ما بين نتانياهو والبابا أوربان
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
هناك خيط تاريخى سميك بين 27 نوفمبر عام 1095 – بداية الحروب الصليبية على المشرق العربى، والرابع عشر من مايو 1948 تاريخ الإعلان عن قيام الكيان الصهيونى النازى.. يوم 27 نوفمبر 1059 بدأت أحداث أولى الحملات الصليبية بخطبة ألقاها البابا أوربان الثانى (1088 – 1099) فى حشود من المستمعين الذين اجتمعوا فى حقل فسيح فى أوفرينى بكليرمون فى جنوب فرنسا.
تجييش البابا أوربان لمتطرفى أوروبا كان ولا يزال يعنى انتقال الكنيسة الكاثوليكية من فضاء الدين إلى رحاب التاريخ. «من كتاب: ماهية الحروب الصليبية للدكتور قاسم عبده قاسم».
استمرت الحملات الصليبية حتى القرن الخامس عشر، وحتى القرن الثامن عشر بقى لهذه الحروب جاذبيتها فى الغرب الأوروبى حيث شاركت عشرة أجيال تقريبا فى هذه الحروب، قتالا وتمويلا وتجييشا..
دفع عرب المشرق أثمانا باهظة من تاريخهم ودمائهم ومقدراتهم نتيجة لهذه الحملات الاستعمارية المسعورة التى كانت تخرج من مواقعها الأوروبية بمباركة البابا.. لقد كانت الحروب الصليبية سببا رئيسيا فى تعطل قوى الإبداع – كما يقول د قاسم عبده قاسم – والنمو فى الحضارة الإسلامية. وفى نهاية فصول العصور الوسيطة للحروب الصليبية دخلت بلدان المشرق العربى فى منحنى التدهور والأفول وانتهى الأمر بسقوط العالم العربى تحت السيادة العثمانية. ورغم أن المنطقة تحت السيطرة العثمانية لم يتمكن منها الاستعمار الغربى الصليبى لقرابة أربعة قرون، إلا أن كل شيء انتهى باستعمار أوروبى حديث جمع المغرب والمشرق العربى فى سلة استعمارية فرنسية بريطانية إيطالية..
هذا التاريخ خلق قناعة استراتيجية عند الغرب الأوروبى منذ منتصف القرن التاسع عشر بأن الروح الاستعمارية الغربية فى حاجة إلى جسد متقدم دائم بالمشرق العربى. ولم يكن هذا الجسد سوى الكيان الصهيونى النازى المعروف اليوم بإسرائيل.. بعضنا يتصور أن هناك نوعا من التبجح والفجر فى العدوان والخصومة تبدية الدول الغربية والولايات المتحدة تجاه الفلسطينيين والغرب ككل. الحقيقة التاريخية المؤكدة أن الـCNN أو الـBBC أو دويتش فيله وحتى شبكات الفيسبوك بوك وX–كل هذه النوافذ هى منابر بابوية قديمة فى عصر جديد.. بايدن لا يقول أكثر مما قاله البابا أوربان ومستمر على دربه، ماكرون أو شولتس لم يقولا أكثر مما أبداه البابا أوربان قبل 929 سنة من روح عدوانية استعمارية بغيضة ومعبأة بكل صنوف «القرف التاريخى « قبل 929 عاما ومستمرون على دربه.. واليوم نيتانياهو هو الابن الشرعى للحملات الصليبية، والابن الشرعى للنازية والابن بالدم لباباوات العصر فى أمريكا وأوروبا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: والبابا أوربان نتانياهو كامل عبدالفتاح الكيان الصهيونى
إقرأ أيضاً:
قاسم الجاموس.. صوت الثورة السورية ينتهي بحادث سير
بغداد اليوم- متابعة
توفي الناشط والمنشد السوري قاسم الجاموس، المعروف بـ"صدى حوران"، اليوم الإثنين، (3 آذار 2025)، إثر حادث سير مروع على طريق بلودان الديماس.
وجاءت وفاته بعد ساعتين فقط من نشره منشورًا على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل فيه عن مدة الطريق من جبال بلودان إلى الضاحية الجنوبية، في مشهد اعتبره متابعوه مؤثرًا ومؤلمًا.
من هو قاسم الجاموس؟
ينحدر قاسم الجاموس من مدينة داعل في درعا، وكان من أبرز الأصوات الثورية التي صدحت بالأهازيج والمواويل الداعية للتظاهر ضد النظام السوري، ولعب دورًا بارزًا في الحراك الشعبي منذ اندلاع الثورة، حيث كان يقود المظاهرات بصوته الجهوري، مشعلًا الحماسة في قلوب المحتجين.
وبعد سيطرة النظام السوري على درعا، انتقل إلى إدلب، حيث استمر في نشاطه الثوري، وشارك في المظاهرات إلى جانب القائد والمنشد الراحل عبد الباسط الساروت، الذي شكّل رحيله جرحًا عميقًا في قلب الجاموس، ومنذ ذلك الوقت، كرّس صوته لنقل معاناة السوريين عبر الأناشيد والمظاهرات، مؤمنًا بأن "المظاهرات تبني وطنًا"، وكان دائمًا يردد: "الثورة يلي يخونها.. ماله أصل ماله أحد".
أناشيد ثورية
وقدّم الجاموس العديد من الأناشيد الثورية التي لاقت صدى واسعًا، مثل "الله أكبر يا بلد" التي جاءت تجديدًا للعهد الثوري بعد رحيل الساروت، و"سلام الله على إدلب"، حيث عبّر عن حبه وولائه للمدينة التي احتضنته، بالإضافة إلى أغنيته "هيهات أشوفك بعد هيهات" التي أنشدها بحزن على فراق الساروت ورفاق الثورة.
المصدر: وكالات