بوابة الوفد:
2025-01-26@09:54:14 GMT

المدرب المصرى يرفع العلم الأمريكي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

قصة حقيقية واقعها مؤلم، تفصيل الحكاية مشوق حتى السطر قبل الأخير، فيها تراجيديا غير منطقية، قصة لها جوانب موجعة وأخرى مفرحة، كثيرًا ما يجمعنى بالسياسى الليبرالى الملهم والنقابى الواعر المهندس حسين منصور جلسات ليلية على مقاهى الجيزة الشعبية فما أجمل أحاديثه الاجتماعية المشوقة التى لا تخلو من تفاصيل انسانية عميقة وعبق حكايته التاريخية التى يتجسد فيها الزمن بكل وجعه والمكان بكل تفاصيله وكأنه بنيان هندسى بارع، فما أروع تحليلاته السياسية التى عايشها وعاصرها واقترب من أحداثها المثيرة المشوقة، ففى ليلة من ليالى الصيف الخانقة والتى خلت من نسمات الهوى وسيطر عليها رطوبة جافة خانقة بل قاتلة جلسنا فى أحد مقاهى الجيزة الشهيرة والتى لها تاريخ وعبق ملهم، تطرق حديثنا إلى أوليمبياد باريس ٢٠٢٤م، والتى ألقت بظلالها على كثير من العوار الإدارى والفساد الذى استشرى بكل ذرة تراب داخل معظم المؤسسات والهيئات الرياضية فى مصر، وخيبة أمل البعثات المصرية، وعن المحسوبية التى سيطرت على العديد من الألعاب الرياضية وعن عفن الفكر الإدارى الذى أصبح العنوان السائد فى إدارة المنظومة الرياضية بأكملها.

دون مقدمات بدأ المهندس حسين منصور حديثه بتنهيدة أصابتنى بنوبة من الضحك المتواصل، فكل تنهيدة لها مدول خاص، فهذه التنهيدة تشير إلى تفاصيل الحكاية التى تتحول إلى كوميديا من نوع خاص|، يمتاز بها صديقى المحترم المهندس حسين منصور، فعندما يتناول قضية ما فيها فساد أو محسوبية أو فيها إهدار لكرامة المواطن ترى الحزن فى نبرات صوته يداويها بافيهات ساخرة، وبعد صمت دام أكثر من دقيقتين قال: أمجد عبدالحليم خزبك زميلى فى المدرسة المحمدية الاعدادية وابن من أبناء الحلمية الجديدة كنا معا بفصل المتفوقين لمدة ثلاث سنوات هى زمن المرحلة الإعدادية، التحقت بعدها ومعى معظم زملائنا بفصل المتفوقين بمدرسة الخديوية الثانوية، والتحق أمجد خزبك ومعه العدد الأقل بمدرسة المبتديان الثانوية، ليلتحق معظم دفعة فصل المتفوقين فى المرحلة الإعدادية بهندسة القاهرة، منهم زميلنا أمجد خزبك، فقد كان تلميذا هادئ الطباع بالبلدى كان ابن ناس، فعندما يقبل ابن الناس على رياضة معينة تكون رياضة غير منتشرة، فكان عاشقا لرياضة «سلاح الشيش» منذ الصف الاول الإعدادى.

احترف أمجد خزبك لعبة سلاح الشيش وظل مرتبطا بعالمها الفسيح، وعند هذا الحد هنا توقفت معلوماتى عن زميل الدراسة أمجد عبدالحليم خزبك، وهنا توقف فجأة عن الكلام ثم حرك نظارته ونظر إلى فنجان القهوة الفارغ الا من القليل من قهوته السادة التى شرب منها ما تبقى ثم قال: طرد المواهب وإهدار أصحاب القدرات والفكر كارثة حية متكررة كل يوم، فالمحسوبية والواسطة والفساد ونزيف الناجحين والموهوبين والقادرين وأصحاب الإرادة والبذل والجهد والصدق فى مواجهة أفاعى الفساد والبلادة والنهب والتملية!!!!

انتهت جلستى المشوقة على وعد باللقاء فى الأيام القادمة.

فجأة بالأمس كنت أتصفح الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت أكثر جرأة وأكثر مصداقية، قرأت بوست فى غاية الحزن والألم

تفاصيله كما يلى فى أوليمبياد باريس رأيت شيئا حقيقيا محزنا جدا، لاعبة الشيش الامريكية «لى كيفير» حصلت أمس على الميدالية الذهبية بأوليمبياد باريس ٢٠٢٤.

