سرايا - رصد خاص - يوسف الطورة - شكلت حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ضربة موجعة للجمهورية الإسلامية، وتطورا مزعجا، خصيصا وأنها تتزامن في وقت يتوجب فرض إجراءات أمنية تضمن حفل تنصيب رئاسي.

الحركة الفلسطينية التي حملت سلطات الاحتلال مسؤوليتها لاغتيال رئيسها، لم تترك مجالا للشك مدى الاختراق الإسرائيلي لطهران، وهو ما يجمع عليه محللون، في سياق رصد سلسلة أحداث لطالما شكلت حرجا للجمهورية الإسلامية التي تقدم نفسها بمثابة قوة إقليمية عظمى في المنطقة.



هنية القادم من مقر إقامته الدائمة "الدوحة"، حرص الحضور قبل يوم من مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، اغتيل في الساعات الأولى فجر الأربعاء، في مقر زيارة مؤقتة شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني.

في الغالب ترفض إسرائيل التي تحرص ترك الباب على مصراعية لكثير من التأويل والتكهنات، حيث لا تؤكد أو تنفي الأنباء التي تعقب عملياتها السرية في الخارج عادة، التعليق عليها صراحة.

الثابت لم تتضح بعد التفاصيل بشأن الكيفية التي اغتيل فيها هنية، في حين اكتفت وكالة "فارس" أنه "استشهد بمقذوف جوي"، ما أثار تكهنات بأن الضربة كانت صاروخية أو بواسطة مسيرة.

يرى محللون في الضربة إخفاقاً استخباراتياً كبيراً لأجهزة الجمهورية الإسلامية، وتطورا مزعجا للغاية بالنسبة للقيادة الإيرانية، لا سيما أنها نفذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية على أعلى مستوياتها، خصيصا وأنها تزامن مع تدفق الضيوف لحضور احتفال تنصيب رئاسي.

قبل ساعات على حادثة الاغتيال، اجتمع هنية شخصيا بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، وفقا الإعلام الإيراني الرسمي.

مجددا الثابت أن "عدم تمكن طهران منع عملية الاغتيال أمر محرج جدا لإيران، ويضعها في دائرة الاتهامات أو حتى الاخفاقات المتكررة على أقل تقدير، ويهز صورتها التي تحرص أن تقدمها منافساً اقليمياً في المنطقة.

واقعة اغتيال رئيس الحركة الفلسطينية، لا تتجاوز الحلقة الأحدث ضمن سلسلة هجمات يسود اعتقاد لدرجة اليقين أن إسرائيل نفذتها في الداخل الإيراني، والشواهد هنا كثيرة، المؤكد فيها لن تكون الأخيرة.

لطالما ساد اعتقاد أن سلطات الاحتلال نفذت عمليات من خلال ابرز اذراعها العسكرية "الموساد" داخل إيران التي ترفض الاعتراف بإسرائيل، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية التمكن من الحصول على معلومات استخباراتية مفصلة إلى هذا الحد من الدقة.

هنية بخلاف القيادة العسكرية لحركة لحماس، يظهر علانية إلى حد كبير في زيارات رسمية على" ندرتها"، وآخرها لقاء جمعه مع رجب طيب أردوغان في تركيا، نيسان الماضي.

تظهر عملية الاغتيال، أن المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية متطورة إلى حد حصولها على جميع المعلومات، وهو ما يطلق يدها لتنفيذ عمليات مماثلة، "متى أرادت ورغبت".

ولعل الذاكرة تعود للعام 2000، وتحديدا لحادثة اغتيال العالم النووي "محسن فخري زاده"، نفذها عملاء جهاز استخبارات إسرائيلي، المثير فيه تجميع رشاش بمقربة من منزله قبل مغادرة الفريق دون افتضاح أمرهم، وصفت حينها الحادثة الأشهر في الداخل الإيراني.

ولعل حادثة مقتل الرجل الثاني في "تنظيم  القاعدة"عبد الله أحمد عبد الله المعروف 'أبو محمد المصري" في طهران، لا تقل أهمية ضمن عمليات اغتيال خارجية، في هجوم نفذه عملاء إسرائيليون بإيعاز من الولايات المتحدة.

يلفت بدأ التوتر الحالي بعد سلسلة هجمات نفذتها إسرائيل طالت عدد من قادتها في سوريا، إلى جانب استهداف مبنى سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وعناصرها من الحرس الثوري في عدد من القواعد والمنشآت العسكرية في الداخل السوري.

إسرائيل في أول هجوم إيراني مباشر على أراضيها، نيسان الماضي، قصفت نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها طهران مؤخرا من روسيا.

لم تتضح تفاصيل الضربة، لكنها شملت صاروخا واحدا على الأقل أُطلق من خارج إيران ومسيرات هجومية صغيرة تعرف بـ"كوادكوبتر" أي مروحية رباعية، رجحت تقديرات أنها أُطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية.

