قال تعالى
«فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» الآية رقم (٩٩) من سورة يوسف:
تجلت مشيئة الله وعظمته،أن يذكر فى كتابه الكريم إسم «مِّصْرَ»، الأرض الطاهرة المباركة، المغمورة بنعمة الأمن والأمان، ما جعل نبيه يوسف عليه السلام، أن ينادى أهله بأعلى صوته ويدعوهم أن يقطنوا ويدخلوا أرض «مِّصْرَ»، إذا أرادوا الخير والصلاح والعمار فى الأرض، لأنها الملاذ والملجأ الآمن لكل من ضاقت به السبل، وتعرض للنوازل والشدائد والأهوال، فقد أرادا سيدنا يوسف أن يبعث فى قلوب أهله البشرى والطمأنينة بأن يدخلوا «مِصْرَ» بلد الإيمان بمشيئة الله آمنين.
وقد شرف القرآن الكريم مكانة «مِّصْرَ» العلياء على لسان الأنبياء، وعلى ذلك ذكر أشرف خلق الله النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله عن إخلاص ورجال أهل «مِصْرَ»، فقد جاء عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: حدثنى عمر رضى الله عنه؛ أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة»، هكذا كانت وصية الصادق الأمين لأصحابه البررة الأخيار، عندما يأذن الله عليكم بفتح «مِّصْرَ» أن يتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا، لأنهم يرفعون كثيرًا من مبادئ شريعة العدل والإيمان والحرية، وهذا التوطيد يرفع مقام الوطنية المصرية لأبناء المؤسسة العسكرية، وإخلاصهم للوطن وللشعب فهم درعه وسيفه البتار على رقاب الأعداء... لقد أعز الله مصر بجيش قوي قادر على كبح جماح وإخفاق كل عدوان غادر عليها، فهوا عمادها ومجدها وعلوها ورفعة شأنها، وتعزيز مركزها الدولى أمام شعوب الدول العظمى.
وإذا النيل هو رمز الثروة والرخاء، والمصدر الأكبر لبناء حضارة مصر واتصالها بحضارة العالم القديم... فإن الجيش المصرى هو قلب مصر النابض ومن أقدس واجباته نحو الوطن، هو روح التضحية والفداء بالدم والنفس لسحق كل معتدٍ ينال من مقدرات الوطن وسلامة أراضيه... ويزداد العالم لنا احتراما فى قوة جيشنا وقادته المظفرين، لأن الأمم لا تحترم إلا الشعوب التى تقوى بجيشها... لأن الأمة بدون جيش هو إذلال وإضعاف مركزها الدولى وسط شعوب العالم، وأن تكون عرضه لسيطرة قوات دول خارجية وتصبح من السهل فريسة لاطماعها وسرقة خيراتها وثرواتها المادية والتاريخية.
إن جيش مصر له مكانة عظيمة فى قلوب المصريين، لأنه يأمن الشعب على حقوقه ومستقبله وحياته، والمحافظ على السلام والاستقرار ومقومات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... والحصن الحصين والمانع القوى ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الكنانة «مِّصْرَ»، لأن ثبات قوة عزيمتهم جعلت مخططات دول الشر تفشل فى تحقيق أغراضها الاستعمارية فى مصر، وهذا كان واضحا عندما أشدت وتفاقمت الاضطرابات فى دول الخراب العربى، وهذه المأساة التى أطلق عليها ثورات الربيع العربى، قد سقطت فيها الشعوب والجيوش وضاعت بسببها الأوطان وأريقت فيها الدماء، بعد أن تآمر الخونة والعملاء على أوطانهم وأصبحوا يمهدون الطريق أمام أقدام قوات الأعداء لاحتلالها، لكى ينشئوا على أنقاضها إرث مشروع سايكس بيكو الأولى، وهوا تقسيم وتفتيت الدول العربية، ولكن الجيش المصرى العظيم قد قطع خط الرجعة على هذا المخطط التآمرى للدول الكبرى... ومن خلال مقالى هذا أهيب بالشعب المصرى العظيم، بأن يساند الدولة وجيشها لأن قوة الدولة فى قوة جيشها، وعدم التحدث فى خطط ومهام القوات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعى، حماية لظروف البلاد والحفاظ على الأمن القومى والسلام الاجتماعى، فى ظل ظروف مقاومة الدولة للإرهاب ومحاربة الجيل الرابع فى نشر الشائعات، فيجب علينا أن نتفق على هذا التوافق، بعد أن زادت أطماع الدول الكبرى فى خيرات الوطن، ومركزه الإقليمى فقد زادت الأهمية الدولية له، خصوصا بعد الإنجازات والإصلاحات التنموية والاقتصادية التى حققتها الجمهورية الجديدة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حفظه الله تحيا مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ي وس ف آو ى إ ل ي ه أ ب و ي ه سورة يوسف
إقرأ أيضاً:
خاب وخسر من ضيعها.. أثمن 3 ساعات في رمضان يستجاب فيها الدعاء
الدعاء هو سلاح المؤمن القوي، والدعاء هو العبادة كما قال النبي: «إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي….»، وبشرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من يدعو الله بأن الله لن يرده خائبا بدعائه، فقال: «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [رواه أبو داود، وابن حبان]، ويبحث الكثير عن أوقات استجابة الدعاء وكيفية استجابة الدعاء وكيف يستجاب الدعاء بسرعة، وهناك ساعتان لا ينبغي على المسلم تفويتهما فى رمضان خاصةً يوم الجمعة ففيهما استجابة للدعاء.
3 ساعات لا تفوتها فى رمضانالساعة الأولى: قبل الإفطار
حضر وجبتك باكراً وخصص هذا الوقت للدعاء، لأن دعاء الصائم قبل أن يفطر لا يرد أبداً.. ادع لنفسك ولمن تحب.
الساعة الثانية: الثلث الأخير من الليل
هذه الساعة الثانية هى حوالي الثلث الأخير من الليل.. كرس هذا الوقت مع الكثير من الدعاء لطلب المغفرة لأنه حان الوقت، الله ينزل الى السماء ينادي من سيدعوني حتي أجيب من سيسألني فأعطيه؟ من يستغفر فأغفر له؟ صحيح البخاري.
الساعة الثالثة: من عصر الجمعة للمغرب
الساعة الأولى قبل الإفطار
للصائم عند فطره دعوة لا ترد وهذه الدعوة كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «للصائم فرحتان يفرحهما عند فطره وفرحة عند لقاء ربه»، فهناك أمران مهمان لاستجابة دعاء الصائم، وهما الأول عندما تتناول شيئًا من الطعام بعد طول الصيام كأنك تحيي الجسد وتفرج كرب هذه الخلايا وهذه لحظة من اللحظات التى يستجيب عندها الدعاء.
والثانية هي أنك في حاجة إلى الطعام وإلى الإقبال على ما منعت منه ومع ذلك فأنت مقبل على الدعاء فتقدم التوجه إلى الله تعالى على حاجة نفسك، ولذلك كما جاء في الحديث «أحب الذكر الى الله تعالى سُبحة الحديث قالوا وما سُبحة الحديث يا رسول الله قال القوم يتحدثون والرجل يسبح» فهذا متعلق بالملأ الأعلى فيكون غيره مقبلا على الطعام وهو مقبل على ربه، علم أنه في حالة إجابة فيسأل ربه أن يتقبل منه وأن يغفر له.
وكما جاء فى الحديث «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك آمنت وعليك توكلت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله».
الساعة الثانية استجابة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
قيام الليل من أوقات استجابة الدعاء، وهو من أوقات الغفلة التي تعدل الهجرة إلى مدينة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فراراً بالدين، فإنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول:«هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له، حتى يطلع الفجر»، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء».
وورد في السنة الصحيحة أن المحافظة على قيام الليل لها معجزات عظيمة، منها ما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، من الفضائل الخمس، فقال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد".
وورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والارض ولك الحمد أنت رب السماوات والارض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لى ماقدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت).
وجاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَجُلاً، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ». قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «يا أيها الناسُ أفشوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ، تدخلون الجنةَ بسلامٍ».
ولقيام الليل أثر كبير على نقاء وسلامة القلب، حيث قال الشيخ أبو اليزيد سلامة ، الباحث في مشيخة الأزهر الشريف، إن قيام الليل، وصيام النهار لهما أثر كبير جداً على نقاء وسلامة القلب ، متابعا أن لذة الحياة تنبع من القلب السليم .
وأضاف الشيخ أبو اليزيد سلامة ، خلال استضافته في برنامج "صباح الخير يا مصر"، والمذاع على فضائية " القناة الأولى المصرية"، أن من علامات الشعور باللذة في الجنة هي نزع الغل من قلوب المؤمنين للتمتع بالنعيم، والقدر الكافي من التسامح، والمغفرة.
وتابع، أن الإنسان الذي يقتدي بالنبي الكريم يتمتع بسلامة الصدر، مستدلا على ذلك بتصرف الرسول مع "عبد الله من أُبي "، وكيف سامحه النبي بعد طلب من ابنه، ومنحه ردائه ليكفنه، مبيناً أن الطهارة القلبية خلق وقيمة مارسها الرسول في كافة جوانب حياته، وأن طهارة القلب تتحقق في عدد من الـ خطوات، وأولها ذكر الله مع استحضار القلب، وقراءة القرآن .
الساعة الثالثة تكون فى يوم الجمعة
اختلف العلماء في تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة، وانتهى البحث فيها إلى قولين تضمنتهما الأحاديث النبوية، وأحدهما أرجح من الآخر.
القول الأول: أنها بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، وحجة هذا القول ما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ»، وروى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاه» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا».
القول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وغيرهم، وحجَّة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ».