بوابة الوفد:
2024-09-09@00:49:44 GMT

المدرب المصرى يرفع العلم الأمريكي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

قصة حقيقية واقعها مؤلم، تفصيل الحكاية مشوق حتى السطر قبل الأخير، فيها تراجيديا غير منطقية، قصة لها جوانب موجعة وأخرى مفرحة، كثيرًا ما يجمعنى بالسياسى الليبرالى الملهم والنقابى الواعر المهندس حسين منصور جلسات ليلية على مقاهى الجيزة الشعبية فما أجمل أحاديثه الاجتماعية المشوقة التى لا تخلو من تفاصيل انسانية عميقة وعبق حكايته التاريخية التى يتجسد فيها الزمن بكل وجعه والمكان بكل تفاصيله وكأنه بنيان هندسى بارع، فما أروع تحليلاته السياسية التى عايشها وعاصرها واقترب من أحداثها المثيرة المشوقة، ففى ليلة من ليالى الصيف الخانقة والتى خلت من نسمات الهوى وسيطر عليها رطوبة جافة خانقة بل قاتلة جلسنا فى أحد مقاهى الجيزة الشهيرة والتى لها تاريخ وعبق ملهم، تطرق حديثنا إلى أوليمبياد باريس ٢٠٢٤م، والتى ألقت بظلالها على كثير من العوار الإدارى والفساد الذى استشرى بكل ذرة تراب داخل معظم المؤسسات والهيئات الرياضية فى مصر، وخيبة أمل البعثات المصرية، وعن المحسوبية التى سيطرت على العديد من الألعاب الرياضية وعن عفن الفكر الإدارى الذى أصبح العنوان السائد فى إدارة المنظومة الرياضية بأكملها.

دون مقدمات بدأ المهندس حسين منصور حديثه بتنهيدة أصابتنى بنوبة من الضحك المتواصل، فكل تنهيدة لها مدول خاص، فهذه التنهيدة تشير إلى تفاصيل الحكاية التى تتحول إلى كوميديا من نوع خاص|، يمتاز بها صديقى المحترم المهندس حسين منصور، فعندما يتناول قضية ما فيها فساد أو محسوبية أو فيها إهدار لكرامة المواطن ترى الحزن فى نبرات صوته يداويها بافيهات ساخرة، وبعد صمت دام أكثر من دقيقتين قال: أمجد عبدالحليم خزبك زميلى فى المدرسة المحمدية الاعدادية وابن من أبناء الحلمية الجديدة كنا معا بفصل المتفوقين لمدة ثلاث سنوات هى زمن المرحلة الإعدادية، التحقت بعدها ومعى معظم زملائنا بفصل المتفوقين بمدرسة الخديوية الثانوية، والتحق أمجد خزبك ومعه العدد الأقل بمدرسة المبتديان الثانوية، ليلتحق معظم دفعة فصل المتفوقين فى المرحلة الإعدادية بهندسة القاهرة، منهم زميلنا أمجد خزبك، فقد كان تلميذا هادئ الطباع بالبلدى كان ابن ناس، فعندما يقبل ابن الناس على رياضة معينة تكون رياضة غير منتشرة، فكان عاشقا لرياضة «سلاح الشيش» منذ الصف الاول الإعدادى.

احترف أمجد خزبك لعبة سلاح الشيش وظل مرتبطا بعالمها الفسيح، وعند هذا الحد هنا توقفت معلوماتى عن زميل الدراسة أمجد عبدالحليم خزبك، وهنا توقف فجأة عن الكلام ثم حرك نظارته ونظر إلى فنجان القهوة الفارغ الا من القليل من قهوته السادة التى شرب منها ما تبقى ثم قال: طرد المواهب وإهدار أصحاب القدرات والفكر كارثة حية متكررة كل يوم، فالمحسوبية والواسطة والفساد ونزيف الناجحين والموهوبين والقادرين وأصحاب الإرادة والبذل والجهد والصدق فى مواجهة أفاعى الفساد والبلادة والنهب والتملية!!!!

انتهت جلستى المشوقة على وعد باللقاء فى الأيام القادمة.

فجأة بالأمس كنت أتصفح الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت أكثر جرأة وأكثر مصداقية، قرأت بوست فى غاية الحزن والألم

تفاصيله كما يلى فى أوليمبياد باريس رأيت شيئا حقيقيا محزنا جدا، لاعبة الشيش الامريكية «لى كيفير» حصلت أمس على الميدالية الذهبية بأوليمبياد باريس ٢٠٢٤.

