أنصار الله تعرب عن تعازيها في استشهاد هنية و شكر
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أعربت حركة أنصار الله الحوثية اليمنية، اليوم الأربعاء، تعازيها لحركة حماس وحزب الله، بعد استشهاد إسماعيل هنية و فؤاد شكر.
بيان أنصار الله بعد استشهاد إسماعيل هنية و فؤاد شكر
وقال زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في بيان له : “ ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد الأخ المجاهد الكبير القائد الإسلامي شهيد الأمة الإسلامية عموما وشهيد فلسطين والقدس إسماعيل هنية رحمه الله وهنيئا له الشهادة بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء والإسهام الكبير في إقامة بنيان الحركة الإسلامية التي رفعت راية الجهاد ووقفت بفاعلية وثبات في طليعة الشعب الفلسطيني المظلوم الصابر المجاهد حتى حققت الانجازات الكبيرة وأصبحت بمعونة الله تعالى جبهة صلبة وقوية في وجه الإجرام الصهيوني، وتوج الشهيد رحمه الله عطاءه وجهاده بخير ختام وهو الشهادة في سبيل الله تعالى”.
وأضاف زعيم أنصار الله : “ في هذا المقام نتوجه إلى أسرته الكريمة المضحية في سبيل الله بأحر التعازي وخالص المواساة وإلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وإلى كل المجاهدين والشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء”.
وشدد زعيم أنصار الله على أن العدو الإسرائيلي بجريمة الاستهداف للأخ العزيز المجاهد الكبير إسماعيل هنية رحمه الله لن يحقق شيئا من آماله بكسر المقاومة وإخماد الروح الجهادية والإرادة الفولاذية للإخوة المجاهدين في فلسطين وفي كل جبهات الإسناد بل ستكون حافزا أكبر على الصمود والثبات والتفاني في سبيل الله تعالى والتنكيل بالعدو المجرم، وقد تورط العدو المجرم بالاستهداف للشهيد لينقل المعركة إلى مستوى أوسع وأبعاد أكبر تكون عواقبها على العدو بإذن الله وخيمة، ولن نألو جهدا بإذن الله وبالتعاون مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة في الانتقام للشهيد وسائر الشهداء ولمظلومية الشعب الفلسطيني، ولإسناد إخوتنا المجاهدين الأعزاء في قطاع غزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية يرتكبها العدو الإسرائيلي باشتراك أمريكي على مدى عشرة أشهر.
وتابع بيان زعيم أنصار الله : "كما نتوجه بأحر التعازي وخالص المواساة لأسرة الشهيد المجاهد القائد السيد فؤاد شكر رحمه الله الذي قضى نحبه على طريق القدس وإلى حزب الله وأمينه العام حفظه الله وجماهيره الوفية الأبية والشعب اللبناني ومحور الجهاد والمقاومة وإلى الأمة الإسلامية، فهذا الشهيد العزيز هو من فرسان الإسلام وحملة الرايات، مؤكدين وقوفنا التام مع إخوتنا ورفاق دربنا في الجهاد ونصرة الأقصى وفلسطين حتى تحقيق النصر والفتح الموعود".
واختتم زعيم حركة أنصار الله قائلا : "مهما بلغت التضحيات فإن العاقبة المحتومة هي النصر وزوال العدو الإسرائيلي وكيانه المؤقت وذلك وعد الله تعالى لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا والعاقبة للمتقين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنصار الله حماس حركة حماس حزب الله إسماعيل هنية فؤاد شكر زعیم أنصار الله إسماعیل هنیة الله تعالى رحمه الله
إقرأ أيضاً:
شهر رمضان شهر العبادة والنضال
بسم الله الرحمن الرحيم
#شهر_رمضان شهر العبادة والنضال
دوسلدورف/ #أحمد_سليمان_العمري
شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعة، شهر التضحية والرحمة، حيث يسعى المسلمون في كل مكان للاغتراف من خيراته الروحية والجسدية. هو وقت من الفرح الروحي والنقاء النفسي، حيث تتجدد العزائم وتعلو الهمم في تقوى الله سبحانه وتعالى.
مقالات ذات صلة هل عادت …! 2025/03/14يحلّ علينا الشهر هذا العام، كما العام الماضي وسط محن قاسية تعصف بالأمّة الإسلامية، أبرزها المجازر المستمرة في فلسطين، حيث يُحاصر أهل غزّة بلا ماء أو غذاء، ويواجهون حرب إبادة أمام أعين العالم.
ومع انسحاب الجيش الإسرائيلي جزئيا من قطاع غزّة بعد أكثر من عام من القصف المكثّف، انتقلت الحرب إلى شمال فلسطين، حيث بدأت القوات الإسرائيلية بتدمير مدن مثل جنين ومخيّمها وطولكرم ونابلس، مما زاد من معاناة الفلسطينيين في تلك المناطق، وفي ظل هذا المشهد، ينشغل كثير من المسلمين بالنوافل، بينما يتجاهلون أن الأولوية الشرعية في مثل هذه الظروف هي إنقاذ الأرواح ونصرة المستضعفين، فالإسلام لم يكن يوما دين العزلة والانطواء، وخاصّة في المحن، بل دين العمل والجهاد.
رمضان شهر الجهاد الحقيقي.
رمضان ليس شهر الخمول أو الفتور، بل كان عبر التاريخ شهر التضحيات والفداء والنصرة والبطولات والتحولات الكبرى، حيث شهد أعظم الانتصارات الإسلامية التي غيّرت مجرى التاريخ:
غزوة بدر الكبرى (17 رمضان، 2 هـ): انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم، وكانوا صائمين، ليؤكّدوا أن رمضان شهر العزيمة لا التراخي.
فتح مكة (رمضان، 8 هـ): دخل النبي ﷺ مكة منتصرا، محققا أعظم الفتوحات السلمية في الإسلام.
معركة حطين (رمضان، 583 هـ): سحق فيها صلاح الدين الأيوبي جيوش الصليبيين، واستعاد القدس بعد احتلال دام قرابة 90 عاما.
معركة عين جالوت (رمضان، 658 هـ): دمر فيها المسلمون بقيادة سيف الدين قطز جيوش المغول الذين اجتاحوا بلاد المسلمين.
هذه الأحداث تثبت أن رمضان لم يكن شهرا التقوقع والركود، بل شهر الحسم والتغيير، واليوم يشهد العالم صمود قطاع غزّة والضفة الغربية في مواجهة جيش الاحتلال المدعوم أمريكيا وأوروبيا بكل صلافة، حيث يتحدى أهلها الموت والجوع، بينما يكتفي كثير من المسلمين بالدعاء دون أي تحرّك فعلي، بين تبرّع بالدرجة الأولى والإعلام والضغط السياسي والدعوات القانونية والعمل التطوعي من خلال مُنظّمات الإغاثة والتعريف بالقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، عبر الحورات والكتب والمقالات.
وهناك جزئية مهمة جدا وهي النضال الإلكتروني عبر وسائل التواصل الإجتماعي بالرد على حملات التضليل الإعلامي وفضح الأكاذيب وتفنيد الإدعاءات المُغرضة، وفضح جرائب الحرب الإسرائيلية، التي أمتدت الآن إلى مدن الشمال في الضفة الغربية، فضلا عن المشاركة الجادة في حملات المقاطعة الدولية، وأخيرا الدعاء واليقين بالإستجابة.
الأولوية لإنقاذ الأرواح قبل النوافل
إنقاذ النفس البشرية ليس خيارا، بل هو فريضة في الإسلام، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: 32)، وكما قال النبي ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ».
فكيف يمكن للمؤمن أن يقضي رمضان في راحة وسكينة بينما يُقتل الأبرياء أبناء الجلدة الواحدة جوعا وتحت القصف؟ هل يمكن أن تكون النافلة أولى من إطعام طفل يتضور جوعا؟ إلّا إذا اجتمعا معا.
