بوابة الوفد:
2025-03-10@22:39:34 GMT

دلالات جريمة اغتيال هنية

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

لن تكون عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس العملية الأولى ولا الأخيرة فى سياق الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فقد سبقها عمليات اغتيال عديدة كان أبرزها قائد حماس الشيخ أحمد ياسين وبعدها عبدالعزيز الرنتيسى وغيرهما الكثير. غير أن الواقع العملى ومتابعة مسار المقاومة بعد هذه العمليات يشير إلى أنها لم تكن بأى حال وسيلة للقضاء على المقاومة وإنما يزيدها اشتعالًا.

وإذا كانت العمليات السابقة رغم خطورتها جاءت فى ظروف كانت عواقبها محدودة فإن اغتيال هنية يأتى فى ظل ظروف بالغة التوتر ما ينذر بتصعيد لا يعلم عواقبه الا الله. 

فقد تم اغتيال هنية فى طهران وهو ما يمثل اعتداء على سيادة إيران ولذلك تحاول تل أبيب التمويه على الأمر بعدم الاعتراف بالعملية خشية رد فعل الإيرانى، كما يأتى بعد اغتيال القيادى فى حزب الله أو الرجل الثانى بعد حسن نصر وهو فؤاد شكر، ما يزيد من حالة الغضب والرغبة فى الانتقام من قبل فصائل المقاومة بل ويزيدها توحدًا.

من الجوانب الأولية التى يمكن الإشارة اليها فى معرض تناول هذه العملية هى الطبيعة الإرهابية للدولة الإسرائيلية تلك التى تحاول أن تلصق بخصومها تهمة الإرهاب، وإلا كيف يمكن تفسير اغتيال شخصية مثل هنية، فما هو الإرهاب إن لم يكن مثل هذا العمل كذلك؟ 

من ناحية ثانية يبدو أن إسرائيل عازمة على المضى قدما بالمنطقة إلى أقصى حالات الصراع لاستعادة هيبتها وقوة الردع التى تمتعت بها على مدار العقود الماضية والتى انهارت بفعل عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى وعلى وقع العمليات التى جرت بعد ذلك من جانب محور المقاومة مثل تلك التى تمت من قبل الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان بل وكذلك الضربات الرمزية التى تمت من قبل ايران بطائرات مسيرة على قلب إسرائيل. 

وقد يكون مما يعزز مساعى تل أبيب على ذلك حالة السيولة التى تعيشها الولايات المتحدة بفعل المرحلة الانتقالية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، حيث يوجد رئيس مشكوك فى أدائه بفعل حالته الصحية ومرشح أهوج هو ترامب يعلم نتنياهو مدى تأييده لإسرائيل فى مقابل كامالا هاريس المرشحة والتى ربما تدخل مجال المزايدة فى تأييد تل أبيب حرصًا على الفوز فى الإنتخابات. 

باختصار يبدو أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أمريكى لمواصلة تحقيق أهدافها ومواجهة المقاومة على طريقتها الخاصة، وهو ما يعززه خروج وزير الدفاع الأمريكى بعد اغتيال فؤاد شكر مباشرة ليعلن أن الولايات المتحدة ستشارك إسرائيل أى عمليات ضد الهجوم عليها من حزب الله.

بعيدًا عن الدلالات الأولية لعملية اغتيال هنية فإن تلك العمليات من ناحية أخرى تشير إلى ما يمكن وصفه بـ«تعملق» إسرائيلى وتعزيز الشعور لديها ولدى الخصوم بأنها القوة التى لا تقهر وأنها القادرة على الوصول إلى أى مكان والنيل من أى من يمس أمنها هو الأمر الذى أشار اليه بشكل واضح وزير الدفاع الإسرائيلى.

خطورة هذا الأمر انه يضع دول المنطقة بأكملها تحت رحمة الإرادة الإسرائيلية ورغباتها، وإذا كان الواقع يشير إلى أن الأمور تسير فى هذا المنحنى فإن المستقبل قد يحمل أشكالًا أكثر مأساوية من جر إسرائيل للدول العربية فى السكة التى تريدها، على نحو يذكرنا بالمثل التقليدى الذى يقول "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" وهو الجانب الذى يبدو للأسف أن دولنا العربية لا تدركه ولا تدرك خطورة "تسمين" الخصم الإسرائيلى.

اغتيال هنية سيزيد الموقف اشتعالًا، ولن يكون هناك حل سوى الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى، وقتها ربما نأمل فى حالة من الهدوء والاستقرار فى المنطقة.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق سياق الصراع ب اغتیال هنیة

إقرأ أيضاً:

الدفاع السورية تعلن انتهاء العمليات العسكرية في الساحل

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • الدفاع السورية تعلن انتهاء العمليات العسكرية في الساحل
  • إيران: إنهاء الإعفاءات الأمريكية للعراق جريمة بحق البشرية
  • تضارب الأنباء بشأن اغتيال مسؤول في الاستخبارات الإيرانية
  • حماس: إسرائيل ترتكب جريمة حرب جديدة بوقف الكهرباء وإغلاق المعابر
  • الجنرال الذهبي الشهيد الفريق عبد المنعم رياض.. قاد العمليات العسكرية على الجبهة المصرية ضد إسرائيل وأشرف على تنفيذ خطة تدمير خط بارليف
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • القمامة تتسبب في جريمة
  • مصر والأزمة السودانية- دلالات تحرير الأسرى
  • دلالات تصعيدية خطيرة: 26 غارة اسرائيلية في نصف ساعة