لجريدة عمان:
2025-02-07@00:21:23 GMT

تسقط الأجساد والأفكار لا تموت

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

تسقط الأجساد والأفكار لا تموت

رغم مضي أكثر من سبعة عقود من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي إلا أن دولة الاحتلال لم تستطع بعد أن تفهم معنى إيمان الشعوب بحقها في تحرير أوطانها من الاستعمار، وحقها في أن تعيش داخل أوطانها دون شريك محتل؛ لتستطيع أن تتذوق معنى الحرية والكرامة الحقيقة. لم تستطع إسرائيل رغم ما تدعيه من تقدم علمي ومعرفي ومن ديمقراطية أن تفهم أن المقاومة فكرة، والأفكار لا تموت أبدا.

كانت إسرائيل تُعوّل كثيرا على فكرة مفادها أن موت جيل النكبة سينهي القضية الفلسطينية ويفكك المقاومة ويحول الفلسطينيين إلى مشردين في أصقاع العالم يبحثون عن قوت يومهم وعن استقرار في المجتمعات التي هاجروا لها خاصة وأن فلسفة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على فكرة الإحلال، إحلال اليهود محل الشعب الأصلي في أرض فلسطين دون أي رغبة أو توجه في تطبيق نظام الاستعمار الاستعبادي الذي كان شائعا عبر التاريخ، ولذلك فإن فكرة التهجير هي أحد أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ البداية عمدت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات لكسر المقاومة وتصفية قادتها ظنا منها أن ذلك من شأنه أن ينهي النضال ويغلق طريقه. ولذلك اغتالت المئات من القياديين البارزين والأسماء التي خلدت ذكرها أمثال: غسان كنفاني ووائل زعيتر ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وخليل وزير أبو جهاد وصلاح خلف ويحيى عياش وعماد أبو ستيته ومحمود أبو هنود والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود المبحوح، وياسر عرفات نفسه أيقونة النضال والمقاومة في التاريخ الفلسطيني.. إلخ. وأمس اغتالت يد الغدر الغاشمة إسماعيل هنية رغم أنه كان طرفا مهما في المفاوضات من أجل وقف الحرب وعودة الرهائن.

رحل كل هؤلاء، وآلاف غيرهم، اغتيالا بيد الكيان الصهيوني الملطخة بالدماء لكن أفكارهم لم ترحل، والمقاومة لن تنتهي بل على العكس إنها تزداد بأسا وشدة؛ فالمقاومة زمن أبو جهاد ليست كما هي اليوم في زمن السنوار حيث اشتد بأسها وتطورت أدواتها، وكل شهيد يسقط من المقاومة يضيف ندوبا جديدة في الجسد الفلسطيني ومع كل ندبة تزداد الرغبة في الانتقام ويزداد الإصرار على الاستقلال. يقول غسان كنفاني «تسقط الأجساد، لا الفكرة»، وهذه هي الحقيقة التي نستطيع قراءتها بسهولة في سياق النضال الفلسطيني المستمر.

ورغم المكانة الكبيرة للراحل إسماعيل هنية وفجيعة اغتياله التي هزت العالم إلا أنه واحد من جنود المقاومة الذين اختاروا قدرهم، ووهبوا حياتهم من أجل قضيتهم العادلة. كان الشهيد مقاوما شرسا حتى وإن اختار السياسة طريقا للنضال.. والفلسطيني رغم أنه صاحب الأرض وصاحب الحق التاريخي إلا أنه أكثر رغبة في السلام والحوار من المحتل رغم إيمان الأخير أنه محتل وليس صاحب حق تاريخي منذ المقولة المشفرة التاريخية «العروس جميلة جدا.. ولكنها متزوجة فعلا».

من الواضح الآن أن دولة الاحتلال ستعود إلى سياسة الاغتيالات بوصفها اختيارا استراتيجيا لهذه المرحلة، وهذا يمكن فهمه بسهولة مما حدث أمس على سبيل المثال حيث بدأت باغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم اغتيال إسماعيل هنية رغم أنه كان في وسط طهران، ثم اغتالت إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة والمصور رامي الريفي بصاروخ موجه ضرب السيارة التي كانت تقلهما.

تُوصل إسرائيل رسالة للعالم أنها غير معنية بكل القوانين والأنظمة وأنها فوق القانون وقادرة على اغتيال من تريد في الوقت الذي تريد. ومع الأسف الشديد تلقى دعما واضحا من بعض الدول الغربية، دون أن تعي إسرائيل وحلفاؤها الغرب في المقام الأول أن هذه الأفعال تقوض النظام العالمي وتقوض قواعده، وهذا مع الوقت من شأنه أن ينهي إسرائيل نفسها ويقوضها إلى الأبد، فهي لا تستطيع البقاء دون دولة كبرى تحميها، والدول التي تحميها تستمد قوتها من النظام العالمي الذي تهيمن عليه.

يبقى السؤال المهم الآن هل ما زال هناك من العرب أو الغرب من يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تنظر إلى خيار «السلام» الذي تحدث عنه العالم أكثر من أربعة عقود منذ توقيع «كامب ديفيد»، أو حتى حلم «حل الدولتين» الذي أفرزته اتفاقية أوسلو.. أم أن الصورة الذهنية الجديدة التي نرى تجلياتها في هذه اللحظة ولا نستعيدها أو نجترها من التاريخ قادرة على أن ترينا الصورة الحقيقية لإسرائيل، وتجعلنا قادرين على أن نفهم هذا المحتل على حقيقته وبالتالي نبني توقعاتنا وخياراتنا بشكل صحيح بعيدا عن الأوهام والخيالات السطحية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟

يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع تصريحات له أن إسرائيل دولة صغيرة، مشبها إياها برأس القلم، الأمر الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل ما يشاع عن تهجير الفلسطينيين.

ومن المقرر أن يصبح نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أول زعيم أجنبي يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد توليه منصبه لولاية ثانية في 20 يناير.

وتهدف المحادثات بين الجانبين إلى الترتيب لجولة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل وحركة “حماس” بشأن استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اقترح ترمب «تنظيف» غزة ونقل الفلسطينيين إلى أماكن «أكثر أماناً» مثل مصر أو الأردن، ما أثار احتجاجات دولياً.

وأعلن نتنياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة أنه سيبحث الثلاثاء مع ترامب «الانتصار على (حماس)، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده».

وأضاف: «أعتقد أنّه من خلال العمل من كثب مع الرئيس ترامب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خريطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل».

والاثنين، أعلن الرئيس الأميركي أنّه «لا ضمانات» على أنّ وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة «حماس» سيظل صامداً.

لكنّ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان جالساً إلى جانب ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض سارع إلى القول إنّ الهدنة «صامدة حتى الآن ونحن بالتالي نأمل حتماً (…) أن نُخرج الرهائن وننقذ أرواحاً ونتوصّل، كما نأمل، إلى تسوية سلمية للوضع برمّته».

وتتزامن زيارة نتنياهو لواشنطن مع مواصلة إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة بدأتها في 21 يناير.

وأجاب ترامب على صحافي سأله الاثنين عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل للضفة: «لن أتحدث عن ذلك»، مضيفاً أن إسرائيل «دولة صغيرة جداً من حيث مساحة الأراضي».

وأضاف: “إنها قطعة أرض صغيرة جدا. إنه لأمر مدهش ما تمكنوا من فعله عندما تفكر في الأمر، هناك الكثير من القوة العقلية الجيدة والذكية، لكنها قطعة أرض صغيرة جدا، لا شك في ذلك”.

ولا يبدو أن رفض الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين، وهو أمر طالب ترامب بحدوثه، يثبط عزيمة ترامب الذي يتعامل مع كل تحدٍ دبلوماسي كأنه تفاوض على عقد عمل. وقال دونالد ترمب مجدداً الخميس «نحن نفعل الكثير من أجلهم وبالتالي سيفعلون ذلك».و

واعتبر ترامب إلى أن إسرائيل دولة صغيرة، مشبها إياها برأس القلم، الأمر الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل ما يشاع عن تهجير الفلسطينيين.