من هو مدرب اللاعبة «لى كيفير» الذى ساهم فى هذا الإنجاز؟

مدرب مصرى اسمه «أمجد عبدالحليم خزبك»، لم يتوقف الخبر عند هذا فقط، فقد حصدت اللاعبة الأمريكية «لى كيفير» على الميدالية الذهبية أيضا فى أوليمبياد طوكيو الماضية وكان مدربها ايضا المصرى أمجد عبدالحليم خزبك.

أمجد خزبك كان مدربا شاطر لرياضة سلاح الشيش فى مصر، وقدم نتائج مبهرة جدا، لكن للأسف الاتحاد المصرى استغنى عنه بشكل مفاجئ وبدون أى أسباب، ولكن الشعب المصرى كله يعلم أن الفساد والمحسوبية هما أهم أسباب طرد الكفاءات.

انهالت العروض على أمجد خزبك من عدة دول، بعد تفكير هادئ قرر أمجد خزبك فى ٢٠٠٣م الانتقال إلى أمريكا لينضم إلى طاقم التدريب الخاص برياضة سلاح الشيش فى أمريكا، وبعد عام وبالتحديد فى ٢٠٠٤ اختار المدرب المصرى أمجد خزبك اللاعبة «لى كيفير» الأمريكية والتى كانت تبلغ من العمر ٩ سنوات، ليبدأ معها رحلة الإنجازات، فقام بتجهيزها وتأهيلها حتى حصلت على ميداليتين ذهبيتين على التوالى الأولى فى أوليمبياد طوكيو والاخرى فى أوليمبياد باريس.

مشهد المدرب المصرى أمجد عبدالحليم خزبك الذى حقق هذا الإنجاز العظيم باسم أمريكا، وهو يرفع العلم الأمريكى أسعدنى بقدر ما قهرنى.

السؤال هنا.. من المسئول على إهدار كادر مهم وشاطر بحجم هذا المدرب، من المسئول الذى اتخذ قرار الاستغناء أمجد خزبك ومثله الكثير بهذه الصورة الساذجة التى فيها تعظيم للفساد والمحسوبية، ألا تؤلمكم صورة هذا المدرب الذى حقق إنجازا تاريخيا وهو يرفع علم دولة أمريكا فى أكبر وأهم محفل رياضى فى العالم، لهذه الدرجة هان عليكم الوطن الذى يتم فيه قهر أبنائه وأصحاب الكفاءات والقدرات الفائقة بسكين بارد دون رحمة.

متى يكون هناك حساب للفاسدين وكيف يتم استئصال المفسدين الذين انتشروا فى أواصر هذا الوطن العظيم؟

حقيقى شيء محزن جدًا

وللحديث بقية إن شاء الله تعالي

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار المدرب المصري العلم الأمريكي على مقاهى أولیمبیاد باریس فى أولیمبیاد سلاح الشیش

إقرأ أيضاً:

الأسيرة الفلسطينية المحررة آيات محفوظ: نزفت 20 يوما بسبب تعرضي للضرب.. وفقدت نظري 90%

إصابات ظاهرة وأخرى لا يشعر بها سواها تضطر «آيات» للتعامل معها يومياً، إذ تعرضت للاعتداءات من قبل جنود الاحتلال عدة مرات، منها مرة أدت إلى فقدانها نظرها بنسبة تصل لـ90٪، ومرة أخرى اضطرتها لإجراء العديد من العمليات، ومع ذلك وجدت نفسها معتقلة للمرة الخامسة فى يونيو الماضى دون منطق ودون سبب مقنع.

اعتقال وحشى تعرضت له «آيات محفوظ»، الأسيرة الفلسطينية المحررة ذات الـ(33) عاماً من مدينة الخليل، على الرغم من خضوعها لعملية جراحية حديثة، لكن الاحتلال لم يحترم ولم يرحم ضعفها وتعامل معها بكل وحشية، لم يراعوا حالتها الصحية، حيث تعرضت للضرب المبرح والدوس على بطنها، ما تسبب فى نزيف استمر 20 يوماً دون تقديم أى علاج.

«حين تألمت سخروا منى»، تتحدث «آيات» بحزن، وهى تعبر عما شعرت به حين تألمت فوجدت نفسها مادة للسخرية والاستهزاء.

«آيات» تحكى عن تاريخها مع قمع الاحتلال، الذى بدأ منذ أن كانت فى عمر 3 سنوات وتقول: «عندما كنت طفلة تعرضت لإصابة برأسى قوية، إذ ضُربت بقنبلة غاز فى رأسى أثناء وجودى فى باحة منزلى خلال مواجهات مع الاحتلال عقب مجزرة الحرم الإبراهيمى، ما تسبب بحدوث نزيف داخلى على شبكية العين اليسرى، أفقدنى البصر بها وأجريت عدة عمليات جراحية داخل أراضى عام 48 والأردن، ولم تتحسن بل ضعف عصب العين الذى يرفع الجفن، كما عانيت من وجود أكياس من السوائل حول الدماغ، وتمت زراعة أنبوب فى رأسى من أجل تصريفها».

أما الإصابة الأقسى التى تلازمها فكانت جراء اعتداء إحدى المجندات عليها، والتى اضطرتها لسلسلة من العمليات الجراحية، إذ اضطرت لوضع «أنبوب» بطول مترين يصل بين الدماغ والجهاز البولى، ولكن خلال محاولة تعافيها تم اعتقالها مرة أخرى، وبعدها عانت من عدم القدرة على تحريك يدها وقدميها أو الوقوف وممارسة حياتها بشكل طبيعى، وظل الأمر يتفافم لحين اعتقالها المرة الرابعة، ولما حُررت آنذاك اكتشف الأطباء أن الأنبوب كاد ينسد، ورصدوا به كتلاً متخثرة ومع الوقت أصبح لا يُصرف السوائل، وأثر على حياتها وأعصابها وأثر على قدرتها على النطق، وتحريك أطرافها.

بسياسة الإهمال الطبى فى سجون الاحتلال التى أوصلتها إلى هذا الوضع الخطير، حيث من المفترض أن يتم تغيير الأنبوب كل 6 أشهر، فى الوقت الذى لم يتم تغييره لأكثر من 5 سنوات، لتبدأ سلسلة عمليات جديدة.

«آيات»، قبل 7 أشهر تم اعتقالها للمرة الخامسة وكانت فى مرحلة التعافى من عملية جراحية أخرى، وحين حاولت شرح وضعها تعرضت لضرب مبرح فى كل جسدها، وبالأقدام على بطنها أدى لتعرضها للنزيف.

«آيات» تتذكر الواقعة الأكثر إيلاماً خلال اعتقالها وتقول: «فى 20 نوفمبر تعرضت لاعتداء وحشى من قبل قوات السجن، حيث أجبرت مع أسيرات أخريات على وضع رؤوسنا على الأرض، وأيدينا مكبلة للوراء وعيوننا معصوبة، وحين حاولت إخبارهم أن وضعى الصحى لا يسمح بهذا الوضع ضربنى أحد الضباط 7 كفوف، مما أدى إلى فقدانى للوعى، واستيقظت لاحقاً لأجد نفسى فى المستشفى، دون أن أتذكر ما حدث».

ورغم كل ما مرت به، تعتبر «آيات» أن ما مرت به لم يكسر إرادتها، وأن صمودها وصبرها كانا السلاح الوحيد الذى واجهت به ظروف الاعتقال القاسية، والإفراج عنها كان بمثابة لحظة استعادة للحياة، لكنها أكدت أن معاناتها الجسدية والنفسية ستبقى شاهدة على حجم الانتهاكات التى تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات.

مقالات مشابهة

  • عيدك.. عندما تصبح آمنًا فى سربك
  • المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى
  • داليا عبدالرحيم تكتب: الدرس
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء
  • حى فى الغرب ميت بالشرق.. «فصل المقال» و«تهافت التهافت»علامات ابن رشد فى تاريخ الفلسفة العربية والإسلامية
  • الفن قاطرة التقدم والتنمية
  • الأسيرة الفلسطينية المحررة آيات محفوظ: نزفت 20 يوما بسبب تعرضي للضرب.. وفقدت نظري 90%
  • تأسيس شركات والانضمام لأخرى.. كيف نظم القانون حق اللاجئ في العمل؟
  • شروط حددها القانون يجب توافرها فى المبعوثين قبل الإيفاد للخارج
  • أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة