محاولة اغتيال البرهان.. تكثيف استخدام المسيّرات يُنذر بتوسّع الحرب
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
الخرطوم- نجا رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من محاولة اغتيال بطائرة مسيّرة، في منطقة جبيت بولاية البحر الأحمر، في حين قُتل 5 ضباط في الحادث الذي قدّر خبراء أنه جرى تنفيذه من قِبل قوات الدعم السريع، لتوسيع نطاق الحرب إلى شرق البلاد، واستهداف العاصمة الإدارية المؤقتة "بورتسودان".
وقال مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني، في بيان مقتضب، إن "المضادات الأرضية تصدّت اليوم لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية".
وأوضحت مصادر عسكرية في جبيت، للجزيرة نت، أن المسيّرة الانتحارية الأولى سقطت خلف المنصة بالصالة التي يوجد بها الحفل، وسقطت الثانية بعد نصف ساعة في موقع مروحية البرهان، التي تم تحريكها بعد الحادث الأول، حيث جرت المحاولة في استاد معهد المشاة بجبيت، التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن بورتسودان.
ما بعد المحاولةوتقول المصادر العسكرية -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- إن البرهان خاطب الضباط المتخرجين في معهد المشاة، وتفقد الجرحى بمستشفى جبيت بعد الحادث، كما زار سوق المنطقة، قبل أن يغادر إلى بورتسودان.
وبعد نصف ساعة من محاولة اغتياله، قال البرهان إن "الجيش السوداني لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع، ولا يخشى الطائرات المسيّرة، ولا الموت، وسيستمر في القتال".
وأضاف خلال مخاطبته الضباط المتخرجين "لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من أي متمرد ومرتزق، وماضون في سحق المليشيا والقضاء عليها"، مضيفا "معركتنا مستمرة مع العدو، ولن نتراجع أو نستسلم، ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت".
من جهته، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق، في تغريدة على منصة "إكس"، إن "محاولة اغتيال البرهان تُعد تنفيذا لتهديد موجّه له من قِبل لواء البراء"، وهم مجموعة شباب يقاتلون مع الجيش السوداني.
محاولة اغتيال البرهان في جبيت هو تنفيذ للتهديد الموجه للبرهان من لواء البراء الإرهابي في حالة موافقة البرهان على إرسال وفد الجيش إلى مفاوضات جنيف وهي رسالة واضحة من تيار الحرب داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي،ومتوقع أن نرى عمليات تصفيات واغتيالات داخل قادة…
— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) July 31, 2024
توسيع الحربيرى الباحث العسكري والسياسي سليمان موسى عبد الله أن تكثيف قوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيّرة على الولايات الآمنة يمثل تهديدا أمنيا ينذر بتوسع نطاق الحرب، في سياق مساعيها إلى نقل الصراع إلى الولايات الشمالية والشرقية، لا سيما أن قيادات القوات ظلت تهدد بنقل الحرب حتى إلى بورتسودان.
وبحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن استمرار العمليات الهجومية بالمسيرات يشير إلى وجود إمداد لوجستي متواصل للدعم السريع من خارج الحدود، وفي حال حصول تلك القوات على نسخ لطائرات مسيّرة أكثر تطورا، فإن ذلك من شأنه أن يشعل الحرب ويجعلها أكثر تدميرا.
وفي الوقت نفسه، لا يتوقع الباحث أن تؤدي الحادثة التي تعرض لها البرهان إلى توقف الجهود الأميركية لإنعاش عملية السلام، وعقد مفاوضات بين الجيش والدعم السريع، لكنه اعتبر أنها لا تساعد على تهيئة الأجواء للتفاوض، وتقوي موقف الأطراف الرافضة للتفاهم مع الدعم السريع.
وسبق الهجوم الذي استهدف البرهان عدة هجمات ليلة شنتها طائرات مسيّرة على مقار أمنية في كوستي بولاية النيل الأبيض وسط البلاد، أسفرت عن مقتل ضابط في جهاز المخابرات العامة وإصابة آخرين، فضلا عن إلحاق الضرر بإحدى كليات جامعة الإمام المهدي بكوستي، التي استهدفتها إحدى المسيرات.
كما شهدت ربك، عاصمة ولاية النيل الأبيض المجاورة لكوستي، الاثنين الماضي، هجوما بمسيرة استهدف معسكرا للجيش، فضلا عن مسيّرتين هاجمتا قاعدة كنانة الجوية بالولاية، وأيضا هاجمت طائرات مسيّرة، الاثنين الماضي، مقارا حكومية بجوار رئاسة حكومة ولاية نهر النيل بمدينة الدامر، التي تبعد نحو 310 كيلومترات شمالي العاصمة الخرطوم، دون وقوع خسائر في الأرواح.
ومنذ أشهر عمدت قوات الدعم السريع إلى مهاجمة المدن التي يسيطر عليها الجيش بالطيران المسيّر، وكان أول هجوم على إفطار رمضاني لـ"كتيبة البراء بن مالك"، التي تقاتل إلى جانب الجيش في عطبرة بولاية نهر النيل في أبريل/نيسان الماضي، وأسفر الهجوم عن 12 قتيلا وجرحى، كما هاجمت مسيّرات الدعم السريع مدن القضارف شرقي السودان، وشندي بولاية نهر النيل، ومواقع عسكرية ومدنية في الخرطوم.
فشل استخباريمن جانبه، يعتقد الخبير العسكري والأمني اللواء المتقاعد مازن إسماعيل أن ما حدث في جبيت "ليس إخفاقا استخباريا فحسب، وإنما فشل واضح في عملية إدارة الحرب والدولة"، ويقول إنه "ثمة إصرار في انتقاء الفاشلين والإبقاء عليهم في مواقع مهمة بمؤسسات الدولة".
ويستبعد، في تصريح للجزيرة نت، أن تكون هناك أصابع أجنبية في محاولة اغتيال البرهان، ويكشف عن غرفة قيادة وسيطرة متعددة الجنسيات في خارج البلاد، تدير العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع، وتنظم الحملات الإعلامية والعلاقات العامة لقيادات القوات وحلفائها السياسيين، وتوجه النشاط الدبلوماسي الإقليمي والدولي لصالحهم.
ويقول مهندس طيران -طلب عدم الكشف عن هويته- إن قوات الدعم السريع تستخدم طرازين من الطائرات المسيرة:
الأولى صربية الصُّنع من نوع "كواد كابتر" مصنوعة من مكونات تجارية، وتحمل قنابل هاون عيار 120 ملم، ظهرت خلال يونيو/حزيران 2023، وهاجمت مقر سلاح المدرعات والقيادة العامة للجيش في الخرطوم، وتعتمد على الإحداثيات وتنفجر في الهدف، لذا أُطلق عليها لقب "انتحارية". ووفقا لحديث المهندس للجزيرة نت، فإن قوات الدعم السريع لديها أيضا طائرات أخرى صينية الصنع، تعمل بالبنزين أو باستخدام بطارية كهرباء، ولا يمكن التحكم فيها بعد إطلاقها، ويمكن أن يصل مداها أكثر من 300 كيلومتر، وتعتمد في دقتها على الإحداثيات المدخلة وخبرة الطاقم الفني، وهي رخيصة السعر.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محاولة اغتیال البرهان قوات الدعم السریع الجیش السودانی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
“الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.
وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».
ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.
وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».
وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.
ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».
وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.
وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.
واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».
وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».
الشرق الأوسط: