بوابة الوفد:
2024-09-09@00:52:30 GMT

الرياضة بين التسييس والاتجار!!

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

أثار حفل افتتاح أوليمبياد باريس الأسبوع الماضى، جدلًا كبيرًا حول العالم، وردود أفعال متباينة عن مستقبل الصراع البشرى وانزلاق الرياضة إلى هذا المستنقع، على اعتبار أن الرياضة كانت إحدى وسائل تقارب الشعوب، وأهم أدوات بناء النموذج الأخلاقى والقيم الايجابية والسلوك الانسانى البناء والمتحضر فى المجتمعات وهو أمر دفع الأمم المتحدة قبل سنوات لعقد اتفاق مع اللجنة الأوليمبية الدولية بهدف التهاون لأغراض السلام والتنمية على اعتبار أن الرياضة إحدى أدوات نشر السلام والتقريب بين البشر ولها ارتباط وثيق بمنظومة القيم الحضارية من تعميق للأخلاق والتسامج وضبط النفس فى مواجهة كل أشكال التعصب والعنصرية والكراهية والعنف.

. بينما جاء حفل افتتاح أوليمبياد باريس الذى نظمته فرنسا، كدولة علمانية قائمة على الحرية المطلقة، صادمًا فى عدد من المشاهد التى تدعم المثلية الجنسية، وترسيخ فكرة الجنس الثالث وحقهم فى الزواج والتبنى وغيرها من الحقوق المدنية والاجتماعية، وعلى نفس السياق، جاء مشهد - العشاء الأخير - للسيد المسيح عليه السلام، مثيرًا للاشمئزاز، وأثار غضب طوائف مسيحية عديدة باعتباره أمرا يشكل إهانة للرموز المقدسة وضربا لعقيدة المسيحيين حول العالم.

لا شك أن فرنسا قد أبدعت فى اخراج هذا الحفل على المستوى الفنى والتنظيمى، عندما استدعت كل إمكانياتها ومكوناتها الثقافية والتاريخية والفنية لتحويل مدينة باريس إلى مسرح متكامل ومتجانس ولوحة فنية كبيرة للمدينة البديعة بداية من نقطة الانطلاق فى مسرح الحفل أسفل برج إيفل على نهر السين، ومرور يخوت الفرق الدولية المشاركة عبر النهر، ثم استعراض مراحل الشعلة والعروض فى حدائق التروكاديرو والشانزلزيه وقوس النصر حتى ساحة الكونكورد الذى تتوسطه المسلة المصرية فى استعراضات رياضية وفنية باهرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى عمليات الابهار البصرى والنقل الفضائى على مدار أربعة ساعات جذبت انتباه الملايين حول العالم.. إلا أن الكثيرين تحفظوا على تسييس فرنسا للحدث الأكبر والأهم وهو الأليمبياد التى تقام كل أربع سنوات من خلال فرض قيمها العلمانية وحريتها المطلقة، لتثير من جديد قضية التوحد البشرى وترسخ للانقسام الواضح الذى يمر به العالم، وتحديدًا فى منظومة القيم التى تختلف من ثقافة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، وتتصادم بشكل قاطع مع الرسالات السماوية والأديان والمعتقدات الروحية التى تتمسك بها كثير من المجتمعات وتثير حساسية شديدة وهو الأمر الذى دعا منظمى حفل الأوليمبياد إلى الاعتذار لأى شخص شعر بالاهانة، ادعى تومس جولى المدير الفنى للحفل أنه كان يهدف للتنوع وليس الاساءة فى محاولة لوقف الغضب.

الحقيقة أن - تسييس - الرياضة بات واقعًا سواء فى المحافل الدولية أو المجتمعات المحلية فى ظل الشغف الهائل بالأنشطة الرياضية، وبخاصة كرة القدم التى تجذب الملايين فى كل مكان بعد أن تحولت إلى صناعة وروافد اقتصادية للدولة والاتحادات والأندية وبعض رجال الأعمال، وهو أمر له تأثير سلبى على الجوانب الايجابية للرياضة التى كانت تعد أهم محفزات القيم الايجابية والسلوك المتحضر والتسامح والتنافس الشريف وغيرها من الايجابيات التى تسمى - بالروح الرياضية - التى نفقدها الآن بشكل واضح فى مجتمعنا الكروى المصرى لذات السبب وهو تسييس الرياضة المصرية وعلى رأسها كرة القدم، بعد أن باتت تدار بالتوجيهات بدلاً من القوانين واللوائح المنظمة للعبة دوليًا ومحليًا، ولم يعد مستغربًا أن تنتقل مشاكل الرياضة إلى ساحات المحاكم، وتحقيق خسائر كبيرة على المستوى الفنى وأيضًا المالى والذى يشكل إهدارًا للمال العام، ناهيك عن أخطر الجوانب وهى الاحتقان الجماهيرى والتعصب الأعمى، وكلها نتائج طبيعية وخطيرة للإدارة بالتوجيهات ولعبة التوازنات، وضعف وغياب الاتحاد المنظم لكرة القدم ولجانه المتعددة وعلى رأسها لجنة الانضباط وجميعها تتقاضى رواتب خيالية، ولا تقدم مردودًا ايجابيًا لكرة المصرية التى تراجعت فى السنوات الأخيرة على المستوى المحلى والدولى.

حفظ الله مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ حفل افتتاح أوليمبياد باريس مواجهة كل

إقرأ أيضاً:

مركز إعلام أسيوط ينظم ندوة تحت عنوان التأثيرات الاجتماعية للعنف الأسرى وعلاقتها بالتماسك المجتمعى   

 

 

 

 نظم مركز إعلام أسيوط اليوم الأحد ندوة تحت عنوان التأثيرات الاجتماعية للعنف الأسري وعلاقتها بالتماسك المجتمعى ضمن مبادرة تنمية الأسرة المصرية.

وحاضر في الندوة  محمد سليمان وكيل كلية الخدمة الاجتماعية لشئون خدمة المجتمع والبيئة بجامعة أسيوط ومحمد عبده بخيت مدير فرع المجلس القومي للسكان بأسيوط.

 

وتناولت الندوة التعريف بمفهوم العنف الأسري باعتباره ظاهرة اجتماعية نفسية تعاني منها كل المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء وبمعدلات مختلفة  وتعتبر هذه الظاهرة في المجتمع المصري من الظواهر السلبية التي ظهرت كنتاج لما أصاب وظيفة التنشئة الاجتماعية في النظام الأسري من تغيرات اجتماعية وثقافية ولذلك فهي تعتبر قياسًا لفشل عملية التنشئة الاجتماعية التي تمثّل حجر الأساس في البناء المجتمعي ويقصد بالعنف الأسري سوء معاملة شخص لشخص آخر تربطه به علاقة وثيقة مثل العلاقة بين الزوج والزوجة وبين الأبناء وبين الإخوة وبين الفتاة وخطيبها ويتداخل مفهوم العنف الأسري مع مفاهيم كثيرة قريبة منه مثل العنف المنزلي أو سوء معاملة أحد الزوجين للآخر أو سوء معاملة الأطفال وغير ذلك ومن أخطر صور العنف الأسري هو الإيذاء البدني والضرب وهو أكثر أشكال العنف خطورة خاصة إذا صاحبه جروح أو كسور تصيب المعتدى عليه.. كما يأخذ العنف الأسري شكل الإيذاء اللفظي عبر السب والشتم والإهانات المتكررة إضافة إلى العنف القائم على منع المال والمصروف وغيره.

وكما تطرق المحاضرون إلى دوافع الظاهرة والمتمثلة في الدوافع الاجتماعية وعلى رأسها العادات والتقاليد لا سيما في المجتمعات الريفية إضافة للعوامل الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع معدلات العنف بين الطبقات الفقيرة أكثر من الطبقات الغنية وذلك أن انخفاض مستوى الدخل وعجز الزوج عن الوفاء بالتزاماته الأسرية تخلق المشاحنات والنزاعات والخلافات داخل الأسرة.

واتفق المحاضرون والجمهور على أن ظاهرة العنف الأسري لها آثار سلبية تلقي بظلالها على المجتمع سواءاجتماعيًا واقتصاديًا وصحيًا وأمنيًا فمن الآثار الاجتماعية حدوث الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف الأحداث وتعاطي المخدرات ومن الآثار السلبية النفسية إصابة أحد أفراد الأسرة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية والتوتر المستمر الذي ربما يؤدي إلى الانتحار ومن الآثار الصحية الإصابات الجسدية والعاهات وأمراض الضغط والسكر والقولون ومن الآثار الأمنية انتشار الجريمة بشكل واسع داخل المجتمعات.

مقالات مشابهة

  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • مركز إعلام أسيوط ينظم ندوة تحت عنوان التأثيرات الاجتماعية للعنف الأسرى وعلاقتها بالتماسك المجتمعى   
  • قرار جمهوري بإنشاء جامعة خاصة باسم «المجد» في المنصورة الجديدة
  • د.حماد عبدالله يكتب: نعيش حالة من "العبث" !!
  • الديون الخارجية تتطلب استراتيجية فعالة تبنى على إعادة الهيكلة والخفض التدريجى
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • الأمم المتحدة تواصل جهودها لإيصال الغذاء إلى المجتمعات المعرضة لخطر المجاعة في السودان
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • الهواري: المجتمعات التي تمتلئ بالأمل قادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل