ربما يلاحظ الذين يتابعون السباق الرئاسى الأمريكى، أن الرئيس السابق دونالد ترمب قد رفع الضمادة التى كان قد وضعها على إحدى أذنيه بعد حادث إطلاق النار عليه.
لقد بدا ترمب بعد إطلاق النار عليه خلال مؤتمر انتخابى فى بنسلڤانيا، وكأنه يريد استثمار الواقعة انتخابيًا، أو كأنه يريد توظيفها سياسيًا لصالحه فى السباق، ولكنه سرعان ما نزعها من فوق أُذنه، عندما تبين له أنها يمكن أن تأتى بنتيجة عكسية.
بل إن الموضوع لم يكن يخلو من غرابة ولا من طرافة، لأن عددًا من مؤيدى ترمب وأنصاره كانوا يضعون ضمادات فوق آذانهم كلما حضروا مؤتمرًا انتخابيًا من مؤتمراته.. كان ذلك يحدث بعد واقعة إطلاق النار مباشرةً ولعدة أيام، ويبدو أن هناك مَنْ نصحهم كما نصح مرشحهم الجمهورى من قبلهم، بأن التمادى فى استثمار الواقعة يمكن أن ينقلب عليهم ولا يكون لهم فى ميزان الناخب.
وقد نسى المتابعون تلك الواقعة تقريبًا، وتوارت أى تفاصيل أو أخبار مضافة عنها، وتبخرت أنباء إطلاق النار كما تبخرت الضمادات ولم يعد لها أثر.. وربما يكون الشيء الوحيد الذى نذكره من الموضوع كله أن مديرة الخدمة السرية المسئولة عن تأمين ترمب قد استقالت من موقعها، وقالت وهى تستقيل أنها تعترف بمسئوليتها عما وقع.
ولكن أحدًا لم يتوقف كثيرًا أمام تفصيلة محددة فى حياة الشاب توماس ماثيو كروكس، الذى أطلق النار على ترمب من فوق سطح مبنى مجاور.
هذه التفصيلة تقول أنه مسجل انتخابيًا فى كشوف الناخبين الجمهوريين.. ومعنى هذا أنه من الحزب الذى يترشح ترمب تحت مظلته، وليس من الحزب الديمقراطى المنافس.. هذه تفصيلة مهمة جدًا من حيث معناها.
أما المعنى فهو أن الضيق من سلوك ترمب ومن أفعاله قائم فى داخل الجمهوريين، أكثر ربما مما يقوم بين الديمقراطيين المنافسين، وإلا، فإن لنا أن نتصور لو كان الشاب كروكس ديمقراطيًا ممن يتحمسون للحزب الديمقراطى؟
وقد يكون هذا السبب هو الذى جعل الجمهوريين يقفزون فوق الواقعة، ويتجاوزونها، فلا يعودون إليها كثيرًا ولا قليلًا.. فالعودة إليها فى ظل انتماء كروكس الجمهورى ليست فى صالح ترمب ولا هى فى صالح أى من الجمهوريين المتحمسين له أو الداعين إلى انتخابه.. ومن الوارد أن يأتى وقت نعرف فيه ما يضيء الواقعة أكثر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة ضمادات إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يهاجم سيارة بجنوب لبنان في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، النار على سيارة بإحدى بلدات قضاء مرجعيون التابع لمحافظة النبطية بجنوب لبنان، ما تسبب في اشتعالها.
يأتي ذلك ضمن خروقاته المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "الجيش الإسرائيلي أطلق النار على سيارة عند أطراف بلدة حولا في مرجعيون مما تسبب في اشتعالها"، دون توضيح ما إذا نجم عن ذلك سقوط ضحايا من عدمه.
وفي قضاء جزين بمحافظة الجنوب، سُجل تحليق لمسيرات إسرائيلية فوق منطقة جبل الريحان، حسب المصدر ذاته.
وبذلك، يرتفع إجمالي خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه إلى 1012، ما خلّف 79 قتيلا و276 جريحا على الأقل.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 شباط/ فبراير الجاري.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصل الاحتلال الإسرائيلي المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000)، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.
وبدأ عدوان "إسرائيل" على لبنان في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، ما خلّف 4 آلاف و110 قتلى و16 ألفا و901 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وخلف الاحتلال الإسرائيلي دمارا هائلا في البلدات الحدودية جنوب لبنان، بعد انسحابه من معظمها، تاركا وراءه مباني مدمرة وأراضي مجرفة، في مشهد غيّر معالم المنطقة بشكل جذري.
ومنذ الثلاثاء الماضي، بدأ السكان في العودة تدريجيا إلى هذه المناطق، ليجدوا بلداتهم وقد تحولت إلى أكوام من الركام، وسط غياب تام لمقومات الحياة الأساسية.