لم تكن أزمة افتتاح أوليمبياد باريس التى صدمت العالم مجرد أزمة عابرة ولكن- فى رأيي- هى أزمة عميقة تكشف زيف الحضارة الغربية كلها.. لأنها أزمة تتعلق بالثوابت والهوية.. ما حدث فى الحفل من سخرية واستهزاء بالديانة المسيحية يؤكد أن هذه الحضارة لا تقوم على أسس وقواعد راسخة.
الحضارة التى تقوم على الإلحاد والشذوذ والانحلال الأخلاقى وتنفق الملايين من أجل نشر هذه الأسس الهدامة على مستوى العالم هى حضارة زائفة لا تعدو كونها مجرد نهضة صناعية لا أكثر ولا أقل.
الحضارة التى تقوم على التمييز والكيل بمكيالين هى حضارة واهية وما حدث فى أزمة لوحة العشاء الأخير خير دليل على ذلك.. فالتجسيد المسىء للسيد المسيح من خلال لوحة ليونارد دافنشى من قبل مجموعة من المتحولين جنسيا هو أمر مقزز ومهين ويكشف مدى الانحدار الذى وصل إليه الغرب.
قامت الدنيا ولم تقعد بعد هذه الجريمة الوقحة -وهذا أمر طبيعى- واضطرت الشركة المنظمة إلى تقديم اعتذار إلى العالم.. لكن الغريب أن هذا العالم يلتزم الصمت عندما يتم حرق المصحف الشريف أو ارتكاب أى فعل مسىء للدين الإسلامى.
كنا نرى الرئيس الفرنسى ماكرون وهو يدافع باستماتة عن كل الجرائم التى تسىء للإسلام حتى انه قالها صراحة «لن نتخلى عن الرسوم وإن تقهقر البعض» منتهى التحدى لمشاعر ملايين المسلمين فى العالم، وتبنى ماكرون الرسوم السيئة للرسول الكريم بدعوى حماية حرية الرأى.. واليوم يلتزم ماكرون الصمت بعد الجريمة التى وقعت فى بلادة تحت سمعه وبصره.. لم يخرج ماكرون ليقول ان ما حدث فى افتتاح أوليمبياد فرنسا هو أمر يتعلق بحرية الرأى أو مثلا لم ينتفض ليدافع هذه المرة عن الشواذ الذين ظهروا فى محاكاة لوحة العشاء الأخير.. التزم ماكرون الصمت ولم يحرك ساكنا وهذا يكشف الحقد الأعمى على الإسلام والتعصب واتباع سياسة الكيل بمكيالين.
لقد كشفت فضيحة افتتاح الأوليمبياد زيف الحضارة الغربية وسقطت الأقنعة عن القادة المتعصبين الكارهين للإسلام والمسلمين.. من أجل هذا لا تعدو حضارتهم ان تكون مجرد نهضة صناعية تحمل بداخلها عوامل انهيارها.. لا يمكن لحضارة أو نهضة تقوم على الإلحاد والشذوذ والتفسخ الأخلاقى أن تدوم طويلا.. ولن يكون هناك مكان فى العالم الا للحضارة التى تحترم الأديان وتقوم على الأخلاق والعدل والحرية المساواة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب افتتاح أوليمبياد باريس تقوم على
إقرأ أيضاً:
رئيس الجمهورية: بِئس ما اقترفه استعمارٌ يَدّعي الحضارة بأرضنا الطاهرة
قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، أن الإستعمار الذي يدعي الحضارة والتمدن سطا بأساليبه الوحشية التدميرية على أرضنا الطاهرة وعطل مسيرة شعبها.
وبعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، برسالة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد الموافق لـ18 فيفري.
وقال رئيس الجمهورية، أن احتفال الجزائر باليوم الوطني للشهيد، هو تعبير عن وفاء الجزائريين لما قدمه من دماء شهدائه على درب التحرر والإنعتاق.
وذكر الرئيس، في هذه المناسبة، بقوافل الرجاء والنساء الأحرار، الذين قدموا تضحيات جسيمة بعدما أدركوا بعد عقود من النضال أن لا خِيَارَ إلّا الكِفَاح المُسَلَّح للتخلص من الاستعمار.
ولفت الرئيس تبون، إلى أن الاستعمار الذي يدعي الحضارة والتمدن سطا بأساليبه الوحشية التدميرية على أرضنا الطاهرة وعطل مسيرة شعبها.
مضيفا أن الإستعمار المستوطن لم يكن في حسبانه التفريط في خيرات الجزائر وثرواتها، لكن ثورة الشعب الجزائري أحبطت أوهامه.
وتابع رئيس الجمهورية في رسالته، أن الثوار من المجاهدين والمجاهدات خاضوا ببسالة وجدارة الكفاح المسلح. ولم تُثنهم حسابات موازين القوة ولم تُثبط عزائمهم الأهوال والمكابدات.
مؤكدا أنه على يقين تام بوعي الشعب والشباب بأن أصدق ما يعبر عن الوفاء للشهداء. هو تحقيق أصعب الرهانات في الاستحقاق النهضوي الاستراتيجي.