حرائق الغابات تدمر الدماغ وتسبب مرض ليس له علاج.. الطب الأميركي يحذر
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
حذرت دراسة أميركية حديثة من أن دخان حرائق الغابات يهدد صحة الدماغ مقارنة بأنواع أخرى من تلوث الهواء، حيث يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “ميديكال إكسبريس”، أفادت الدراسة أن المشكلة الرئيسية تكمن في الجسيمات الدقيقة المعروفة بـ PM2.
خلصت نتائح الدراسة إلى أن احتمال التشخيص الجديد بالخرف زاد بنحو 21% لكل زيادة بمقدار 1 ميكروجرام في تركيز جزيئات حرائق الغابات، مقارنة بزيادة الخطر بنسبة 3% لكل زيادة بمقدار 1 ميكروجرام في جزيئات غير حرائق الغابات.
وتسلط هذه النتائج الضوء على الأهمية الكبيرة لتحسين جودة الهواء والحد من تلوث الهواء، خاصة في المناطق التي تتعرض بانتظام لحرائق الغابات. كما تشير إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم الآليات التي تربط بين تلوث الهواء والخرف، ولتطوير استراتيجيات وقائية فعالة لحماية الصحة العامة.
التحذيرات من جودة الهواء، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد في الغرب الأمريكي، تشير إلى تأثير حرائق الغابات المستمر والمتزايد على البيئة وصحة الإنسان. الدخان الناتج عن هذه الحرائق لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي، بل يمتد تأثيره إلى الأعضاء الأخرى بما في ذلك الدماغ. الجسيمات الدقيقة، عند استنشاقها، يمكن أن تسبب التهابًا وتلفًا في الأنسجة العصبية، مما يساهم في تطور الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف.
في هذا السياق، تعتبر السياسات البيئية الصارمة والإجراءات الوقائية ضرورية للحد من التعرض لتلوث الهواء. تحسين جودة الهواء يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة العامة، بما في ذلك تقليل معدلات الإصابة بالخرف وأمراض القلب والرئة.
كما تؤكد الدراسة أيضًا على أهمية رصد جودة الهواء بشكل دقيق وتقديم المعلومات للجمهور لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
بشكل عام، تشير هذه النتائج إلى ضرورة اتخاذ خطوات حازمة للحد من تلوث الهواء الناتج عن حرائق الغابات وغيرها من المصادر، وتعزيز البحوث لفهم تأثيراته الصحية العميقة والمتنوعة. تعزيز الوعي العام حول مخاطر تلوث الهواء يمكن أن يساعد في دفع السياسات البيئية والصحية نحو تحسين جودة الحياة وحماية الصحة العامة للأجيال الحالية والقادمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرائق الغابات الدماغ الخرف دراسة تلوث الهواء الرئتين أمراض القلب حرائق الغابات جودة الهواء تلوث الهواء
إقرأ أيضاً:
سوريا .. حرائق الضخمة في ريف اللاذقية وجهود إقليمية للسيطرة على النيران
تواصلت، الجمعة، أعمال فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري لإخماد سلسلة من الحرائق المشتعلة في غابات ريف اللاذقية الشمالي، في واحدة من أكبر الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الجهود تتركز على ثلاثة محاور رئيسية هي: برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، حيث تعد هذه المناطق من أكثر النقاط تعقيدًا من حيث الجغرافيا والمخاطر.
وتُعد التضاريس الوعرة وكثافة الغطاء النباتي، إلى جانب الانتشار الواسع للألغام ومخلفات الحرب، من أبرز التحديات التي تواجه طواقم الإطفاء. وقالت فرق الدفاع المدني، عبر قناتها الرسمية على "تلغرام"، إن قوة الرياح تسببت في تجدد توسع النيران بعد ظهر الجمعة، رغم أن الفرق كانت قد نجحت مؤقتًا في احتواء انتشارها صباحًا، لا سيما في محور نبع المر، الذي يُعد من أصعب المواقع من حيث السيطرة على الحرائق.
في ظل تفاقم الأزمة، تشهد العمليات تعاونًا إقليميًا غير مسبوق، حيث تنتشر فرق الإطفاء السورية والتركية والأردنية، بالإضافة إلى فرق دعم من مؤسسات محلية ووزارات وهيئات تطوعية، على عشرات النقاط في المحور الممتد من قسطل معاف وحتى مدينة كسب. وتعمل هذه الفرق على إنشاء خطوط نارية عازلة باستخدام الآليات الثقيلة، ومتابعة أعمال التبريد والمراقبة الدقيقة للمناطق التي تم احتواء النيران فيها.
ويشارك في جهود الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، مدعومين بـ300 آلية إطفاء، إلى جانب عشرات معدات الدعم اللوجستي والمعدات الهندسية الثقيلة التي تُستخدم لتقسيم الغابات وفتح طرقات تسمح بالوصول إلى بؤر النيران المحاصرة.
دعم جوي من أربع دولعلى الصعيد الجوي، تم تفعيل تنسيق مشترك بين سوريا وتركيا والأردن ولبنان، حيث تسهم 16 طائرة إطفاء تابعة لهذه الدول في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي عبر رشّ المواد المثبطة للنيران من ارتفاعات منخفضة. وتُعد مشاركة هذا العدد من الطائرات تطورًا لافتًا في مستوى التنسيق الإقليمي لمواجهة الكارثة البيئية، التي تهدد واحدة من أبرز المساحات الحرجية في سوريا.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحرائق التهمت مساحات شاسعة من الغابات، لم تُحدد بعد بدقة نظرًا لاستمرار النيران وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
تاريخيًا، تعاني مناطق ريف اللاذقية من الحرائق الموسمية، إلا أن تصاعدها هذا العام يعكس تغيرات مناخية حادة، بالتزامن مع تراكمات ناتجة عن الإهمال في إدارة الغابات، وانعدام إزالة الأعشاب الجافة، إلى جانب مخلفات الحرب التي تعيق الحركة وتعرض رجال الإطفاء لمخاطر الألغام.
كما أن قرب بعض المحاور من الحدود السورية التركية يضيف بعدًا أمنيًا إلى الأزمة، مما يفرض مستويات عالية من التنسيق بين الفرق المشاركة لتفادي أي حوادث عرضية أو اختراقات في خطوط النار.