إن الأولويات في الإسلام واضحة: الواجب مُقدّم على النافلة، وإنقاذ الأرواح عبادة واجبة، تماما كالعبادات الواجبة.
الإنفاق في سبيل الله فرض لا خيار
يعتقد البعض أن الصدقة في رمضان مجرّد فضيلة، لكنها في مثل هذه الظروف؛ كالعدوان الإسرائيلي في فلسطين عامّة وحرب الإبادة والتجويع الذي يُمارس على غزّة تتحوّل إلى فريضة شرعية. وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ… وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ﴾ (التوبة: 60). كما قال النبي ﷺ: «مَن فَرَّجَ عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرَّج الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة».
وأي كربة أعظم من المجاعة والحصار الذي يعانيه أهلنا في غزّة؟ التبرّع بالأموال والمواد الإغاثية الآن ليس إحسانا، إنما هو واجب على كل من يملك القدرة.
كيف ننصر غزّة في رمضان؟
النصرة ليست شعارا، بل عمل مستمر يتطلّب خطوات عملية، ومن أهم ما يمكن القيام به:
التبرّع عبر الأشخاص أو المنظمات الموثوقة كي تصل المساعدات إلى أصاحبها في القطاع، إضافة إلى فضح جرائم الاحتلال إعلاميا من خلال مشاركة الحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكشف الانتهاكات، وأيضا مقاطعة الشركات الداعمة للصهاينة، لأن أموالنا لا يجب أن تتحوّل إلى رصاص يُقتل به أهلنا في فلسطين.
الضغط السياسي عبر التظاهرات والعرائض والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف حقيقية ضد مماراسات الجيش الإسرائيلي، ويمكن توضيف الجهاد الإلكتروني بافضل وجه لفضح الأكاذيب الصهيونية، والتصدي للحملات الإعلامية المضللة. وأخيرا الدعاء المقرون مع العمل، الذي لا يوقوم دون خطوات عملية لتحقيقه، كهذه التي ذكرناها آنفا.
ما هو الجهاد اليوم؟
قد يتساءل البعض: هل الجهاد اليوم محصور بالسلاح فقط؟ والجواب هو أن الجهاد له أشكال عديدة، وكل فرد يمكنه أن يساهم فيه حسب قدرته:
جهاد المال: بدعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين، كما هو الحال الآن في قطاع غزّة وشمال الضفة.
جهاد الكلمة: بالتصدي للحملات الإعلامية المضللة.
جهاد المقاطعة: بعدم تمويل الاحتلال بطريقة غير مباشرة.
جهاد الاحتجاج: بإيصال صوت المستضعفين للعالم.
الإسلام ليس دين الشعارات، بل دين الأفعال، وكل من يستطيع تقديم مساعدة ولم يفعل، فهو مسؤول أمام الله يوم القيامة.
إعادة تعريف العبادة في رمضان
شهر رمضان المبارك لم ينحصر بالصيام والقيام، بل هو شهر الجهاد بمعناه الواسع: جهاد النفس، وجهاد المال، وجهاد الكلمة، وجهاد المقاومة. قال النبي ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
واليوم، هذه الكلمة، كلمة الحق يجب أن تكون لنصرة المستضعفين في فلسطين، ولا ننسى السودان، وفضح الاحتلال، والعمل بجد لإنهاء حرب الإبادة في القطاع على بعد كيلوا مترات منّا.
رسالة رمضان هذا العام
إذا لم يكن رمضان وقتا للتحرّك من أجل غزّة وجنين ومخيّمها وطول كرم والضفة برُمّتها والسودان المنسية، فمتى يكون؟ لنضع الفريضة قبل النافلة، ولنثبت أن الإسلام دين حركة لا خمول، دين عدل لا استسلام، دين نصر لا هزيمة.
اللهم اجعل رمضان هذا العام شهر نصر وعزّة للمسلمين، وأعنّا على القيام بواجبنا تجاه أمتنا.
Ahmad.omari11@yahoo.de