من هو مدرب اللاعبة «لى كيفير» الذى ساهم فى هذا الإنجاز؟

مدرب مصرى اسمه «أمجد عبدالحليم خزبك»، لم يتوقف الخبر عند هذا فقط، فقد حصدت اللاعبة الأمريكية «لى كيفير» على الميدالية الذهبية أيضا فى أوليمبياد طوكيو الماضية وكان مدربها ايضا المصرى أمجد عبدالحليم خزبك.

أمجد خزبك كان مدربا شاطر لرياضة سلاح الشيش فى مصر، وقدم نتائج مبهرة جدا، لكن للأسف الاتحاد المصرى استغنى عنه بشكل مفاجئ وبدون أى أسباب، ولكن الشعب المصرى كله يعلم أن الفساد والمحسوبية هما أهم أسباب طرد الكفاءات.

انهالت العروض على أمجد خزبك من عدة دول، بعد تفكير هادئ قرر أمجد خزبك فى ٢٠٠٣م الانتقال إلى أمريكا لينضم إلى طاقم التدريب الخاص برياضة سلاح الشيش فى أمريكا، وبعد عام وبالتحديد فى ٢٠٠٤ اختار المدرب المصرى أمجد خزبك اللاعبة «لى كيفير» الأمريكية والتى كانت تبلغ من العمر ٩ سنوات، ليبدأ معها رحلة الإنجازات، فقام بتجهيزها وتأهيلها حتى حصلت على ميداليتين ذهبيتين على التوالى الأولى فى أوليمبياد طوكيو والاخرى فى أوليمبياد باريس.

مشهد المدرب المصرى أمجد عبدالحليم خزبك الذى حقق هذا الإنجاز العظيم باسم أمريكا، وهو يرفع العلم الأمريكى أسعدنى بقدر ما قهرنى.

السؤال هنا.. من المسئول على إهدار كادر مهم وشاطر بحجم هذا المدرب، من المسئول الذى اتخذ قرار الاستغناء أمجد خزبك ومثله الكثير بهذه الصورة الساذجة التى فيها تعظيم للفساد والمحسوبية، ألا تؤلمكم صورة هذا المدرب الذى حقق إنجازا تاريخيا وهو يرفع علم دولة أمريكا فى أكبر وأهم محفل رياضى فى العالم، لهذه الدرجة هان عليكم الوطن الذى يتم فيه قهر أبنائه وأصحاب الكفاءات والقدرات الفائقة بسكين بارد دون رحمة.

متى يكون هناك حساب للفاسدين وكيف يتم استئصال المفسدين الذين انتشروا فى أواصر هذا الوطن العظيم؟

حقيقى شيء محزن جدًا

وللحديث بقية إن شاء الله تعالي

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار المدرب المصري العلم الأمريكي على مقاهى أولیمبیاد باریس فى أولیمبیاد سلاح الشیش

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لمحو الأمية

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

shinas2020@yahoo.com

لا ريبَ أنَّ العلم هو النور الذي يضيء العقول، ويبيد ظلام الجهل، وهو الدواء لسموم الخرافات، وكما قال الأولون؛ فإنَّ كل عز لم يُؤيد بالعلم فإلى الذل يصير، إنه الحبل المتين الذي نتمسك به فنخرج من بئر الأمية إلى فضاءات المعرفة، وهو السلاح الذي يُقاوم الظلم والتهميش، وهو المعول الذي نُحطم به سجن الجهل الذي يُعيق الإنسان عن رؤية جمال الحياة وعظمتها، وهو الخريطة التي نرسم عليها آمال مستقبل مشرق لأجيال تستحق.

وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم والتعليم أيما اهتمام، ولم يكن عجيبًا أن تكون أوَّل آية نزلت على رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- تدعو إلى العلم والقراءة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، فهي رحلة مُمتدة في حياة المُسلم، لا تعرف حدودًا، ولا يوقفها زمان أو مكان، ولا تعرف فرقًا بين صغير وكبير، أو بين رجل وامرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ". وإذا كانت مُهمة المسلم الأولى في هذه الحياة هي عبادة الله وحده، ودعوة النَّاس إلى توحيده سبحانه وتعالى، فإن ذلك لا يكون عن طريق الجهل، بل إنِّه يتم على بصيرة وعلم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، وإذا كان الإسلام قد نزل على قوم يتفاخرون باللغة والشعر، ويحتفون بالشعراء والأدباء، فإنَّ الإسلام قد اهتم ببناء المجتمع المعرفي منذ بزوغ فجره، فحرص على انتشار القراءة والكتابة، ومحو الأمية، وليس أدلَّ على ذلك من جعل فداء بعض أسرى بدر من المُشركين هو تعليم 10 من الصحابة أو أبناء الصحابة القراءة والكتابة. وقد شهدت الحضارة الإسلامية على امتداد رقعتها شرقاً وغرباً نهضة علمية كبرى، ومسيرة معرفية ضخمة، فأنشئت المراكز العلمية، والمؤسسات البحثية، والمكتبات الثقافية، وقد عرفت الحضارة الإسلامية أنواعًا متعددة من المكتبات، فانتشرت في جميع أرجاء الدولة الإسلامية، وكان منها مكتبات قصور الخلفاء، ومكتبات المدارس، والكتاتيب، والجوامع، وعواصم الإمارات، فرأينا مكتبة بغداد (بيت الحكمة) شرقًا، ومكتبة القاهرة (دار الحكمة) في قلب العالم الإسلامي، ومكتبة قرطبة غربًا، والتي شهدت تدفق الباحثين والمتعلمين من شتى بقاع العالم، لينهلوا من ذلك المَعين الذي لا ينضب.

