خبير اقتصادي لـ«عين ليبيا»: المشهد الاقتصادي في ليبيا مرتبك ومعقد!
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
تعيش البلاد العديد من التحديات اقتصادية التي تعبر عنها الأرقام، من ارتفاع التضخم، وارتفاع أسعار السلع، في وقت تتصاعد فيه المشاكل المالية وتتجلى تأثيراتها بشكل واضح على الحياة اليومية للمواطنين.
وحول تلك التحديات، وواقع المشهد الاقتصادي الليبي، أجرت شبكة “عين ليبيا”، لقاء خاصا مع مؤسس سوق الأوراق المالية، الخبير الاقتصادي سليمان الشحومي.
ووصف الشحومي، المشهد الاقتصادي في ليبيا، “بالمرتبك والمعقد في نفس الوقت، مرجعا الأسباب إلى الشكل السياسي الحالي القائم، مع وجود حكومتين، وفي ظل وجود إنفاق كبير دون أية رؤية واستراتيجية وخطط وبرامج واضحة لتنظيم وتطوير وتأهيل مسألة الإنفاق”.
وحول الإدارة المالية العامة الليبية، اعتبر الشحومي، أن “هناك تخبط كبير خصوصا بين المؤسسات المسؤولة عن تحصيل الايرادات السيادية “لا سيما النفطية”، لافتا إلى “وجود أزمة مصداقية في البيانات، وعدم اعتماد المؤسسات على أسس قانونية في إدارة المال العام، ما انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي وفاقم من تخبطه”.
ونوه الشحومي، إلى أن “القراءة في ما بين سطور إقرار الميزانية التي صدرت مؤخرا، تشير بما لايدعو للشك أن موضوع الإدارة المالية العامة وضبط الانفاق، ليس ذات أولوية المشهد الاقتصادي الليبي الحالي”.
وحول المدرسة الاقتصادية التي ينتمي إليها الاقتصاد الليبي، قال الشحومي: “إنه يعد اقتصادا ريعيا، يقوم على بشكل اساسي على الايرادات النفطية، بينما مساهمة الإيرادات الأخرى قليلة جدا، وفقا لما ذكره الشحومي”.
وأضاف: “الشكل الاقتصادي القائم، نوع من الخليط (هجين) بين الشكل الاشتراكي والشكل الرأسمالي للاقتصاد، فهناك قطاع خاص يعمل، ولكن مساهمته الضريبية ضعيفة جدا على الرغم من على التحويلات الكبيرة بالعملة الاجنبية، إضافة لمحدودية مساهمته في عملية التمنمية في البلاد”.
وقال الخبير الاقتصادي: “القطاع العام ليس بأفضل حالا من القطاع الخاص، فالفساد متغلغل في جنباته، ويحتاج إلى إعادة تأهيل وإعادة تنظيم هيكلية لقطاعاته كافة”.
وفي ضوء كل هذه التحديات التي تواجه الواقع الاقتصادي، قال الشحومي “إن المطلوب، وضع رؤية اقتصادية وخطة مستقبلية، وهذا يتطلب استقرار سياسي ومؤسساتي واستقرار تشريعي أيضا”.
وتعقيبا على قضية الدينار الليبي مقابل الدولار، شدد الشحومي، “أنها مسألة فيها كثير من التعقيدات الحقيقة ومرت بكثير من منعطفات، رفع البنك المركزي سعر الصرف منذ حوالي عامين بحجة ان هو سيقوم بمراجعة تدريجية ويرجع بسعر الصرف، وفي إطار سعيه لضبط السوق، ولكنه لم يتمكن من تحقيق هدفه، وعادت السوق الموازي أو السوق السوداء نتيجة عدم قدرة المركزي على القيام بدوره”.
وحول قضية الأموال المجمدة في الخارج، لفت الشحومي “إلى أنه تم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، وبالتالي رفع التجميد عنها يحتاج أيضا إلى صدور قرار مجلس الأمن، وموافقة لجنة العقوبات بالمرحلة الأولى، وما يزال هذا الملف محل صراع، وكانت هناك محاولات سابقة للإفراج عن هذه الأموال، لكنها فشلت”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاقتصاد الليبي المشهد الاقتصادي سليمان الشحومي المشهد الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
. الضعين نهاية المطاف.. الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
يبدو أن الحرب في السودان تدخل مراحلها النهائية، حيث تتحرك بكامل قوتها نحو مدينة الضعين، وسيتصاعد الصراع في دارفور في الايام القادمة بوتيرة غير مسبوقة.
منذ بداية هذه الحرب، كنت قد أشرت إلى أن القبائل العربية في دارفور ستكون الضحية الأولى للصراع – بوست الهجمة المرتدة – ، ليس فقط بسبب فقدانها للدعم الجوي والاستخباراتي الذي كان يوفره الجيش لها، بل أيضًا لأن تحول هذه الأدوات إلى الطرف الآخر – الزرقة – سيغير موازين القوة بالكامل. واليوم، نشهد هذا التحول على أرض الواقع!
الرزيقات في قلب العاصفة
إذا استمر التصعيد بهذه الوتيرة، فإن الرزيقات هم من سيدفع الثمن الأكبر لهذه الحرب. فالمعادلة العسكرية لم تعد في صالحهم، وبنهاية الحرب، من المتوقع أن تخرج غالبية مكونات هذه القبيلة من السودان ( رأى وتوقع خاص جدا).
ربما كان البعض يتوقع أن تكون نتائج هذه الحرب مؤقتة أو محدودة، لكن الواقع يكشف أن الأمور تتجه نحو تغيير ديمغرافي عميق في الإقليم.
المسيرية: تغيير التحالفات قادم
أما المسيرية، فهم على وشك الانسلاخ من التحالف مع قوات الدعم السريع، ومن المرجح أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في القضاء عليه. ومع ذلك، لن يكون خروجهم من المشهد العسكري والسياسي سهلاً، إذ سيتم وضعهم تحت المراقبة لسنوات قادمة، تحسبًا لأي تحركات مستقبلية قد تؤثر على موازين القوى.
الضعين.. معركة الحسم؟
كل الدلائل تشير إلى أن نهاية الحرب ستكون في الضعين. هذه المدينة قد تتحول إلى نقطة الصراع الأخيرة، حيث تتلاقى القوى المتصارعة في مواجهة حاسمة. ما سيحدث هناك سيحدد ملامح السودان الجديد، سواء من حيث التركيبة السكانية أو مراكز النفوذ السياسي والعسكري.
الحرب في السودان لم تعد مجرد صراع بين جهتين، بل أصبحت إعادة تشكيل كاملة للمشهد السياسي والاجتماعي. والضعين قد تكون الفصل الأخير في هذه الرواية الدامية.
دي طوبتي وبذكركم
وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب