لم تقف الأمّيّة وظروف الحياة الشاقة عائقًا أمام الشاب التونسي زهير البخري (36 عامًا)، الذي بنى لنفسه عالمًا فنيًا خاصًا، فهو يقدم أعمالًا فنية جديدة، ومجسمات يبدعها من الخردة وبقايا المصانع والمهملات الصناعية ومشتقات الحديد.

وقال زهير "أنا أجمع كل أنواع الخردة من القمامة والبحر والطريق، ومن كل مكان، ثم أصنع مجسمات فنية جميلة.

انظر، نستطيع العمل بكل هذه الخردة رغم أنها تلوث البيئة، وهذا المكان بجانب البحر، انظر هذه من الألومنيوم".

من داخل ورشته الصغيرة وبرفقة مطرقته وباقي معدات العمل، يرسم زهير عالمه الخاص، فهناك يبدأ وينتهي يومه الذي يقول إنه مليء بالأحداث والحكايات التي يجسدها بلمساته الفنية ويشكّلها بأنامله.

وأضاف "لا أرسم بيدي، أنا أرسم بالحديد، وأرسم بالخردة، ولا أرسم صورة ثم أنقلها، أنا أتخيلها فقط، وفي أكثر الأوقات أتخيل حكاية الناس".

وتابع "عندما أشارك في المعارض الجماعية أسمعهم يقولون إن الأميّ قد وصل، يعني كيف يمكنه القيام بكل هذه المنحوتات وهو أميّ؟ ذهبت مرة إلى معرض قبل شهر في شركة، فقال لي صاحب الشركة هل تصنع هذه المجسمات؟ أنا لا أصدق أنك صنعتها، هذه المنحوتات يجب أن تكون من صنع إنسان مهندس، وأن هناك من رسم لي وهناك من خطّط -أيضًا- وأنا أركّب فقط، وقتها شعرت بقشعريرة، ونزلت دمعتي وضحكت لأنني لا أستطيع أن أردّ على الشر بالشر".

الشاب التونسي زهير البخري يصنع منحوتات فنية عن طريق إعادة تدوير الخردة في تونس العاصمة (رويترز)

يقول زهير لـ "رويترز" إنه يجمع الخردة وبقايا الحديد ليشكّل منها قصصًا من الواقع، وكأنه يحاكي الفرح والحزن والرغبة والحرمان في أشكال مختلفة.

ويذكر "ليس لدي أصدقاء لأنني أتعايش مع الناس، كل هذه المنحوتات تحكي قصص الناس، الفرح والحزن وأولئك الذين أُطلق سراحهم من السجن، وأولئك الذين تعرضوا للطلاق وغير ذلك. كل شيء يخص الناس، وهذه القصص تبقى وتعيش معي".

وحوّل زهير حرفته لتصبح مصدر دخله، ويأمل الفنان الشاب أن تخرج أعماله الفنية إلى جمهور الفن خارج تونس.

وأضاف "برغم الصعوبات وقسوة المجتمع فإنك تستطيع الوصول بالعمل والتشبث بأحلامك، لا تنظر إلى أي شخص، بالعكس كل تنمّر سيقوّيك".

وختم كلامه "تعرّضت إلى الكثير من التنمّر، لكن ذلك ما زادني إلا قوة وعزيمة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

توزيع مقاعد دراسية ومستلزمات تعليمية لمراكز محو الأمية وذوي الإعاقة في المهرة

شمسان بوست / المهرة:

قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبر الشريك المنفذ مؤسسة يماني للتنمية والأعمال الإنسانية، اليوم، بتوزيع مقاعد دراسية، ومستلزمات تعليمية في مراكز محو الأمية وذوي الإعاقة بمحافظة المهرة، وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع “الاستجابة لاحتياجات تنمية القدرات المحلية لتعليم طلاب محو الأمية وذوي الإعاقة”.

ويشمل المشروع، توزيع مقاعد دراسية، ووسائل تعليمية، وأجهزة حديثة، لتحسين البيئة التعليمية لـ 6 ألف و 527 مستفيداً، بينهم ألفين و 389 من طلاب مراكز محو الأمية وتعليم الكبار، والبقية من طلاب مراكز ذوي الإعاقة في محافظات (عدن، لحج، الضالع، شبوة، حضرموت والمهرة)، كما يهدف إلى تعزيز فرص التعليم في المجتمعات التي تعاني من صعوبة الوصول إلى التعليم التقليدي، خاصة للمستفيدين من برامج محو الأمية وذوي الإعاقة.

وأشاد وكيل أول محافظة المهرة مختار الجعفري، بالدعم المقدم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإسهام في تطوير قطاع التعليم في صفوف محو الأمية وذوي الإعاقة.

من جانبها أكدت المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين الدكتورة نجوى فضل، أهمية هذا الدعم الذي من شأنه الإسهام في تأهيل وتدريب فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.

بدورها أوضحت رئيس جمعية المهرة لرعاية وتأهيل الصم وضعاف السمع والإعاقة الذهنية خير دوامة ياقوت، أن هذه الوسائل ستساهم في تسهيل إيصال المعلومة للطلاب ورفع الكفاءة التعليمية ومساعدة المعلمين على أداء مهمتهم النبيلة.
   

مقالات مشابهة

  • قطع المياه عن منطقة البداري في أسيوط لأعمال الصيانة اليوم
  • الصور الأولي لـ سلوي عثمان من مسلسل سيد الناس .. شاهد
  • قطع المياه عن عدة مناطق في الدقهلية لأعمال الصيانة الأحد المقبل
  • خريطة فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق بالغردقة لأعمال الصيانة غدا
  • جامعة مطروح تعلن عن قافلة لمحو الأمية
  • متورط في ترويج المخدرات.. ضبط مغني راب تونسي شهير
  • صراع بين الزمالك وسيراميكا كليوباترا على ضم نجم تونسي.. تفاصيل
  • رامي تونسي: أكثر التعاقدات لمواليد يجب اشراكهم
  • فوبيا مرضية.. ترامب يحول “جوانتانامو” مركزاً لاعتقال المهاجرين 
  • توزيع مقاعد دراسية ومستلزمات تعليمية لمراكز محو الأمية وذوي الإعاقة في المهرة