المدرب المصرى يرفع العلم الأمريكي
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
قصة حقيقية واقعها مؤلم، تفصيل الحكاية مشوق حتى السطر قبل الأخير، فيها تراجيديا غير منطقية، قصة لها جوانب موجعة وأخرى مفرحة، كثيرًا ما يجمعنى بالسياسى الليبرالى الملهم والنقابى الواعر المهندس حسين منصور جلسات ليلية على مقاهى الجيزة الشعبية فما أجمل أحاديثه الاجتماعية المشوقة التى لا تخلو من تفاصيل انسانية عميقة وعبق حكايته التاريخية التى يتجسد فيها الزمن بكل وجعه والمكان بكل تفاصيله وكأنه بنيان هندسى بارع، فما أروع تحليلاته السياسية التى عايشها وعاصرها واقترب من أحداثها المثيرة المشوقة، ففى ليلة من ليالى الصيف الخانقة والتى خلت من نسمات الهوى وسيطر عليها رطوبة جافة خانقة بل قاتلة جلسنا فى أحد مقاهى الجيزة الشهيرة والتى لها تاريخ وعبق ملهم، تطرق حديثنا إلى أوليمبياد باريس ٢٠٢٤م، والتى ألقت بظلالها على كثير من العوار الإدارى والفساد الذى استشرى بكل ذرة تراب داخل معظم المؤسسات والهيئات الرياضية فى مصر، وخيبة أمل البعثات المصرية، وعن المحسوبية التى سيطرت على العديد من الألعاب الرياضية وعن عفن الفكر الإدارى الذى أصبح العنوان السائد فى إدارة المنظومة الرياضية بأكملها.
دون مقدمات بدأ المهندس حسين منصور حديثه بتنهيدة أصابتنى بنوبة من الضحك المتواصل، فكل تنهيدة لها مدول خاص، فهذه التنهيدة تشير إلى تفاصيل الحكاية التى تتحول إلى كوميديا من نوع خاص|، يمتاز بها صديقى المحترم المهندس حسين منصور، فعندما يتناول قضية ما فيها فساد أو محسوبية أو فيها إهدار لكرامة المواطن ترى الحزن فى نبرات صوته يداويها بافيهات ساخرة، وبعد صمت دام أكثر من دقيقتين قال: أمجد عبدالحليم خزبك زميلى فى المدرسة المحمدية الاعدادية وابن من أبناء الحلمية الجديدة كنا معا بفصل المتفوقين لمدة ثلاث سنوات هى زمن المرحلة الإعدادية، التحقت بعدها ومعى معظم زملائنا بفصل المتفوقين بمدرسة الخديوية الثانوية، والتحق أمجد خزبك ومعه العدد الأقل بمدرسة المبتديان الثانوية، ليلتحق معظم دفعة فصل المتفوقين فى المرحلة الإعدادية بهندسة القاهرة، منهم زميلنا أمجد خزبك، فقد كان تلميذا هادئ الطباع بالبلدى كان ابن ناس، فعندما يقبل ابن الناس على رياضة معينة تكون رياضة غير منتشرة، فكان عاشقا لرياضة «سلاح الشيش» منذ الصف الاول الإعدادى.
احترف أمجد خزبك لعبة سلاح الشيش وظل مرتبطا بعالمها الفسيح، وعند هذا الحد هنا توقفت معلوماتى عن زميل الدراسة أمجد عبدالحليم خزبك، وهنا توقف فجأة عن الكلام ثم حرك نظارته ونظر إلى فنجان القهوة الفارغ الا من القليل من قهوته السادة التى شرب منها ما تبقى ثم قال: طرد المواهب وإهدار أصحاب القدرات والفكر كارثة حية متكررة كل يوم، فالمحسوبية والواسطة والفساد ونزيف الناجحين والموهوبين والقادرين وأصحاب الإرادة والبذل والجهد والصدق فى مواجهة أفاعى الفساد والبلادة والنهب والتملية!!!!
انتهت جلستى المشوقة على وعد باللقاء فى الأيام القادمة.
فجأة بالأمس كنت أتصفح الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت أكثر جرأة وأكثر مصداقية، قرأت بوست فى غاية الحزن والألم
تفاصيله كما يلى فى أوليمبياد باريس رأيت شيئا حقيقيا محزنا جدا، لاعبة الشيش الامريكية «لى كيفير» حصلت أمس على الميدالية الذهبية بأوليمبياد باريس ٢٠٢٤.
من هو مدرب اللاعبة «لى كيفير» الذى ساهم فى هذا الإنجاز؟
مدرب مصرى اسمه «أمجد عبدالحليم خزبك»، لم يتوقف الخبر عند هذا فقط، فقد حصدت اللاعبة الأمريكية «لى كيفير» على الميدالية الذهبية أيضا فى أوليمبياد طوكيو الماضية وكان مدربها ايضا المصرى أمجد عبدالحليم خزبك.
أمجد خزبك كان مدربا شاطر لرياضة سلاح الشيش فى مصر، وقدم نتائج مبهرة جدا، لكن للأسف الاتحاد المصرى استغنى عنه بشكل مفاجئ وبدون أى أسباب، ولكن الشعب المصرى كله يعلم أن الفساد والمحسوبية هما أهم أسباب طرد الكفاءات.
انهالت العروض على أمجد خزبك من عدة دول، بعد تفكير هادئ قرر أمجد خزبك فى ٢٠٠٣م الانتقال إلى أمريكا لينضم إلى طاقم التدريب الخاص برياضة سلاح الشيش فى أمريكا، وبعد عام وبالتحديد فى ٢٠٠٤ اختار المدرب المصرى أمجد خزبك اللاعبة «لى كيفير» الأمريكية والتى كانت تبلغ من العمر ٩ سنوات، ليبدأ معها رحلة الإنجازات، فقام بتجهيزها وتأهيلها حتى حصلت على ميداليتين ذهبيتين على التوالى الأولى فى أوليمبياد طوكيو والاخرى فى أوليمبياد باريس.
مشهد المدرب المصرى أمجد عبدالحليم خزبك الذى حقق هذا الإنجاز العظيم باسم أمريكا، وهو يرفع العلم الأمريكى أسعدنى بقدر ما قهرنى.
السؤال هنا.. من المسئول على إهدار كادر مهم وشاطر بحجم هذا المدرب، من المسئول الذى اتخذ قرار الاستغناء أمجد خزبك ومثله الكثير بهذه الصورة الساذجة التى فيها تعظيم للفساد والمحسوبية، ألا تؤلمكم صورة هذا المدرب الذى حقق إنجازا تاريخيا وهو يرفع علم دولة أمريكا فى أكبر وأهم محفل رياضى فى العالم، لهذه الدرجة هان عليكم الوطن الذى يتم فيه قهر أبنائه وأصحاب الكفاءات والقدرات الفائقة بسكين بارد دون رحمة.
متى يكون هناك حساب للفاسدين وكيف يتم استئصال المفسدين الذين انتشروا فى أواصر هذا الوطن العظيم؟
حقيقى شيء محزن جدًا
وللحديث بقية إن شاء الله تعالي
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رادار المدرب المصري العلم الأمريكي على مقاهى أولیمبیاد باریس فى أولیمبیاد سلاح الشیش
إقرأ أيضاً:
تعديل لائحة الاتحاد السكندرى ضرورة
نادى الاتحاد السكندرى الملقب بسيد البلد نظرا لانتماء كل الإسكندرانية لهذا النادى العريق أصبح علما من اعلام الرياضة العربية. فإذا كان ناديا الزمالك والاهلى هما قطبى الكرة المصرية فإن الاتحاد السكندرى هو ملك كرة السلة المصرية والعربية بلا منازع بفضل جهود محمد مصلحى رئيس النادى ومعه مجلس الإدارة. وما حدث فى عهد محمد مصيلحى لم يحدث بالفعل سابقا بسبب الانجازات المتوالية فعلى سبيل المثال فاز فريق السلة الموسم الحالى ببطولات الدورى المصرى وكأس مصر وكأس السوبر المصرى وكأس السوبر المصرى البحرينى وبطولة البحرين الودية. وهى إنجازات على ارض الواقع إنفرد بها الاتحاد السكندرى وحده وبذلك أصبح سيد البلد هو الأوحد فى هذه اللعبة خاصة أن فريق السلة حصل على بطولة الدورى المصرى حوالى ١٦ مرة. وعلى صعيد الألعاب الاخرى حقق النادى العديد من البطولات فى الكرة الطائرة حيث حصل على المركز الثانى فى الدورى وحصل على بطولات عديدة فى الالعاب الفردية وكذلك بطولة الناشئين فى كرة القدم على مستوى الجمهورية تحت ١٤ سنة. والإعجاز الأكبر لسيد البلد هو قرب الانتهاء من المرحلة الثانية للنادى بفرع سموحة قريبا وهى المرحلة التى تشمل حمامات سباحة وملاعب كرة قدم وسلة وطائرة واسكواش واماكن مخصصة للعائلات واخرى للأطفال بالإضافة إلى مول تجارى كبير. مع العلم ان الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد افتتح المرحلة الاولى عبر الفيديو كونفرانس على مساحة خمسة افدنة ووعد الرئيس لمصيلحى إضافة ثمانية افدنة اخرى لتوسعة النادى وهو ما حدث بالفعل ولازلنا فى انتظار افتتاح المرحلة الثانية خلال الشهور القادمة. وبيت القصيد هنا أن خلال فترتى مصيلحى سواء المجلس الحالى أو السابق تمت انجازات وإعجازات لا تتم الا بمصيلحى فعلا وقولا وبما أن فترتى مصيلحى قد انتهت حسب اللائحة ولا يجوز له الترشح لفترة ثالثة فإن أعضاء النادى وأعضاء مجلس الإدارة خاصة محمد سلامة ومحمد خميس وإبراهيم شعبان مع حفظ الألقاب يطالبون بتغيير اللائحة مثل العديد من الأندية خاصة البند الذى يمنع ترشح رئيس النادى لفترة ثالثة. حتى يتسنى لرئيس النادى الترشح لفترة جديدة لإستكمال الانجازات وإنهاء فرع سموحة تماما وللإهتمام بفريق كرة القدم حتى يحصل على بطولة الدورى العام وهو انجاز ليس صعبا خاصة للمستوى الرائع الذى ظهر خلاله الإتحاد هذا الموسم. واذا تحدثنا بصراحة اكثر فإن الاتحاد السكندرى بدون مصيلحى سيتحول لمركز شباب لأن النادى يحتاج بجانب القدرات الفنية والمهارات الإدارية لرئيس النادى القدرة المالية لان الرجل احيانا يحل مشاكل النادى المادية من ماله الخاص وأحيانا اخرى من بعض أعضاء مجلس الإدارة ولكل هذه الأسباب ينوى عدد كبير من أعضاء الاتحاد السكندرى إجراء جمعية عمومية غير عادية قريبا لتعديل اللائحة لأنه أصبح مطلب سكندرى.
نقيب الصحفيين بالإسكندرية