وردا على سؤال مراسل صحفي حول مدى تأييد ترامب لضم إسرائيل للضفة الغربية، قال الرئيس الأمريكي: “إسرائيل صغيرة جدا في الشرق الأوسط، مثل رأس هذا القلم مقارنة بالطاولة. هذا ليس جيدا!”.

على إثر ذلك، انتشر فيديو التصريح كالنار في الهشيم على منصة “إكس”، حيث اعتبر نشطاء أنه خطير جدا ويكشف عن الخطط المستقبلية لترامب في الشرق الأوسط. فيما أشار آخرون إلى أن حل الدولتين بات حلما يصعب تحقيقه، وأن الضفة الغربية ستصبح ملكا لإسرائيل.

وقد وسعت إسرائيل عملية “السور الحديدي” في الضفة الغربية، وهاجم مستوطنون إسرائيليون متطرفون قرية سوسيا في الضفة الغربية، وفقا لتقارير فلسطينية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية “وفا” مساء الإثنين.

وأفادت التقارير بأن “المستوطنين رشقوا عدة منازل بالحجارة ودمروا خزانات المياه، وألحقوا أضرارا بالسيارات، وذلك بحسب ما نقلته الوكالة عن السلطات المحلية في منطقة مسافر يطا جنوبي الخليل”.

ونشر المخرج الفلسطيني باسل عدرا، الفائز بجائزة في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي عن فيلمه “لا أرض أخرى”، عدة مقاطع فيديو على منصة “إكس” يُقال إنها توثق الهجوم والأضرار الناجمة عنه.

وكتب عدرا: “أنا محاصر الآن من قبل مستوطنين مسلحين ومقنعين يقودون هجوما إرهابيا على مسافر يطا بينما أكتب هذه الكلمات”.

من جانبه، شارك السفير الألماني لدى إسرائيل، شتيفن زايبرت، مقاطع الفيديو التي نشرها عدرا، وعلق قائلا: “كيف يمكن أن يصبح هذا الأمر شبه يومي؟ يجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد عنف المستوطنين المتطرفين”.

وأضاف: “إنها مسألة حقوق إنسان (للفلسطينيين الذين يعيشون هناك) ومسألة أمن، لأن لا أحد يمكن أن يكون لديه مصلحة في إشعال النيران بالضفة الغربية”.

سُئل ترامب عن ضم الضفة الغربية للاحتلال الإسرائيلي، فتجنب الرد المباشر وأجاب بطريقة أخرى

“هل ترى هذا القلم، هذا القلم الرائع؟ طاولتي تمثل الشرق الأوسط، وطرف القلم هو إسرائيل. أستخدمه كتشبيه. إنها قطعة أرض صغيرة، ومن المذهل ما تمكنوا من تحقيقه.

الشيء "المذهل! " الذي فعلته… pic.twitter.com/e09LtblNwh

— Tamer | تامر (@tamerqdh) February 3, 2025

"هل ترى هذا القلم الجميل؟ تخيل سطح مكتبي هو الشرق الأوسط ورأس القلم هو إسرائيل. هذا ليس جيداً، صحيح؟"
هكذا أجاب ترامب على سؤال حول ما اذا كان سيدعم ضم "اسرائيل" لأجزاء من الضفة الغربية. pic.twitter.com/El5T9XN8ns

— Israa Alfass ???? إسراء الفاس (@Israa_Alfass) February 3, 2025

هل ستعطي الكيان الصهيوني اراضي جديدة؟!

دونالد ترامب يُجيب : الشرق الاوسط هو مكتبي واسرائيل هي رأس قلمي.. انها دولة صغيرة وهذا ليس عادل pic.twitter.com/3Unk3OHzwn

— MUAYAD ALZAMIL (@Muayad_platform) February 4, 2025

مقالات مشابهة

  • الناس تموت دون رصاص.. صحة غزة تناشد العالم إدخال طواقم طبية مجهزة للقطاع
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • شاهد | عملية فلسطينية نوعية في الضفة تسقط رهانات العدو على كسر المقاومة
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • رمز النضال الخالد
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض واقعا تكتيكيا شمال الضفة لكن المقاومة مستمرة