اللافت إقرار منصات إعلامية، من ضمنها قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية، أن عملاء إسرائيليين احتجزوا عناصر من الحرس الثوري وحققوا معهم داخل الأراضي الإيرانية للحصول على معلومات استخباراتية.

مؤخرا سرت شبهات بعد انفجارات غامضة وقعت في محيط مواقع حساسة بأن إسرائيل نفذت هجمات بمسيرات داخل إيران، لكن الامر لم يتم تأكيده رسميا.

اغتيال هنية، بعد يوم واحد من قصف إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، مستهدفة القيادي العسكري "فؤاد شكر"، بزعم اتهامات الوقوف وراء الضربة الصاروخية التي أودت بـ 12 طفلا وفتاة في بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان السوري المحتل.

المؤكد في عملية استهداف رئيس حركة حماس الفلسطينية "إسماعيل هنية"، عجز إيران على حماية وتأمين ضيوف المرشد الأعلى والرئيس، وأن طبيعة الهجوم تظهر أن إسرائيل على دراية واطلاع بادق التفاصيل لمعلومات دقيقة للغاية عن مكان هنية وتحركاته.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: نقل العاصمة من طهران إلى قرب شواطئ الخليج

سرايا - صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم السبت، بأن القيادة الإيرانية ليس أمامها خيار آخر سوى نقل المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد إلى الحدود الجنوبية قرب شواطئ الخليج.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن بزشكيان قوله: "باعتبارها عاصمة البلاد، تواجه طهران مشاكل ليس لدينا حل لها سوى نقل مركز العاصمة نفسه"، مشيرا إلى أنه أصبح من المستحيل الاستمرار في الاحتفاظ بطهران كعاصمة لعدد من الاعتبارات، في مقدمتها الاقتصادية.

وأضاف: "من المستحيل تطوير البلاد من خلال الاستمرار في الاتجاه الحالي. إذا أردنا الاستمرار في جلب الموارد إلى طهران من الجنوب والبحر، ثم تحويلها إلى منتجات وإرسالها جنوبا مرة أخرى للتصدير، فإن هذا سيؤدي إلى مزيد من التخفيض في قدرتنا التنافسية".

وأكد في الوقت نفسه أنه بعد اختيار مركز العاصمة الجديد، سيتم نقل جميع الدوائر الحكومية هناك، وبعد ذلك سيتم منح سكان طهران الفرصة للانتقال إلى العاصمة الجديدة للجمهورية.

واعتبر الرئيس الإيراني أن "نقص المياه" من أبرز مشاكل العاصمة الإيرانية، مضيفا أن "أي جهود تبذل لتطوير طهران ليست إلا مضيعة للوقت".

وسبق وأن طُرح مشروع نقل العاصمة الإيرانية في عام 2004، حينما أعلن حسن روحاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك، أن هذا المجلس يدرس "خططا متوسطة وطويلة الأمد" لنقل العاصمة بسبب ما وصفه بـ "خطر الزلازل"، كما طُرحت ضرورة نقل العاصمة في عهد حكومة محمود أحمدي نجاد، لكنها لم تصل إلى نتيجة.

ووافق البرلمان الإيراني في ديسمبر 2013، في الأشهر الأولى من رئاسة روحاني، مبدئيا على نقل العاصمة السياسية والإدارية من طهران إلى مكان آخر وعارض روحاني هذا القرار، مؤكدا على ضرورة إصدار قرار من قبل المرشد الأعلى في هذا الشأن، ومع ذلك، وافق البرلمان في أبريل 2015 على المشروع بشكل نهائي تحت عنوان "إمكانية نقل المركز السياسي والإداري للبلاد وتنظيم وتخفيف التركيز من طهران". ولم يعترض مجلس صيانة الدستور على المشروع باعتباره مخالفا للشريعة أو الدستور، لكن على الرغم من ذلك، لم يصل مشروع نقل العاصمة إلى أي نتيجة في إيران.


مقالات مشابهة

  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • الرئيس الإيراني: نقل العاصمة من طهران إلى قرب شواطئ الخليج
  • بريطانيا تتوقع انتقاماً إيرانياً لاغتيال هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • ‏قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل استهدفت خلال الفترة الماضية 14 من سفننا في البحرين الأحمر والمتوسط
  • إيران اضطرت لدفع فدية بعد اختراق واسع هدد نظامها المصرفي
  • تقرير إسرائيلي: الإبداع الإيراني القاتل.. كيف أحاطت إسرائيل بحزام من نار؟
  • الكشف عن ”اليد الخفية” لإيران التي مكنت الحوثيين من ضرب السفن التجارية وإفشال التحالف الأمريكي الدولي