وقد اعتنت سلطنة عُمان بالعلم والعلماء على مر العصور، وحملت مسؤوليتها في مكافحة الأمية والجهل، ونشر العلم والمعرفة في كل شبر من أرضها الطيبة، ورحم الله السُّلطان قابوس حين جعل من العلمِ أول لبنة لبناء عُمان الحديثة، وجعل من العلمِ مشكاةً تضيء طريق عُمان المتطورة؛ ففي أوَّل خطاباته -رحمه الله- كان يحث على أهمية العلم والتعلم. وقد بدأت رحلة السلطنة الحديثة نحو القضاء على الأمية والجهل مع بدايات سبعينيات القرن الماضي، وتوالت الإنجازات على مدى 54 عامًا من مسيرة النهضة الحديثة، وحتى عهدها المُتجدد الذي نعيش في ظلاله اليوم.

ولقد أدرك العالم أهمية الاصطفاف من أجل القضاء على الأمية، ومواجهة التحدي الكبير نحو عالم أفضل، فتبنت الأمم المُتحدة منذ عام 1966م الجهود الرامية إلى التخلص من الأمية، فخصصت الثامن من شهر سبتمبر سنويًّا؛ يومًا عالمياً للقضاء على الأمية، كتذكير للشعوب بأهمية مُكافحة الأمية كواحدة من قضايا الكرامة وحقوق الإنسان، ونشر الوعي والمعرفة، ومساعدة الأفراد للحصول على فرص عمل، وتحسين وضعهم المعيشي، وتمكين الأفراد والمجتمعات للوصول إلى التنمية المستدامة.

إنَّ الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية يأتي هذا العام ليكون تجسيدًا لجهود السلطنة في القضاء على الأمية بكل أنواعها، سواء كانت أمية تقليدية، أو أمية معلوماتية ومعرفية، ونشر العلم، وليشهد ذلك الجهد، وتلك الحملة المباركة؛ مشاركة مجتمعية رائعة من كل فئات المجتمع، فالمواطن العماني هو الشريك الأصيل في تلك المسيرة التعليمية المباركة.

وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودا جبارة للقضاء على الأمية، وذلك بالشراكة بين المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات وشركات القطاع الخاص والمُجتمع المدني، مع تواصل الجهود للانتقال بالمفهوم الضيِّق لمحو الأمية من مجرد المعرفة بالقراءة والكتابة؛ إلى مفهوم أوسع وأشمل وهو التعليم المستمر، والتعلم مدى الحياة، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والمساهمة في بناء الوطن ورقيه وازدهاره، لتحقيق رؤية عمان 2040، كما تسعى الوزارة إلى الالتزام بتنفيذ بنود وتوصيات العقد العربي لمحو الأمية (2015/ 2024)، والذي أقرته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأن تصبح الدول الأعضاء في هذا العقد خالية من الأمية عام 2024.

ختامًا.. ندعو الله أن يبارك تلك الجهود الحثيثة من كل المكونات العمانية؛ قيادة وشعبًا، لتخطي حاجز الأمية، وتحطيم ذلك العائق؛ استنادًا إلى رؤية ثاقبة، وسلوك قويم، وعمل دؤوب، ومشاركة فاعلة، وتعاون مثمر، وتكاتف بنّاء، لتوفير التعليم للجميع، في طريق مستقبل مشرق.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • خالد ناجح يكتب: كلام مصري
  • الديون الخارجية تتطلب استراتيجية فعالة تبنى على إعادة الهيكلة والخفض التدريجى
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • كتاب يستحق القراءة والتدريس
  • اليوم العالمي لمحو الأمية
  • «الشباب والرياضة»: إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • العلم ليس فقط للشباب.. أربيل تحتفل بتكريم خريجي محو الأمية (صور)