقليمية المنخفضة المستوى حاليا بين إسرائيل والتحالف الإيراني، تتحول إلى صراع شامل.

وقال بعض المحللين إن مقتل هنية جعل أيضا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أقل احتمالا في المستقبل القريب. ويأمل الإسرائيليون في أن يساعد مقتل مثل هذا الزعيم المؤثر - في نهاية المطاف - على كسر عزم حماس، مما يجعل الحركة أكثر استعدادا لتقديم تنازلات على المدى الطويل. لكن آخرين قالوا إنه من غير المرجح أن تتأثر الحركة بشكل خطير باغتيال هنية.

فعلى الرغم من لقبه كزعيم سياسي لحماس، إلا أن هنية يمكن استبداله، كما يقول جوست هيلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية. وقال هيلترمان - أيضا - إن "حماس ستتمكن من النجاة.. فلديها الكثير من القادة الآخرين".

وقال محللون أيضا إن كلا من إيران وحزب الله لديهما أسباب للرد بطرق تجعل الحرب الشاملة أقل احتمالا. بالنسبة لإيران، كان الهجوم على أراضيها محرجا، ولكنه لم يكن كارثيا لأنه استهدف ضيفا أجنبيا وليس مسؤولين إيرانيين كبارا، وفقا لأندرياس كريج الخبير في شؤون الشرق الأوسط في كلية كينج بجامعة لندن. وقال كريج "لا أعتقد بالضرورة أن الحسابات الاستراتيجية للإيرانيين قد تغيرت". وأضاف: "سيتعين على إيران الرد بطريقة ما. لكنها لن تكون نقطة تحول".

حزب الله يوجه ضغوطا للرد على هجمات دولة الاحتلال

ويقول مايكل ستيفنز الخبير غير المقيم في شؤون الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية - وهي منظمة بحثية مقرها فيلادلفيا - إن حزب الله يواجه ضغوطا للرد أكثر من إيران لأن الضربة على بيروت أصابت أحد قادته وليس أحد حلفائه. كما قال ستيفنز "لكن ليس من الواضح بأي حال من الأحوال أن اغتيال هنية في إيران سيغير حسابات حزب الله في لبنان".

وقال ستيفنز "نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية وحذرين للغاية بشأن الخلط بين المسألتين.. فعلى مدى الأشهر التسعة الماضية، أظهر حزب الله - مرارا وتكرارا - أن ما يحدث لحماس لا علاقة له بالضرورات الاستراتيجية لحزب الله. وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك صراع. أعتقد فقط أن الطريق للوصول إلى ذلك الصراع أكثر تعقيدا مما يبدو".

الجيش الإيراني

وتظهر التجارب السابقة أن خفض التصعيد لا يزال ممكنا. ففي يناير الماضي، قتلت ضربات إسرائيلية قياديا بارزا في حماس في معقل حزب الله في بيروت، مما أثار مخاوف من أن يقوم حزب الله برد عنيف بشكل خاص نيابة عن حماس. وبعد أيام، اختار حزب الله بدلا من ذلك ما فُسر على أنه رد رمزي إلى حد كبير، حيث أطلق وابلا من الصواريخ على قاعدة للجيش الإسرائيلي تسببت في أضرار طفيفة.

وبعد أن قتلت إسرائيل، العديد من القادة الإيرانيين في سوريا في أبريل الماضي، ردت إيران بوابل كبير من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية. وبعد هجوم إسرائيلي مضاد رمزي، اختار الجانبان التراجع عن حافة الهاوية.

وقالت الصحيفة "يمكن أن يوفر اغتيال هنية وشكر، مخرجا من الحرب تماما من خلال السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بادعاء نصر رمزي، مما يمنحه حيزا للتراجع في غزة وربما الموافقة على وقف إطلاق النار".

وأضافت الصحيفة "لكن نتنياهو قد يتجنب القيام بذلك إذا ساوره الاعتقاد بأن الهدنة ستؤدي إلى انهيار حكومته، حيث يعتمد ائتلافه الحاكم على نواب من اليمين المتطرف هددوا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إيران حزب الله اغتيال إسماعيل هنية القيادي فؤاد شكر الشرق الأوسط من إیران حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء 26 مارس 2025، أنه قصف أكثر من 430 هدفا في قطاع غزة وسوريا ولبنان منذ استئناف القتال، فيما اعترض 14 صاروخا بينها 6 أُطلقت من اليمن.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر منصة "إكس": "في الأسبوع الماضي، بدأنا عملية "العزة والسيف".

وأضاف أن طائراته هاجمت حتى الآن أكثر من 430 هدفا منذ بدء العملية في غزة وسوريا ولبنان.

ووفق البيان فإن معظم تلك الأهداف في غزة، فيما هاجم الجيش الإسرائيلي 18 هدفا في سوريا، وأكثر من 40 لـ"حزب الله في جنوب وعمق لبنان"

الجيش تابع أنه مقاتلات الدفاع الجوي تصدت، الأسبوع الماضي، لـ14 عملية إطلاق صواريخ، هي 6 صواريخ أرض-أرض أُطلقت من اليمن، وثلاثة من لبنان، وخمسة من غزة، حسب البيان.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات على شن غارات جوية في الضفة محدث: عقب إطلاق صاروخين.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء لعدة أحياء في غزة محدث: نتنياهو: الضغط على حماس سيتضمّن الاستيلاء على أراضٍ في غزة الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الكنيست يصدّق على عودة بن غفير للحكومة اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة غزة - أكثر من 470 شهيدا منذ الثلاثاء الماضي عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إيران تحذر من انفجار الشرق الأوسط: مَن يُهدد لا يكثر الكلام
  • سفير إيران في العراق يردّ على طلب ترامب بشأن "حل الحشد"
  • “نيويورك تايمز”: “هزيمة الحوثيين ليست مهمة سهلة”
  • وفد أمني مصري يتوجه لـ«الدوحة» اليوم لمواصلة مباحثات خفض التصعيد في غزة
  • نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة
  • مرفوض..نواف سلام: لا تطبيع بين إسرائيل ولبنان
  • وزير دفاع إسرائيل يوجه رسالة إلى سكان غزة بشأن الاحتجاجات ضد حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان
  • نيويورك تايمز: هكذا اخترقت مسيّرة رخيصة درع تشرنوبل ذا الـ40 ألف طن
  • واشنطن تزيد الضغط على بيروت لإبرام اتفاق مع إسرائيل